أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - امال قرامي - النسوان في قلب العمليّة الانتخابيّة














المزيد.....

النسوان في قلب العمليّة الانتخابيّة


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 6367 - 2019 / 10 / 2 - 09:53
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


يبدو أنّ هذه التصوّرات والممارسات ستستمرّ بالرغم من المشاركة السياسية المكثّفة للنساء من أجل انتزاع حقوقهنّ المواطنية.ففي مجتمعات تغلب عليها النزعة المحافظة، ويهيمن فيها الفكر الذكوريّ لا ينظر إلى المرأة باعتبارها مواطنة كاملة الحقوق تترشّح وتنتخب بملء إرادتها وتمارس حقّها في التعبير عن آرائها والدفاع عن اختياراتها بكلّ مسؤوليّة إنّما هي في نظر أغلب الفاعلين السياسيين، رقما في المعادلة السياسية وخزّانا انتخابيّا لا يستهان به، ووسيلة لطمأنة الناخبين «المرعوبين» أو المتردّدين. ولذلك وجدنا من يُطلب منها الترشّح في قائمة «عائلية» خدمة لمصالح/العشيرة/الأمّة، وعثرنا على من تُؤمر بخلع الحجاب أو التمسّك بلبسه وفق السياق: الانتخابات البلدية أو الانتخابات التشريعيّة، وعاينا كيف تُختار هذه المترشّحة لتتكلّم باسم الحزب وتقصى أخرى لأسباب تتصل بـ«التكتيك» لكسب معركة الظهور الإعلامي، ورأينا من يمنع النساء اللواتي يخضعن لقوامته من زوجة وابنة وأخت من التصويت الحرّ ويجبرهنّ على انتخاب من يرى أنّه الأفضل موسّطا سلطة النصّ المقدّس لضمان طاعة النسوان.

وبما أنّ العلاقات الجندرية قابلة للتغيير وفق الرهانات الجديدة والسياقات المتعدّدة وموازين القوى فإنّ وسائل فرض إرادة الرجال قد تنوّعت من دورة انتخابيّة إلى أخرى. فقد استمعنا إلى من يهدّد بقطع النفقة، ومن يدعو إلى سرقة بطاقات التعريف الخاصّة بالنساء «المتمرّدات» إذ لابدّ من تنزيل عقوبة على العاصيات/الناشزات. والواقع أنّ العلاقات القائمة على التسلّط والهيمنة لم تقتصر على الفضاء الأسريّ إذ استمرّ العنف المسلّط على المترشّحات والناخبات على حدّ سواء في الواقع اليوميّ وفي الفضاء الافتراضيّ. فكم من رئيس حزب فرض ترشيح رجل على رأس القائمة ضمانا للانتصار، وكم من رجال هدّدوا بالانسحاب من الحزب إن اختيرت امرأة على رأس القائمة أو كانت الناطقة الرسمية باسم الحملة الانتخابية، وكم من سياسيّ سخر من ترشّح النساء لمنصب رئاسة الجمهوريّة، وكم من مؤامرات حيكت لتشويه هذه المترشّحة لإزاحتها من موقع الصدارة.

بيد أنّ التدخّل في إرادة الناخبات ومصير المترشّحات له أكثر من بعد ويتجلّى في صور مختلفة: من الأمر والنهي، والتهديد إلى التلاعب بعقول من ينظر إليهنّ على أساس أنّهنّ ناقصات عقل ودين أو أميّات أو جاهلات أو مكدودات لا يعين ما يجري من حولهنّ...، وهو تدخّل لا يقتصر،في الواقع، على الرجال .فمن خصوصيات انتخابات 2019 أنّها كشفت عن هيمنة أنثويّة معبّرة عن دخلنة intériorisation النساء للمعايير والقيم الذكورية. فرأينا من تتآمر فتسطو على حزب أنشأته أخرى، وتابعنا من توظّف الخطاب العدائيّ لإزاحة الخصم، ورصدنا من تستبدّ بالرأي وتفرض إرادتها مبرّرها في ذلك أنّ من يملك المال يهيمن...

ولئن عرفنا بروز بسمة الخلفاوي ومباركة البراهمي على الساحة السياسية في محاولة للضغط على السياسيين حتى تُكتشف الجهة التي «هندست» الاغتيالات فإنّ خروج «سلوى السماوي» كان لاستكمال مسار زوجها السياسيّ «الضحيّة»، وهو حضور نوعيّ قائم على مهارة الأداء، performance وبلاغة التواصل مع المنسيّات.. .

وهو أمر يلفت الانتباه إلى مسألتين: أوّلهما: تفوّق المرأة على زوجها على مستوى المحاججة، ولغة التخاطب مع الكادحات، وقرب المسافة التي توحي بسدّ الفجوة بين الطبقات، وثانيهما دخولها في لعبة تبادل الأدوار وانتزاع السلطة حتى أنّ بعضهم/هنّ اعتبر أنّه كان من الأجدى أن تكون هي مرشّحة حزب قلب تونس.

وبقطع النظر عن نوايا «السماوي» وتمثّلها للمهمّشات، واستغلالها لهنّ من عدمه فإنّ «الدهاء» السياسيّ لا غبار عليه إذ كانت التمثلات التي تقرن المرأة باالطبيعة/العاطفة/الرعاية حاضرة بقوّة في أدائها على أرض الواقع، وكان إصرارها على التسربل بثوب «مرت نبيل» العطوفة على المساكين والمبلّغة لرسالة زوجها إلى المكدودات «نبيل يسلّم عليكم ويقوللكم آش عاملين في رجوع أولادكم للقراية» مطمئنا المجتمع المحافظ/البطريكي الذي يخشى امرأة دخلت عالم السياسية الذكوريّ بامتياز، فاستأسدت.

وبين أنموذج استدرار العطف والحنان وأنموذج «الاسترجال»، وإرادة الهيمنة مسافة واضحة تدعونا إلى التدبّر بجديّة في أشكال حضور النسوان في المعارك السياسية القادمة فهل بإمكان التو



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ساعة الحسم
- الوصم السياسيّ: قراءة في سلوك الناخبين
- حيرة الناخبين
- أن تكوني سياسيّة في تونس2019
- أسئلة غير بريئة أطرحها في زمن ديمقراطية المشاعر
- هل يؤمن السياسيون بمبدإ التداول ؟
- جثث المهاجرين تفضح الصمت المخجل للفاعلين السياسيين
- محاولات ترسيخ «الأبوية السبسيّة»
- الجهاد بالوكالة
- حدث ومواقف أو انقسام التونسيين حول موت محمّد مرسي
- الأعمال الخيريّة في الدولة المدنيّة
- التونسيون والمسؤوليّة الاجتماعيّة
- «محتسبون»: في مواجهة الحريّات الفرديّة
- مستقبل تونس في المشاريع لا في الأشخاص
- القطيعة
- الجزائريات: في الصفوف الأماميّة
- الإرهاب وقاعدة الفرز
- ردود الفعل على انتهاك حقوق الولدان والأطفال
- الحركة النسائيّة التونسيّة والنقد الذاتيّ
- حقوق النساء في المركز ولكن إلى حين


المزيد.....




- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام السجينات في مراسم خميس العهد ...
- السعودية رئيسا للجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة عام 2025
- انتخاب السعودية لرئاسة لجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة وسط ...
- -اكتشاف هام- يمنح الأمل للنساء المصابات بـ-جين أنجلينا جولي- ...
- ما حقيقة مشاركة السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون بالمكسيك ...
- إيه الحالات اللي بتحتاج استئصال للرحم؟
- بعد خلاف حول الحجاب .. فرنسا تقاضي تلميذة اتهمت مدير مدرستها ...
- -موقف محرج-.. تداول فيديو استقبال ميقاتي لرئيسة وزراء إيطالي ...
- طفل أوزمبيك.. كيف يزيد سيماغلوتيد خصوبة المرأة وهل يسبب تشوه ...
- النساء يشاركن لأول مرة بأشهر لعبة شعبية رمضانية بالعراق


المزيد.....

- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع
- النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول.. / طلال الحريري
- واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا ... / سلامه ابو زعيتر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - امال قرامي - النسوان في قلب العمليّة الانتخابيّة