أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - مولاي ..!














المزيد.....

مولاي ..!


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 6382 - 2019 / 10 / 17 - 04:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مولاي، إني لا أعرف لغة الا لغة القرآن ولا أعرف غيرها، فكيف لي بسؤالك عمّا يعتمر في صدري؟ كما وأنّي أشعر بالعار مولاي ، إن إستعنت بمترجم ليترجم لك ما أقول وأنا في وطني. أعذرني مولاي وإغفر لي إن تجاوزت بالكلام وقلت وطني فهي زلّة لسان وأنا واثق من أنّك ستسامحني لأنّك غفور رحيم، ألست ظلّ الله في عراقنا وآية من آياته البينات!؟

مولاي، لقد آمنت بكم وبمعجزاتكم وأنا أراها بأمّ عيني. فقد رأيت مولاي مسبحتكم ذات التسعة وتسعون حبّة في بندقية قنّاص، ورأيت تسعة وتسعون ملاكا رصّعت حبات مسبحتكم الكريمة جبهاتهم، وفار الدم منهم كما " فار التنّور". أمّي هناك الى جانب جثّة أخي وهي لا تملك كفنا له مولاي، فهل تعيرنا سجّادة صلاتكم لنكّفنه بها، وسأعيدها لكم بعد دفنه نظيفة من دمه، لأني أعرف أنّ الدم نجاسة بالإسلام وسوف تبطل صلاتكم حينها.

أخي "المندس" الذي خرج يطالبك بحقّه مولاي وأستقرّت حبّة من حبّات مسبحتكم الكريمة في جبينه، كان مؤمنا بالله الواحد الأحد، ويقيم الصلاة ولا يأتي الزكاة لأنه لم يكن يملك قوت يومه الا بالكاد. وكان يحجّ الى كربلاء سيرا كل أربعينية لأنّه لا يملك مالا يحجّ به الى مكّة. وكان يستمع لخطبكم مولاي وفتاواكم، بل كان والعياذ بالله يؤمن بكم أكثر من إيمانه بالله أحيانا، لأنّ الله ليس بشيعي مثلكم مولاي.

هل تعرف لماذا خرج أخي متظاهرا ضد سلطة عمامتكم مولاي وليستشهد بحبّة من حبّات مسبحتكم الكريمة، أعذرني ثانية مولاي لأنني قلت من أنّه شهيد، لأنّ الحقيقة هي أنّه "مندس وعميل". لقد خرج أخي لأنه أعاد قراءة القرآن من جديد وتعجب لحذف إحدى آياته من قبلكم مولاي، تعجّب وهو لا يرى فيه آية "وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ". بالله عليكم مولاي، أين ذهبت هذه الآية، وهل صحيح ما يشاع من أنكم حذفتموها من القرآن كي لا يحاسبكم الناس على سرقات مريديكم، ولا أقول أنتم والعياذ بالله؟

أنفاسكم العطرة طيّبها الله مولاي، أُستخدمت لخنقي بعد أن حوّلتها ميليشياتكم الى غاز مسيل للدموع. عصاكم التي تتكئون عليها وأنتم تذهبون لإداء صلاة الفجر مولاي، كانت هراوة بيد ميليشياوي فكسّر بها عظامي. أمّا جبّتكم مولاي فأنها تحولت الى كيس وضعوني فيه عنوة بعد خطفي. مولاي وأنتم تذهبون الى النوم في سريركم المقدّس، عد الى الإمام علي كإمام لا كتجارة وهو يقول "يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم". هل رأيت شيئا؟ أنا رأيت العجب العجاب حين تحين ساعة الخلاص وهي آتية "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون".

منذ ستّة عشر عاما مولاي وأنتم تطالبوني بالصبر وتجلدونني بآية "وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ"، وأنا أتحمل سياطكم صابرا مؤمنا بكم أدام الله ظلّكم في الحياة وقدس الله سرّكم بعد موتكم. ستة عشر عاما وأنا أطوف حول منبركم كما يطوف الحجيج حول الكعبة، ستة عشر عاما وأنتم تبصقون في وجهي مرّة للبركة وأخرى للعلاج من أمراضي، ستّة عشر عاما وأنا أنتظر أن أراكم وأتحدث إليكم عن آلامي وآمالي، ستة عشر عاما وأنا أجتر الجوع والفقر والبؤس. ستة عشر عاما وأنا أسمع خطبكم في قاعة ولا قاعات الأباطرة، ستة عشر عاما وأنا لا أملك أجرة "ستوتة" لكنني أقبّل إطارات جكساراتكم مولاي، ستة عشر عاما وأنا أحلم بوظيفة شريفة دون دفع رشوة لكم مولاي.

هل تسمح لي مولاي في أن أزور ضريح الإمام علي لأنبئه، من أن النجف نست لغة القرآن وتتكلم اليوم الفارسية، وأن العمائم كما أبا سفيان بالأمس يؤلّبون الحرس الثوري والميليشيات على قتل الأحرار. هل تسمح لي مولاي أن أحذّره من أنّ هناك الف إبن ملجم سيفلقون هامته إن عاد الى النجف اليوم ويقولون عنه مندساً. لو سمحت لي مولاي لأخبرت الإمام علي من أن النجف في عهدكم اليوم مستعمرة إيرانيّة، وكذلك كربلاء والكاظمية. لأخبرته بغربتنا في وطننا، جوعنا في وطننا، بؤسنا في وطننا، موتنا بالمجّان في وطننا. صدّقني وأنا أعاني ما أعاني من أن :

بعيوني بچي...!
بگد الحچي المضوم عد الناس...!

وبگلبي حچي...!
بگد البچي الراكد بعين الناس..! *

مولاي سنغرقكم يوما بدموعنا، وستصيبكم أصواتنا بالصمم ونحن نصرخ في وجوهكم مطالبينكم بما نهبتموه منّا، وسترحلون.

مولاي هل سمعت صراخ أمّي وهي تمر بالقرب منكم الى حيث مقبرة وادي السلام؟ هل رأيتم ثياب أختي الممزّقة وهي تجمع ما يقيم أودها من مكّبات النفايات، هل رأيت أبي بشيبته وهو منكسرا باكيا حزينا على ولده. مولاي أنّهم يريدون الحديث إليك ليبثّوك شكواهم، لأنهم إنتخبوا قتلة إبنهم حبّا بكم مولاي. لكن المشكلة هي أنهم لا يجيدون الفارسيّة... فما هو الحلّ بنظركم ..؟

مولاي لقد حلمت بأخي وهو يقول لي، من أنّ الله سأله ساعة أن صعدت روحه الى السماء بعد قنصه "قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً"، وأنه أجاب الله من أنّه يريده شهيدا بينه وبينكم .. أتؤمنون بالله مولاي؟ إن كنتم به مؤمنون فليكن شهيدا بينكم وبين من إستشهد بحبّات مسبحتكم، وإن لم تكونوا مؤمنين بالله، فسواعد شبابنا هي من ستكون شهيدا بينهم والحق معهم وبينكم وأنتم الظالمون.

الا لعنة الله على الظالمين .... "قرآن كريم"


* أبيات للشاعر كاظم إسماعيل الگاطع



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عنفوان شعب .. صورتان
- من للعراااااااااااااااااااااااق؟
- الدولة المدنية بالعراق.. نجاح إسلامي وفشل علماني
- سائرون .. لا آمال ولا تحدّيات
- قانون حمزة الشمّري 1.9 وتصويت الصدريين عليه
- زمن حمزة الشمّري
- نوري المالكي بين مادلين طبر وعازفة كمان
- رسالة الى السيد مسعود البارزاني
- عقدة الرابع عشر من تموز عند -المثقفين- والإسلاميين الشيعة
- الشهيد ستار خضير في ذكرى إستشهاده الخمسين
- إلى أين يقود المتخلفون العراق ..؟
- سيرك البرلمان العراقي بين الإصلاح والگوامة
- إنتحار الإمام عليّ
- وطن حر وشعب سعيد .. شعار شيوعي
- السم الزعاف بين الخميني وخامنئي
- هيفاء الأمين وبارومتر التخلف بالعراق
- الخارجيّة العراقية تكيل بمكيالين
- 9 نيسان إنهيار بلد وإذلال شعب
- السيد السيستاني .. هل يشاركني وكلائكم فقري؟ زكي رضا
- -قرّة- عيونكم سائرون .. رايتكم بيضة سائرون!!


المزيد.....




- تحويلات المصريين بالخارج تقترب من 30 مليار دولار خلال 10 أشه ...
- ربما تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي.. ما حقيقة فيديو قصف إسرائي ...
- تراث أصفهان الفارسي والمواجهة بين إيران وإسرائيل
- غضب في مدينة البندقية على حفل زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- يسمع ضجيج القنابل قبل صوت أمه.. عن طفل رضيع في مستشفيات غزة ...
- -فائقو الثراء- في ألمانيا يمتلكون أكثر من ربع إجمالي الأصول ...
- صحيفة روسية: هل هناك من يستطيع تزويد طهران بالقنبلة النووية؟ ...
- ترامب: يمكن للصين مواصلة شراء النفط الإيراني
- فيتنام تحاكم 41 متهما في قضية فساد بقيمة 45 مليون دولار
- صحف إسرائيلية: هدنة ترامب تريح طهران وتنعش مفاوضات غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - مولاي ..!