أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طاهر مسلم البكاء - ثورة الشباب في العراق














المزيد.....

ثورة الشباب في العراق


طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 6373 - 2019 / 10 / 8 - 00:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انتفض الشعب العراقي ،في الأول من تشرين ،بصورة مفاجئة انتفاضة ارهقت اركان السلطة وقلبت موازينهم ،وأفقدتهم قدرة القرار .
لقد كان غالبية المنتفضون من الشباب وممن أعمارهم لايمكن ان توصم بالأنحياز للبعث كما كان يفعل قادة الحكومة سابقا ً في وصم الأحداث المماثلة ،ولم تكن لهم جهة حزبية يمكن ارضائها بعملية المحاصصة التي اتسمت بها فترة الحكم الحالي ،وبدأت الكتل الحزبية تشعر بالخطر قريبا ً جدا ً منها، فما كانت تستطيع غير ان توصمها بالعمالة لأمريكا وبريطانيا ،ثم تستخدم رئيس الوزراء الحالي كمتصدر لمواجهتها بالرصاص الحي ،وتم زج ألمع الفرق التي استخدمها العراق في مواجهاته مع داعش،ضد المتظاهرين، كفرق مكافحة الأرهاب !
لماذا انتفض الشباب؟
لكي تتضح الأجابة من الضروري ان نعود الى العام 2003 م حيث كان نهاية وبداية مرحلة ، فقد انتهت فترة حكم نظام صدام الذي ادت به السنوات الأخيرة من حكمه الى مواجهة الشعب وكان يوصم كل مقاومة شعبية لحكمه بالأنتماء لحزب الدعوة ،وادت ظروف الحصار والعوز والفاقة بالناس الى تمني تغيير النظام وليأتي من يأتي من بعده فهو بظنهم سيكون حتما ً أفضل ، غير ان الرموز الحالية التي لازالت تتصدر المشهد العراقي لم تستطع ان توفر للعراقي ما كان يأمله من خدمات وعمل شريف وسكن لائق رغم ثروات العراق التي يسيل لعاب الدول الكبرى لها، لابل غابت الضوابط والمعايير العامة المتعارفه ليحل محلها ضوابط ومعايير الحزبية والمحاصصة البغيضة التي دمرت كفاءات البلادوملئت قلوب العامة ألما ً ،وجئ بأناس ليس أهل للحكم والمناصب ليتقلدوها ،فقط لأنهم ينتمون الى الحزب الفلاني ،ولقلة الكفاءة والخبرة لدى هؤلاء ،فقد استشرت الفوضى وعم الفساد والمحسوبية ،وضاع الفقير تحت الأرجل ولم يعد يسمع صوته ،لابل عليه ان يسمع هو صوت أسياده الجدد ويتقبل ممارساتهم الجديدة ومواقعهم التي اصبحت يشار اليها بالبنان !
وأخذت الثروة تنهال على اركان السلطة وحاشية الأحزاب ،فيما يموت الفقير من الجوع وتنعدم آمال الشباب الذين هم اليوم ثروة البلاد الحقيقية التي تفوق حتى ثروة النفط حيث تشير الأحصاءات الى انهم النسبة الأكبر بين الفئات العمرية ،والتي عوض الله بها العراق مافقده خلال الحروب الأخيرة المتتالية .
امكانيات العراق الجبارة لم تستغل :
تعيش نسب كبيرة من العراقيين في عشوائيات تفتقر الى ابسط مقومات الحياة، بينما كان بأمكان اركان السلطة بناء مدن جديدة تشير الى عهودهم ،بدلا ً من ان تؤشر فتراتهم بالفساد والتقشف والفقر ونقص الخدمات والبطالة وانعدام البناء والأعمار وموت الصناعة والزراعة والتجارة الأيجابية والتظاهرات المليونية التي تقترب من الثورات .
لقد اعتمدوا على ثروة النفط فقط واهملوا كل القطاعات الأخرى ،وحتى موارد النفط لم يحسنوا التصرف بها ،ولم يستغلوا السنوات التي حلقت فيها اسعار النفط الى مستويات قياسية لم تبلغها من قبل .
غيظ تراكمي :
بدأت ثقة العراقيين تهتز بأركان السلطة سنة بعد أخرى وبصورة تراكمية وكانت مواقع التواصل الأجتماعي تنقل صور حقيقة وشفافة لرأي المواطن باركان السلطة ولكن دون ان يسمعها أحد أويهتم بها ،ولقد تندر الناس بالمقارنة بين عصر الطاغية الذي كان المواطن الذي ينتقد السلطة فيه يفقد حياته ،وبين العصر الحالي الذي حتى ولو بالغ فيه المواطن بنقد السلطة فأنه لاأحد يسمعه !
وكان كل ماتقدم يخلق غيظ تراكمي من السلطة والأحزاب القائدة لها وللعملية السياسية التي أخذت تنحى تصاعديا ً لخدمة فئات قريبة من السلطةوالأحزاب دون العامة ،وبدأ الشاب يعاني من صعوبة الحياة ،فلايستطيع الحصول على الوظيفة التي أخذت تباع بشدات الدولار ،ولايتمكن من العمل في القطاع الخاص الذي أصبح عليلا ً ومحاربا ً من أجهزة الدولة التي تريد منه موارد صافية بدلا ً عن ان تشجعه ليقف على رجليه .
ان كل هذا وغيره الكثير ،جعل الشاب يخرج صدره عاريا ً للرصاص، غير آبها ً بالموت ،وجعل ثورتهم عاتية أجبرت السلطة ،ومنذ اليوم الأول ،على مواجهتها بالرصاص الحي ،وقدم الشباب العراقي قرابين جديدة في مذبح الكرامة ،حيث فاق عدد الشهداء المئة وزاد عدد الجرحى على ستة آلاف وبلغت أعداد المعتقلين المئات،خلال خمسة ايام .



#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد تدمير دول العرب البارزة .. هل جاء دور السعودية ؟
- من يضرب ايران السعودية ام امريكا ؟
- هل بقيت مصداقية لأمريكا ؟
- من ينتصر أمريكا ام ايران ؟
- امريكا سبب في انتشار التسلح في العالم
- قمم العرب .. بطولات على الورق !
- الفريسة الجديدة ليست عربية ولااسلامية !
- الأمام المهدي المنتظِرأم المنتظَر؟
- هل تكرر أمريكا أخطاء عاصفة الصحراء؟
- قتل خاشقجي .. مسلسل شد انتباه العالم !
- بحرب أو بدونها ستزاح الأمبراطورية الأمريكية :
- هل في العالم العربي ديمقراطية ؟
- حرب كسر العظم .. من يفوز
- الملائكة والبهائم والأنسان
- الشباب أغلى الثروات المبددة
- هنيئا ً مريئا ً ياشعب العراق !
- خلق الأزمات مهنة أمريكية مربحة :
- هل نجح العرب أخيرا ً ؟
- القوة هي ما ينقص العرب
- أمريكا وحقوق البشر والكلاب


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طاهر مسلم البكاء - ثورة الشباب في العراق