أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - المالكي : القصيدة الرومانسية وصولاغ !















المزيد.....

المالكي : القصيدة الرومانسية وصولاغ !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 1558 - 2006 / 5 / 22 - 10:31
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


منذ أن رُشح نوري المالكي ، وربما قبل هذا الترشيح ، الى رئاسة الوزارة في العراق حفلت أحاديثه عن توجهات وطنية ، وكأنه كان يشعر أن هناك شركاء له في العملية السياسية ، وأن العراقيين ليس هم مثلما كانت تراهم عين إبراهيم الاشيقر حين كان يشنف آذانهم بكلام فارغ ، لا يشد بعضه بعضا ، وفي لغة تشبه الى حد بعيد اللغة التي كان يتشدق ببعض مفرداتها صدام الساقط . وليس كما كانت تراهم عين صولاغ وقت أن كان يكذب عليهم بشكل سافر ، وفج في كل مرة يتحدث بها إليهم ، وعلى مختلف الوزارات التي استلمها ، فهو ما استطاع أن يبني لهم بيتا واحدا حين كان وزيرا للإسكان والإعمار ، مثلما لم يستطع أن يوفر لهم يوما واحدا آمنا حين صار وزيرا للداخلية ، ولكنني ، مع هذا ساترك الحديث عن صولاغ هنا الى أن انتهي من الحديث عن قصيدة رئيس الوزراء الجديد ، نوري المالكي ، الرومانسية التي تلاها أمس على مسامع أعضاء البرلمان في العراق ، وعلى مسامع الضيوف الذين حضروا جلسة إقرار تشكيل الحكومة التي أعلن هو أسماء وزرائها في تلك الجلسة ، هؤلاء الوزراء الذين حازوا على موافقة المجتمعين من أعضاء البرلمان بالأغلبية .
لقد تغنى نوري المالكي ، رئيس الوزراء الجديد ، وأمام الأعضاء والضيوف أولئك ، بقصيدة رومانسية ، ضمت أربعة وثلاثين بيتا ، هي جل عماد برنامجه الحكومي المقترح ، والذي يروم عرضه على البرلمان نفسه لاحقا ، ولي هنا أن أذكر للقارىء بعضا من تلك الأبيات ليقف هو بنفسه على جسامة المهمة التي تنتظر من المالكي وحكومته العمل المخلص والجاد ، والمستحيل أحيانا ، في تحويل تلك القصيدة الرومانسية الى واقع ملموس ، تعيشه الناس في العراق ، وفي غضون فترة زمنية قصيرة ، تقل عن السنوات الأربعة التي هي عمر حكومة المالكي الحالية ، فمن الأبيات تلك الآتي : * تشكيل حكومة الوحدة يعتمد على اساس مبدأ المشاركة وتمثيل المكونات العراقية بحسب الاستحقاق الانتخابي ومقتضيات المصلحة الوطنية * العمل وفق الدستور والالتزام به وان اية تعديلات لاحقة ستجري وفق المادة 142 منه * السير قدما في الحوار الوطني وتوسيع دائرة المشاركة في العملية السياسية بما ينسجم مع الدستور ويبني عراقا حرا تعدديا اتحاديا ديمقراطيا ، وبروح المصالحة والمصارحة * نبذ العنف وادانة منهج التكفير والارهاب بكل أشكاله ، والاصطفاف لمكافحته وتطبيق قوانين مكافحة الارهاب بشكل فعال وعبر مؤسسات القضاء ومؤسسات الدولة، واحترام المعايير الدولية لحقوق الانسان * صيانة سيادة العراق وتعزيز استقلاله ووحدته والتعامل مع مسألة وجود القوات المتعددة الجنسيات في اطار قرار مجلس الأمن 1546 والاسراع في خطط استكمال القوات العراقية وفق الدستور وعلى أساس المهنية والولاء الوطني ، والاسراع في نقل المسؤوليات الأمنية الى الجيش والشرطة والأمن العراقي، والتعاون بين العراق والقوات متعددة الجنسيات لاستكمال المستلزمات الذاتية وفق جدول زمني موضوعي لتسلم القوات العراقية المهام الأمنية كاملة وعودة القوات المتعددة الى بلدانها * ترسيخ دولة المؤسسات والقانون واتباع الاصول الادارية والمؤسساتية ورفض التفرد والدكتاتورية والطائفية والعنصرية والقرارات الارتجالية * المرأة نصف المجتمع ومربية النصف الآخر، لذلك يجب ان تأخذ دورها الفاعل في المجتمع والمجالات المختلفة .
أقول هذا بعض من القصيدة الرومانسية التي ابتعد بها المالكي عن النزعة الطائفية التي قام عليها الائتلاف العراقي الموحد ( الشيعي ) الذي ينتمي إليه هو ، وهي ، مثلما يلاحظ القارىء ، أماني يطمح بتحقيقها الناس في العراق ، وربما يطمحون بتحقيق أبيات منها فقط ، خاصة في حالين : الأمن والفاقة ، ولكن هل بمقدور المالكي وحكومته أن يحققوا للناس تلك الأماني ؟ أو هل يملك هو من الآليات ما يمكنه من خلالها تحول تلك الأحلام الرومانسية الى حقائق تسير على الأرض في العراق المدمر الآن ؟
لقد ردد السفير الأمريكي في العراق بعضا من أبيات تلك القصيدة في تصريح له غب إعلان المالكي لبرنامج حكومته ، فقال : ( يدرك رئيس الوزراء المالكي أن على الحكومة الجديد : اقامة الوحدة والمصالحة بين ابناء الشعب العراق . وتوفير الأمن للشعب العراقي. وتوفير الخدمات الأساسية، والازدهار الأقتصادي ، وسيادة القانون ) ورغم التأييد الكبير الذي حصل عليه رئيس الوزراء الجديد من أطراف دولية عديدة ومهمة ، مثل : الولايات المتحدة ، وبريطانيا ، وايطاليا ، والدول العربية ممثلة بجامعة الدول العربية ، لكن يظل الواقع على الأرض في العراق ، وفي ظل غابات السلاح المزروعة فيها ، هو من بين أهم العقبات التي ستقف بوجه المالكي ووجه حكومته في تحول تلك القصيدة الرومانسية ، وعلى بعض الهنات فيها ، الى واقع مغاير للواقع الذي يعيشه العراقيون الآن . إذ الحقيقة هي أن حكومة المالكي من أضعف الحكومات المنتشرة في العراق الآن ، وهي لهذا لا تملك أورقا رابحة كثيرة للعب بها ضد اللاعبين الأقوياء الآخرين الذين لهم جيوش عديدة قد رسخت أقدامها على أرض ذلك الواقع ، تلك الجيوش التي عجز عن مواجهتها أقوى جيوش الأرض إلا وهو الجيش الأمريكي ، والذي هو واحد من الحكومات التي يجب على المالكي أن يحسب لها حسابا ، وهو يتغني بتلك القصيدة ، مثلما عليه أن يحسب حسابا لجيوش أخرى مثل جيوش : أنصار السنة ، وجيش المهدي ، وجيش محمد ، وفيلق بدر ... الخ ، فكل واحد من هذه الجيوش أقام حكومة خاصة به ، لها محاكمها الشريعة ! مثلما لها سيوف بتارة تحز بها رقاب الناس في العراق ، وقد لا يكون المالكي ووزراؤه في منأىً عن تلك السيوف .
بعد هذا على المالكي أن يحسب حساب إيران ، وأجهزة مخابراتها العاملة على أرض العراق ، ووسائل إعلامها التي تبث سموم دعاياتها من داخله ، فإيران ، ومثلما نقل الدكتور علي نوري زاده ، الخبير بالشؤون الإيرانية ، في جريد الشرق الأوسط اللندنية ، ممتعضة من التشكيلة الوزارية التي قدمها المالكي الى البرلمان في العراق ، وهنا أنقل أنا بعضا مما كتبه زاده في هذا الصدد : ( كشف مصدر قريب من القيادة العليا في ايران في حديث لـ «الشرق الأوسط» عن مساعي السفارة الايرانية في بغداد وممثلي المرشد آية الله علي خامنئي في الساعات الاخيرة، ما قبل اعلان التشكيلة الوزارية الجديدة في العراق، لفرض اسماء على المالكي ومنع تسمية ما لا يقل عن ثلاثة مرشحين ، رغم ان اوساط المالكي سبق ان ابلغت الجهات الايرانية المعنية بالشأن العراقي، تمسك رئيس الوزراء المنتخب باسماء المرشحين الذين قد تم الاتفاق حول الحقائب المسندة اليهم ، خلال المشاورات التي دارت بين زعماء القوائم البرلمانية والاحزاب والتنظيمات السياسية مع المالكي منذ تكليفه من قبل الرئيس العراقي جلال طالباني.
واوضح المصدر، ان القيادة الايرانية بدت منزعجة جدا من نقل وزير الداخلية في حكومة الجعفري، باقر جبر صولاغ من الداخلية، خاصة ان توصيات ممثليها في العراق الى مستشاري المالكي ، وبعض الاحزاب الشيعية القريبة من ايران بتسليم حقيبة الداخلية الى الدكتور احمد الجلبي، قد اصطدمت برفض مباشر وصريح ليس من قبل القوائم السنية فحسب، بل من داخل الائتلاف الموحد، خاصة المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق بقيادة عبد العزيز الحكيم، الذي ينتمي اليه وزير الداخلية السابق، وزير المالية في حكومة المالكي باقر جبر صولاغ . )
وعلى هذا ستكون التدخلات الإيرانية من الآن فصاعدا في شأن حكومة المالكي من أخطر العقبات التي ستقف بوجهها في تطبيق الأحلام التي وردت بقصيدته الرومانسية تلك ، خاصة وأن حكومته تضم وزيرا إيرانيا ، هو صولاغ الفاشل ، وفي موقع وزاري مهم ما كان للمالكي أن يوافق عليه ، فصولاغ علامة من علامات الفشل المتواصل لكل الحكومات التي تبوأ فيها هو منصبا وزاريا ، وها هو يكذب قبل أن يجلس على كرسي وزارة المالية حين يقول : إنني أملك تجربة تجارية منذ نعومة أظفاري ستنفعني في عملي وزيرا للمالية . مع أن القريبين منه يقولون : إن صولاغ كان يبيع الباقلاء المطبوخة ( الفول ) بعربة زمن صباه ، وعلى قارعة الطريق للأطفال الذين يشاكلونه بالسن ، فهل تنفع تجربة بيع باقلاء وزيرا للمالية في عمله ، وفي بلد ضخم الموارد مثل العراق ، ويمر بظروف غاية في التدهور ؟
هذا السؤال نطرحه على رئيس الوزراء الجديد الذي هو وحده من يتحمل مسؤولية تنصيب وزير فاشل ، مثل صولاغ ، في مكان مهم مثل وزارة المالية في العراق ، وربما كان ذلك التنصيب بسبب من ضغوط إيرانية ، رغم أنني أعرف أن المالكي بعيد عن التأثير الإيراني ، فهو وإيران ليس على وئام منذ أن رفض التدخلات الإيرانية المذلة بشؤون العراقيين الذين ، لجؤوا إليها زمن حكم صدام الساقط ، وقت أن كان يعيش هو فيها .



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلة ابن فضلان
- قتل شيوخ العشائر العربية في جنوب العراق !
- التابوت*
- مرأة كان اسمها ميسون *
- قراءة في رسالة إزاحة الجعفري !
- نحو حكومة إنقاذ وطني !
- ما بعد الجعفري !
- حرب الأسماء في العراق !
- عند ضفاف المعدمين !
- النهج الأمريكي الجديد !
- إبن فضلان والعودة الى بغداد !
- الشيطانان يلتقيان !
- قصيدتان : السؤال وغزل
- الشهواني يلوح بحظر منظمة بدر كمنظمة إرهابية !
- العراق والحرب الأهلية !
- الجعفري عاد من تركيا دونما توديع !
- انتصرت أمريكا وخسرت إيران !
- مضحك من مضحكات الوضع في العراق !
- القراصنة (Vikingarna )
- فرق الموت الصولاغية !


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - المالكي : القصيدة الرومانسية وصولاغ !