أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد علام - أخيراً، بدء خصخصة اقتصاد الجيش، كيف؟! حقاً، لقد بدأت مرحلة الجهاد الاعظم.















المزيد.....



أخيراً، بدء خصخصة اقتصاد الجيش، كيف؟! حقاً، لقد بدأت مرحلة الجهاد الاعظم.


سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.

(Saeid Allam)


الحوار المتمدن-العدد: 6406 - 2019 / 11 / 12 - 09:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"ان العالم لا ينتهى عند صندوق النقد،
بل يمكن ايجاد حياة جميله بعده."
نستور كريشنر
رئيس الارجنتين.




"يثير النزاع المسلح بين الامم الرعب فى نفوسنا،
لكن الحرب الاقتصادية ليست افضل على الاطلاق من النزاع المسلح،
الامر اشبه بعملية جراحية؛ فالحرب الاقتصادية عذاب استنزافى، لا تقل اضراره فظاعة
عن تلك التى ترصد فى الثقافة الحربية بمعناها الحرفى، ونحن لا نكترث بشأن تلك الحروب
اذ اننا الفنا عواقبها القاتلة .. من الصائب ان تنشأ حركات مناهضة للحرب،
وانا اصلى لنجاح مثل تلك الحركات، لكنى لا استطيع ان اضع حداً للتخوف
القارص من فشلها فى استئصال الطمع البشرى: اصل البلاء كله."
م. ك. غاندى، "اللاعنف: اقوى الاسلحة"، 1926.




ان بعد العسر يسر ..




فى اليوم الاخير من شهر اكتوبر 2019، اعلن الرئيس السيسى، "لابد لشركات القوات المسلحة ان تطرح فى البورصة"، واضاف، "ان القطاع الخاص مرحب به للمشاركة فى هذه الشركات، وكذا شركات قطاع الاعمال، وهذه الاجراءات نعمل فيها منذ ثلاث سنوات"، كما اكد ان،" الصندوق السيادى المصرى، والمنتظر ان يكون حجمه عدة تريليونات، سيشمل شركات القوات المسلحة"، وهو الصندوق التى تطرح من خلاله سندات دولية (قروض دولية بضمان اصول الدوله، ولكن، ولاول مره، ستشمل اصول شركات القوات المسلحة).(1)(يوتيوب – كلمة الرئيس السيسى، https://www.youtube.com/watch?v=YK9JYXECtPU)



فى الوقت الذى عنت فيه 25 يناير 2011، للنظام المصرى اعلاناً من المجتمع المدنى المصرى بالغاء العقد الاجتماعى مع سلطة يوليو الممتدة، عنت فى نفس الوقت، عند حكام عالم اليوم، اللحظة الواجب اقتناصها من نظام يوليو وهو فى اضعف حالاته، بفرض "صفقة القرن" فى الجانب السياسى، وفتح السوق المصرى على البحرى، مدنياً وعسكرياً، امام الرأسمال العابر للجنسيات، حكام عالم اليوم، على الجانب الاقتصادى. وقد كان.(2)( إعادة اعمار شرعية النظام فى مصر! ، الحوار المتمدن-العدد: 6403 - 2019 / 11 / 8، http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=655045)



لقد تم انجاز الكثير، وباقى الكثير، من استحقاقات هذه المرحلة الاولى، الا ان اعلان السيسى هذا، هو بمثابة اعلان موافقة "رضا" "خضوع" من السلطة المحلية الحالية، للانتقال الى المرحلة الثانية، مرحلة تسليم اقتصاد الجيش، تسويقاً وتملكاً، بعد المرحلة الاولى، مرحلة تسليم المجتمع المدنى للصندوق، وكله، من اجل ضمان استمرار السلطة فى الحكم، واياً كانت المدة التى ستستغرقها هذه المرحلة الثانية، فهى ستسير بالتوازى مع الانتهاء من باقى استحقاقات المرحلة الاولى، ان هذه المرحلة بهذا الاعلان، قد بدأت بالفعل من حيث المبدأ، بالنسبة لخصخصة اقتصاد الجيش، مرحلة الجهاد الاعظم.(3)(ليس صدفة: الاعلان عن طرح شركات للجيش المصرى، وارامكو السعودية، فى نفس الاسبوع.
الحوار المتمدن-العدد: 6399 - 2019 / 11 / ).



ولم يكن فى الحقيقة، من الممكن انجاز المرحلة الاولى، مرحلة تأسيس "اقتصاد خاص" حر، بدون "دعم"، بقتل الالاف، وانشاء معتقلات فى ارجاء الوطن، وسجن عشرات الالاف، فقمع الاكثرية، ومنح "الحرية الاقتصادية" لمجموعات محظوظة قليلة، يشكلان وجهان لعملة واحدة. هناك انسجام داخلى بين "السوق الحرة" و"الرعب اللامحدود".(4)( اليسار يهزم صندوق النقد فى الارجنتين .. عقبالنا!، 2019 / 11 / 2، http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=654492)



ولانه كالعادة، ووفقاً للمرض المزمن الذى تعانى منه النخبة السياسية المصرية، المتمثل فى اصرارها على ان تكون على الدوام مجرد رد فعل لما تقرره السلطة!، بأستثناء 25 يناير 2011 الذى قاد فيه شباب نبلاء اذكياء "فعل" اجبر السلطة على ان تكون مجرد رد فعل، - الى حين -، وبعيداً عن ما آلت اليه الامور بعد ذلك من الالتفاف على الثورة، عن طريق توظيف السلطة لجشع وانتهازية الاخوان المسلمين فى "خارطة طريق"، الالتفاف على 25 يناير، على طريقة "ذبح العريس للقطة امام العروس فى ليلة زفافها"، امام كل القوى الفاعلة فى المجتمع المصرى، مع سبق الاصرار والترصد، ليتحقق هدفان بضربة واحدة، الاول: توجيه ضربة قاصمة للاخوان، الخصم التاريخى اللدود لسلطة يوليو، اما الهدف الثانى الذى يتحقق بنفس الضربة، فهو بث الرعب والفزع لدى باقى القوى التى قد تخول لها نفسها ان تحلم يوماً بالوصول الى السلطة وازاحة سلطة يوليو الممتدة.(5) فى مصر، لا يرحل الرؤساء وفقاً للدستور! هل يرحل -السيسى- بعد -صفقة القرن-؟!، الحوار المتمدن-العدد: 6230 - 2019 / 5 / 15
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=637290



بعيداً عن السذاجة المزمنة المصنعة تصنيعاً. وفقاً للنجاحات المنقطعة النظير، شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً، التى يحققها حكام عالم اليوم، تحالف الاحتكارات العالمية من فرض السياسات النيوليبرالية الاقتصادية، لم يكن لمسألة فتح "فشخ" دول منطقة الشرق الاوسط على مصراعيها امام هذه السياسات، لم يكن لها الا ان تتم، كانت المسألة فقط تتعلق بمعدلات تحققها، لذا فأن المعدلات المتسارعة "البجحة" لتصفية القضية الفلسطينية، بأهدار كل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، "صفقة القرن"، لم يكن لها ان تتحقق بهذه الصفاقة، بدون التخلص من المعدلات البطيئة التى كان يتسبب فيها الرئيس "المعمر" لواحدة من الدول الاساسية فى الشرق الاوسط، مصر، مبارك، حيث لن يفتتح السوق الكبير، الشرق الاوسط الكبير، بدون "التخلص" من "العائق" المركزى، القضية الفلسطينية، به يتم تثبيت الاستقرار الامن للـ"كتيبة القتالية" المتقدمة "اسرائيل"، وتثبيت وضعها كقوة مسيطرة قائدة للشرق الاوسط الجديد.


ايضاً، بعيداً عن السذاجة، لم تكن مماطلة مبارك، رغم الضغط الامريكى، من مسألة تغيير العقيدة القتالية للجيش المصرى، وتحولها الى عقيدة ما يسمى بـ"الحرب العالمية على الارهاب"، نابع من موقف ثورى للرئيس الاسبق مبارك، دفاعاً، مثلاً، عن حق الشعوب المحتلة فى المقاومة المسلحة للتحرر من الاحتلال، مثل، حق الشعب الفلسطينى فى المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الاستعمارى الاستيطانى الاسرائيلى، لقد كان مبارك، بحكم ثقافة عسكرية "سابقة" وخبرة، حريصاً على وحدة الجيش وتماسكه، فى مواجهة احتمالات مفزعة تستحضرها الـ"عقيدة" الامريكية للـ"الحرب العالمية على الارهاب"، التى تدافع عن مفهوم مضلل عن الارهاب يتضمن المقاومة المسلحة ضد الاستعمار، بأعتبارها ارهابً، لان هذا الاستعمار تولت قيادته امريكا ذاتها، من بعد الحرب العالمية الثانية، وما يستتبعه هذا المفهوم للارهاب من تداخل بين المدنى والعسكرى، مما يورط قواته العسكرية فى معارك مدن وشوارع وازقة وقرى، وهو ما يمثل تهديداً خطيرا لوحدة وتماسك جيش تتشكل قاعدته الاساسية من مجندين من بين ابناء الشعب.


"ورحل مبارك فى 11 فبراير 2011، وهى نفس لحظة "الاعلان الرأسمالى العالمى" عن انتهاء مرحلة الممانعة المباركية لتغيير العقيدة العسكرية المصرية، والتحول الى عقيدة "الحرب على الارهاب"، والانخراط فيما يسمى بـ"الحرب العالمية على الارهاب"، تجلياً للارتباط العضوى النافذ بأتفاقية كامب ديفيد، التى اخرجت اسرائيل من خانة عدو مصر، وافترضت بـ"الضرورة"، انتقال العقيدة القتالية للجيش المصرى الى الجهة الاخرى من الجبهة، جهة "الحرب العالمية على الارهاب"، وفقاً للمفهوم الرأسمالى العالمى بقيادة امريكية، وهو الامر الذى ماطل مبارك طويلاً فى قبوله."(6) (الطريق الى -صفقة القرن- مر عبر 25 يناير! القاهرة، الاثنين 13/5/2019م، http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=637167)


بدأت مرحلة جديدة من الاستيلاء على مقدرات منطقة الخليج العربى والفارسى معاً، الغنى بالبترول، بتفعيل صراع عسكرى فعلى مباشر بينهما بالوكالة فى اليمن، والانتهاء من مرحلة استخدام ايران كفزاعة لاستنزاف دول الخليج، والانتقال الى المرحلة الاعلى من استنزافه بصراع عسكرى مباشر بين الخليج العربى والخليج الفارسى، وهو ما يؤدى فى نفس الوقت، بالاضافة الى زيادة مبيعات السلاح بشكل غير مسبوق، الى انهاك كلا الطرفين، الخليجى، العربى والايرانى، فيتم التهامهما، وبذا يكون قد تم الاجهاز على المراكز القوية العربية فى الشرق الاوسط، العراق، سوريا، ليبيا، اليمن، ثم الخليج العربى والفارسى، ليأتى من بعدها الدور على مصر، الجائزة الكبرى، الدولة الوحيدة الكبرى التى ماتزال متماسكة فى قلب الشرق الاوسط، ليتحقق جوهر صفقة القرن، بالقيادة الاسرائيلية لمنطقة الشرق الاوسط، القيادة الميدانية.


زرع ودعم اسرائيل فى الشرق الاوسط، ليس لدوافع دينية، "يهودية"، بل عن طريق توظيف الدوافع الدينية ذاتها، اسلامية vs يهودية، فى الصراع، والتى من خلالها تم تفعيل ازمة حادة داخل منطقة معظم سكانها ديانتهم اسلامية، ليتم استنزافها فى صراع دائم، "ازمة حادة"، على مدى اكثر من سبعة عقود متصلة، مع عدو "يهودى"، وبالاضافة لمبيعات السلاح، وتأمين قواعد عسكرية غربية فى المنطقة، امكن ايقاف اى تنمية مستدامة لمجتمعات هذه المنطقة، عدا اسرائيل بالطبع، اى الحفاظ على ان تظل هذه المنطقة هى سوق للعمالة وللمواد الخام الرخيصة، خاصة البترول، من ناحية، وسوق لمنتجات الاحتكارات الغربية، من ناحية اخرى.


بعد الانتهاء من الخليج بشقيه العربى والفارسى، خلال السنوات القليلة القادمة، يكون الدور قد حل على مصر، اكبر واهم دول قلب الشرق الاوسط. التى تشير كل المؤشرات الى ان الصراع الطبقى بين اغلبية ساحقة تزداد فقراً يوماً بعد يوم، فى مواجهة اقلية، تقل عدداً وتزداد ثراءاً يوماً بعد يوم، انه سيكون المجال الذى ستفعل فيه الازمة الحادة الى حدودها القصوى، "الازمة الحادة"، اللازمة لألتهام مصر بعد تفكيكها، من قبل حكام عالم اليوم، الاحتكارات العالمية، الشركات العملاقة العابرة للقارات. ان تفجير مصر من الداخل على ارضية صراع طبقى، اقتصادى/ اجتماعى، على رأس جدول اعمال حكام عالم اليوم، خلال السنوات القلية القادمة.
عندما تشرع فى اكل قطعة كبيره من اللحم، تقوم بتقطيعها بـ"الشوكه والسكينة"، حتى يمكنك التهامها.


ان التزايد المتسارع لظاهرة الفصل الديموجرافى الطبقى، "الكومبوندات"، الحادث فى مصر بكثافة، خلال السنوات الاخيرة، للفصل الديموجرافى بين الفقراء والاغنياء، هو مؤشر عن مسار وتوجهات الازمة الحادة القادمة فى الطريق، الازمة المطلوبة للتفكيك ، "تقطيع قطعة اللحم"؛ ان تزايد الفصل الطبقى، "العنصرى"، بين فقراء واغنياء مصر، بين عشوائيات للفقراء وكمبوندات للاغنياء، يؤشر الى ما هو قادم. انه تفجير لمصر من الداخل، وكالمعتاد لن يدفع ثمن هذه الازمة الحادة، "الصراع"، "التفجير"، حال حدوثه، سوى الفقراء؛ انه صراع بين مصالح متناقضة، بين طرف "وكلاء" مرتبطة مصالحهم عضوياً بالاحتكارات العالمية، وبين طرف لا يمتلك من اسباب القوة، سوى كونه الاغلبية، التى لن تتحول الى قوة حقيقية، تقوى على مجابهة الحلف العالمى/ المحلى، سوى بوعيها المتراكم، وتنظيماتها المستقلة، خلال نضالها السلمى.(7)(تفجير مصر من الداخل ! لماذا الاكتفاء بحلب البقرة، لما ممكن الاستحواذ على البقرة ذاتها، 2018 / 11 / 23، http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=619060)


وكان النظام المصرى قد قام فى يوليو 2018، بعد مماطله، فى الاعلان عن بدء الخطوات التنفيذية لطرح خمس شركات ناجحة، مملوكة للدولة فى البورصة المصرية، ضمن المرحلة الاولى من خصخصة الكيانات الاقتصادية المملوكة للدولة "مدنياً"، التى تشمل 23 شركة، كياناً اقتصادياً ناجحاً، هو فى جوهره، اعلاناً عن بدأ الدفعة الاولى، "المدنية"، من المرحلة الثانية، من الحاق السوق المصرى بالعولمة الشركاتية، اعلاناً ببدء مرحلة الجهاد الاعظم، جهاد النفس، حيث المطلوب فى هذه المرحلة ممتلكات الدولة "النظام" نفسه؛ مرحلة تختلف نوعياً عن المرحلة السابقة، المرحلة الاولى، التى تم انجاز قدرها الاكبر، على حساب الشعب فقط، مرحلة الغاء الدعم وانخفاض قيمة الجنيه المصرى الى الثلث تقريباً، والارتفاع الجنونى فى معدل التضخم، "ارتفاع الاسعار"، وامتناع اجهزة الدولة عن اى رقابة على الاسواق، .. الخ؛ ولان المرحلة الثانية تتعلق بالتخلى عن الممتلكات الاقتصادية للنظام نفسه، "المدنية والعسكرية"، لذا فهى بدء مرحلة الجهاد الاعظم للنظام المصرى.


ولان وحش العولمة الشركاتية لا يرحم، فهو يمارس ضغطة بلا شفقة، ويختار أفضل الظروف لممارسة هذه الضغوط، وليس هناك افضل من نظام فى ازمة لممارسة هذه الضغوط عليه، ازمة سياسية او اقتصادية تلتهم شرعيته، عندها يكون النظام مستعداً لتنفيذ كافة الشروط التى يقوم بابلاغه بها السكرتير التنفيذى للشركاتية، صندوق النقد الدولى، بل فى بعض الاحيان يبادر النظام المأزوم، بتنفيذ ما هو اكثرمن المطلوب منه، سواء فى الحدة او القسوة او فى معدلات السرعة.


الا ان الامر يختلف عند النظام عندما "تروح السكرة وتأتى الفكرة"، عندما تذهب مرحلة ما يسمى تضليلاً بالاصلاح الاقتصادى او اعادة الهيكلة، الذى هو فى جوهره، اعادة برمجة موارد وطاقات المجتمع على مقاس النخبة القادرة اقتصاداً، النخبة الحاكمة سياسياً واقتصادياً، على حساب الفئات والطبقات الغير قادرة اقتصادياً، لصالح اسياد عالم اليوم، وتأتى لحظة تقتطع فيها هذه البرمجة ذاتها جزءاً معتبراً من المزايا الاقتصادية والسياسية التى يتمتع بها النظام، تأتى لحظة يكون مطلوب فيها من النظام ان يقطتع ممن يمتلكه هو نفسه، عندها يبدأ النظام الجهاد الاعظم، جهاد النفس؛ لحظة تكون فيها الشرعية هى الثمن.(8)(وبدأت مرحلة الجهاد الاعظم للنظام المصرى ؟!، الحوار المتمدن-العدد: 5938 - 2018 / 7 / 19
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=605730)


بدون كارثة طبيعية، "زلزال، اعصار، تسونامى .. الخ"، او كارثة مصنعة، "غزو، حروب اهلية، حروب طائفية، اضطرابات سياسية او اقتصادية .. الخ"، بدون الكارثة، سيظل الشعب يقاوم مشاريع ومحاولات نزح ثرواته الى الخارج، والغاء دور الدولة الوظيفى الاجتماعى، "دعم، اعانات، خدمات تعليم وصحة، مواصلات .. الخ". بحلول الكارثة تنهار مقاومة الشعب، وتلجأ سلطة الدولة، الخاوية خزائنها بفعل الفساد المستشرى، الى المؤسسات المالية الدولية لمساعدتها على "اعادة الاعمار"، فيتحقق الهدف. تتلقف المؤسسات المالية الدولية الفرصة، الاقراض بشروط، شروط تحول الدولة الوطنية الى "سوق مفتوح"، وتوقف الدولة عن اداء وظيفتها كدولة، الاندماج فى "عولمة الكوارث".


هل تسير مصر فى اتجاه "كارثة" ؟!
هل يمكن قراءة صورة اكثر وضوحاً عن واقع مصر ومستقبلها، وسط الضباب والغبار الكثيف الذى تثيره حالة عدم الاستقرار والغموض الممنهج، الذى تمر به مصر منذ يناير 2011؟!. الحالة التى سعت، ومازالت تسعى اليها قوى الثورة المضادة، التى عنى التغيير بالنسبة لها، ضياع المكاسب والامتيازات الهائلة التى تحصلت عليها منذ منتصف القرن الماضى، وكذلك اضاعة ميراث ابنائهم واحفادهم، وقد ساعدتهم فى تحقيق ذلك، للأسف، قوى معارضة، يمينية ويسارية، بأنانيتها وانتهازيتها المفرطة، وان بأوزان مختلفة.


بالضبط، هذا هو المطلوب، تصنيع "كارثة"، التى يتم تشكيلها من مزيج "عبقرى" من عناصر كارثية، اقتصادية وسياسية معقدة، وفقاً لخريطة طريق القوى المالية الدولية العالمية الجبارة المسيطرة دولياً، وبمساعدة عملاؤها المحليين، لتحويل الاضطرابات التى اعقبت 25 يناير 2011 الى "فرصة" تتشكل ملامحها الاساسية من (الانقسام السياسى مع وبين، النظام السياسى والمعارضة، "الاخوان، معارضة مدنية"، وبالتالى الانقسام الاجتماعى، بما يهدد السلم الاجتماعى، معاناة الغالبية العظمى من الشعب من ظروف معيشية طاحنة، الغاء الدعم، وتحرير السوق، والغاء الرقابة على الاسعار، بما يهدد الاستقرار، سد النهضة والتوترات الناجمة عن فاجعة احتملات جادة بالشح المائى، صفقة القرن – فقدان السيطرة على ممر تيران، وجزيرتى تيران وصنافير، صعود ازمة حلايب وشلاتين بعد ترسيم الحدود مع السعودية، الارهاب المستمر والمتنقل، ثروات الطاقة الهائلة لشرق البحر المتوسط، وتحولها الى منطقة صراع كبرى، العاصمة الادارية الجديدة، والسؤال المشروع: هل هى بمثابة "المنطقة الخضراء"، تحسباً لاضطرابات داخلية واسعة؟!، وما يبثه ذلك من توجسات وتوترات اجتماعية مقلقة .. الخ.(9)(المطلوب فى مصر: -كارثة- !، الحوار المتمدن-العدد: 5842 - 2018 / 4 / 11، http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=595353).


ان تسونامى العولمة الشركاتية الذى يجتاح العالم منذ منتصف النصف الثانى من القرن الماضى، يزيح فى طريقه كل مقاومة، فى الشرق كما فى الغرب. تسونامى بيع كل ما هو مملوك للدولة الوطنية الى الشركات متعددة الجنسيات، وعلى رأس جدول اعماله قطاعى الطاقة والنقل، (مثال الاضطرابات الحالية ضد خصخصة قطار فرنسا).


ليس مأزق "فريق السيسى" فى التعامل مع الداخل المصرى، لقد سبق ان نجح، ومازال، فى التعامل مع هذا الداخل، اقتصادياً وسياسياً، فقد ادرك مبكراً، انه لا يمكن تنفيذ سياسات الافقار الاقتصادية، (العولمة الشركاتية)، دونما قمع سياسى؛ ان مأزق "فريق السيسى" الغير مؤجل، هو فى التعامل مع الخارج وليس مع الداخل، الخارج الذى يرغب فى شراء ممتلكات الدولة المصرية، (مدنياً وعسكرياً)، من شركات ومؤسسات انتاجية وخدمية.(10)وها قد حسم "فريق السيسى" امره، وها هى شركات ذاهبة الى البورصة.
(10) مأزق -السيسى- الغير مؤجل ! لا شروط سياسية، اقتصاية فقط !
الحوار المتمدن-العدد: 5837 - 2018 / 4 / 6
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=594778



مأزق "السيسى" الغير مؤجل !
ان قوة الاقتصاد والسيطرة السياسية التامة للنظامين الصينى والروسى، هما اللذان قد سمحا لهما بامكانية تطبيق السياسة النيوليبرالية الاقتصادية الجديدة، وفى نفس الوقت، مكنهما من مقاومة ضغوط الحكومات الغربية، الممثلة والعاملة لدى الشركات متعددة الجنسيات، حتى الان، ووفر لهما القدرة على التطبيق النوعى للعولمة الشركاتية، بما يحفظ للدولة قدراً كبيرا من السيطرة "الشركاتية" على سوق اقتصادهما، ومثلهما دول الخليج الغنية.


سؤال الولاية الثانية الجوهرى:
هل يملك "فريق السيسى" من القوة الاقتصادية والسيطرة السياسية، التى تسمح له بالنجاح فى مقاومة الضغوط الغربية، والاحتفاظ بسيطرة الدولة على قطاعات من سوق الاقتصادالمصرى، او على الاقل، الاحتفاظ بالاقتصاد العسكرى؟!.. (لقد تمت الاجابة على عملياً على هذا السؤال الذى كنت طرحته فى ابريل 2018).


هذا هو المأزق الغير مؤجل الذى يواجه السيسى فى فترة رئاسته الثانية، وهو فى نفس الوقت، المأزق الذى ستشكل طريقة تعامل "فريق السيسى" معه، جوهر الاجابة على السؤال الذى يحير المحللين السياسين حالياً: هل سيعدل السيسى الدستور للبقاء فى السلطة الى ما بعد الولاية الثانية.(11)( (11) مأزق -السيسى- الغير مؤجل ! لا شروط سياسية، اقتصاية فقط !
الحوار المتمدن-العدد: 5837 - 2018 / 4 / 6
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=594778).



الولادة المتعسرة للحالة المصرية !

ليس هناك قوة بمفردها قادرة على مقاومة الضغوط الهائلة التى تمارسها الشركات العابرة للقارات، بمختلف ادواتها، من حكومات وجيوش الدول التابعة لها، ومن المؤسسات الدولية، الصندوق والبنك الدوليين، والمنظمات الدولية المحتكرة فيها لحق الفيتو، ضغوط اقتصادية، سياسية، عسكرية، مؤسسية، وايضاً الضغوط الاغرائية، انها تمارس كافة اشكال الضغوط لتحويل الدولة المعنية الى شركة، مستحوذ عليها من قبل الشركات المتعددة الجنسيات، الحاكم الفعلى للعالم المعاصر؛ فقط يمكن ان تتوفر القدرة على مقاومة هذا الضغط، عندما تتخلى السلطة عن انانيتها وتقبل بالمشاركة، وعندما تتخلى النخبة / المعارضة عن انانيتها وتدرك ان القادم اسوأ من كل ما مضى؛ ان الخاسر حال استمرار السلطة والمعارضة على مساريهما الحالى، هو فقدان الوطن.


لا يمكن فهم مجمل الخطوات "التنازلات" التى تتخذها سلطة يوليو الحالية، كما السابقة، الا فى سياق فهم التفاعل بين عاملى، الرغبة الانانية لسلطة يوليو فى الاستمرار بالحفاظ على الانفراد بكل السلطات بمفردها، من ناحية، ومن الناحية الاخرى، فى تفاعل هذه الرغبة، "كعب اخيل"، مع ضغوط "الرأسمالة" التى تمارسها عليها منذ منتصف القرن الماضى، اى منذ نشأة سلطة يوليو، وهى نفس فترة ظهور المدرسة النيوليبرالية، ان الضغوط مستمرة حتى الان، ولفترة قادمة، ضغوط من اجل التحول" الى عالم "الشركاتية"، والتى بدأت الاستجابة الخجولة لها منذ هزيمة 1967،



المرحلة الثالثة: (السادات – مبارك – السيسى) من 1973 الى 2018

يغطى غبار المعارك على كل ما عداه؛ وبينما لم ينقشع غبار معارك اكتوبر 73 بعد، كان السادات قد شرع فى مباحثات سلام مع اسرائيل برعاية امريكية، وهو نفس زمن تنفيذ الليبراليون الجدد فى امريكا، لنظرية النيوليبرالية الاقتصادية الجديدة، نظرية السوق المفتوح تماماً؛ وفى العام التالى للحرب مباشرة عام 74 اعلن السادات عن اعتماد سياسة "الانفتاح الاقتصادى" فى مصر، دعماً لمباحثات السلام السياسية المرعية امريكياً، من ناحية، ودعماً لاستمرار سلطة يوليو، من ناحية ثانية؛ فكان افتتاح سلسلة مطاعم الوجبات السريعة الامريكية الاشهر "ماكدونالدز" الرمز الاكثر تعبيراً عن دخول مصر فى دائرة الاقتصاد العالمى، اما على الصعيد المالى فقد سمح المقر الرئيسى للبنك الدولى "اتش. اس. بى. سى" بافتتاح فروع له فى جميع انحاء مصر، وهى بمثابة دعوة رسمية لحضور المؤسسات المالية الاجنبية لمائدة الارباح المصرية، فلبت الدعوة وحضرت، كما حضرت الشركات المتعددة الجنسيات فى كل المجالات الى مصر.


ومنذ عقد اتفاقية السلام مع اسرائيل تعهدت الولايات المتحدة بتقديم المساعدات الامريكية سنوياً لمصر من المال العام، من دافع الضرائب الامريكى، تذهب من المال العام الامريكى عبر مصر الى شركات المجمع الصناعى العسكرى الامريكى، اى نزح الاموال من المواطن الامريكى الى الشركات الامريكية متعددة الجنسيات مروراً بمصر، وبعض العمولات.



القروض، وسيلة نزح ثروات الوطن الحالية والمستقبلية !

البلدان، كما الاشخاص، لا تعود الى نقطة الانطلاق بعد الصدمة العنيفة، بل تتحطم وتستمر بالانهيار؛ ليس لدى البنوك والمؤسسات المالية العالمية من وظيفة، سوى اقراض القروض، اى خلق الديون، التى بها يتمكن ملاك الشركات متعددة الجنسيات، وهم انفسهم المسيطرون على هذه المؤسسات المالية، يتمكنوا من نزح ثروات الاوطان، من خلال سياسة "الاغراق بالديون"، التى لا تهدف الى النزح الحالى للثروات فقط، بل هى تؤمن النزح المستقبلى لها، ليس فقط نزح ثروات طبيعية وناتج الطاقات البشرية المحلية وحسب، بل هى تسعى ايضاً الى تدمير ارث المجتمع الثقافى والحضارى، من اثار وتراث ثقافى لامادى، ومحو كل ثقافة وطنية من اجل احلال ثقافة جديدة، ثقافة السوق المفتوح، استهلاك وتملك، ثقافة العولمة، ثقافة شرق اوسط جديد؛ الا انه عند ظهور المقاومة، ورفض الشعب التخلى عن ثرواته الطبيعية وعن ماضيه الثقافى والحضارى، عندها يتحول الحلم ببناء دولة جديدة نظيفة، بفعل تراكم الديون، الى كابوس الارض المحروقة، وتتحول الحملة الغازية بعد ظهور المقاومة، من شعار "القضاء على التخلف وخلق مجتمع جديد" الى شعار "الحرب على التطرف والارهاب".(12)
(خطة التحويل القسرى: من -دولة مصر- الى -شركة مصر- !، الحوار المتمدن-العدد: 5830 - 2018 / 3 / 29
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=593965).



بعد ان تمكنت النيوليبرالية الاقتصادية، النظرية الاحدث لتمكين اسياد العالم، الشركات الغربية متعددة الجنسيات، من السيطرة والاستنزاف لمعظم شعوب الارض ومن "احتلال" امريكا الاتينية وافريقيا واسيا واوروبا الشرقية، لم يتبقى سوى الشرق الاوسط، وفى القلب منه المنطقة العربية، بأعتباره الحصن الاخير الذى يجب اختراقه، لاجباره على الانخراط فى العولمة.


"مصر" نموذجاً "للحرب الاقتصادية"، على الانخراط فى العولمة !

اعلنت السلطات المصرية قبل ايام قليلة من موعد الانتخابات الرئاسية الثانية للسيسى، عن بيع 23 شركة ومؤسسة مالية رابحة!، وعلى الفور يقفز الى الذهن السؤال البديهى: لماذا تبيع السلطة شركات ومؤسسات ناجحة؟!، وتأتى الاجابة الجاهزة، الغير حقيقية، ان البيع لتسديد الديون!، وهو ما يستدعى السؤال البديهى الثانى: الم يكن الاولى بالسلطة ان تحتفظ بهذه الشركات والمؤسسات الناجحة، من اجل استمرار قدرتها على سداد الديون من خلال ارباحها؟!، ثم ماذا بعد بيع هذه "الدفعة"، فمن اين ستسدد باقى الديون؟! ولان الاجابات غير صادقة، فحتى لا نظل ندور فى دوامة من علامات التعجب، علينا معرفة "السر" وراء هذا السلوك الغير منطقى للسلطة المصرية؟!.


على العكس من السؤال السفسطائى: "من كان فى البدء، البيضة ولا الفرخة؟!"، فى حالتنا هذه، هناك سؤال منطقى تماماً، لماذا يتم بيع "الدجاجة" التى تضع بيضاً من ذهب، لما ممكن بيع البيض والاحتفاظ بـ"الدجاجة"؟!


ان محاولة الاجابة عن هذا السؤال عن طريق التحليل المنطقى، سيواجه بالفشل، مثل الفشل الذى يواجه كل محاولة لتفسير سلوك "شاذ"، غير منطقى، غير مبرر، لشخص ما، باستخدام منهج التحليل المنطقى لهذا السلوك الغير منطقى!، ان التحليل العلمى النفسى لسلوك هذا الشخص، هو فقط الذى من شأنه ان يفسر هذا السلوك الغير منطقى، عندها ندرك ان بحث هذا الشخص عن "توازنه النفسى" المفقود، هو سر هذا السلوك الشاذ "القهرى"، فى محاولة دائبة منه لأستعادة "توازنه النفسى" الذى لا يمكن له ان يحيا بدونه.


ان بيع هذه "الدفعة" الاولى من الشركات والمؤسسات "المدنية" الناجحة، ما هو الا تحقيقاً جزئيا لاحد شروط النيوليبرالية الاقتصادية، الشرط الحاسم، بحتمية رفع يد الدولة (مدنيا ً/ عسكرياً) عن ملكية شركات ومؤسسات السوق المصرى، انه شرط تحقق السوق الحر، شرط التجارة الحرة، شرط الانخراط فى العولمة، وهو فى نفس الوقت، شرط رضى القوى الدولية الحاكمة عالمياً، عن سلوك النظام فى جانبه الاقتصادى، ومن ثم الرضى عن استمرار النظام، وهو ما يسمح ايضاً بالتغاضى عن الكثير من سلوكياته فى الجانب الآخر، الجانب السياسى والحقوقى، رضى نسبى، فمازالت هناك الشركات والمؤسسات المملوكة للمؤسسة العسكرية.




البيع كـ"دفعة مقدمة"، لنتائج الانتخابات الرئاسية !

لا يمكن فهم اى قرار على وجه الصحيح، الا على ضوء توقيته؛ وحيث جاء قرار بيع هذه الدفعة من الشركات والمؤسسات قبل ايام قليلة من اجراء الانتخابات الرئاسية، ليكون بمثابة "دفعة مقدمة" عن عقد حكم اربع سنوات قادمة، وعن التغاضى عن ازاحة كل منافس حقيقى على الرئاسة، وهو فى نفس الوقت خطوة دفاعية استباقية لقرار الكونجرس بحجب جزء من المساعدات العسكرية الامريكية لمصر، الذى صدر بعد القرار المصرى بالبيع بايام قليلة ايضاً؛ من شأن بعض القرارات الاقتصادية، ان تحجم الاثار السلبية لقرارات سياسية.


فى حين ان ما تبيضه الدجاجة من بيض، كاف لتلبية احتياجات اصحابها، الا ان المطلوب، الاجبار على بيع الدجاجة ذاتها، حتى يحصل المحتكرون العالميون على بيضها؛ انه الجشع والطمع البشرى، اصل كل بلاء.(13) (عولمة -الربيع العربى-، الاختراق الاخير! ليه تبيع -الدجاجة-، لما ممكن تبيع -البيضة- ؟!، الحوار المتمدن-العدد: 5829 - 2018 / 3 / 28 –
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=593766)


فى شروط المهمة الاقتصادية، شروط الرأسمال الحاكم للعالم، "النيوليبرالية الاقتصادية"، حقق "فريق السيسى"، او يكاد، بكل قسوة وبلا رحمة، الشطر الاول من هذه الشروط، الشطر المتعلق بالغاء الدعم وتعويم الجنيه والغاء الرقابة على الاسعار ورفع معدل التضخم .. الخ، اى بأختصار الشطر المتعلق بحياة ملايين المصريين من الفئات الغير قادرة اقتصادياً، الا انه، فى نفس الوقت، لم ينفذ الشطر الخاص برفع يد الدولة عن سوق الاقتصاد المصرى، بل على العكس، توسع الدور الاقتصادى للجيش بشكل غير مسبوق!، والتى تعود فوائده بالاساس على فئات أجتماعية ووظيفية مرتبطة بـ"فريق السيسى"، وهى القوى الاجتماعية والوظيفية التى تدافع عنه، دفاع وجود؛ وهذه بالضبط نقطة الاختلاف "الاقتصادية" الاساسية بين "فريق السيسى" والقوى الدولية الحاكمة، وممثلها الرسمى "صندوق النقد الدولى"، حيث ان توسع الدور الاقتصادى للجيش، بالاضافه لكونه توسع لدور الدولة "الجيش"، فى سوق الاقتصاد المصرى، فهو ايضاً، ينتقص تلقائياً من الدور الاقتصادى والاستثمارى للرأسمال الخاص، المحلى والدولى، وهو ما يضعف ويضيق من السوق المصرية والقوة الشرائية لـ100 مليون مصرى، وهو ما يعيق حرية حركة الرأسمال المحلى والدولى فى الاستثمار وفى تحقيق المزيد من الارباح.(14) وها هو السيسى يؤكد بلا يدع مجالاً للشك ان القطاع الخاص يستطيع المشاركة فى شركات الجيش.
(14) عندها يرحل السيسى ؟!، القاهرة، الاثنين 29/1/2018م
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=587488




ما هى المهمة "التاريخية" التى سيرحل بعد انجازها، "السيسى" ؟!

ولان "اسرائيل" تمثل القاعدة المتقدمة للاستعمار القديم / الجديد، فى الشرق الاوسط، بقيادة بريطانيا قديماً، وامريكا حديثاً، قائدة الاستعمار الجديد، ما بعد الحرب العالمية الثانية، ما بعد الاستعمار العسكرى، - وان كان لا يستبعد القوة المحدودة والمؤقتة -، استعمار الخامات الاولية، خاصة الطاقة، والسوق الاستهلاكى الكبير.

لذا فان كل مشروع مستقبلى لمنطقة الشرق الاوسط، تكون للمكانة المتميزه لـ"اسرائيل" فيه، الاولوية المطلقة، وتأتى قضية فلسطين كأحد ابرز المهام الملحة على جدول اعمال مشروع الشرق الاوسط الجديد، خاصة بعد تدمير كلً من الجيش العراقى والجيش السورى، لتأتى "صفقة القرن" لتحصد على المستوى العربى، نتائج "الفوضى الخلاقة"، فى توقيت مواتى مع الانكسار المدمر للربيع العربى. ليتم من خلال "صفقة القرن"، دمج اسرائيل، بمكانتها المتميزة، فى المنطقة العربية التى هى فى اضعف حالاتها، ومن ثم ادماجها فى منطقة الشرق الاوسط الجديد، بعد التخلص من العائق الايرانى وبعض العوائق الاخرى.


تخمد "الثورة / الانتفاضة" اوتنتكس - الى حين - وتنتصر السلطة القائمة، او السلطة المستنسخة منها، عندما لا تكون "الثورة / الانتفاضة" متزامنة مع انتهاء دور الرئيس وتحوله من منجز للمهمة، الى معوق لانجاز المهمة، او معوق لانجاز المرحلة التالية من نفس المهمة، الى ان تتزامن "الثورة / الانتفاضة" مع انتهاء دور الرئيس وتحوله من منجز الى معوق، ساعتها تنتصر "الثورة / الانتفاضة"، اما بانتصار جزئى "انتفاضة" بتغيير الرئيس وبعض من اعوانه، وبعض من سياساته، او بانتصار كامل "ثورة"، بتغيير انماط العلاقات الانتاجية وطبيعة السلطة السياسية والاقتصادية والاجتماعية .. الخ، كل ذلك شرط اعتبار ان "الثورة / الانتفاضة" عنصر فاعل اساسى، ولكن ليس الوحيد، فى تحديد انتهاء او عدم انتهاء دور الرئيس.

الاجابة الان هى:
ما هى المهمة "التاريخية" التى سيرحل بعد انجازها، الرئيس عبد الفتاح السيسى؟!(15)
(15) هل يرحل -السيسى- بعد -صفقة القرن- ؟!، الحوار المتمدن-العدد: 5649 - 2017 / 9 / 24
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=573314



لقد اعتادت المعارضة المصرية على حصر معارضتها على معارضة كل رئيس على حدة، من عبد الناصر وحتى السيسى، وليس معارضة نظام سطة يوليو الممتد نفسه، وهو امر يعنى انها لاترى ان الازمة مرتبطة بطبيعة نظام يوليو نفسه، بل ترى الان الازمة مرتبطة بسياسات هذا الرئيس او ذاك!، وهو امر يجعل منها معارضة جزئية غير مجدية؛ فمثلاً، الليبراليون انتقدوا "نظام" عبد الناصر باعتباره نظام ديكتاتورى انقلب على ديمقراطية ما قبل 52، بينما انتقد القوميون "نظام" السادات بأعتباره نظام يمينى انقلب على "اشتراكية" عبد الناصر، بينما انتقدت المعارضة "نظام" مبارك باعتباره يسعى لتحويل النظام المصرى الجمهورى الى نظام ملكى بمحاولته توريث الحكم لابنه.


لن يتم الانتظار 18 يوم مرة اخرى !
اغلب الظن ان سلطة يوليو الممتدة، ومن قبلها القوى العالمية الحاكمة، لن تنتظر 18 يوم أخرى، كما حدث فى يناير 2011، حال حدوث هبة جماهيرية واسعة، - متوقعة -، لتقوم بتفعيل تقليدها المقدس، والقاضى دوماً بالتضحية بالجنين، "الرئيس"، كى تعيش الام، "سلطة يوليو الممتدة"، المحافظة على مصالح القوى الدولية الحاكمة، هذا التقليد المقدس الذى طبق بكل صرامة ولم يستثنى منه احداً، وهو سر قداسته، وهو ايضاً سر ما جعل سلطة يوليو، سلطة ممتدة. (16) مأزق -الرئاسة الثانية- للسيسى ؟!، الحوار المتمدن-العدد: 5783 - 2018 / 2 / 10، http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=588729).












المصادر:

(1) يوتيوب – كلمة الرئيس السيسى
https://www.youtube.com/watch?v=YK9JYXECtPU
(2) إعادة اعمار شرعية النظام فى مصر!
الحوار المتمدن-العدد: 6403 - 2019 / 11 / 8
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=655045
(3) ليس صدفة: الاعلان عن طرح شركات للجيش المصرى، وارامكو السعودية، فى نفس الاسبوع.
الحوار المتمدن-العدد: 6399 - 2019 / 11 / 4
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=654678
(4) اليسار يهزم صندوق النقد فى الارجنتين .. عقبالنا!
2019 / 11 / 2
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=654492
(5) فى مصر، لا يرحل الرؤساء وفقاً للدستور! هل يرحل -السيسى- بعد -صفقة القرن-؟!
الحوار المتمدن-العدد: 6230 - 2019 / 5 / 15
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=637290
(6) الطريق الى -صفقة القرن- مر عبر 25 يناير!
القاهرة، الاثنين 13/5/2019م
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=637167
(7) تفجير مصر من الداخل ! لماذا الاكتفاء بحلب البقرة، لما ممكن الاستحواذ على البقرة ذاتها
2018 / 11 / 23
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=619060
(8) وبدأت مرحلة الجهاد الاعظم للنظام المصرى ؟!
الحوار المتمدن-العدد: 5938 - 2018 / 7 / 19
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=605730
(9) المطلوب فى مصر: -كارثة- !
الحوار المتمدن-العدد: 5842 - 2018 / 4 / 11
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=595353
(10) مأزق -السيسى- الغير مؤجل ! لا شروط سياسية، اقتصاية فقط !
الحوار المتمدن-العدد: 5837 - 2018 / 4 / 6
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=594778
(11) مأزق -السيسى- الغير مؤجل ! لا شروط سياسية، اقتصاية فقط !
الحوار المتمدن-العدد: 5837 - 2018 / 4 / 6
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=594778
(12) خطة التحويل القسرى: من -دولة مصر- الى -شركة مصر- !
الحوار المتمدن-العدد: 5830 - 2018 / 3 / 29
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=593965
(13) عولمة -الربيع العربى-، الاختراق الاخير! ليه تبيع -الدجاجة-، لما ممكن تبيع -البيضة- ؟!
الحوار المتمدن-العدد: 5829 - 2018 / 3 / 28 –
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=593766
(14) عندها يرحل السيسى ؟!
القاهرة، الاثنين 29/1/2018م
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=587488
(15) هل يرحل -السيسى- بعد -صفقة القرن- ؟!
الحوار المتمدن-العدد: 5649 - 2017 / 9 / 24
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=573314
(16) مأزق -الرئاسة الثانية- للسيسى ؟!
الحوار المتمدن-العدد: 5783 - 2018 / 2 / 10
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=588729











#سعيد_علام (هاشتاغ)       Saeid_Allam#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يسقط حكم المصرف ! شيطان الصندوق فى انتظار القنص. سوليدير سور ...
- إعادة اعمار شرعية النظام فى مصر!
- العراق: حكاية وطن دٌمر لعظمته ؟!-2-* الموت القادم من المنطقة ...
- العراق: حكاية وطن دٌمر لعظمته ؟!-1-* اين سيقضى -بوش-، سهرة ل ...
- ليس صدفة: الاعلان عن طرح شركات للجيش المصرى، وارامكو السعودي ...
- اليسار يهزم صندوق النقد فى الارجنتين .. عقبالنا!
- أحجية الثورة المصرية ؟! لن تكتمل ثورة فى وجود الاخوان، ولن ت ...
- ليس كل ما يلمع ذهباً !
- فى وداع الاستاذ ابراهيم فتحى!
- ثمن المنصب! (2) عندما يدفع المثقف ثمن المنصب. احمد السيد الن ...
- ثمن المنصب ! (1) عندما يدفع المثقف ثمن المنصب. احمد السيد ال ...
- الاستثناء التونسى: بهجة الوداع ؟! بين رحيل مرسى ورحيل السبسى ...
- السودان .. رحلة الهزيمة تبدأ بخطوة !
- 30 يونيه وفن صناعة الغضب !
- الرئيس الوسيلة: من الترشيح الى الترحيل !
- لماذا العدوان الامريكى على ايران، حتمى ؟!
- ثلاثية التشوش: يناير، الشرعية، الاصطفاف !
- الحرب على الارهاب، وجدت لتبقى! اهدار غير مبرر لنتائج مفترضة ...
- فى مصر، لا يرحل الرؤساء وفقاً للدستور! هل يرحل -السيسى- بعد ...
- الطريق الى -صفقة القرن- مر عبر 25 يناير!


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد علام - أخيراً، بدء خصخصة اقتصاد الجيش، كيف؟! حقاً، لقد بدأت مرحلة الجهاد الاعظم.