أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امال قرامي - في محاولات صناعة الشخصية السياسية الكاريزماتية














المزيد.....

في محاولات صناعة الشخصية السياسية الكاريزماتية


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 6398 - 2019 / 11 / 3 - 11:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بنية العلاقة بين الرئيس والحكومة والأحزاب، من جهة، والرئيس والتونسيين ، من جهة أخرى؟ هل ثمّة تصوّر مختلف لتدبير السياسية ؟وهل تتوفّر الإرادة السياسيّة الجماعيّة والكافية لإحداث التغيير المنشود؟

نسوق هذه التساؤلات بعد متابعتنا للجدل الذي صاحب مقابلة الرئيس مع عدد من ممثّلي الأحزاب والمنظمات، وبعد سلسلة الإقالات، والاستقالات والتعيينات... وهو جدل كشف عن تمثّل فئة من المتابعين للشأن السياسيّ عن تصوّرهم لمن يحقّ له دخول قصر قرطاج وما يجب على الرئيس أن يقوم به حتى يحافظ على هيبته، إذ يتعيّن عليه إلزام الزائرين باحترام الأعراف البرتوكولية التي تضمن هيبة القصر.

ويعبّر الجدل حول سلوك الجالسين وهيأتهم، وخاصّة أشكال اللباس، وهم في حضرة الرئيس عن توجّهين أوّلهما: رفض كلّ استخفاف بالأنموذج الّذي ترسّخ منذ نشأة الدولة، والتقاليد المتبعة داخل القصر، ومعنى هذا أنّه على اللاحق أن يلتزم بما أسّسه السلف ولا يعبث بصورة ترسّخت في المتخيّل الجمعيّ حول «الرئيس، والقصر»، وهي صورة تتماهى مع ما هو سائد في البلدان الأوروبيّة والغربيّة عموما والتيّ تعكس «الأصل» و«الأنموذج». ولا يخطر بخلد أصحاب هذا الموقف أنّ بلدانا إفريقية أو خليجية تراعي تقاليد أخرى وتدمج هيئات مختلفة كلبس الشلاكة في حضرة الملوك وفي المقابلات الرسمية.

أمّا التوجّه الثاني فإنّه يعكس موقفا يصرّ على الحفاظ على التراتيب المعمول بها لإقالة الوزراء وسائر الموظفين السامين بدعوى احترام القانون و«الناموس» والهيبة. وفي المقابل لا يعير أصحاب هذا الموقف اهتماما لاستقالات تُرسل عبر «الواتساب» وتنشر في «الفايسبوك» وتصريحات حول ما يجري في كواليس السياسية... فكلّ ما يصدر عن الّذين «يشبهوننا» من هفوات وزلاّت ...يبرّر أو يقلّل من شأنه في حين أنّ الانتقاد الشديد يوجّه إلى الخصم. ونذهب إلى أنّ طريقة «الكيل بمكيالين» لا تفيد في هذه المرحلة، إذ تفترض حالة اليقظة أن نمارس النقد بعيدا عن معايير الأيديولوجيا والانتماء الحزبي... وإن أخطأ الرئيس في طريقة تدبيره فإنّه ليس الوحيد الذي تجاوز المعايير والأعراف، وإن لم يهتمّ الجهاز المكلّف بالبرتوكول بلفت نظر الزوّار إلى آداب الجلوس والمشية وشكل اللباس ..فهو تقصير لاشكّ فيه ولكن لا نحسب أنّه متعمّد لإظهار انعدام الذوق ، و«تعجرّف» الفاعلين السياسيين...

ولا يمكن أن نتغاضى عن توجّه ثالث ينسب إلى أنصار الرئيس البَينِيين (بين النهضة - قيس سعيد) إذ تعكس الحملات ضدّ «سايس خوك»، والتعليقات حول السخرية على خطاب الرئيس، وصور الفوتوشوب التي تخصّه وغيرها ،عن رؤية جديدة لساكن قرطاج وسعي إلى صناعة الشخصية السياسية الكارزماتية في سياق «ديمقراطية ناشئة ومسار متعثّر. ولا شكّ عندنا أنّ الكاريزما بما توحي إليه من سلطة ونفوذ في المجال السياسي ليست إلاّ آلية لخلق زعامة لا تستمدّ شرعيّتها من الاختيارات الاستراتيجيّة ، وحسن التصوّر والتخطيط بقدر ما تتخذّ قيمتها من صفات شخصيّة مختلفة عن النسق التنميطي، ومن سلوك وطريقة في تدبير السياسية مخالفة للمعهود ومحدثة للتغيير ومربكة للمأسسة.

وتخبرنا الدراسات السياسية التي انشغلت بتفكيك بنية الكاريزما في الديمقراطيات المعاصرة أنّ صناعة الكاريزما السياسية تقوم على بيروقراطية ملغزة وتراتيب غير واضحة ، ودعم من الأنصار اللذين يحرصون على الأخلقة وبناء وعي جديد وصياغة مواقف تعصف بالسائد والمألوف والمهيمن.

ومعنى هذا إنّنا لن ندخل مرحلة الإصلاحات الجوهريّة بقدر ما سنتأهب لمرحلة هي بين الثورة والإصلاح، وهي مرحلة تتعمّد إرساء علاقات جديدة، وإرباك المنظومة التقليدية بطريقة راديكالية وخلخلة أشكال التسيير المألوفة والتي تكيّف معها أغلب التونسيين. فهل سيكون بإمكان التونسيين تقبّل هذا التوجّه والتفاعل مع تبعاته سياسيا واجتماعيا ونفسيّا؟



#امال_قرامي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في طرق استقبال مبادرات الشباب
- مساءلة
- في أداء المترشّحين وأشكال عرض الذات
- النسوان في قلب العمليّة الانتخابيّة
- ساعة الحسم
- الوصم السياسيّ: قراءة في سلوك الناخبين
- حيرة الناخبين
- أن تكوني سياسيّة في تونس2019
- أسئلة غير بريئة أطرحها في زمن ديمقراطية المشاعر
- هل يؤمن السياسيون بمبدإ التداول ؟
- جثث المهاجرين تفضح الصمت المخجل للفاعلين السياسيين
- محاولات ترسيخ «الأبوية السبسيّة»
- الجهاد بالوكالة
- حدث ومواقف أو انقسام التونسيين حول موت محمّد مرسي
- الأعمال الخيريّة في الدولة المدنيّة
- التونسيون والمسؤوليّة الاجتماعيّة
- «محتسبون»: في مواجهة الحريّات الفرديّة
- مستقبل تونس في المشاريع لا في الأشخاص
- القطيعة
- الجزائريات: في الصفوف الأماميّة


المزيد.....




- غشتهم تسلا.. تحقيق لـCNN يكشف أن مصنّع السيارات مدين بملايين ...
- الذكاء الاصطناعي يبتكر مؤثّرات رقميّات يَجْتَحْن السوشيل ميد ...
- كاثرين زيتا جونز تُجسّد مورتيسيا آدامز بإطلالة قاتمة تأسر ال ...
- مشروع -رايزوتوب-: تقنية مشعة لمكافحة صيد وحيد القرن في جنوب ...
- باحث إسرائيلي يؤكد وقوع إبادة جماعية في غزة: على أوروبا التد ...
- زيلينسكي يدعو لتصعيد العقوبات.. 31 قتيلًا بينهم أطفال جراء ض ...
- الإسكندرية: تآكل الشواطئ يهدد المباني بالإنهيار
- تدهور الغابات يعرقل أهداف المناخ الأوروبية
- القدس في يوليو.. تصاعد في عمليات الهدم ومطالبة بمزيد من السي ...
- فضيحة مالية تهز جهاز الشرطة في موريشيوس


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امال قرامي - في محاولات صناعة الشخصية السياسية الكاريزماتية