سبب المظاهرة العراقية وإفرازاتها

فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 6392 - 2019 / 10 / 27 - 18:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

إن أية ظاهرة في الوجود تكمن وراء ظهورها أسباب وعوامل أما أن تكون إيجابية فتصبح قاعدة يأخذ بها أو تكون سلبية يجب أن تشخص جوانبها ومعالجتها لأن تركها سوف تفرز سلبيات وتصبح مرض عضال من الصعوبة معالجته والظاهرة العراقية ولدت من ظروف وأسباب سلبية لم تعالج في وقتها لأنها شيدت على مصالح أنانية وأفرزت الظاهرة العراقية الآن التي هي نتاج بعد عام/ 2003 من تراكمات سلبية وأصبحت حشرة تنخر في كيان المجتمع العراقي فأفرزت المظاهرات المفرطة في العنف التي لم يشاهد العراق مثلها منذ أكثر من نصف قرن.
يقول أهل العلم والمعرفة : (إن فعل العنف ربما لا يرد بمثله وإنما بأعنف منه والخطأ لا يرد بالخطأ). إن الظاهرة العراقية الآن وليدة سلبيات متراكمة على نفس الوتيرة التي ولدت من خلالها ولم تعالج في وقتها ولا بالفترة التي تلتها لأنها جاءت وفق مصالح طائفية عززت مكانتها وأدت إلى نتيجة متوقعة من كثير من السياسيين إلا أن من المؤسف لم يستمع أحد إلى نصائحهم فأفرزت الظاهرة العراقية التي نعيشها الآن بالرغم من أن سلبياتها لم تكن وليدة الساعة وإنما وليدة يومها التي يمكن تحديدها بالاحتلال الأمريكي للعراق عام/ 2003 ... إن الخلل يوجد في الدستور هو الخط العام للدولة والشعب الذي أصبح القاعدة العامة للحكم ما له وما عليه على الشعب وللشعب من حقوق وواجبات ونلاحظ المتناقضات من خلال ذلك رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس مجلس البرلمان جميع أعمالهم وفق الدستور والشعب ضمن حقوقه في الدستور في حرية الرأي والتظاهر والتجمعات وجميع مفردات الديمقراطية الأخرى وهذا يعني أن الدستور ضمن حقوقهم جميعاً والآن نلاحظ أن المصالح الشخصية و (الكرسي) قد فرض استعمال العنف المفرط ضد أبناء الشعب الذي منحهم الدستور أيضاً حق التظاهر كما فعلت سلطة الحكم كم الأفواه والهجوم على الفضائيات واعتقال النشطاء في الحراك الشعبي وغلق الانترنيت ومنع التجول وغيرها من الأساليب التي زادت من تأجج وتأزم الموقف والعلاقة بين الشعب والدولة وكل منهما استعمل حقه بما ضمنه له الدستور في الوقت الذي نلمس ونشخص أن الخلل في الدستور الذي سبب الحراك الشعبي الآن ولذلك إن العلاج وإعادة الثقة والأمور الطبيعية بين الشعب والدولة يجب إعادة صياغة الدستور بما يتضمن حقوق وواجبات للدولة لها وما عليها للشعب وكذلك حقوق الشعب ما له وما عليه ... إن أية مشكلة أو موضوع عند دراسته من جميع جوانبه يجب أن ينظر إليه من خلال معالمه التاريخية وظروفه الخارجية والداخلية ومدى تأثيره النفسي والمعاشي للشعب من أجل توفير الحياة الحرة الكريمة والاستقرار والاطمئنان الروحي والمادي له ولابد أن يعلم ويعرف الجميع أن الحياة زائلة إلى الموت وهي تسير في الحركة والتغيير في كل ساعة ولم يترك الإنسان إلا عمله مطرز على جبين التاريخ حينما تستعرض الأجيال القادمة أمام منصته فتشاهد أعمال ذلك الإنسان الإيجابية فيمدح وإذا كانت سلبية فيذم.
يقول الشاعر :
كل الأمور تزول عنك وتنتفي إلا الثناء فإنه لك باقي
والسلام على من اتبع الهدى.

#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات