عمار عرب
الحوار المتمدن-العدد: 6371 - 2019 / 10 / 6 - 17:29
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ليس بعيدا برأيي إصرار إثيوبيا على بناء سد الهضة والذي سيقلص حصة مصر التاريخية من مياه النيل بشكل كبير جدا -مما سيؤثر على إقتصادها بشكل هائل- عن القرار التركي المعلن منذ سنوات بالمساهمة في دعم بناء هذا السد ! ، ولا يغيب عن البال تصريح سابق لوزير الدولة للشؤون الخارجية ماركوس أوكلي من أن تركيا هي الشريك الإقتصادي الأول لإثيوبيا ولا حجم المشاريع التركية الإقتصادية والعسكرية في هذا البلد الهام إستراتيجيا بالنسبة لتركيا ..فالتعنت الإثيوبي في المفاوضات مع مصر سببه الخفي باعتقادي هو الدفع التركي لذلك من أجل الضغط السياسي على مصر في المستقبل وربما أغراض أخرى أيضا ...
وحتى لو لم يكن دور تركيا كبيرا في ذلك فهذا لن يغير شيئا ولكن التعنت الإثيوبي الشديد يجعلنا نثير الكثير من نقاط الإستفهام ونبحث عما وراء الأكمة في ذلك ..
و بالنسبة للدعوات الشعبوية لقصف السد من قبل الجيش المصري فهي دعوات غير واقعية كما أراها وتعني إعلان حرب على دولة صاعدة بسرعة البرق في كل المجالات وعضو فعال جدا في الإتحاد الإفريقي وفرصة لتركيا لتزعج مصر عسكريا بشكل غير مباشر عبر الردود الإثيوبية المتوقعة على مثل هكذا حماقة والتي ستتم حتما بمساعدة تركية عسكرية ومخابراتية كبيرة جدا ..
ربما كان الشيء الوحيد الذي سيجعل إثيوبيا تلين في موقفها التفاوضي هو حصول تقارب سياسي تركي مصري وهو شيء غير ممكن حاليا في ظل حكم حزب العدالة والتنمية لتركيا ...
وما عدا ذلك لن يفيد شيء في منع تقليل حصة مصر من مياه النيل مما سيكون كارثة كبرى على الإقتصاد المصري بشكل عام ولا يخفى على أحد أن الأمن المائي هو أحد أهم أشكال الأمن القومي لأي بلد وخاصة لبلد كمصر فقير جدا بالموارد المائية بعد إستثنائنا لنهر النيل ..
الحل الوحيد في حال إستمرار إثيوبيا في مشروعها دون ليونة حول زيادة الحصص المائية هو أن تعتمد مصر فورا على أساليب زراعية و مشاريع ري أكثر حداثة وتطورا مما سيوفر كثيرا في إهدار المياه الهائل الحاصل حاليا و التوجه لبناء مشاريع عملاقة للطاقة الشمسية البديلة التي ستوفر بدائل أخرى للطاقة الكهربائية ترفد المشاريع الحالية في بلد تشرق فيه الشمس على مدار العام فهل مصر قادرة إستثماريا و إقتصاديا على ذلك ؟ وهل هي قادرة سياسيا على تغيير المعادلة السياسية القائمة حاليا دون الإضرار بأمنها القومي ؟
أنا شخصيا أشك في ذلك لأسباب كثيرة قد نبحثها لاحقا .
#عمار_عرب (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟