أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الربيعي - خرافة الحرية الرأسمالية (في عالمنا المعاصر)! (4)















المزيد.....

خرافة الحرية الرأسمالية (في عالمنا المعاصر)! (4)


طلال الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 6360 - 2019 / 9 / 24 - 06:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شاركت سفيرة العراق السابقة في واشنطن, رند رحيم, في ندوة اقامها معهد المؤسسات الامريكية في June 29, 2004 لتتحدث عن اسباب تحرير-غزو العراق ومنافعه ومبرراته (كذا)!
Rend Rahim, Iraq’s ambassador designate to the United States, spoke about the transfer of sovereignty
https://www.c-span.org/video/?182490-1/next-iraqis-control

وهي تقول انها شاهدت في الفوكس نيوز والCCN بهجة وفرح العراقيين بحكومتهم المستقلة وان اكثر من 80 بالمائة من الشعب مؤيد للحكومة-الحكومة العراقية المؤقتة بزعامة اياد علاوي-. وان هذه الحكومة هي حكومة كفاءات وتحتوي ليس على بعثيين من السابق بل من هم لا زالوا بعثيين-ونحن علينا ان لا نستغرب ونسأل لماذا! والاجابة قد تكون ان اياد علاوي كان بعثيا وعضوا في الحرس القومي الذي عذب وقتل الآلاف من الشيوعيين في انقلاب للبعثيين بمعاونة الاستخبارات الامريكية في عام 1963 وهي تزعم تحسن خدمات الماء والكهرباء! وان ادارة بريمر اعلنت حالة طوارئ وهي معها رغم كونها ليبرالية وديموقراطية (كذا)!

السفيرة رحيم تتحدث بلغة انكليزية تقرب من الشكسبيرية المعاصرة, ولغتها الكلامية و تعابير جسدها توحي لنا وكأنها احدى سيدات المجتمع الراقي في اي مكان, وليس مجتمع الرعب والارهاب والدم. انها تبدو وكأنها احدى سيدات الصالونات المخملية التي فرض عليها حظها العاثر ان تعكر صفو الجو, او ان يعكَر صفوها الدبلوماسي, بالضد من ارادتها, بالتكلم عن اكبر جريمة شهدها عصرنا المتمثلة بغزو العراق, وكان عليها هي ان تعبئ هذه الجريمة الكارثية وتسوقها وكأنها قطع حلوى توزع على الناس (الناس المقزمون والقاصرون والاشبه بالاطفال!) في الافراح والمسرات-ومن يستلم الحلوى عليه تقديم آيات الشكر والعرفان, والا لتعرض لتهمة الجحود والنكران, ولربما ايضا لفقدان العمل والامان: -انك ناكر جميل وتحن الى زمن صدام (العميل)!- هي التهمة الجاهزة.

ورحيم سلكت سلوك الساحر باستخدام كل ما في جعبتها من حيل لايصال رسالة الى الرأي العام العالمي-فالرأي العام العراقي لا يساوي حفنة طحين بعرفها و بعرف اسيادها. فهي تتحدث قبل كل شئ الى المؤسسات الامريكية التي باسمها عقدت الندوة. ومفاد حديثها, كما يظهر الفيديو, ان هذه الجريمة الوحشية ليست جريمة رغم انها قد تبدو هكذا, رغم انها سببت قتل وتشريد الملايين, وذلك لأن الغاية, الديموقراطية والحرية واعلاء حقوق الانسان بعرف امريكا وبعرف السلطات العراقية وسفيرتها, تبرر الوسيلة. اليس هذا تبريرا ماكيافيليا مجترا وفاسدا قاله كل الطغاة؟

ورحيم تثبت لنا هنا ان الذهن قد يكون صنوا للذهان وان الحدود بين الاثنين مائعة ومتحركة ومطاطية كمطاطية اللغة ولعبها بعرف الفيلسوف النمساوي فيتكنشتاتين. المقالة
Wittgenstein s Language Games
http://www.signosemio.com/wittgenstein/language-games.asp
تعطي بعض الامثلة لهذه اللعب اللغوية. فحسب فيتجنشتاين أن التاريخ (كحقل للدراسة), على سبيل المثال, يمكن أن ينظر إليه على أنه لعبة لغوية: إنها لعبة محكومة بقواعد, ككل لعبة, لإعطاء معنى للأحداث.
ونحن نستطيع القول ان قواعد لعبة العملية السياسية في العراق هي آديولوجيتها التي تضع مختلف الاقتعة كدليل مزعوم على ديموقراطيتها.
السفيرة رحيم لا ترى تناقضا بين ليبراليتها-ديموقرطيتها المزعومة ونيوليبرالية ووحشية الاحتلال, واغفال التناقض هو احد اهم قواعد اللعبة لان مفردات اللعبة او هوية اللاعبين قد تتغير ولكن اللعبة تبقى هي اللعبة, وخوارزميتها هي هي. ويمكن استخدام ال DNA محل الخوارزمية لمن يفضل استعارات العلم الطبيعي.

اليس كلام السفيرة رحيم مشابها او مماثلا لما قالته سيدة الدبلوماسية الامريكية, وزيرة الخارجية الامريكية وقتها, مادلين اولبرايت, ان قتل 500000 طفل عراقي نتيجة الحصار امر مجدي او مبرر!
END WAR: Madeleine Albright Says Deaths Of 500,000 Iraqi Children Is Worth It--- UN Sanction Genocide
https://www.youtube.com/watch?v=R0WDCYcUJ4o


ونحن نتسائل ما فرق رند رحيم عن مادلين اولبرايت؟

وتساؤلنا, كالعادة, لن يحظى بجواب من قبلهم ونحن لسنا في الواقع في حاجة الى اجوبتهم, لأنها ستكون فقط من نوع اللف والدوران. ونحن نعلم الجواب, الجواب الكامل, وليس نصف الجواب او ما يشبه الحواب. نحن نعرف الجواب. لقد منحنا اياه طبيب النفس ومنظر الكولونيالبة فرانتز فانون في كتابه
Black Skin White Masks
http://abahlali.org/files/__Black_Skin__White_Masks__Pluto_Classics_.pdf

في هذا الكتاب يشرح فانون كيف ان النساء الكاريبيات السوداوات في دولهن التي كان يستعمرها الرجل الابيض فضلن الزواج من رجال بيض وذلك تماهيا مع الرجل الابيض, مع المستعمِر. ان الزواج من رجل ابيض كان سيمنح المرأة, التي تعاني اضطهاد الرجل المحلي والرجل المستعمر معا, الشعور بالقوة والتسيد على حساب الاغلبية المحلية, وبضمنها الرجل. انها الآن, بفضل الزواج من الرجل الابيض, سيدة الرجل الاسود, وحالها هو حال المستعمِر. انه انتقامها من الرجل الاسود, وهي تقول انه قصاص عادل. ولكن الزواج من رجل ابيض هو احد وسائل التماهي مع القوي, والزواج لا يشترط فيه عقد القران وقد يعاش في الخيال والاحلام. ومنصب السفيرة لدى محتل بلدها هو اكبر من كل زواج. انها تتكلم , باسم سيدها, باسم شيختها الدبلوماسية من قبلْ مادلين اولبرايت, او تكرر صداها: المحتل يستطيع ان يقتل ويغتصب من يشاء! انه ليس في حاجة لشكليات زواج او عقد قران. ومن يرفض فقصاصه القتل او الاغتصاب, حسب شريعة الرأسمالية البريرية-البريمرية!
https://www.facebook.com/theblueJway/photos/a.674838232626380/2284934974950023/?type=3&theater

ويبدو ان السفيرة شكسبيرية حتى الثمالة, فلم تسمع بمسرح بريخت الملحمي في التغريب الذي يشكك في كل ما يبدو بديهيا ومقبولا. وتشكيك بريخت هو في حقيقته صنوا للخطاب العلمي ولمذهب رائد العلم الحديث, رينيه ديكارت, في التساؤل والتشكيك. لذا لم تتسائل السفيرة
كيف يمكن استخدام أسلحة اليورانيوم المنضب في العراق, التي هي "أسلحة دمار شامل" باسم القضاء على "أسلحة الدمار الشامل"؟
او
كيف تعاقب الجموع بجريرة افراد آخرين؟ اليس هذا مناقضا للاتفاقيات الدولية وابسط الاعراف الانسانية؟
- دراسة جديدة توثق آثار اليورانيوم المنضب على الأطفال في العراق-
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=650026

ولكن مهما بلغت مؤهلات وقدرات رند رحيم وجدارتها في لعب الالعاب اللغوية الفتكنشتانية- وهي مهارات يكتسبها الدبلوماسيون والساسة, تحت مسميات مختلفة, من خلال دورات في علم نفس التواصل الاجتماعي واقناع الجماهير, على حد تعبير البعض, اوغسل دماغهم على حد تعبير البعض الآخر, فهي, ككل البشر, لا تملك حصانة ضد زلات اللسان او ما يسمى الهفوات الفرويدوية في التحليل النفسي, التي تكشف الحقيقة المخفية والمستورة في العقل الباطن, والتي العقل الظاهر يحهد كل ما بوسعه لكبحها والحيلولة دون ظهورها. ونحن نعلم من فرويد ان الكبح هو اساس وعماد التحليل النفسي. ولذا فلحسن الحظ وليس لسوءه, على الاقل بقدر ما يتعلق الامر بنا, ليست السفيرة محصنة ضد الهفوات الفرويدوية, فتفشي لنا دونما اي قصد, مع ان هدف الاحتلال المعلن او المزعوم, هو ادخال الديموقراطية واعلاء راية حقوق الانسان في العراق, ان ادارة بريمر طوال وجودها طبقت الاحكام العرفية: سلطة القضاء كانت معطلة بالكامل, وكان بالامكان القبض على اي شخص وايداعه السجن دون تخويل قضائي, وتفتيش البيوت وبث الذعر في ساكنيها , بضمنم النساء والشيوخ والمرضى, وهو امر كان يمكن حدوثه في اية لحظة وبدون تخويل قضائي-اذن ما فرق بريمر عن صدام!؟ ورحيم لا يرمش لها جفن ولا تستغرب ولا تعترض عندما تتحدث عن حالة الطوارئ كمرادف لما يسمى ديمقرطة العراق على يدي بريمر. وهي, الليبرالية-ديموقراطية, تتفق مع حالة الطوارئ, او الاحكام العرفية, وتساهم في تبريرها وتسويقها!

لقد تحدث ماركس عن الاغتراب الرأسمالي الذي يشوه البشر وقد يحيلهم الى زومبيات تشبه الموتى السائرين في افلام الخيال العلمي.
Zombie Capitalism
http://socialistreview.org.uk/338/zombie-capitalism

فهل ان هذه السفيرة, وهي عينة فقط يتم تسليط الضوءعليها ضمن منهجية البحث المسماة دراسة الحالة المنفردة single case study
The rehabilitation of the case-study method
Talal Al Rubaie
https://www.tandfonline.com/doi/abs/10.1080/13642530210159198

ونحن هنا لا يهمنا التعميم. كل ما يهمنا اظهار هذه الحالة المتفردة التي تبدو فيها السفيرة وكأنها سيدة من سيدات المجتمع "الراقي!", وليس كأنها احدى عبيدات المجتمع الكاريبي التي تحقق سطوتها وجاههها من خلال تماهي المسخ الكافكوي بالمحتل. نعم انها قد تكون حالة فردية, وهي ليست كذلك, ولكن حتى لو كانت حالة فردية وفريدة, فهي كحالة وطنها, التي هي ايضا حالة فردية وفريدة. وهنا يكمن التعميم!










#طلال_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دراسة جديدة توثق آثار اليورانيوم المنضب على الأطفال في العرا ...
- خرافة الحرية الرأسمالية (في عالمنا المعاصر)! (3)
- خرافة الحرية الرأسمالية (في عالمنا المعاصر)! (2)
- بيع -التيار الديموقراطي!- نفسه الى -مفستوفيليس-!
- خرافة الحرية الرأسمالية (في عالمنا المعاصر)! (1)
- الإرهاب كشرط لا مناص منه لقيام اسرائيل ووجودها!
- فينكلشتاين: -اسرائيل امة القتلة-!
- ميكانيكية ديكارت وضعف الدولة (المزعوم) في العراق!
- -الطبقة الحاكمة تحكم بالفعل-
- شهادة تروتسكي: -الحياة جميلة-!
- الحزب الشيوعي العراقي: سيزيف وعقدة اوديب!
- هونغ كونغ والتدخلات الإمبريالية الأمريكية والبريطانية!
- كوريا الجنوبية: -جمهورية الانتحار!-
- نشاط شيوعي ام فعل نرجسي!
- الإمبريالية الأمريكية: مفهوم اشتراكي!
- الشيوعية ستكون الجحيم بعينه بدون (رومانسية) شيلر!
- بيدوفيلية ترامب وعلاقته بالموساد (5/5)
- بيدوفيلية ترامب وعلاقته بالموساد (4)
- يدوفيلية ترامب وعلاقته بالموساد (3)
- بيدوفيلية ترامب وعلاقته بالموساد (2)


المزيد.....




- الحرس الثوري يُهدد بتغيير -العقيدة النووية- في هذه الحالة.. ...
- شاهد كيف تحولت رحلة فلسطينيين لشمال غزة إلى كابوس
- -سرايا القدس- تعلن سيطرتها على مسيرة إسرائيلية من نوع -DGI M ...
- تقرير للمخابرات العسكرية السوفيتية يكشف عن إحباط تمرد للقومي ...
- حرب غزة: لماذا لم يطرأ أي تحسن على الأوضاع الإنسانية للغزيين ...
- كيف تُقرأ زيارة رئيس الوزراء العراقي لواشنطن؟
- الكرملين: الدعم الأمريكي لكييف لن يغير من وضع الجيش الأوكران ...
- مسؤول إيراني: منشآتنا النووية محمية بالكامل ومستعدون لمواجهة ...
- بريطانيا توسع قائمة عقوباتها على إيران بإضافة 13 بندا جديدا ...
- بوغدانوف يؤكد لسفيرة إسرائيل ضرورة أن يتحلى الجميع بضبط النف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الربيعي - خرافة الحرية الرأسمالية (في عالمنا المعاصر)! (4)