أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - ليلى والذئاب: الفصل الخامس/ 1














المزيد.....

ليلى والذئاب: الفصل الخامس/ 1


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 6378 - 2019 / 10 / 13 - 23:19
المحور: الادب والفن
    


منذ أن كانت في سنّ التاسعة، أضحى واضحاً لبطلة سيرتنا أنّ مستقبلها كامرأة سيرتبط مع قريبها، عليكي الصغير. والدة هذا الأخير وضرّتها ـ مثلما علمنا من قبل ـ كانتا صاحبَتَيْ سجّل حافل بالكراهية المتبادلة. هذه الحقيقة كان لا بد أن تؤثر، بالطبع، في موضوع زواجه. ليلو، وكنا قد علمنا أيضاً ما تتسم به من شخصيةٍ قوية وميلٍ جامح للحرية، كان يصعب عليها العيش ضمن أسرة مشغولة طوال الوقت بالمكائد والمؤامرات. هكذا موضوع، شاءت أن تُشرك فيه امرأة العم أوسمان.
" عليه أولاً أن يفاتح عمكِ بأمر الزواج، أليسَ كذلك يا عزيزتي؟ "، قالت لها شملكان. حصل ذلك، فعلاً، بعد نحو أسبوع؛ ولكن ليسَ قبل أن تُحرّض شملكان رجلها على جس نبض أجيره. عندئذٍ، بادر العمُ إلى مصارحة صهر المستقبل بنبرة قاطعة وبما له عليه من دالّة: " أرى أن تقيمان لدينا، وذلك مباشرةً بعد إتمام إجراءات الزواج. وإلا سيكون الحالُ عسيراً، عندما تجد الضرتان تسليةً جديدة لهما في شخص ابنتنا! "
" أقيمُ في منزل أسرة زوجتي، لأواجه أقاويلَ الناس؟ "
" الناس لن يكفوا عن التقوّل، بأيّ حال من الأحوال "، ردّ أوسمان ببساطة. ثم أضافَ، " دعك من الآخرين، واهتم فقط بما يمليه عليك عقلك وضميرك. أنا لم أتردد بالقبول، حينَ عرضَ عليّ المرحوم موسي أن أعيش تحت سقف منزله ". في ذلك المساء، على أثر ساعة ممضة من التفكير والتردد، تكلم الفتى مع والده في أمر زواجه. وكما كان المتوقع، اعتبرَ الوالد عاراً إقامةُ الرجل في منزل حميه: " ولا مجال للمقارنة مع حالة أوسمان، كونه ليسَ صهراً للمرحوم موسي "
" ولكن الرجل توفى، وكذلك سبقته زوجته، فضلاً عن أن ليلو وحيدة بلا أشقاء وأخوة؟ "
" مهما يكن، فالأصول هيَ الأصول "، أجاب الأب في صرامة. ثم عاد ليقول بعد وهلة تفكير، " من حقك أن تعيش بعيداً عن منزلنا، حيث الخصام والنكد. على ذلك، أرى أن يكون لديك منزل خاص. هذا لن يكون، إلا بسفرك إلى موطننا الأول وقيامك ببيع منزلنا هنالك وكذلك أرضنا. كنتُ سأوفر عليك مشقة المهمة، لولا أنني مرتبط بالخدمة في الدرك ومحال أن أحصل على إذن للغياب عدة أشهر ".

***
في بداية ربيع العام نفسه، وعقبَ الخطبة، كان عليكي الصغير قد ولى وجهه صوبَ أرض الأسلاف. العم أوسمان، تعهّدَ أمرَ تدبير عربة تجرها الخيل مع حوذيها. كون خانات ذلك الوقت تؤمن الغذاء لمرتاديها، لم يحتج المسافرُ إلا لحمل مئونة تكفيه بضعة أيام. حينَ كان كل شيء على ما يرام، سارت العربة في طريقها متخذةً جهة الشمال الشرقيّ. الفتى، الجالس في مقعد المسافرين وحيداً، كان يستعيد وقتئذٍ وجه الحبيبة حين طالعه وغمامة من الغم تعكّرُ بهاءه. العم أوسمان وزوجته، كانا قد تعهدا أمر إقناع ربيبتهما بضرورة سفر خطيبها. على أنّ ليلو، كعادتها في مواقف مشابهة، حافظت على رباطة جأشها ولم تفقد لياقتها قدّام الآخرين. صورتها تلك، الأخيرة، بقيت محفورة في ذاكرة عليكي الصغير أعواماً ثلاثة تقريباً: الرحلة، المفترض أن تأخذ أشهراً قليلة، اعترضها حائلٌ لا راد له.

***
كانت شملكان مع ربيبتها في مساء أحد أيام الربيع المتأخر، منهمكتين بالتطريز كما العادة، لما سُمِعَ قرعٌ قويّ على الباب. فتحت المرأة ذات الشعر القرمزي البابَ، وإذا برجل غريب يطالعها عن كثب. أشاح وجهه إلى الناحية الأخرى، متجنباً النظرَ إليها. ثم خاطبها باللهجة الشامية، وكان دَهِشاً ولا شك من مسلك حريم المنزل: " يا أختي، أنا الحوذي المكلف بإيصال ابنكم إلى ولاية ماردين "
" زوجي لم يأتِ بعد من عمله، ولكن لو شئت فبالوسع استضافتك لحين قدومه "، أجابت شملكان. ازداد عجبُ الرجل، وتردد قليلاً في الرد على العرض: " الله يعطيكِ الخير، أختاه. كنتُ أود إعلام السيد أوسمان بأمر ملح، وهوَ أن ابنكم قد أوقف من قبل الجندرمة بعدما قطعنا مدينة حلب بمسافة قصيرة. أبلغوه أنه مدعو للسوق إلى الجندية، ثم ساروا به في الحال ".
في الليلة ذاتها، استُقبل أوسمان بجلبة كبيرة حال دخوله المنزل. علّق على ما سمعه بالقول، " لن يكون بمقدورنا فعل شيء له، مع شديد الأسف ". برغم موقفه العاجز، رأى أن يتجه فوراً إلى والد الفتى كي يبلغه بالأمر. ثم اتجها من هنالك سويةً إلى قريبهما؛ الحاج حسن. زعيم الحي هذا، كان ما يفتأ في المضافة والتي جعلها بمثابة المكتب لأعماله.

* مستهل الفصل الخامس/ الكتاب الثاني، من سيرة سلالية ـ روائية، بعنوان " أسكي شام "



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليلى والذئاب: الفصل الرابع
- ليلى والذئاب: تتمة الفصل الثالث
- ليلى والذئاب: الفصل الثالث/ 3
- ليلى والذئاب: الفصل الثالث/ 2
- ليلى والذئاب: الفصل الثالث/ 1
- ليلى والذئاب: الفصل الثاني/ 5
- ليلى والذئاب: الفصل الثاني/ 4
- ليلى والذئاب: الفصل الثاني/ 3
- ليلى والذئاب: الفصل الثاني/ 2
- ليلى والذئاب: الفصل الثاني/ 1
- ليلى والذئاب: الفصل الأول/ 5
- ليلى والذئاب: الفصل الأول/ 4
- ليلى والذئاب: الفصل الأول/ 3
- ليلى والذئاب: الفصل الأول/ 2
- ليلى والذئاب: الفصل الأول/ 1
- عاشوريات
- عصير الحصرم 76
- عصير الحصرم 75
- عصير الحصرم 74
- عصير الحصرم 73


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - ليلى والذئاب: الفصل الخامس/ 1