أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - ليلى والذئاب: الفصل الثالث عشر/ 1














المزيد.....

ليلى والذئاب: الفصل الثالث عشر/ 1


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 6411 - 2019 / 11 / 17 - 22:44
المحور: الادب والفن
    


مأخوذةً على غرّة بالخطيب الجديد، ابن زعيم الحي، وجدت نازو نفسها في موقف لا تُحسد عليه. لما أخذت الأم رأيها، لم تتردد في الرفض بقوة وتصميم: " لن أتزوجه ولو لم يبقَ رجلٌ آخر في الدنيا! ". كانت ليلو قد قدمت تواً إلى صالة الخياطة، المقفرة إلا من الابنة على ساعة الغداء، وهيَ محمّلة بعبء المهمة الصعبة، التي أوكلها إليها عليكي آغا الصغير. هذا، كان قد شدد على امرأته بتنبيه ابنتهما إلى ضرورة التفكير ملياً قبل اتخاذ قرارها: " إنه ليسَ عرضاً من أيّ طالب قرب، ولعل التسرع في الرفض هذه المرة يجلب على الأسرة كلها عواقب وخيمة "
" ما هذا الكلام الغريب، والحاج حسن رجل دين يعلم جيداً أن الزواج عنوةً عن إرادة البنت يُعتبر باطلاً شرعاً؟ "، كذلك ردت ليلو على رجلها بلهجة شديدة. وكانت هيَ، في واقع الحال، من اعترضت أولاً على شخص موسي. لكن زوجها تجاهل الاعتبارات الوجيهة، المستندة إليها امرأته، وطلبَ منها أن تفاتح الابنة في الموضوع: " إذا أعلنتكِ الرفضَ، برغم كل شيء، فلن أجبرها على تغيير رأيها "، كان قد قالها مطمئناً المرأة الثائرة.

***
حينَ عادت ليلو إلى زوجها بالجواب، زادت عليه قولاً من عندها على لسان ابنتهما: " إنها تهدد أيضاً بالانتحار، أو الهرب من المنزل! "
" ما هذا الهراء؟ مع من ستهرب؟ "، تساءل الأب مرتاعاً من هاتين الفكرتين.
" لن تهرب مع أحد، وأنتَ لن تغصبها على من لا تحب "، أجابت ليلو وكانت بغاية الحرج.
" من لا تحب؟ هذا لغزٌ آخر! "
" البنت قلبها يميل إلى أجيرك، ابن شيخي، وقد لمّحتُ لك عن الموضوع ذات مرة "
" لا أذكر أنك فعلتِ ذلك، ليلو؟ إذا كان الأمرُ مثلما تقولين، فإنني بالطبع أفضّل موسي على ابن شيخي "، قالها عليكي آغا وقد ظهر عليه الاستياء. احتفظت المرأة بالصمت لحظات، قبل أن يهديها تفكيرها إلى القول: " حمّاد كان أجيرك، وفوق ذلك، كان بدوياً غريباً وأشبه بالعبد. إنه صارَ من وجوه الحي، على أثر زواجه من ابنة محمد آغا. ثم أعطاه الآغا، بعد وفاتها، ابنة شقيقته "
" حمّاد غير ابن شيخي، من ناحية الأخلاق، ولن تزيّنه القرابة في نظري "، قاطع الرجلُ زوجته ولو أن نبرته لم تكن مبرمة في الرفض. هزت ليلو رأسها، علامة على تأييد رأي الرجل، ثم عقّبت بالقول: " ليسَ ثمة إنسانٌ كامل، يا آغا. إننا من نسل آدم عليه السلام، الذي طرد من الجنة بسبب سرقته ثمرة تفاح ! ".

***
هواء الخريف، اللاسع البرودة، كان يهبّ عبرَ باب البيت المفتوح؛ هنالك، أين وقف العاشقان المفترضان. كانت نازو قد انتقلت هذه المرة من التلميح إلى التصريح، بهدف حثّ شيخي على إبداء رأيه صراحة في موضوع الزواج. الموقف المستطير، جعلها تستهتر بكل الاعتبارات؛ هيَ ابنة الآغا، صاحبة الكرامة وعزة النفس: " أبي على علم بمشاعرنا، لكنه ينتظرك أن تعلنها على مسمعه كي ينقلها إلى الحاج حسن وينهي الموضوع "، اختتمت كلامها وهيَ متأثرة حد ذرف الدموع. في حقيقة الحال، أن نازو كانت قد ضمنت كلامها معه فكرةَ الهرب، دون أن تلقى من لدنه الحماس المطلوب والمتوقع.
إلا أنّ هذه فرصة لا يمكن تفويتها، بالنسبة لشابٍ بائس نسيَ الناس حتى اسمه وصاروا يعرفونه بلقب أبيه. تبدى المستقبلُ لشيخي، تماماً كما حلمَ به في الأشهر الأخيرة حينَ انتقل إلى رغد العيش على خلفية علاقته السرية مع المرأة الغنية، التي كانت تقريباً بعُمر والدته. هكذا تأمل هنيهةً ماعونَ طعام معلمه، وكان بين يديه، قبل أن يرفع رأسه: " سيكون الأمر على ما ترغبين، فلا تقلقي من ناحيتي. وإذا رفضَ والدك سأكونُ الأجيرَ الثاني، الهارب من خدمته مع فتاة يحبها! "، تكلم بلهجة عملية وخالية من العاطفة ـ كدأبه مع نساءٍ عرفهن في خلال العامين الأخيرين.

* مستهل الفصل الثالث عشر/ الكتاب الثاني، من سيرة سلالية ـ روائية، بعنوان " أسكي شام "



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليلى والذئاب: بقية الفصل الثاني عشر
- ليلى والذئاب: الفصل الثاني عشر/ 1
- ليلى والذئاب: الفصل الحادي عشر/ 5
- ليلى والذئاب: الفصل الحادي عشر/ 4
- ليلى والذئاب: الفصل الحادي عشر/ 3
- ليلى والذئاب: الفصل الحادي عشر/ 2
- ليلى والذئاب: الفصل الحادي عشر/ 1
- ليلى والذئاب: تتمة الفصل العاشر
- ليلى والذئاب: مستهل الفصل العاشر
- ليلى والذئاب: بقية الفصل التاسع
- ليلى والذئاب: الفصل التاسع/ 2
- ليلى والذئاب: الفصل التاسع/ 1
- ليلى والذئاب: الفصل الثامن/ 5
- ليلى والذئاب: الفصل الثامن/ 4
- ليلى والذئاب: الفصل الثامن/ 3
- ليلى والذئاب: الفصل الثامن/ 2
- ليلى والذئاب: الفصل الثامن/ 1
- ليلى والذئاب: الفصل السابع/ 5
- ليلى والذئاب: الفصل السابع/ 4
- ليلى والذئاب: الفصل السابع/ 3


المزيد.....




- اعلان 2 الأحد ح164.. المؤسس عثمان الحلقة 164 مترجمة على قصة ...
- المجزرة المروّعة في النصيرات.. هل هي ترجمة لوعيد غالانت بالت ...
- -قد تنقذ مسيرته بعد صفعة الأوسكار-.. -مفاجأة- في فيلم ويل سم ...
- -فورين بوليسي-: الناتو يدرس إمكانية استحداث منصب -الممثل الخ ...
- والد الشاب صاحب واقعة الصفع من عمرو دياب: إحنا ناس صعايده وه ...
- النتيجة هُنا.. رابط الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2024 ...
- عمرو مصطفى يثير تفاعلا بعبارة على صورته..هل قصد عمرو دياب بع ...
- مصر.. نجيب ساويرس يعلق على فيديو عمرو دياب المثير للجدل (فيد ...
- صدور ديوان كمن يتمرّن على الموت لعفراء بيزوك دار جدار
- ممثل حماس في لبنان: لا نتعامل مع الرواية الإسرائيلية بشأن اس ...


المزيد.....

- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - ليلى والذئاب: الفصل الثالث عشر/ 1