أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - طلال الربيعي - ميلاد عراق جديد!















المزيد.....


ميلاد عراق جديد!


طلال الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 6401 - 2019 / 11 / 6 - 08:27
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


كما قلت قي مكان آخر, ان الثقافة الرسمية العراقية, وبضمنها الثقافة الشيوعية-يسارية, مريضة وتجد نفسها في واقع الحال في حالة احتضار. والدلائل على ذلك غزيرة جدا, واني اتناول البعض القليل جدا منها هنا.

فمثلا, دخل الحزب الشيوعي العراقي في مجلس حكم الاحتلال اللاشرعي. وقد يبدو سذاجة, في عالم المصالح وهيمنة العولمة الرأسمالية, التساؤل: كيفت يمكن التوفيق بين الشيوعية والامبريالية تحت سقف واحد, هذا اللهم الا اذا اتفق الحزب مع بعض اساطين الستالينية الجديدة, التي تسوق نفسها كاحدى ادوات الثورة المضادة بتبشيرها بموت الرأسمالية وقبرها, وبالتالي بانتفاء الحاجة الى النضال ضدها, وهي مقولة لا تقل قباحة عن نظرية نهاية التاريخ لفوكوياما. وهؤلاء بزعمهم هذا يقبرون, بالضرورة, الماركسية. فالتاريخ ينفي نفسه بانتفاء المادية التاريخية, ولذا يختزلون الماركسية الى اقتصاد هو صنو لعلم محاسبة, والى ديالتيكية طبيعية تلغي الوعي او عقل الانسان ويصبح الانسان والحيوان سيان.

وهؤلاء لايكتفون بنشر هذه الخزعبلات فقط, بل يزعمون بمثالية (هيغلية!) يحسدون عليها, بان الشيوعية, تصبح الآن تحققا للفكرة المطلقة, ستهبط من السماء الى الارض ضمن دورة حياة الفكرة المطلقة كما تهبط الامطار من اعالي السماء في دورة حياة المياه في الطبيعة التي درسناها في الدراسة الابتدائية, ولا ادري من سيقوم بهذا الفعل الجبار, الملائكة ام الجن ام الله العلي القدير نفسه, ولذلك فنحن لا علينا سوى الانتظار, .فغودو بعظمه ولحمه سينهي عذابات الانتظار فيلين فلبه ويعود بعد طول انتظار يذكرنا بطول انتظار كوكب الشرق ام كلثوم والذي يقرب من المازوخية, ليضمد جراحنا ويطمئن خواطرنا ويعدنا بان كل شئ سيكون على ما يرام! و سيعود المهدي لربما ايضا فيتعاتق الاثنان في عناق ابدي كي يعم الحبور والسرور وتتحقق جنة الله على الارض ويستعيد الانسان فردوسه المفقود بعد اكله من شجرة المعرفة. ولكن استرجاعه لفردوسه المفقود واحتفاظه بها يقضي عليه الابتعاد قدر الامكان عن (شجرة) المعرفة,ان يقنع بكونه حيوان لا انسان-التاريخ لا مكان له في فردوس الجنان, فالحياة هي تكرار كتكرار الموت. و زعم هؤلاء الستالينيين, او من وضع قناع الديموقراطية والتجديد من اتباعهم, لا يميز بين الاشتراكية العلمية والاشتراكية الطوبائية ولم يقرء حتى ادبيات الماركسية التقليدية او الحد الادنى منها. فكراسات المخابرات الغربية تكفي وتزيد! وهؤلاء يحيلون علم الماركسية الى علم حسابات رأسمالي, لانه ايضا يقبر قانون تحول التغير الكمي الى تغير نوعي, و يتحدثون بمنطق حسابي ساذج وبهوس ذهاني عن قيمة فائضة وارباح. ومنطقهم هو اللامنطق او المنطق الميكانيكي, ولكنه ليس منطقا ديالكتيكيا على اي حال. ومع ان ماركسيي منطقتنا يعلنون تبنيهم المنطق الديالكتيكي, الا ان ثقافة العديد مبتسرة ووحيدة الجانب ويبدلون بذلك فكرة الحداثة الكارتيزية "اني افكرفاني اذا موجود " بمقولة نرجسية تمنع التواصل مع النفس والاعتراف بتأثير البايولوجي على الجسد الفاني: "اني اكتب وانشر صورتي فاني اذا موجود"-المرحلة المرآتية في سجل المحلل النفسي لاكان. والمقولة الاخيرة هي انكار لتقدم العمر او بالاحرى لحتمية الموت. انه محصنة دفاعية ضد قلق وجودي يكتسب هنا ابعادا عصابية.

النرجسيون المرآتيون مقزمون نفسيا وعقليا ولذا هم فاشلون في اصلاح انفسهم المعطوبة, ناهيك عن اصلاح مجتمعاتهم. وعلى ايدي هؤلاء يتحول "شعار وطن حر وشعب سعيد" الذي يردده عقلهم الظاهر الى "وطن محتل وشعب تعيس" الذي يردده عقلهم الباطن. والعقل الباطن يقول الحقيقة, الحقيقة الرأسمالية, وهو المنتصر دوما. وهؤلاء الشيوعيون اتباع مبدء الربح هم بالضرورة ايضا من انصار اوكهام و شفرته التي تفضل اختزال الكلمات الى الحد الادنى, مكانيا وزمانيا,
"Entities should not be multiplied unnecessarily."
What is Occam s Razor?
http://math.ucr.edu/home/baez/physics/General/occam.html

وانسجاما مع آيديولوجية الربح والخسارة. فالكلام المقصوص او المختزل يزيد من الوقت المتوفر لانتاج قيمة فائضة وتخفيض اجور العمال. اذن يجب تقليص الكلام وقمعه. الستالينيون, وهم ايضا ستالينيون من يدعون العكس اذا احتكمنا الى افعالهم وليس الى اقوالهم. هم اساتذة في قص الكلام, حذفه, تجاهله, او حتى انهاء حياة المتكلم ان استدعت الضرورة. والضرورة يمكن تعريفها تعسفيا وحسبما تقتضي الضرورة, والضرورة يمكن تعريفها تعسفيا وحسبما تقتضي الضرورة...الى حد ad absurdum. وانهاء حياة المتكلم لا يعني دوما التصفية الجسدية, فوسائل السلطة الناعمة, بعرف مؤرخ الفكر ميشيل فوكو, قد تحقق نفس الغرض وبتكاليف اقل: عدم نشرالرأي الأخر او المخالف وقمعه, رشوة المتكلم, او اسقاط سمعته سياسيا او شخصيا وعزله مجتمعيا الخ: انه منحرف, معاد للحزب وكأن الحزب فتيش او صنم جامد يمكن الحديث عنه بمعزل عن سياساته, بمعزل عن ماديته التاريخية. وهم يغتصبون الكلام والمنطق عندما يقولون:
"ان فلان (معاد) للحزب"
بدلا من قولهم
!ان فلان (مخالف) لسياسية الحزب في قضية كذا وكذا في الزمن س او ص !"
فالفرق هائل بين القولين. الاول بالمطلق ويتحدث عن معاداة, والثاني نسبي زمني ويتحدث عن اختلاف وليس عن خلاف او معاداة. الاول ينفي البشر, والثاني يضمهم ويحتضنهم ويرحب باختلافهم ويعتبرهم اثراءا ولا يساوي الاختلاف بالعداوة. الاول عنفي ستاليني بنفيه الآخر, والثاني مسالم يحترم او يتقبل الاخر. وعدو الحزب قد يكون من يتفق مع الحزب دوما وابدا كالببغاء, و كما هو حال المسلكيين والذين يعتاشون من وراء الحزب وهم الاغلبية الساحقة.

الاحزاب الستالينية-نيوليبرالية تعمل وكأنها شبكات تجارية وفق مبدء الربح والخسارة. وحسب مبادئ الربح والخسارة دخل الحزب الشيوعي العراقي (الذي تفاقمت ستالينيته بطلاقه للينينية بعد عقده مؤتمره المسمى "مؤتمر الديموقراطية والتجديد", وخصوصا في الاعوام الاخيرة بدلالة مثلا عقده تحالف "سائرون" بعكس قرار مؤتمره بالتحالف مع الديموقراطيين وعقده هذا التحالف بناءعلى قرارات فردية لبعض القيادات, وغيرها من الامور التي لا يتسع المجال لتفصيلها هنا) مجلس حكم الاحتلال بزعم ان حشر مع الناس عيد, اي ان دخوله مجلس الحكم ومن ثم اشتراكه في العملية السياسية, لاعتبارات ماكيافيلية مناقضة للماركسية, سيعود بفائدة حسابية-سياسية عليه لانها ستزيد من شعبيته وستسمح له في ان يكون عنصر مؤثرا وفاعلا في الساحة السياسية, والكلام دوما عن السياسة, فالاقتصاد الخرب والثقافة الرثة ليستا مجال عمل الحزب الفعلي-حزب رأسمالي باسمال شيوعية. ونحن نتسائل, بنية غير طيبة جدا, الم تكن كل هذه المزاعم تبريرات للحصول على امتيازات فردية لزعماء الحزب الشيوعي العراقي الذين اصبح البعض منهم وزراء او نواب برلمان او وكلاء وزارات الخ.؟ غني عن القول, ان كل حسابات الحزب, الماكيافيلية, لم تؤد غرضها. فشعبية الحزب لم تتعاظم وكذلك نفوذه, مما اضطره الى استجداء احدى تيارات الاسلام السياسي الظلامية المعروفة بديكتاتورية قائدها وتلونه وتفننه في اعتلاء الموجة لأجهاض اية حركة جماهيرية ضد السلطة وافراغها من محتواها, اضافة الى فساد مالي واداري عارم لهذا التيار. التحالف مع التيار كان مبعثه نية سيئة bad faith اذا استعرنا تعبير سارتر. فالحزب تفلصت شعبيته وحصل بالكاد على مقعدين في الانتخابات الاخيرة بعد تحالفه مع مقندى الصدر واتباعه. وسمي التحالف "سائرون", ولكن مشاهدة الفيديو هذا يتضح لنا ان "السائرون" اصبحوا الآن "مراوحون"
https://www.facebook.com/Hi.Iraq/videos/10218685557866697/UzpfSTczNjAyNzc2MjoxMDE1NzEwMDU4ODM4Mjc2Mw/?comment_id=10157100593952763¬if_id=1572839467729400¬if_t=feed_comment
ونحن نتجاوز هنا قواعد النحو الحقة لنبقيهم في حالة الفاعل انسجاما مع ثقافتهم الذكورية التي تمجد و تعظّم الفاعل وتحقّر وتسفّل المفعول به. وهم كلهم في واقع الحال مفعولين بهم. والفاعل ليس ضميرا مجهولا. كلا, انه عمهم سام او وكيله بريمر- ونحن لا يهمنا هنا سفاح القربى لان الامر بينهم وبين عمهم ولا يخصنا. ولكن ما يخصنا هو اعتبارهؤلاء الولاء لعمهم سام وتقمص هويته قوة لهم و دليل, من نوع ما, على تحضرهم ومجاراتهم لروح العصر (!) على عكسنا نحن المعادون للعم سام ويسموننا هم "دقة قديمة" ومن "مخلفات عهد بائد". وهم يلبسون وضاعتهم ودونيتهم لباس المدنية ومجاراة روح العصر (كذا). انهم فرسان العصر الحديث, عصر ما بعد الكولونيالية, ما بعد الاستعمار المباشر. والاستعمار المباشر او غير المباشر هو سيان فيما يتعلق باستيطانه العقول بدلا من الاوطان. و استيطان العقول واستعمارها كبديل لاستعمار الاوطان يذكرني بكتاب الطبيب النفسي الفرنسي , اصلا من جزبرة المارتينيك الكاريبية, والمتحدث الرسمي لجبهة التحريرالجزائرية اثناء الحرب الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي, ومنظر الدراسات ما بعد الكولونيالية , فرانتز فانون, في كتابه Black Skin, White Masks
https://www.ukessays.com/essays/english-literature/black-skin-white-masks-by-frantz-fanon-english-literature-essay.php
الذي يعتبر احد اهم كلاسيكيات ادب ما بعد الكولونيالية. يشرح فانون في كتابه اسباب سلوك النساء السوداوات في احدى جزر البحر الكاريبي الستعمرة, فأولئك النساء كن مستعمرات استعمارا مزدوجا: استعمار المجتمع الذكوري, "الماشو" كما يسمى, والاستعمار الخارجي, استعمار الرجل الابيض, الذي يستعمر رجالهن ايضا ويسلك سلوك الفاعل بحق الرجال السود الذين هم في موقع المفعول به. والعلاقات الجنسية المثلية في المجتمعات الكاريبية وقتها, وحتى الى حد قريب حسب علمي بسبب عملي في احدى جزر البحر الكاريبي, تعتبر امرا محرما في اغلب الاحوال وينظر البها باحتقار. ففي احدى المرات اصدر حاكم الجزيرة التي كنت اعمل فيها, التابعة اسميا الى المملكة المتحدة وفعليا الى الولايات المتحدة, امرا يقضي بمنع نزول ركاب احدى السفن السياحية الى الجزيرة وهم بالآلاف لان ركابها كانوا فقط من المثليين الذين اتفقوا في موطنهم الاصلي على اجراء هذه الرحلة والتي تضمنت زيارة الجزيرة ليوم واحد او اقل للاستجمام والاطلاع على معالمها.والرجال السود في جزيرة فانون كان محظورا عليهم جنسيا-اجتماعيا الغاء دونيتهم الاستعمارية باقامة علاقة مثلية مع الرجل الابيض, وعلى عكس نساء الجزيرة. فزواج نساء الجزيرة من الرجل الابيض يعني رفع مقامهن اوتوماتيكيا الى مصاف الرجل الابيض الذي هو اقل ذكورية نسبيا من الرجل الكاريبي-الاسود, بل وان الزواج يضع المرأة الكاريبية في منزلة تعلو على منزلة الرجل الكاريبي. ان زواجها يمثل تحررها المزدوج, الكولونيالي والجنسي, في آن واحد.

وفي العراق وعموم المنطقة, تخطر في بالي صورتين مقاربتبن لعلاقات مثلية ترفع رجل المنطقة , "المفعول به" كولونياليا- التسمية الملطفة "المستبعد", الى مصاف الفاعل.

الصورة الاولى ذات مساحة جغرافية شاسعة واوسع بكثير من الثانية. انها تظهر في لحظات متعددة انتخاب الزعماء المسلمين, في مؤتمر القمة الاسلامي الاخير في الرياض, رونالد ترامب رئيسا لهم ولربما ابنته بكعبها العالي, ايفانكا ترامب, نائبا له. وترامب كما نعلم ليس مسلما فهو مسيحي وابنته اعتنقت اليهودية مؤخرا. ونحن لم نسمع حينها او لاحقا اعتراضا من زعاماتنا الدينية الموقرة او الدنيوية المنورة- حداثويا, اليمينية او اليسارية او الوسطية كما في شطائر السندويش المقددة, اعتراضا ولو هامسا على انتخاب ترامب رئيسا للمسلمين- نحن نعلم انه ليس هنالك من اسلام, او على الاقل يمكن القول ان اسلام عصرنا هو بداهة ليس اسلام محمد, بل انه اسلام العم ىسام. فالاسلام ليس اسلام واحد, بل اسلامات. وعلى اية حال, هؤلاء المسلمون, او قسما منهم, وبضمنهم حكامهم وشيوخهم, يرددون ليل نهار "هيهات منا الذلة!" ولكن انكار المذلة لفظيا في العقل الظاهر يعكس زيفا ونفاقا لا حدود لهما, والزيف والنفاق هما سمتان بارزتان لاخلاقيات النيوليبرالية, ولكني لن افصل هذا هنا. فالعقل الباطن, دوما نقول, هو العنصر الحاسم في اي فعل وهو يقول العكس. وترامب يجسد شخصية الرجل الناجح على كل المستويات (الاخلاقية منها خارج الحسبان) بالعرف الرأسمالي الى حد كبير, فهو رجل اعمال بليونيري, وان ورث ثروته عن ابيه واعلن افلاسه مرارا عدة. وهو رئيس اعظم دولة في العالم. انه الذكر, الفحل, الذي يجسد الصورة المثالية للفاعل. وزعماء الدول الاسلامية بانصياعهم اليه يتخذون منه زعيما لهم من موقع المفعول به, ولكنهم بتماهيهم معه, ينتقلون, وكأنه بفعل وصفة علي بابا السحرية, الى موقع الفاعل, خصوصا امام شعوبهم وهذا هو المحك, وخصوصا عندما يعلن الدولار ثقته المطلقة في الله, فيصبح العم سام هو الله او ظل الله على الارض كما يزعم اتباعه الانجيليكيين على الاقل! انه خداع نفسي مزدوج من قبل الحكام. انهم ينكرون دونيتهم تجاه العم سام, وينكرون ايضا ان المزيد من الدونية يعمق مواقعهم في ان يكونوا مفعولا به و ليسوا فاعلا. ولكن الصراحة مع النفس ومع الشعوب هي ليس من مستلزمات الحكم ومتطلباته. وقد يكون انكارهم تفاصيلا لاحدى نسخ ملازمة ستوكهولم او انها صنو لعقدة الخواجة. والخواجة هو فقط الخواجة الرأسمالي.

الصورة الثانية
https://www.facebook.com/100011500392053/videos/780503275676345/?fref=mentions
هي استعراض اعضاء مجلس الحكم انفسهم امام سيدهم بريمربكل هوان ومذلة, حيث لا تفلح كل ابتساماتهم الشاحبة في مسح المذلة ومحوها عن وجوههم الغابرة. والفيديو يظهر جلوس اعضاء مجلس الحكم كالطلاب الشطار على منضدة واحدة تضم رئيسهم, الفاعل, بربمر, ليستمعوا الى توجيهاته وقراراته ويسرعوا في تنفيذها كالخرفان. واحدهم رجل دين معمم, معروف ومعلوم سعره, يجلس بجوار بريمر ويربت على لحيته بين الفينة والاخرى للدلالة على قدسيته. فاللحية هي من اهم دلائل القدسية عند الشيوخ الاطهار, وحتى من هم في موقع المفعول به. واني بسذاجة تسائلت مع نفسي وقتها: لم لا يقف احد هؤلاء المفعولين بهم ليهتف بالضد من الاحتلال اللاشرعي و يدعو الى مقاومته؟ هل هناك ميكانيكية او آلية تقنية او خيوط غيرمرئية تمنعهم من الوقوف والهتاف, تقنية لا نراها ولكنها مفزعة ومرعبة كالرعب الذي يولده الرجل الغير مرئي في رواية الكاتب البريطاني H.G. Wells
Griffin
He is the Invisible Man. Primarily an albino college student, he changes his area of study from medicine to physics and then becomes interested in refractive indexes of tissue. While studying, he stumbles across formulae that would make body tissues invisible. Finally, he successfully tries the formula on himself and thinks about all the things he could do if he were invisible. Sadly, the positives are far outweighed by the disadvantages, so Griffin starts opting for crime as a means of survival
The Invisible Man Summary
https://www.toppr.com/bytes/summary-of-the-invisible-man/
و مرجعية النجف العظمى, الغير مرئية الا لماما, هي الاخرى وضعت نفسها في موقع المفعول به ولم تدعو الى النضال ضد المحتل, بل دعت الى ان يكون الجميع في موقعها.
.
حسنا, قد يتساءل البعض ما علاقة الجنسية المثلية بالتركيبة اللغوية من فاعل ومفعول به او بملحقاتها السياسية. في الواقع, العلاقة موجودة وغير موجودة في آن واحد. وهذا ليس لغزا بمعنى اللغز. انها موجودة بمعنى ان الفاعل والمفعول به هما مفردات لتراتبية مثلية قسرية واعتباطية وضعتها بعض المجتمعات كما في مجتمعاتنا للتمييز بين الفاعل, السيد, والمفعول به, العبد او ما هو ادنى منه, في العلاقة الجنسية المثلية. وهكذا تراتبية هرمية لا وجود لها مطلقا بعرف علم الجنس الذي يعرف المثلية من خلال مستويات من الخيالات والسلوكيات التي تعني الانجذاب الى الجنس المماثل. وهنالك قياس يسمى "قياس كينزي" في الجنسية الآخرية-المثلية, نسبة الى عالم الجنس المشهور الفريد كينزي, لقياس درجة الآخرية-المثلية في شخص ما. والقياس ليس ستاتيكيا بل انه قياس ديناميكي ويتغيرالى حد ما بتغير ظروف الانسان.
The Kinsey Scale
https://kinseyinstitute.org/research/publications/kinsey-scale.php
اما وجود العلاقة بين الفاعل والمفعول به في المثلية فهو نتيجة خرافة رفعت الى مرتبة الحقيقة الساطعة سطوع الشمس في مجتمعاتنا, حيث يكون الفاعل دليلا على الفحولة والرجولة والمفعول به هو انسان دوني محتقر وحتى يستحق الموت.
واني في مقال سابق حول الجنسية المثلية اشرت فيه الى صحيفة الحزب الشيوعي العراقي, طريق الشعب, التي كتبت مقالا عن الايمو في العراق, وهم ليسوا بالضرورة مثليين, والذي كانوا يتعرضون للقتل والتعذيب, وسمت هؤلاء بتعبير مستهجن, اللوطيين, بدل التعبير العلمي المحايد, المثليين. وتحقير المثلية, او تحقير المفعول به كاحد تجلياتها, هو احد مفردات الفكر الفاشي. فنحن نعلم ان هتلر ارسل المثليين الى معسكرات الاعتقال وقام بحرقهم. والنيوليبرالية العابرة للآيديولوجيات التي تحكم العملية السياسية في العراق هي الاخرى نوع من انواع الفاشية التي تتبرقع ببرقع الاسلام السياسي او الشيوعية البريمرية المتحالفة معه.

والشعب العراقي يثور الآن ضد الثقافة العراقية الرسمية-الفاشية بكل اطيافها السائدة, ويدعو بحق الى منع احزاب العملية السياسية المافيوية كلها من المشاركة في احتجاجاتهم المعادية لفاشية العم سام او فاشية خامنئي.

ان ابطال العراق يثورون ضد الموت والفاشية ويسعون الى رسم صورة لحياة مستقبلية جسد جمالها الكاتب احمد حبيب بانكلبزية محببة بصعب علي ترجمتها.
What is happening in Iraq right now is nothing short of magic.
It fills the heart like kubbat hamudh on a rainy day, and waters thirty skies like a Baghdadi love story rewriting itself every time two lovers kiss underneath the olive tree...and breaks down walls with the firepower of Basrawi percussion, and elevates the soul like an angry Mawal breaking up the lifelessness of empty winter nights, and it is beautiful like a mother in Mosul planting flowers in her front yard.
ولكن اترجمها ترجمة تقريبية وللتوضيح البسيط لبعض المفردات لمن هم من غير العراقيين:
"ما يحدث في العراق في الوقت الحالي ليس سوى سحرا.
إنه سحر يملأ القلب مثل كبة حامض في يوم ممطر (كبة حامض اكلة عراقية شهيرة وشهية يتناولها العراقيون خصوصا في ايام الشتاء), ومياه ثلاثين سماء مثل قصة حب بغدادية تعيد كتابة نفسها في كل مرة يقبِّل فيها عاشقان احدهما الآخر تحت شجرة الزيتون... وتنهار الجدران بقوة النيران لقرع البصراوي (نسبة الى مدينة البصرة جنوب العراق)، وترفع الروح مثل موال غاضب يبدد سكون الليالي الشتوية القارصة, وهو سحر جميل كجمال سحر أم في الموصل تزرع الزهور في الفناء الأمامي لبيتها (الموصل ثاني اكبر مدينة في العراق من حيث عدد السكان بعد بغداد وتقع في شال العراق) .
Iraq: Unstoppable
العراق غير الممكن ايقافه-ايقاف ثورته
https://medium.com/@shakomako_23863
(الصورة لشابة يافعة تزغرد لميلاد عراق جديد)



#طلال_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرياضيات وشيوعية تحقق نبؤة نيتشه في الانسان التافه!
- -الإمبريالية- بمفهوم لينين في القرن الحادي والعشرين
- -إنهم أسوأ من صدام-
- نفاق اسرائيل في دعمها المزعوم للاكراد!
- خرافة الحرية الرأسمالية (في عالمنا المعاصر)! (7)
- فرانكينشاين الرأسمالية:عادل عبد المهدي وشيوعيو السلطة!
- خدعت الولايات المتحدة الأكراد الآن للمرة الثامنة
- خرافة الحرية الرأسمالية (في عالمنا المعاصر)! (6)
- خرافة الحرية الرأسمالية (في عالمنا المعاصر)! (5)
- أَلْمُوج بِيهَار: -اليهود العراقيون يرفضون التلاعب الصهيوني ...
- خرافة الحرية الرأسمالية (في عالمنا المعاصر)! (4)
- دراسة جديدة توثق آثار اليورانيوم المنضب على الأطفال في العرا ...
- خرافة الحرية الرأسمالية (في عالمنا المعاصر)! (3)
- خرافة الحرية الرأسمالية (في عالمنا المعاصر)! (2)
- بيع -التيار الديموقراطي!- نفسه الى -مفستوفيليس-!
- خرافة الحرية الرأسمالية (في عالمنا المعاصر)! (1)
- الإرهاب كشرط لا مناص منه لقيام اسرائيل ووجودها!
- فينكلشتاين: -اسرائيل امة القتلة-!
- ميكانيكية ديكارت وضعف الدولة (المزعوم) في العراق!
- -الطبقة الحاكمة تحكم بالفعل-


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - طلال الربيعي - ميلاد عراق جديد!