أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - مهند الصباح - كأس العالم ... صراع ثقافي، سياسي، وحضاري














المزيد.....

كأس العالم ... صراع ثقافي، سياسي، وحضاري


مهند الصباح

الحوار المتمدن-العدد: 5914 - 2018 / 6 / 25 - 11:54
المحور: عالم الرياضة
    


كرة القدم هي اللعبة الأكثر شعبيّة على مستوى شعوب العالم، تتنافس فيها المنتخبات الدوليّة بعد مرحلة طويلة من التصفيات لتتوّج المنافسة في دوري تعقده " الفيفا " كلّ أربع سنوات في إحدى دول القارات المأهولة، دوري هو بمثابة التقاء ومنافسة بين الحضارات والثقافات بشكل ودّي في ظاهر الأمر، بيد أنّه أشبه ما يكون بحرب عالميّة لا دماء فيها، تتواجه فيها الجماهير والفِرق بثقافاتها، بإصرارها، وبمدى وعيها وسلوكها أمام الآخرين. وهذا ليس بجديد، ومعروف لدى السواد الأعظم لدينا، لكن هل خطر ببالنا أنّها منافسة ودّيّة تُظهر مدى التعصّب للعرق والثقافة والسّياسة؟
شجّعت الجماهير العربيّة فِرقها الأربع المتأهّلة لكأس العالم والمنعقدة في دورته الحاليّة في روسيّا الاتحاديّة، شجعت المنتحب المصري على الرغم من عدم رضاها عن النظام الحاكم في مصر الشقيقة، والأمر مسحوبا على المنتخب السعوديّ الذي يعارض العرب سياسيات دولته في السّاحة العربيّة. ناهيك عن اصطفاف الجزائريّين خلف المنتخب المغربيّ على الرغم لما بين الدولتين من خلافات على الصحراء المغاربيّة وجبهة البوليساريو. تأييد الجماهير العربيّة للفِرق العربيّة مردّه وحدة العرق والثقافة والهمّ المشترك. الأمر هنا لا ينطبق على العرب فقط ، وإنّما أيضا على كافّة شعوب العالم، تماما كما شجّع الجمهور الاسكندينافي منتخب السويد ضدّ الألمان. جميعهم شجّعوا فرقهم ووقفوا خلفها سواء كانت غالبة أو مغلوبة، سواء واجهت فِرق دول متحضّرة ومتقدمة على دولهم أو العكس- وإن وجدنا أحدهم يقف خلف منتخب ضدّ بلاده فهذه حالة شاذّة لا يمكن تعميمها إطلاقا، وقد ينعته البعض بالخائن أو بالطابور الخامس-. وعند خروج بعض المنتخبات ومغادرتها المنافسة فإننا نلحظ لجوء الجماهير لدعم منتخب بلد يتقاطعون معه في الثقافة أو في القيم العامّة أو في السّياسة، مثلما حدث أثناء مباراة منتخب الجمهوريّة الإيرانيّة مع الولايات المتّحدة في عام 1998 في فرنسا، حين أصطفّ العرب خلف المنتخب الإيرانيّ ضدّ منافسه الأمريكي، لم ينجح المشجّع العربيّ حينئذ بالفصل ما بين الرياضة والسّياسة. وهذا دليل على مدى النزعة والتحيّز لدى الجماهير مع من يشبههم ويتقاسم معهم في أدنى المستويات كافّة. الشّعب العربيّ مع المنتخبات العربيّة والآسيويّة - إلى حد ما – ومع كلّ ما قال " لا " للولايات المتّحدة الأمريكيّة، شعوب أمريكا اللاتينيّة مع منتخباتها ومنتخبات دول جنوب العالم، والأمر ذاته ينطبق على شعوب دول العالم الشماليّ والغربيّ، وربّما شجّعت بعض الجماهير فِرق دول متقدمة لا لشيء سوى لانبهارها بحضارة تلك البلد وفي هذا نوعا من أنواع الشعور بالدونيّة الحضاريّة، وممنين النفس بالتطوّر والتقدّم.
هو ميدان أيضا للانتقام أو تصفيّة حسابات قديمة، وجميعنا شاهد كيف احتفل لاعبا المنتخب السويسري "غرانيت شاكا"، و "شيردان شاكيري"، وهما من أصل ألبانيّ بهدفيهما أمام منتخب صربيا، احتفلا بالشّعار الوطنيّ الألبانيّ، النسر المزدوج. هي أشياء دفينة تظهر بشكل عفويّ أو مقصود.
شئنا أم أبينا فإنّ العالم مقسوم ومنقسم، مقسوم ثقافيّا وحضاريّا، ومنقسم لمعسكرات تحكمها قواسم مشتركة.
على الرغم من تطوّر وسائل الاتصال بين شرق العالم وغربة وبين شماله وجنوبه إلا أنّ هذا التطوّر لم ينجح في إزالة علامات التحفّظ على الغير، وربّما كان للأجواء المشحونة في السّاحة الدوليّة عاملا له أشدّ الأثر في تغذية التعصّب الحاصلة في المواجهة السلميّة في كأس العالم في نسخته الحاليّة. وربّما هو تعصّب سرعان من ينتهي بانتهاء جولات المواجهة، ومع ذلك لا يمكن المرور عن هذه الظاهرة المتكررة كل أربع سنوات مرور الكرام. بل يجب دراستها من قبل علماء الاجتماع كي يستخلصوا ما قد يؤدّي إلى تقريب شعوب العالم من بعضها البعض، فشعوب العالم لا زالت بعيدة أشدّ البعد عن الالتقاء الخالص والمجرّد. سيبقى الشرق شرق، والغرب غرب، وتابع ومتبوع، ما دامت المصالح الفئويّة تحكم منظومة العلاقات بين الدول.



#مهند_الصباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل أخطأت الجبّهة الديمقراطيّة بقرارها المشاركة في الدورة الح ...
- بين القناعة والرضا والطموح أمور متشابهات ... كما أظنّ وأرى
- هل الإنسان مكتشف أم مخترع ؟ كما أظنّ وأرى
- لا يوجد حبّ مجرّد ... كما أظنّ وأرى
- المجلس المركزي وسحب الاعتراف، الهدف والمستهدف من القرار
- المثقف والاغتراب ... تحدٍ دائم
- مركز الليكود يفرض خيار الدّولة الواحدة
- بين معركة البوّابات وهبّة العاصمة
- ثلاث خيارات لا رابع لها
- الكمبرادوريّة الفلسطينيّة ومشروع الخلاص الوطني
- كتاب ثقافة الهبل يدعو لتحرير العقول
- لماذا تتم المصالحة الفلسطينية الآن؟
- معركة الأربعة عشر يوما والالتفاف الجماهيري الواسع
- حجارة الدمينو الفلسطينية
- الصمت الرسمي الفلسطيني من أزمة الخليج.
- قطع العلاقات مع دولة قطر...
- قراءة في رواية الحنين إلى المستقبل
- قراءة في رواية مسك الكفاية
- أربع رسائل في سرديّة - أيلول الأسود -


المزيد.....




- ليفربول ضيفا ثقيلا على جاره اللدود إيفرتون.. التشكيلة الأساس ...
- بعد أزمة الكلاسيكو.. هل سيتم جلب -عين الصقر- إلى الدوري؟
- العين الإماراتي يواجه يوكوهاما الياباني في نهائي دوري أبطال ...
- نقل نجم المنتخب الأرجنتيني السابق إلى المستشفى
- من هولندا.. تقرير يشير إلى بديل محتمل لكلوب
- تحديد منافس العين في نهائي دوري أبطال آسيا
- قبل مواجهة برايتون.. -خبر سعيد- وآخر صادم لغوارديولا
- “شجع المارد الاحمر”.. استقبل القنوات المجانية الناقلة لمبارا ...
- شاهد.. ثنائية صلاح في مرمى إيفرتون ورفضه الاحتفال بهما
- مستوحاة من أحصنة السباق.. سر تدريبات حراس المرمى بالنظارات ا ...


المزيد.....

- مقدمة كتاب تاريخ شعبي لكرة القدم / ميكايل كوريا
- العربي بن مبارك أول من حمل لقب الجوهرة السوداء / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - مهند الصباح - كأس العالم ... صراع ثقافي، سياسي، وحضاري