علمانية الدولة وأسس الدستور المدني

أحمد فاضل المعموري
كاتب

الحوار المتمدن-العدد: 6417 - 2019 / 11 / 23 - 12:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

المادة(٢) _ أولا- الإسلام دين الدولة الرسمي وهو مصدر أساس للتشريع . هذا النص الموجود في الدستور العراقي الدائم لسنة ٢٠٠٥ نسف مبدأ المواطنة لأنه ميز بين المسلم وغير المسلم في جمهورية العراق ولان نظام الحكم جمهوري وهو مصطلح غربي وليس في الاسلام معنى له سوى نظام حكم ينتخب الشعب له حاكم من الشعب لمدة محدودة لتيسير أموره السياسية والاقتصادية والعسكرية وفق الفصل بين السلطات . وكذلك تعارض هذه المادة مع مبدأ الديمقراطية في المادة (٢)- ب- لا يجوز سن قانون يتعارض مع مبادئ الديمقراطية التي هي حكم الشعب وتعليق مبسط لها ولكن العراق في ظل حكم الإسلام لمزور لهذا المفهوم واستغلاله من قبل الأنظمة التي تحكم مرة باسم الملكية ومرة باسم القومية ومرة باسم الإسلام السياسي وكلها بعيدة عن المفهوم الصحيح لهذه المادة الا لغرض الاستفادة من الانقسامات القومية والاثنية والطائفية والمذهبية وحتى الدينية ،اذا اردنا بناء دولة ديمقراطية تحترم وتؤمن بالجميع كأفراد سواسية ضمن دولة (وكاديان ومذاهب وطوائف وملل ). علينا أن نلغي هذه المادة من الدستور لأنها زجت من أجل تشويه حقائق الامور على العامة بحجة حماية الإسلام أولا وتطبيق مبادئ الإسلام واعتباره شريعة للحكم أو مصدر التشريع التي أنزلها الله على النبي محمد (ص) لتكون إرادة الإلهية وهذا غير صحيح لان الرسول جاء برسالة دينية وليس نظرية حكم ولا يجب أن تقصر على فئة دون أخرى أو ارغام على الناس، والرسول محمد (ص) ترك ذلك للناس دون استخدام للقوة أو فرضه على أرادة الناس وهو نبي ورسول فكيف يمكن تطبيق هذه الأمر ونحن نصنف الناس بين مسلم وذمي في هذا العصر الذي اصبح قرية صغيرة ، أن هذه المادة تنهي تطبيق مبدا الديمقراطية الصحيح . واذا أردنا نظام حكم مؤسسات حقيقية تعطي الشعب حقوقه وحرياته ولا تتعارض مع الفلسفة الديمقراطية ومبادئ الإسلام وعدم الإكراه القولي أو الفعلي، ولا دخل لنظرية الحكم بإرغام الناس على الإيمان أو تبني نوع الدين ( من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) . هذه وجه نظري الشخصية من اجل إصلاح فلسفة بناء دولة المواطنة للجميع وليس دولة المكونات أو الطوائف في الدستور العراقي الدائم لسنة 2005 ، وهو دستور تمييزي بامتياز ضد الاخرين من الاديان والطوائف الاخرى .

#أحمد_فاضل_المعموري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات