أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل الفتلي - الاغنية العراقية بين الاصوات الناهقة وغياب الذائقة














المزيد.....

الاغنية العراقية بين الاصوات الناهقة وغياب الذائقة


عادل الفتلي

الحوار المتمدن-العدد: 6375 - 2019 / 10 / 10 - 19:35
المحور: الادب والفن
    


منذ فترة طويلة قاطعت انا وكثيرين من هم على شاكلة حضرتي متابعة مايسمى بموجة الغناء التي ليس لها علاقة بفن الغناء وعالمه , مع اننا جيل تربي اغلبنا ونشأ على عشق الكلمة السلسة الراقية والمؤثرة وطربنا على اصالة الانغام الشجية والمداعبة للاحساس وتمتعنا بالذائقة المرهفة التي تميز الغث من السمين من الاصوات ,كجيل جمعتنا ثقافة المطالعة وولع الموسيقى بالرغم من الاختلاف الطبقي والمعيشي ولااغالي ان قلت اننا لسنا متميزين بالثقافة العامة وحس الذائقة الفنية فحسب بل حتى بالنقد الفني على اساس الفطرة السليمة قبل ان تصقل على مقاعد الدراسة ...
مانراه اليوم من مسوخ الزعيق والنهيق والضجيج والنعيق يدعونا الى ان نترحم على زماننا الزاخر بكل ماهو جميل وراقي ...
وكلنا اعتاد على ان الغناء هو بوح لماتجود به قرائح الشعراء من عشق وشوق ووجد واحيانا يتخلله العتاب والنجوى والوجدانيات من الشعر العربي وسحر قوافيه وسلاسة الشعرالشعبي وحلاوة مافيه من مفردات محببة من لهجتنا الدارجة ,كما اعتادت نواظرنا على رؤية من يمتهن او يحترف الغناء ان يكون شكله ومظهره منسجما مع مايقدمه من فن يحترم عقل المتلقي ويكسب احترام المشاهد, وللشهادة اقول ان اغلبهم كانوا مميزون بحضورهم وتكاد تكون اناقتهم ظاهرة يحرص على تقليدها من عاصرهم سواء كانوا مطربون ام مطربات فلم يخدشوا الحياء العام او يسيؤون ادب الاختيار موفقون بانتقاء كلمات اعمالهم الغنائية مع ان اغلبهم لم يكن لهم نصيبا وافيا من التعليم والدراسة لكن حظوظهم كانت اوفر بوجود اساتذة اختصاص واكاديميون اكفاء لايعترفون بانصاف المواهب ولايمنحون فرص الظهور لمن هب ودب فتميزوا العطاء ليكون اطول عمراً واكثر بقاءً ممن تلاهم ولم تقف نتاجاتهم عند عتبة حقبة زمنية او جيلاً محدداً ولاتزال حناجر الهواة تصدح باصالة تراثهم وتقتفي آثار ماجسدوه ن فن جميل واصيل ...
اليوم الثقافة الموسيقية ليس لها دور او حضور يذكر وليس هناك حاجة اواهمية لها لمن يشاء النهيق المموسق واي صقل موهبة يتحدث عنها المختصون ؟؟ورؤوسنا اصدعتها توافه النصوص وانحدار كلماتها السوقية التي تبعث على الاستياء والاشمئزاز مصحوبة بهراء ارى من الظلم ان اقول عنها الحاناً ولاتعدوا ان تكون سوى ردحاً واهازيج لمناسبات شعبية منقوله ومقتبسة من تراث العجائز والجدات ,جميعها تتشابه في الرذم والايقاع والمسخرة لاتستسيغها اذن ولاتتقبلها نفسً يَصاب من يسمعها بالتذمر والغثيان, جمهورها المفترض من الصبية الشغوفين والمتعطشين للرقص لافراغ شحنات مراهقتهم وخزين حيويتهم دون اي مبالات لهم لماتحتويه ,تثيرهم غرابة المفردات فسرعان مايحفظونها ليرددونها كببغاوات وهؤلاء لايمكن الاستناد او الاعتماد على ذائقتهم المصابة اصلا بالتشتت وعدم الاتزان, وليس من الانصاف توجيه النقد لهم فهم يسمعون مافرض عليهم ولايمكن ان نظلم او نغفل من حباه الله تعالى بموهبة الصوت منهم,رايناهم وسمعناهم في اغلب برامج المواهب والهواة كيف يؤدون باجادة واتقان الاغاني الطربية ويبدعون ..
مايسمى ظلما بمطربي اليوم هم نتاج الصدفة وفراغ الساحة الفنية من الاساتذة والمختصين ولجان الفحص والتقييم فمنهم من غادر عالمنا ومنهم من غيبته عنَا رعونة السياسات وهمجية الحروب وابعدته منافي الاغتراب (وضل البيت لام طيرة) , حتى بات الامر لمن يحلم ببريق الشهرة وزهو الانتشار ليس بالصعب اوبعيد المنال وهو يرى ويسمع من سبقه ليس بافضل منه ولايملك مالايملكه..الوسامة موجودة ولله الحمد مالذي منعه ان يكون مطرباً ويحضى باهتمام المعجبين وقلوب المعجبات...
كل ماعليه ان يدخل الجم او مركز رياضي لبناء العضلات واطلاق لحى حاخامات بني صهيون وارتداء الفانيلات الضيقة لابراز الزنود المنفوخة وحصر المؤخرات في سراويل ممزقة واسدال شعر الرؤوس وطبر الحاجب ورسم الوشوم ووضع مساحيق المكياج وينطلق في عالم المجد والشهرة ...
اما اختيار الكلمات فالشعراء اكثر من الهم على القلب فبامكان مطربي الغفلة وبكل سهولة ان يقنعون المساكين بمايجودون عليهم مستغلين ظروفهم المعاشية المتدنية وعدم امتلاكهم لاي مورد مادي وماعليهم الا ان يملون مايريدون منهم كونهم على تماس بماتتطلبه المرحلة وجلهم يجيدون حماسة المشاجرات وضليعي التواجد في مجالس الفصول العشائرية كي يلبون رغبة ذائقة المستمع والمشاهد لاغاني الفنون القتالية وسمفونيات الردح والتنطيط من بضائع الكيات والبسطيات (اليوم الدنيا اگلبها) و(ذولة بيمن اندگوا مخابيل)





#عادل_الفتلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتفاضة تشرين كشفت مؤخراتهم
- دولة كلثم اللوطي
- دولة القانون وقانون الدولة
- شر البلية...محاصصة
- خلطة عبد المهدي السحرية
- سلطة المندَسون
- رياحين الشهادة
- وترجل عن ظهر بغلته
- عذراً ياوطن
- المايشوف بالمنخل ...من عمة العماه
- اليكم... مع التحية
- مخ...طار عصر المغفلين
- سمفونية الانتماء
- سم وزهر...
- بين اليوم والامس
- عراق النجباء ونكبة الجبناء
- جعجعة الحجنجلي وطركَاعة فائق الشيخ علي
- الى ابناء عمنا اليهود
- سياسيو الصدفة ولعنة طاقاتهم السلبية
- عقيلة الطالبيين


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل الفتلي - الاغنية العراقية بين الاصوات الناهقة وغياب الذائقة