أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - إن التأخر في إنجاز الإيجابيات يؤدي إلى إفراز السلبيات















المزيد.....

إن التأخر في إنجاز الإيجابيات يؤدي إلى إفراز السلبيات


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 6381 - 2019 / 10 / 16 - 23:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن أية ظاهرة أو تصرف أو سلوك في الوجود يكمن وراء ظهورها أسباب ونتائج إما أن تكون إيجابية تصبح قاعدة وسلوك وعمل يستفاد منه وإذا كان سلبياً يجب معالجته لأن إهماله يفرز سلبيات ومشاكل. وانتفاضة الجياع الغاضبة في 1/10/2019 التي تمخضت عن استشهاد حوالي (150 إنسان) مارسوا حق ضمنه لهم الدستور وكان يوجد سبب مشروع لذلك الغضب (الجوع والبطالة والفساد الإداري والطائفية التي أفرزت المحسوبية والمنسوبية واقتصاد السوق الذي أفرز للشعب العراقي العولمة التي أصبح فيها الإنسان كالسلعة في السوق حسب العرض والطلب لطاقته وقوته وجهده أما الإنسان العاجز عن العمل بسبب الشيخوخة أو المرض أو الطاقة فإنه ينتظر الموت البطيء وغيرها). وقد جاءت هذه المظاهرات الغاضبة بعد سنوات من المطالب والاحتجاجات والمظاهرات وبعد أن خيبت أمل الشعب بمن منحوهم الثقة بالدفاع عن حقوقهم (مجلس النواب) وبعد ستة عشر عاماً كانت الدولة تضع أصابها بأذنيها ولذلك كانت المظاهرات والاحتجاجات جماهيرية واسعة وغاضبة وعنيفة شملت كثير من المدن والأقضية والنواحي العراقية ... يقول أهل العلم والمعرفة : (إن جدلية الفكر مع الواقع في ثلاث محاور 1) البارحة ليس مثل اليوم. 2) إن الذي في لندن ليس مثل الذي في بغداد. 3) ليس هنالك إنسان يشبه إنسان آخر مطلقاً سواء كان عالم أو رجل دين أو مثقف أو غيرهم.
إن الإنسان يستطيع أن يغير بعض المظاهر، ويستطيع أن يخترع بعض الأشياء العلمية ويكتشف بعض الظواهر الطبيعية، إلا أنه لا يستطيع أن يوقف عجلة الزمن وحتمية التاريخ في الحركة والتغيير، كل شيء يسير إلى أمام كهذه المياه التي لا تتوقف عن الجريان التي سوف تجرف أمامها كل من يقف في طريقها.
إن الذي حدث في العراق أن السلطة التي جاءت للحكم بعد سقوط نظام صدام الدكتاتوري الدموي عام/ 2003 قد ورثت من ذلك النظام المقبور سلبيات كثيرة وبدلاً من قيامهم بعملية إصلاح وبناء أصبحوا كما قال الشاعر الكبير الراحل الجواهري : وكانوا كالزروع شكت محولا ولما استمطرت مطرت جرادا
وطبقت (الفوضى البناءة) واقتصاد السوق ودستور حسب القاعدة التوافقية (أرضيك وارضيني واسكت عنك واسكت عني) أفرز الطائفية والفساد الإداري والمحسوبية والمنسوبية والكليات والجامعات تخرج الوجبات تلو الوجبات من الطلبة وترميهم في مستنقع البطالة وانتشرت البطالة والفقر والجوع والمخدرات والانتحار ودمر الإنسان والطبيعة، الإنسان أصبح يركض ليله ونهاره من أجل توفير لقمة العيش له ولأفراد عائلته مما جعله أن يصبح بعيداً عن أفراد عائلته ومراقبتهم ورعايتهم، والطبيعة أهملت وأصبحت أرض جرداء أراضيها متصحرة وصبخة غير صالحة للزراعة وقد غمرت واجتاحت وأغرقت الأسواق العراقية مختلف السلع والبضائع والملابس والفواكه والخضروات من مختلف المناشئ في العالم مما جعل العراق بدون صناعة ولا زراعة وأصبح شعبه استهلاكي غير منتج يعتمد في كل شيء على ما يستورد من خارج الحدود وقد شكل ذلك خطر على أمنه الغذائي بعد أن كان يكتفي ذاتياً منها.
نقلت وسائل الإعلام العراقية والعالمية المقابلة بين السيد رئيس مجلس النواب مع مجموعة من المواطنين وعلى ضوء هذه المقابلة أصدرت رئاسة الوزراء حزمة من القرارات المستعجلة وغير المدروسة من أجل تهدئة الشارع العراقي إن المظاهرات شملت مناطق متعددة من بغداد ومدن وأقضية ونواحي في العراق ... ويبدو أن المواطنين التي جرت معهم المقابلة من بغداد وليس من جميع مناطق بغداد وإن هذه المجموعة طرحت خصوصيتها ورأيها بسبب المظاهرات ومطاليبها ... إن هذه المظاهرات قامت بشكل عفوي وإن الخصوصية لكل متظاهر تختلف عن الآخر لأن كل متظاهر ينظر لحاجته وظروفه حسب وجهة نظره ولو كان لهذه المظاهرات قيادة أو مرجعية كان من الممكن التحاور والتفاوض معها إلا أن كل إنسان يعاني من مشكلة شارك في المظاهرة وهذا يعني التحاور والتفاوض مع كل متظاهر ليس في بغداد فقط وإنما في جميع أنحاء العراق هذه العملية غير طبيعية ولا صائبة ... مثلاً صدر اقتراح من أحد المواطنين (عدم السماح لكل إنسان أن يستلم راتبين) وقد تجاوب مع هذا المواطن السيد رئيس الوزراء وأصدر قرار بإلغاء القرارات السابقة التي لها علاقة بالراتب الثاني وهذا يشير وبشكل خاص إلى السجناء السياسيين من المفروض بالسيد رئيس الوزراء تشكيل لجنة لدراسة جميع القرارات التي صدرت من قبل السيد رئيس الوزراء وملاحظة الراتب السابق (التقاعدي) ومقداره والراتب الثاني المكتسب للسجين السياسي ومقارنتها بالظروف المعيشية.
إن الظواهر الخارجية موجودة بيننا إلا أننا لا نعرفها ولا ندركها إلا حسب وجهة نظرنا الخاصة وهذا يعني أن كل إنسان له خصوصية في تفسير ومعرفة الظاهرة ... يقول أحد المفكرين : إن المعرفة بنت الجدل وهي كغيرها من العلوم لا مطلقة ولا ثابتة ولا جامدة وإنما نسبية ومتغيرة وخاضعة للبحث والاستدلال. إن الحلول التي وضعتها الحكومة لا تتناسب مع مستوى الطموح في معالجة الأزمة التي يعاني منها الشعب فكان الموضوع الذي يعالج البطالة حيث دعت الحكومة (الأكاديميين) من حاملي شهادة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه إلى تقديم طلباتهم إلى وزارة الدفاع لتعيينهم (برتبة نائب عريف) وقد استعرضنا هذا الموضوع سابقاً ونشر على موقع الحوار المتمدن ... أما الموضوع الآخر حينما دعى وزير العمل مائة وخمسون ألف خريج في دورات لتأهيلهم للعمل في السوق وهذا يعني يصبحون (عطارين وخرازين وبائعي أقمشة وبقالين وغيرها) إن هؤلاء الخريجون هل قضوا زهرة شبابهم في طلب العلا وسهروا الليالي هل كانوا يدرسون العمل في السوق ؟ أو يصبحوا مهندسين في تنفيذ المشاريع الصناعية والعمرانية أو يصبحوا دكاترة يعالجون المرضى في المستشفيات أو مدرسين في المدارس والكليات والجامعات لتربية وتعليم أبناء الشعب ؟... إن هذه العملية سوف تزيد من إصرار أولياء أمور الطلبة على سحب أبنائهم من كراسي الدراسة ورميهم في سوق العمل أو عتالين أو باعة أكياس النايلون في الأسواق لأنها الأسلوب الأقرب لعمل الإنسان العراقي بدلاً من بذل الجهد والأموال ومن ثم يصبح عمله في السوق.
إذاً ما هي الحلول والمعالجات للواقع الذي يعاني منه الشعب ؟
إن أرض العراق الطيبة تزخر بالخيرات والثروات في باطنها وسطحها حيث كانت في السابق كثيرة الخير والعطاء وكان الشعب يكتفي ذاتياً بالسلع والحاجيات التي تنتجها الورش الصناعية والمعامل والمصانع وأرضه المعطاء كانت تغذي الشعب بالحبوب والمخضرات والفواكه ويكتفي ذاتياً منها ولذلك إن العراق ليس فقيراً حتى يصبح اقتصاده سلعي (معولم). نحن الآن نحتاج إلى اقتصاد يعتمد على التخطيط والبرمجة من خلال مؤسسات ومشاريع إنتاجية (مصانع ومعامل) واعتبار عائدات النفط هي المصدر لهذه المشاريع وبهذه الطريقة نقضي على البطالة من الخريجين وأصحاب الشهادات وعلى الفقر والجوع والفساد الإداري والإرهاب وذلك من خلال الرجل المناسب في المكان المناسب والعمل من كل حسب طاقته ولكل حسب عمله ويستطيع أن يعيش الشعب في استقرار واطمئنان ومستقبل أفضل وذلك يتطلب أيضاً إلغاء الدستور أو إجراء تعديلات عليه يجعل اقتصاد العراق مبرمج ومخطط وليس سلعي إضافة إلى فقرات أخرى تنقذ الشعب من محنته والظروف التي يعيش بها هذه هي الحقيقة التي تخلق الاكتفاء الذاتي والحياة الحرة الكريمة للشعب نستطيع أن نصل إليها من خلال المعلومات المستخلصة من تجربة وواقع العراق الملموس في العهود السابقة التي جلبت لنا الأزمات والحياة السلبية إن الإنسان العراقي كأي إنسان في الوجود تمسكه مجموعة من الأحاسيس والشعور والقيم تعتبر قيم طبيعية في الإنسان وتوجد قيم أخرى مهمة جداً في حياة الإنسان العنصر الاقتصادي المعاشي الذي تتوقف عليه حياة الوجود البشري في ماهيته وتحوله وتطوره وتقدمه ومجموعة من الرغبات والغرائز تعتبر قيم روحية وتكون هذه العوامل والضوابط والمستلزمات هي التي تحدد سلوك الإنسان وتصرفه في العمل والعلاقات الاجتماعية والتعاون والمصداقية والثقة بين الشعب والدولة ... والاستقرار والاطمئنان والحياة الحرة الكريمة.



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تشرين شهر الانتفاضات النضالية للشعب العراقي
- ترمب ... السياسي المتسرع والمتذبذب
- الإنسان والحياة (2)
- إلى شهداء الجوع والغضب (قطعة نثرية)
- الشعب وحقوقه
- ما هي العولمة ؟
- الشك وسوء الظن يفرز الحساسية وعدم الثقة لدى الإنسان
- ما هو السبب ..!!؟
- الإعمار والاستثمار والفساد الإداري
- أين العراق والعالم الآن ؟
- العلاقة بين الشعب والدولة
- العراق والأزمات الدولية
- التاريخ يعيد نفسه في العراق
- إسرائيل رافد يصب في حفرة الإرهاب
- الفساد الإداري في صحراء النسيان دفن تحت الرمال
- تغريدة طريفة
- ليس بهذا الأسلوب تعالج مشكلة البطالة للخريجين
- أهمية الصحافة في الدول الديمقراطية (2)
- الثقة بين مجلس النواب والشعب
- الشعب والدولة


المزيد.....




- كتائب القسام تقصف مدينة بئر السبع برشقة صاروخية
- باستخدام العصي..الشرطة الهولندية تفض اعتصام جامعة أمستردام ...
- حريق في منطقة سكنية بخاركيف إثر غارة روسية على أوكرانيا
- ألمانيا تعد بالتغلب على ظاهرة التشرد بحلول 2030.. هل هذا ممك ...
- في ألمانيا الغنية.. نحو نصف مليون مُشّرد بعضهم يفترش الشارع! ...
- -الدوما- الروسي يقبل إعادة تنصيب ميخائيل ميشوستين رئيسا للوز ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 4 جنود إضافيين في صفوفه
- مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي يقرر توسيع هجوم الجيش على رفح
- امنحوا الحرب فرصة في السودان
- فورين أفيرز: الرهان على تشظي المجتمع الروسي غير مُجدٍ


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - إن التأخر في إنجاز الإيجابيات يؤدي إلى إفراز السلبيات