أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - هل بدأ الانفجار الشعبي ؟؟















المزيد.....

هل بدأ الانفجار الشعبي ؟؟


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 6368 - 2019 / 10 / 3 - 22:58
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


اندلعت انتفاضة " الصدور العارية " بعد مرور ستة عشر عاماً من الانفلات الأمني و من التراجع المريع في : الخدمات، الصحة و التعليم و فرص العمل . . في ظل حكم تفاقم النهب و الفساد وسوء الادارة فيه على اساس المحاصصة الطائفية، حتى هُدرت مئات مليارات الدولارات من واردات العراق، دون دلائل تُذكر لرعاية اجيال البلاد و تأهيلهم و تشغيلهم بدلاً من تشغيل الاجانب، او دلائل لحفاظ على معالم دولة عصرية كان عليها العراق، حتى صارت الملايين من اوسع الاوساط و خاصة الكادحة و الفقيرة تئنّ من التردي و بؤس المعيشة و الجوع والتخلف و العيش في مخيمات النزوح التي تنقطع سرقة مسؤولين للاعانات الدولية لعودتهم الى حياتهم الطبيعية وفق وكالات انباء دولية و غير منحازة . .
في وقت تشاد فيه اكبر و اجمل الفيللات و العمارات و المصالح، لمتنفذين في الحكم كانوا قبله من المتسكعين و الحفاة عقولاً و اقداماً وفق مئات آلاف البيانات الوثائقية العالمية و الإقليمية . . الأمر الذي جعل الحياة بائسة بلا أمل و خاصة لأجيال الشباب الذين درسوا و اجتهدوا و تخرّجوا بعرق الجبين، ليُرموا الى الشوارع و لتتلقّفهم انواع الآفات، من المخدرات (الوافدة اساساً من ايران على ايدي متنفذين) الى السرقات و الى الميليشيات و السلاح و الثارات و غيره . .
و يسألون من هم هؤلاء ؟؟ . . . هم الأجيال التي سحقتها الحروب و الاحتلال العسكري و الامني الاجنبي و القاعدة و جيش النقشبندية و داعش الارهابية الاجرامية، و سحقتهم (ديمقراطية الطوائف التحاصصية)، هم الذين بدونهم لم تتحطم دولة داعش و سُجل النصر للدولة العميقة (اللادولة) التي بدأت بمعاقبة ابطال ذلك النصر و لم يُحاكم الى الآن من تسبب بسقوط الموصل، رغم ادلّة و بيانات و قرارات برلمان . .
انهم ليسوا عملاء ياسادة، و لم يُحرّكوا من الخارج كما اتُّهم محتجو البصرة في انتفاضتهم الجريئة التي ووجهت بالرصاص و بالحديد و النار قبل عام و فشل اتهامهم، بل هم شباب عراقنا اليوم الذين راكموا من الخِبَرْ كثيراً و صاروا يحذرون ممن يحاول ركوب موجتهم او يجيّر خططه الطائفية و الميليشياتية برؤوسهم، الشباب الذين سئموا من الوعود و من محاولات شراء الضمائر و لم تنفع معهم السجون و التهديدات بالإغتيال و لابسقوط الشهداء و انواع الضحايا، بعد ان سئموا حياة الذل . .
انهم ورثة انفجارات غضب شباب البلاد نساء و رجالاً و من كلّ مكونات الطيف العراقي، منذ عام 2011 ، و لم تخلُ مدينة او شهر دون احتجاجات متنوعة الطابع متحدية استخدام العصي و الرصاص الحي و الغازات المسيلة للدموع و رشاشات الماء الحار و الملوث و سقوط اعداد الشهداء و الجرحى و مطاردة الناشطين فيها و ضياع اخبار اعداد كبيرة منهم . . بسبب انواع الاوامر الحكومية الصادرة بشتى الذرائع ـ كعدم التزام الهدوء، عدم ضبط المواعيد، و الى ضرورة الهدوء في مواجهة الرصاص الحي و الغازات السامة ؟!! ـ للتضييق عليها او لخنقها، حين وصل الامر عام 2015 الى انتفاض عامة الشعب في مدن البلاد من اقصاها الى اقصاها و الى اقتحام مراكز الأحزاب الحاكمة و المقار الحكومية و حتى البرلمان، التي لم تعد تعني بعيون جماهير الشباب الاّ قلاع للاضطهاد . . بشعار " باسم الدين باكونا الحرامية ! ".
انها وريثة مواجهات الشعب مع الحكومات التحاصصية، التي اوصلت الحياة مراحل لا تطاق بانقطاع الماء الصالح للاستهلاك البشري و انقطاع الكهرباء و الانترنت، بل و انقطاع الانهار التأريخية للبلاد بفعل المصالح الضيّقة للجارات تركيا و ايران دون رادع او جهد حكومي للوقوف بوجهها . . و بفعل المواجهات مع مسؤولين لايصدقون مايجري او يسخرون منه !!
تنفجر الإحتجاجات اليوم بتحدي اكبر بعد ان انسدت بوجوههم كل الابواب . . و لن يؤدي فتح النيران الحكومية عليهم و سقوط قتلى و جرحى منهم بلا اسباب موجبة، الاّ بهيجان اعلى و بانفجارات اقوى لتتوسع التظاهرات و تتصاعد . . و اذا اتُّهمت احتجاجات سابقة بالطائفية فانها تشمل الان العاصمة و محافظات الجنوب بغالبيته الشيعية الذي تعتبره الاوساط الحاكمة قلعتها الثابتة . .
انطلق الغضب الهائل بعد تفاقم اليأس من العملية السياسية التي انحرفت، و من كتلها و احزابها التي لم تستطع ان تقدّم اي حلّ للحياة المرّة التي يعيشها ابناء البلاد برجالهم و نسائهم و عوائلهم، انه بداية لطوفان من الغضب و الحقد على مايجري، الذي تعيشه البلاد برمتّها و يئنّ منه ابنائها . . طوفان يهدد بشمول لهيبه البلاد باجمعها . طوفان الغضب و اليأس من حلول الدولة المخادعة و مؤسساتها التي لم يتسبب بها الاّ حكم المحاصصة الطائفية و فساده و انانية حكّامه . .الذين اضاعوا حتى استقلال البلاد التي صارت تُحكم من اعلى مستوياتها، من حكام ايران و اميركا و تركيا و حلفائهم، الأمر الذي صار يتسبب برعب اكبر لأوساط واسعة من انجرار البلاد الى حرب ايرانية ـ اميركية تكون بلادنا مسرحاً لها و ابنائها وقودا لها، رعب يصعّد من نقمتها على حكّامها.
و ترى اوسع الاوساط الشعبية ان ردّ المتظاهرين على عنف الاجهزة الامنية و رصاصها و غازاتها و استهتارها و سخريتها من الجماهير المحتجة، بالعنف دفاعا عن النفس و الحق بالحياة . . لهو امر متوقع مع الاسف بضوء مايجري، رغم تداخل كل الصراعات و الميليشيات و مشاريع التقسيم عليه، و الجهات الحاكمة مشغولة بالاغراءات و التهديدات و بانقلاب نواب على قوائمهم ليس بوجهة تدمير اسس المحاصصة و انما ركضاً وراء مصالحهم الضيّقة و كراسيهم المهترئة . .
و بعيداً في ابراج الحكم العالية القصية عن حال الشعب . . لايبالون بان هناك كارثة وطنية قد تجتاح البلاد باسرها ان لم يسارع الجميع لإنقاذ الاوضاع بكل السبل الواقعية و العملية من استقالة الحكومة القائمة و تشكيل مجلس انقاذ عراقي بصلاحيات كاملة يضم ممثلين عن الاحتجاجات، يعمل على ايجاد حلول عاجلة بانهاء المحاصصة و الاعتماد على الكفاءة و النزاهة على اساس المواطنة . . لقد تحرر الشباب من خوف آبائهم و هم مستعدون للمواجهة التي فرضتها السلطات الحاكمة بظلمها و باهمالها لحياة شباب البلاد و اكتفت بمواجهتهم بالرصاص و بالغازات السامة و بالاختطافات . . و يتساءل كثيرون عن اي التزام بالهدوء يتحدثون ؟؟ الم يكونوا يوماً في النضال ضد الدكتاتورية و ضد حكومات القمع كما يدّعون ؟؟؟



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نتانياهو الوجه القبيح للعنصرية و الحرب .2.
- نتانياهو الوجه القبيح للعنصرية و الحرب .1.
- في اسباب استمرار عدم الاستقرار .5.
- في اسباب استمرار عدم الاستقرار .4.
- في اسباب استمرار عدم الاستقرار .3.
- في اسباب استمرار عدم الاستقرار.2.
- في اسباب استمرار عدم الاستقرار 1
- المرأة السعودية تحقق نجاحاً جديداً
- شبح الحرب و الفساد و اللادولة .2.
- شبح الحرب و الفساد و اللادولة .1.
- سماقولي و انقاذ حياة النصير شيرو ! .4.
- سماقولي و انقاذ حياة النصير شيرو ! 3
- سماقولي و انقاذ حياة النصير شيرو ! 2
- سماقولي و انقاذ حياة النصير شيرو !
- لا للحرب !
- خطر عودة (الدولة) المارقة داعش !
- - تجمع القوى المدنية - و الآفاق . .
- ربيع باليسان و الضربة الكيمياوية ! 3
- ربيع باليسان و الضربة الكيمياوية ! 2
- ربيع باليسان و الضربة الكيمياوية ! 1


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - هل بدأ الانفجار الشعبي ؟؟