الظاهرة العراقية أسبابها ونتائجها وحلولها

فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 6395 - 2019 / 10 / 31 - 19:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يقول المفكر الكبير سلامة موسى (بتصرف) : (إن الحياة ليست ثابتة ولا جامدة وإنما تعتمد في مسيرتها على الحركة والتغير (اليوم ليس مثل الأمس) وهذه الحركة والتغير يجب أن يفرز واقع جديد نحو التقدم والتطور يؤدي إلى بناء حياة جديدة تنسجم مع حركة التقدم والتطور وإذا كانت الحركة والتغيير تبقى ثابتة أو تتراجع إلى الوراء تعتبر الحركة والتغير ما هي إلا شغب وفتنة وليست حركة تقدم إلى أمام لمصلحة الوطن والشعب) ... إن الأزمة التي نشبت واستعرت وتوهجت انتفاضة عارمة للشعب العراقي هي بسبب نتاج أفكار ومصالح الاحتلال الأمريكي للعراق التي أطلق عليها (الفوضى البناءة) المناقضة لمصالح الشعب العراقي عام/ 2003 وقد صيغت وثبتت هذه الأفكار والمصالح في دستور ورجال ساروا على نهجه منذ عام/ 2003 إلى يومنا هذا عام/ 2019 ... ماذا أفرزت هذه العملية المدمرة للوطن والشعب من حقائق تستند على المعلومات المستخلصة من التجربة والواقع الملموس وعلاقتها بالسبب والنتيجة ... إن التجربة التي أفرزتها (المخطط والأفكار والمنهج الذي أشرف على تنفيذه (بريمر) الحاكم المدني الأمريكي على العراق) أن يصبح اقتصاد العراق (ريعي) يعتمد على السوق حسب قاعدة العرض والطلب التي أدت إلى تدمير الاقتصاد العراقي وصناعته وزراعته فأفرز الواقع الذي يعيش فيه الشعب العراقي الآن وخلق فيه الفوضى وعدم الاستقرار بسبب ما أفرزه هذا الواقع من تجربة أدت إلى الجوع والفقر والبطالة والطائفية والفساد الإداري التي ادت إلى نتيجة أن ينفجر الشعب بانتفاضة عارمة عفوية شملت جميع طوائف مذهبية وعرقية من أجل تغيير الواقع الذي يعيشه الآن الشعب العراقي ... كيف يمكن علاج وإصلاح الواقع العراقي الآن ؟ لأن جميع ذلك شيّد على أسس خاطئة لا تنسجم مع مصلحة الشعب العراقي مما أدى إلى انتفاضة الشعب العارمة :
1) يجب تغيير الأسس والقاعدة (الفوضى البناءة) التي خلقت الأزمة وعدم الثقة بين الشعب والدولة من خلال إلغاء الدستور الماضي واستبداله بدستور جديد يجسد واقع جديد للشعب العراقي.
2) استبدال الأشخاص التي تولت فترة الحكم لتلك الفترة (المجرب لا يجرب) من عام / 2003 إلى يومنا هذا لأن أفكارها وأسلوبها في الحكم أفرزت أزمة الظاهرة العراقية وهذه الوجوه ونظام الحكم أفرز الحساسية وعدم الثقة بينهم وبين الشعب لأنهم استعملوا قاعدة (ناموا على زبد الوعود تداف في عسل الكلام) التي جعلت الشعب لا يثق بهم ولا بأفكارهم ووعودهم.
إذاً ما هي الحلول للأزمة العراقية ؟
إن الحلول التي تؤدي إلى بناء وطن وسعادة شعب يرفل بالاستقرار والاطمئنان ومستقبل أفضل :
1) بناء دولة جديدة أشخاص من أصحاب الخبرة والكفاءات والأيدي البيضاء حسب قاعدة الشخص المناسب في المكان المناسب.
2) إلغاء الدستور وقوانينه ونصوصه واستبداله بدستور جديد يضمن حقوق الشعب والدولة وفق نظام جديد يخلق ويعزز الثقة والمصداقية بين الشعب والدولة وإلغاء مفوضية الانتخابات لأنها نتاج الكابينة التي أفرزتها فترة (بريمر).
3) بناء اقتصاد يعتمد على التخطيط والبرمجة يشيد حياة معيشية مادية وروحية سعيدة للشعب تقوم على قاعدة (من كل حسب طاقته ولكل حسب عمله).
4) بناء مشاريع إنتاجية صناعية وزراعية وحيوانية تجعل الاقتصاد العراقي يوفر (الاكتفاء الذاتي) للشعب العراقي عن طريق استغلال ثروات العراق المعدنية والزراعية وبناء صناعة وزراعة تمتص البطالة وتقضي على الفقر والجوع.
5) الاعتماد على ثروة العراق (النفطية والغازية) وتسليمها والتصرف بها (أيدي بيضاء نظيفة وقلوب تنبض حباً وإخلاصاً) للشعب والوطن.
6) بناء نظام رواتب الموظفين والمتقاعدين والعدالة الاجتماعية بما يضمن لهم الحياة السعيدة والعيش الرغيد والاستقرار.
7) الاعتماد على العقول والجهد الهندسي والفني وأيدي عاملة عراقية من خلال مؤسسات إنتاجية والضرب بقبضة حديدية على الفساد الإداري والطائفية والمحسوبية والمنسوبية.

#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل