أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - بين عدالة المنتفضين وطغيان السلطة الطائفية الفاسدة!














المزيد.....

بين عدالة المنتفضين وطغيان السلطة الطائفية الفاسدة!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 6393 - 2019 / 10 / 29 - 13:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتصارع في العراق معسكران متناقضان، معسكر الشبيبة، ومعه الشعب بغالبيته العظمى، ومعسكر السلطة التنفيذية وأحزابها الحاكمة والمليشيات الطائفية المسلحة بمختلف مسمياتها، معسكر المطالب العادلة والمشروعة، ومعسكر الطائفية والفساد والطغيان والنهب والسلب لأموال الشعب وخزينة الدولة، معسكر النضال من أجل الحرية والديمقراطية والوطن الآمن والسلام، ومعسكر الجنوح المطلق للعنف والتصفيات الجسدية وفرض الأمر الطائفي الفاسد الواقع على الشعب. صراع بين الشعب كله، وأعداء الشعب ومن يساند الحكام الذين أصدروا الأوامر والتعليمات لقتل المنتفضين. كل هذا يتجلى في معركة اليوم، إنها معركة وطنية بين النضال العادل والحرب غير العادلة ضد الشعب وشبيبته.
بعد ستة عشر عاماً من الظلم والطغيان لقوى الإسلام السياسي الطائفية الفاسدة تفجرت في الشبيبة العراقية روح الرفض والانتفاضة الثورية على كل ما لحق بها من ظلم وقهر ودوس على الكرامة والحرمان من الحقوق، من إهانة هوية المواطنة والركض وراء الهويات الفرعية القاتلة، من سرقة الوطن والمواطن والمال العام وتجويع نسبة عالية من فئات الشعب، من رثاثة الدولة والمجتمع والمدن العراقية والسياسة والاقتصاد والبيئة. إنها الروح العراقية الحية المتوثبة والنقدية التي اشتكى منها كل المستبدين على أرض الرافدين وفي كل العصور وكل المستعمرين الأوباش الذين صادروا حرية وكرامة وقوت الشعب ومرغوا كرامته بالتراب. فثورة القرامطة وثورة الزنج والنضال ضد المستعمر العثماني والفارسي والإنجليزي لا تزال تذكرنا بأمجاد هذا الشعب الصابر والمنتفض، ثم هبَّاته ووثباته وانتفاضاته ضد الحكم الملكي وتحالفاته العسكرية، ثم نضاله المديد ضد الحكم البعثي الاستبدادي الجبان، فهل يمكن أن يسكت الآن تحت هذا الإجحاف المرعب الذي يعاني منه الشعب وتحت الحكم الطائفي الفاسد والتابع لإيران جملة وتفصيلا؟ لا يمكن أن يحصل ذلك على المدى الطويل، فستة عشر عاماً كانت مرهقة ومدمرة، وبالتالي كان الشعب مصيباً حين هتف ومن عاصمة العراق، بغداد: [الشعب يريد إسقاط النظام] و[بغداد حرة حرة، إيران برة برة]،! إنها شعارات وطنية ديمقراطية تريد استعادة الوطن المسلوب والمستباح من قوى الإسلام السياسي وميليشياتها الطائفية المسلحة المناهضة لمصالح الشعب الوطن.
لقد اتخذ الصراع الدائر في العراق نوعية جديدة: إصرار الشبيبة على التظاهر وتوسيع قاعدة المشاركين فيها بالطلبة والمعلمات والمعلمين وأساتذة الجماعات والكليات والمعاهد والمثقفات والمثقفين والعمال ووصولاً إلى الفلاحين والكثير من فئات الشعب الأخرى من جهة، وتحول السلطة من الوعود إلى التهديد والوعيد باستخدام العنف وإرهاب الدولة وميليشيات الأحزاب الحاكمة الطائفية المسلحة، والذي يمارس اليوم فعلاً، من جهة أخرى. فبعد جولة المظاهرات الأولى التي انطلقت في الأول من تشرين الأول/اكتوبر 2019، حيث سقط فيها وفق الأرقام الحكومية 149 شهيداً وستة آلاف من الجرحى والمعوقين، أطلق رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة بخطاب متلفز الوعود والعهود بتحسين الأوضاع واتخاذ الإجراءات العاجلة وتطمين المتظاهرين مبينا بأن الدولة اخطأت بحقهم ورمى بثقل المسؤولية على الحكومات السابقة، ولم يجانب الحقيقة، ولكنه نسى نفسه طبعاً!! وخلال الفترة بين الجولة الأولى من المظاهرات والجولة الثانية التي بدأت بـ 25 تشرين الأول/اكتوبر2019 لم تتخذ الحكومة أية إجراءات إصلاحية مما وعدت وتعهدت به، بل سعت الى تعزيز قواتها وإعادة من فسخ عقده من العسكريين لغرض زجهم في مواجهة التظاهرات المطالبة بالحقوق العادلة التي اعترف بعدالتها رئيس الوزراء نفسه والمرجعية الشيعية، التي يدعي الاستماع لها وتنفيذ إرادتها! وحين بدأت الجولة الثانية فقد تغيرت ثلاثة أمور صارخة، بعد أن كشف الحكم كله عن أنيابه، أنياب الذئاب المتوحشة والمفترسة، هي:
أولاً: زج المزيد من القوى المندسة لتشويه طابع المظاهرات السلمي والعادل من جانب المليشيات الطائفية المسلحة وقوى في الحشد الشعبي ومن قوى جاءت من وراء حدودنا الشرقية، حيث يستخدم العنف بأقسى صوره وإشعال الحرائق، بالرغم من معرفة الحكم بطبيعة التظاهرات السلمية والتي يجري تأكيدها باستمرار من جانب المنتفضين السلميين.
ثانياً: حصول تغير جذري في خطاب ووجهة عمل رئيس الوزراء، اذ بدأ بالتهديد والوعيد وإصدار قرارات منع التجول والقبول بسقوط المزيد من الشهداء والجرحى وعدم تنفيذ أي إجراء إصلاحي مما وعد به بعد الجولة الأولى، حتى زاد عدد الشهداء عن المئة وآلاف الجرحى والمعوقين خلال الأيام الخمسة المنصرمة.
ثالثا: القيام بتوزيع المهمات بين السلطات الثلاث والإعلام والمرجعية في مواجهة انتفاضة الشبيبة المقدامة، ومعها الشعب كله، بين الرئاسات الثلاث لامتصاص الضغط بإجراءات هامشية من جانب مجلس النواب ومطلب وحيد وأوحد من رئيس الجمهورية، تغيير قانون الانتخابات لا غير، وتصاعد التهديد من قبل فالح الفياض، مستشار الأمن الوطني العراقي ورئيس هيئة الحشد الشعبي، ورؤساء المليشيات الطائفية المسلحة من أمثال قيس الخزعلي وهادي العامري وأبو مهدي المهندس ومن لف لفهم٠ إضافة إلى بروز ملموس للقضاء على الساحة السياسية في صراع هامشي مع حيدر العبادي وليس مع الحكومة القائمة التي توجه نيرانها ضد الشعب. ألا تؤكد هذه التكتيكات السياسية المفضوحة، والسكوت الجديد للمرجعية الشيعية، ان السلطات الثلاث غير جادة بمواجهة مطالب المنتفضين العادلة وأنهم يسعون الى المماطلة والتخلي عن "كرم الوعود!" لـ "عبور الأزمة!" و"تعطيل وإنهاء الانتفاضة"، وإنها مصرة على استخدام الإرهاب في مواجهة مطالب الشعب بهدف الاستمرار في ممارسة الاستبداد والعنف في حكم البلاد وتقاسم الثروة بين أركان الحكم والأحزاب الحاكمة؟ ولكن لا بد من تأكيدنا إن الفشل سيكون نصيب هذه السياسات البائسة والبالية، وأن الشعب وشبيبته مصممان على خوض النضال حتى تحقيق التغيير الجذري المنشود للواقع المنحط الفاسد والطائفي القائم في العراق.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لتتسع انتفاضة الشبيبة وتشمل كل الشعب، كل الوطن!
- من هم مثيرو الفتنة والشغب؟ من هم المتآمرون على انتفاضة الشبي ...
- الخزي والعار لحكومة تقتل شعبها! الخزي والعار لمجلس نواب طائف ...
- لتنتصر إرادة شبيبة العراق المنتفضة
- المتهم والمحقق واحد، فما الذي ينتظره الشعب؟
- التآمر التركي - الأمريكي الوقح ضد كُرد ووحدة سوريا
- وفاة الصحفي الكبير والإنسان النبيل والمناضل الجسور، وفاة عدن ...
- السلطان العثماني الدكتاتور والجلاد يجتاح سوريا
- الشعب وجمهرة الحكام الكذابين والمزيفين: العراق نموذجاً
- الواقع الجاري ومقترحات رئيس الجمهورية العراقية!
- خطاب المُستعمِر الإيراني الجديد للعراق وسوريا ولبنان!!!
- الإجراءات الترقيعية لن تحل الأزمة السياسية والاجتماعية المتف ...
- خطيب جمعة طهران: اقتلوا عملاء أميركا المتظاهرين العراقيين-!! ...
- أصوات اليسار الخافتة في معركة النضال ضد نظام الطائفية والفسا ...
- من القاتل الجديد في العراق؟
- سنبقى نناضل ونطالب ونحتج، ولكن... ماذا بعد؟
- هل يكفي أن نحذر من وقوف جماعة الإخوان المسلمين وراء مظاهرات ...
- هل من حلول عملية لمحنة قوى التيار الديمقراطي في العراق؟
- بشائر خير منعشة من شعب مصر
- هل من حلول عملية لمحنة قوى التيار الديمقراطي في العراق؟ (الح ...


المزيد.....




- إيلون ماسك يقارن نفسه بـ-بوذا- خلال لقاء مع إعلاميين
- 5 قصّات جينز مريحة تسيطر على إطلالات النجمات هذا الموسم
- CIA تنشر فيديو جديد يهدف لاستدراج مسؤولين صينيين للتجسس لصال ...
- وزارة الداخلية الألمانية تصنف حزب البديل من أجل ألمانيا -كيا ...
- تركيب مدخنة كنيسة السيستينا إيذانا بانطلاق العد التنازلي لاخ ...
- الخارجية اللبنانية تعد بتعيين سفير جديد في سوريا
- حادثة الطعن داخل مسجد بجنوب فرنسا: دعوات للتعامل مع الجريمة ...
- الحوثيون يعلنون استهداف قاعدة عسكرية قرب حيفا بصاروخ باليستي ...
- انطلاق التصويت في الانتخابات الرئاسية الرومانية 
- مقتل 15 شخصا في قصف إسرائيلي على قطاع غزة


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - بين عدالة المنتفضين وطغيان السلطة الطائفية الفاسدة!