رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 6408 - 2019 / 11 / 14 - 00:48
المحور:
الادب والفن
"دماء في أزقته
شهيد اسمه عمر
وقد عرجت به الروح
إلى جنات تعتمر"
عندما يأتي اللفظ متماثلا مع الحدث/الموضوع فهذا يشير إلى توحد الشاعر/الكاتب مع ما يكتبه، وعندما يبدأ الحدث ساخنا/مؤلما/قاسيا، ثم يأخذ في التراجع شيئا فشيئا فهذا يتماثل بالطبيعية الإنسانية التي تخلق/توجد لنفسها حالة من (النسيان) حتى لا تبقى أسيرة للحزن وللألم، وحتى تستطيع مواصلة الحياة، وعندما تأتي فكرة الجنة/الفردوس كنتيجة للنهاية المأساة، فإن هذا يعد أفضل/أحسن عزاء للمصابين، هذا على صعيد تناسق الفكرة وطريقة تقديمها، فقد بدأت بمأساة/الشهادة وانتهت بالجنة، ويضيف "إسماعيل حاج محمد" جمالية على ومضته عندما استخدم في بدايتها "دماء...عمر"/المأساة وجعل نهايتها وفي آخر كلمة "الجنات تعتمر" فالقسوة والسواد الذي بدأت به المأساة انتهى وأزيل تماما من خلال الجنات وتعتمر، فالبياض انتهى ومحى أي أثر للسواد.
وإذا ما توقفنا عند الومضة سنجدها تتكون من ثلاثة أقسام، البداية القاسية: "دماء في أزقته"
والوسط الذي جاء متوازيا بين القسوة والفرح
"شهيد اسمه عمر
وقد عرجت به الروح"
وخاتمة مطلقة البياض " إلى جنات تعتمر"
وهذا التناسق ما كان ليكون دون توحد الشاعر مع الومضة، فقد توحد وانصهر مع الحدث/الفكرة فخرج علينا بهذه الحلة الجميلة.
الومضة منشورة على صفحة الشاعر
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟