أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير زين العابدين - ثغرة الدفرسوار














المزيد.....

ثغرة الدفرسوار


سمير زين العابدين
(Sameer Zain-elabideen)


الحوار المتمدن-العدد: 6371 - 2019 / 10 / 6 - 04:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سئلت كثيرا عن ثغرة الدفرسوار، وهل نجاح العدو في إحداث هذه الثغرة يقلل من قيمة الإنتصار الذي تحقق لمصر في حرب أكتوبر، بل قد ذهب البعض الي التشكيك في هذا الإنتصار.

وللحقيقة أقول، أننا قد دخلنا حرب أكتوبر وللعدو الإسرائيلي تفوق (نوعي) في الأسلحة والمعدات والطائرات، وهذا ليس جديدا فالمراجع مليئة بمقارنات أنواع الدبابات والمقاتلات والقاذفات، وكلها تؤكد هذا التفوق النوعي لصالح إسرائيل.

كما لا يخفي علي أحد أن إسرائيل قد تلقت دعما أمريكيا ومن جنوب أفريقيا خلال القتال من الطائرات الفانتوم وسكاي هوك والدبابات م - 60 الحديثة وأسلحة ومعدات أخري في الوقت الذي لم تتلقي فيه مصر أي إمدادات سوفيتية.

إضافة لذلك كانت طبيعة مسرح العمليات في صالح إسرائيل من خلال المانع المائي والساتر الترابي والتحصينات القوية التي تم إنشاؤها علي طول خط القتال، وكذلك طول المسافة حتي الحدود الإسرائيلية.

التفوق النوعي لمصر كان عدديا في معظم الأسلحة والمعدات ونوعيا فقط في مجالي الدفاع الجوي والأسلحة المضادة للدبابات.

هذا ما دفع القوات المسلحة الي أن تعد خطة الهجوم في ظل ما سبق من معلومات، يتم فيها الإعتماد علي الروح القتالية والمعنوية والإعداد النفسي والتدريب المكثف للمقاتلين في ضوء أن معركتهم هي لتحرير الأرض المغتصبة وهو هدف يتسم بالشرعية والقداسة.

كذلك وضعت الخطة للتنفيذ في أمد قصير نسبيا ولمسافة محدودة بناء علي الإمكانات المتيسرة، خاصة إمكانات الدفاع الجوي.

ولهذا أصدر الرئيس السادات "أمر القتال" محددا بالعبور واجتياز الساتر الترابي، وتدمير النقط الحصينة للعدو، والإستيلاء علي رؤوس كباري يتم توسيعها الي رؤوس شواطئ بعمق 15 - 20 كم، والاستعداد لتطوير الهجوم شرقا طبقا للموقف، بهدف "محدد" هو تحريك القضية سياسيا، بعد أن فرضت عليها القوتان العظميان جمودا سمي حينها بحالة اللا حرب واللا سلم.

لقد تم تنفيذ المهمة الصادرة الي القوات المسلحة علي أكمل وجه، وكانت مفاجأة الحرب هي المقاتل ابن الفلاح المصري الذي استطاع التغلب علي الإسرائيلي المسلح بأحدث أسلحة القتال.

ويمكن القول أن القوات المسلحة المصرية قد نفذت مئات (الثغرات) بنجاح في حرب أكتوبر بين النقاط الحصينة ضد الجيش الإسرائيلي أثناء وبعد عمليات العبور.

نجحت إسرائيل في إحداث ثغرة الفرسوار أيام 18 و19 أكتوبر وما بعدها من خلال العبور المحدود في البداية ثم تعزيز قواته غرب القناة بإستغلال وقف إطلاق النار حتي وصلت الي 7 لواءات ميكانيكية ومدرعة، حاولت تطويق الجيش الثاني ولكنها فشلت، فتوجهت جنوبا لقطع طرق الإمداد خلف الجيش الثالث.

ولا شك كانت هناك أخطاء سياسية وإستراتيجية أدت الي ذلك، أهمها غلي وجه الإطلاق القرار السياسي يوم 14 أكتوبر بتطوير الهجوم شرقا خارج مظلة الدفاع الجوي، ما أفقد الجيوش الميدانية التوازن المفروض في عمقها التعبوي.

توقف القتال والقوات المصرية تحتل رؤوس الشواطئ ووصلت الي أعماق تعدت الـ 20 كم في بعض القطاعات في الشرق، وفي الغرب تحاصر القوات المصرية القوات الإسرائيلية في الثغرة، وقد تم إعداد الخطة (شامل) لتدميرها عند صدور الأوامر.

لقد تكبدت إسرائيل في هذه العملية التي أسمتها معركة (الغزالة أو برج الحمام) خسائر كبيرة جدا في الأفراد والمعدات، حتي أنه قد رصد ما لا يقل عن 100 إشارة طلب من القادة الإسرائيلين بإلغاء العملية وكان رد القيادة الإسرائيلية أن مستقبل إسرائيل يتوقف علي إتمام هذه العملية.

لقد كانت إسرائيل تهدف الي خلق موقف تستطيع من خلاله تحسين موقفها التفاوضي فيما بعد الحرب وقد تأكد البدء فيها من خلال قرارات المنظمات الدولية والقوي العظمي.

هنا يبرز السؤال كيف يمكن حساب الإنتصار والهزيمة في الحرب؟
وللإجابة علي هذا السؤال أوضح أن الحروب هي وسيلة لفرض الإرادة السياسية ومن هنا يمكن التأكيد علي إن القوات المسلحة المصرية قد حققت إنتصارا مظفرا أدي الي تحريك القضية السياسية، وتحقيق التحرير لكامل الأرض لمصرية غير منقوصة.

ولذا فلقد أثبت المقاتل المصري جدارته وشجاعته وبسالته التي أذهلت العالم كله، حتي في ظل إمكاناته المحدودة، وفي مواجهة قوات مسلحة قوية لا يستهان بها، ولا يجوز اليوم أن نشكك في هذا الإنتصار بما يثير حزن هذا المقاتل وشجونه وهو من ضحي بنفسه وحياته وأجزاء من جسده وأستعاد لكم الأرض والعرض والكرامة.



#سمير_زين_العابدين (هاشتاغ)       Sameer_Zain-elabideen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور ومهام المدفعية المصرية في حرب أكتوبر
- الرؤية المنفردة
- المؤامرة الكبري
- يدنين جلابيبهن
- نعم الحجاب فرض، ولكن أي حجاب؟
- الدور الغائب للمواطن
- الترجمة العربية لمقال عالم الآثار الإسرائيلي زئيف هيرتزوج (أ ...
- خطر السلفيّة والمتسلفين
- الخدعة الفرعونية
- الطائفية في الإسلام والمسيحية 2
- الطائفية في الإسلام والمسيحية
- الولاء والبراء والمواطنة
- الإعتقاد وإعمال العقل
- الإنسداد السياسي
- التقرير النهائي للجنة التحقيق وتقصي الحقائق بشأن الأحداث الت ...
- لا سلطة دينية للدولة
- قراءة في تطورات الموقف الدولي والإقليمي
- استوصوا ...
- المهمة المتعذرة للأزهر
- حقيقة الدور السعودي في المنطقة


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير زين العابدين - ثغرة الدفرسوار