|
الكيان ، تركيا ، إيران .. مشاريع في الميزان؟!(3 أ).. المشروع التركي العثماني؟!
خلف الناصر
(Khalaf Anasser)
الحوار المتمدن-العدد: 6365 - 2019 / 9 / 30 - 14:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ثانياً: تـــركــيــا والمشروع التركـــــــــــــــــــي: ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ:
تـــقـــديـــم : ويهمنا أن نؤكد منذ البداية على أن : لا يجب النظر إلى المشروعين التركي والإيراني بنفس المنظار والحكم عليهما بنفس المعيار ، الذي ينظر ويحكم به على المشروع الصهيوني ، لأن المشروع الصهيوني معروف ومعلن ووقائعه واخطاره مجسدة على الأرض العربية ، وهو في حالة زحف دائم ويومي باتجاه العرب وأرضهم وقيمهم ، ويمثل تهديداً مباشراً للوجود العربي برمته! أما المشروعين التركي والإيراني فلا شيء مؤكد بشأنهما ، ولا شيء رسمي من الدولتين والجارتين المسلمتين بخصوصهما ، إلا من بعض أقوال وتصريحات لأفراد رسميين وغير رسميين من الدولتين تصب في خانتهما ، ويدخل مع هذه الأقوال والتصريحات ما سنرصده نحن بشأنهما ، أو نراه أو نتصوره عن بعض ملامح هذه المشاريع أو امتداداتهما الفعلية إلى داخل الأرض العربية!. ومع هذا سنحاول أن نرصد ونسجل ونعتمد (الوثائق والنصوص والأقوال الرسمية المتعلقة بهذين المشروعين ، الصادرة عن جهات رسمية) دون الالتفات ـ بنفس القدر ـ إلى كل ما نراه ونسمعه عنهما من جهات معادية للدولتين ، في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي ولدوافع متنوعة ، وصادرة في غالبيتها عن جذور طائفية عند أصحابها!
ومهما كانت نتائج بحثنا هذا عن المشروعين ـ حتى وإن تأكد وجودهما ـ يبقى الأتراك والإيرانيون ـ كما أسلفنا في(ج1) ـ (خصوم وليسوا أعداء تاريخيين لنا) .. بحكم عدة اعتبارات : o أولها : أننا وإياهم جميعنا مسلمون وتجمعنا معهم عقيدة دينية واحدة! o وثانيهما : يجمعنا وإياهم تاريخ واحد وحضارة مشتركة! o وثالثهما : يجمعنا وإياهم مصير واحد مشترك وحتى مصالح مشتركة تتأكد يوماً بعد يوم بحكم الجوار الجغرافي! o ورابعهما وأهمهما : أن العرب والأتراك والإيرانيون هم أكبر ثلاث أمم إسلامية ، وهي الأمم التي قام على أكتافها التاريخ والحضارة الإسلامية ، وهناك جهات دولية وإقليمية عديدة تعمل على إحداث الوقيعة بين هذه الأمم الإسلامية الثلاث! ***** لكن.. ورغم كل هذه المشتركات التي تجمع هذه الأمم الإسلامية الثلاث ، يبقى هناك ما يجمعنا نحن العرب معهم أو يفرقنا عنهم .. عدة قضايا أهمها: مدى قرب أو بعد كل من الدولتين من القضايا العربية ، تأييدا ومساندة أو معاداة ومعاندة لها ، أو وقوفاً منها على الحياد: ولهذا سيكون لكل من الدولتين معياراً يختلف عن معيار الدولة الأخرى ، في مواقف الدولتين من القضايا التالية : o القضية الفلسطينية : باعتبارها (البوصلة) التي تشكل المصير والوجود العربي برمته؟ o الموقف من الكيان الصهيوني : اعترافاً بــــه أو معاداة لـــــه؟ o المقاومة العربية : هل هي حالة مشروعة أو هي "مجموعة أعمال إرهابية" في نظر الدولتين ، وكما يصفها بعض العرب؟ o الاستقلالية والتبعية : مدى استقلالية القرار الوطني لكل من الدولتين ، ومدى ارتباطه بالمشاريع الدولية؟ o الإيديولوجيا والعقيدة الوطنية : لكل من الدولتين التركية والإيرانية ، وهل هي عقيدة توسعية أم أنها محددة بحدودهما الدولية الحالية؟ o الرقعة الجغرافية التاريخية للدولتين العثمانية والصفوية : ومدى شمول اطماعها للوطن العربي كلياً أو جزئياً؟ *****
ثانياً: تـــركــيــا والمشروع التركـــــــــــــــــــي: ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ: ربما يكون المشروع التركي أخطر على العرب من المشروع الإيراني لأسباب كثيرة ، تأتي في طليعتها طبيعة الشعب التركي التي تمتاز بالتعصب للقومية التركية حد المغالاة . وهذا التعصب متأتي من كون الأتراك قد أقاموا باسم الدين الإسلامي إمبراطورية كبرى ، شملت معظم بلدان الوطن العربي وأجزاء واسعة من آسيا وأوربا ، وأن حلاوة هذه الإمبراطورية التركية الكبرى لا زالت في فم الأتراك يتذوقونها في مساءاتهم وصباحاتهم ، فلم يمضي بعد قرن واحد على سقوطها ، ولهذا هم يحنون إلى إمبراطوريتهم العتيدة تلك ويتحرقون شوقاً لإعادتها وإعادة أمجادها ، بعد تلك الهزيمة المخزية في الحرب العالمية الأولى!! ولأن الشعوب تتعلق دائماً ـ كتعلقنا نحن العرب مثلاً بتاريخنا الإسلامي ـ بالعنصر الروحي أو المادي الذي رفعها في الماضي عن واقعها السيء الذي كانت تعيشه قبله ، وشكل لها قطعة كبيرة ووجهاً مشرقاً من تاريخها ، ولهذا تتمسك الشعوب دائماً بذلك العنصر الانقاذي ، وتحاول أن تعيد تجربتها المشرقة السابقة بذلك العنصر نفسه!! ومعروف أن الأتراك قبل هجرتهم إلى منطقة الشرق الأوسط واستيطانهم هضبة الأناضول ، كانوا عبارة عن قبائل وعشائر بدوية مغولية بدائية ليس لها نصيب من الحضارة.. وقد هربت من بطش جنكيزخان في بداية القرن الثالث عشر الميلادي واستوطنت هضبة الأناضول ، وتوسعت منها ومن خلالها إلى ما حولها من أرضين وبلدان كثيرة ، وأقامت على أديمها إمبراطوريتها العظمى تلك ، وكان الإسلام هو (العنصر الحاسم) في تحويل الأتراك من بدو بدائيين أجلاف ، إلى شعب متحضر ودولة كبرى وامبراطورية عظمى مترامية الاطراف!!
ولهذا فأن الأتراك ـ رغم القشر الغربية الكمالية البادية على سطح حياتهم ـ استمروا بالتمسك بالإسلام ، واعتبروه منقذهم الوحيد ، وبه وحده يمكن أن يعيدوا أمجادهم الإمبراطورية! ولما جاء (رجب طيب أردوغان) وحزبه "العدالة والتنمية" ذو الخلفية الإسلامية إلى السلطة ، دقوا على هذا الوتر الحساس عند الأتراك بقوة ، وحملوا إليه خطاباً و (رؤية اسلاموية مشبعة بروح عثماني) ، وحققوا له نجاحات اقتصادية وسياسية مشهودة ، ولهذا تجاوب وتفاعل معظم الشعب التركي تقريباً مع هذا الخطاب إلى أبعد الحدود التفاعل! ولأن أردوغان قد أثبت لشعبه بأنه ليس (فم للكلام فقط) ينطق بكلمات ـ كمعظم الحكام العرب ـ ثم ينساها أو يعمل بنقيضها فيما بعد ، إنما هو يفعل ما يقول ويقول ما يفعل!! ***** وإذا كانت (الــعـــثـــمــانــيــــة) روحاً تشبع بها الأتراك وحلماً حلموا بها طويلاً ، فإن أردوغان قد بعثها من مرقدها ، وجعلها حقيقة يعيشها الأتراك اليوم في واقعهم ، ومجسدة فعلاَ على بعض أراضٍ عربية!! وذلك بعد احتلاله أردوغان لأراض سورية وعراقية لحد الآن ، على أمل أن تأتـــــــــــي أو تعاد بعد ذلك بقية أراضي الإمبراطورية العثمانية السابقة تباعاً! ولأن من المستحيل أن تكون أوربا أو آسيا الوسطى هي البداية للبعث العثماني ، لأن هئولاء أقوياء وتحميهم قوى دولية كبرى ، لا قبل للأتراك بمواجهتهم وتنفيذ أحلامهم الإمبراطورية على أراضيهم.. وعليه: فإن (المجال الحيوي الوحيد) المفتوح أمام احلامهم الإمبراطورية ، هم العرب والأرض والبلدان العربية!! لأن العرب اليوم ـ بفضل حكمة حكامهم ـ ضعاف وممزقون "شر ممزق" ويمرون بأسوأ لحظات وجودهم! فمعظم حكوماتهم توابع لقوى دولية أو إقليمية ، ويشكلون اليوم ـ أضعف مخلوقات الأرض ـ والمجال الحيوي الوحيد المفتوح دون عوائق ، لجيرانهم ولجميع القوى الدولية والإقليمية الطامحة والطامعة بأرضهم وثرواتهم ، وللأتراك منهم بصورة خاصة!! لقد اقتنع أردوغان وحزبه ومناصروه ـ حسب ما تقول به الأحداث ـ أن اللحظة التاريخية التي يمر بها العرب اليوم هي اللحظة التاريخية المناسبة ، التي يمكنهم من خلالها إعادة الحياة في أوصال إمبراطوريتهم العثمانية العتيدة! ولهذا ساهمت تركيا ـ ولا زالت تساهم بقوة ـ بجميع الأحداث التي تزيد في التمزق والضعف العربي وتجيره لصالح البعث العثماني ، مستغلة لهذا الغرض قوى الظلام الاسلاموي وإرهابيو القاعدة وداعش والنصرة والحزب التركمانستاني وآخرين كثيرين غيرهم ، مقدمة لهم جميع أشكال الدعم المالي والتسليحي واللوجستي والإقامة الوقتية أو الدائمة في تركيا ، والعبور منها وإليها لكل من العراق أو سورية ، ولا زالت تقدمها لهم بأشكال متنوعة! فتركيا هي وحدها التي تطيل بعمر إرهابي سورية اليوم ، بتنصلها أو تميعها لجميع الاتفاقات مع روسيا وإيران بشأن الإرهابيين حفاظاً على مواطئ أقدامها في سورية ، ومحاولة جعلها ساحة مفتوحة لها ولمخابراتها وجعلها منطلقاً لمشروعها العثماني إلى باقي الأقطار العربية!! ***** علامات على طريق البعث الامبراطوري العثماني : إن العلامات الدالة على محاولا أردوغان وحزبه وقطاع عريض من الشعب التركي ، على بعث الروح العثماني وإحياء الامبراطورية العثمانية كثيرة ومتعددة ، نختار منها أهمها : أولها : ..............................(يـــتـــبـــع)
#خلف_الناصر (هاشتاغ)
Khalaf_Anasser#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الكيان ، تركيا ، إيران .. مشاريع في الميزان؟!(2 ب)..جذور الم
...
-
الكيان ، تركيا ، إيران : مشاريع في الميزان؟!(2 أ)
-
الكيان ، تركيا ، إيران: مشاريع في الميزان؟!...(1)
-
جيش بلاستيكي (لا يقهر)!!؟؟
-
ثوار الخليج النجباء/ على جدار الأحداث/9
-
أهي الحرب العالمية الثالثة.. ونحن لا نعرف؟/على جدار الأحداث/
...
-
أس؟؟ئلة بريئة جداً؟؟/على جدار الأحداث/7
-
حقائق التاريخ وأكاذيب البشر؟!: على جدار الأحداث/6
-
على جدار الأحداث/5 :الإعلام الخليجي : يمهد الأرض للطائفية؟!
-
على جدار الأحداث/4.. الإسلام المتنور.. والإسلام المتحجر!!
-
التاريخ لا ينْسى : على جدار الأحداث/3
-
لو لم يكن هذا الكيان موجوداً؟: هل كنا سنصل إلى هذا الذي نحن
...
-
على جدار الأحداث ..... عذراً بريطانيا العظمى : ((ثور ة العشر
...
-
صفقة القرن : هي ((مشروع الأقاليم التسعة)) القديم نفسه؟؟!!
-
لو كنت مسؤولاً عراقياً/4 والأخير..... * لجعلت العراق مركز ال
...
-
لو كنت مسؤولاً عراقياً/3؟..... لجعلت العراق مركز العالم؟!
-
لو كنت مسؤولاً عراقياً/2؟..... لجعلت العراق مركز العالم؟!
-
لو كنت مسؤولاً عراقياً/1؟..... لجعلت العراق مركز العالم/1؟!
-
هل قدم العرب شيئاً للحضارة الإنسانية؟!/6.... المدفع هل هو اب
...
-
هل قدم العرب شيئاً للحضارة الإنسانية؟!/5.... شهادات.. وشهادا
...
المزيد.....
-
Xiaomi تروّج لساعتها الجديدة
-
خبير مصري يفجر مفاجأة عن حصة مصر المحجوزة في سد النهضة بعد ت
...
-
رئيس مجلس النواب الليبي يرحب بتجديد مهمة البعثة الأممية ويشد
...
-
مصر.. حقيقة إلغاء شرط الحج لمن سبق له أداء الفريضة
-
عبد الملك الحوثي يعلق على -خطة الجنرالات- الإسرائيلية في غزة
...
-
وزير الخارجية الأوكراني يكشف ما طلبه الغرب من زيلينسكي قبل ب
...
-
مخاطر تقلبات الضغط الجوي
-
-حزب الله- اللبناني ينشر ملخصا ميدانيا وتفصيلا دقيقا للوضع ف
...
-
محكمة تونسية تقضي بالسجن أربع سنوات ونصف على صانعة محتوى بته
...
-
-شبهات فساد وتهرب ضريبي وعسكرة-.. النفط العراقي تحت هيمنة ا
...
المزيد.....
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
المزيد.....
|