أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم ناصر - أمريكا لن تتورّط في حرب مع إيران من أجل عيون العرب














المزيد.....

أمريكا لن تتورّط في حرب مع إيران من أجل عيون العرب


كاظم ناصر
(Kazem Naser)


الحوار المتمدن-العدد: 6359 - 2019 / 9 / 23 - 08:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تختلف التكهّنات حول إمكانية اندلاع حرب مدمّرة بين إيران وأمريكا وأتباعها العرب، لكن من المرجّح ألا تقوم الولايات المتحدة بإشعال حرب تهدّد مصادر الطاقة والاقتصاد العالمي، وينتج عنها حمامات دم ودمار وتغييرات جغرافية وديموغرافية هائلة يكون لها أضرارها وآثارها الرهيبة على المنطقة وشعوبها، وخاصة على دول ومواطني مجلس التعاون الخليجي لعقود عديدة قادمة لأسباب متعدّدة من أهمها:
أولا: ان الهجوم الأخير على معملي النفط في "بقيق وخريص " أثبت فشل الجيش السعودي والقواعد وحاملات الطائرات والرادارات المتطوّرة والأقمار الصناعية الأمريكية في اكتشاف الصواريخ والطائرات المسيرة المهاجمة والتصدي لها، ممّا أثار الذعر في واشنطن والرياض وأبو ظبي وعواصم دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى، وأرغم إدارة ترامب على التراجع عن رغبتها في ضرب إيران.
ثانيا: ألحق الهجوم ضررا كبيرا بالمنشآت النفطية الهامّة في " بقيق " التي تعتبر من أكبر المنشآت النفطية في العالم، و" خريص" وألزم السعودية على تخيض إنتاجها من النفط ما يزيد قليلا عن 50%، وأحدث ضجّة عالمية، وأثار الذعر من تهاوي الاقتصاد العالمي؛ وطرح سؤالا هاما هو ما الذي سيحدث إذا تورطت أمريكا ودول الخليج في حرب واسعة قد ينتج عنها تدمير معظم منشآت النفط والغاز في المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، ودولة قطر؟
ثالثا: إيران دولة كبيرة وقوية ولها تاريخها في الحروب والثورات، وأثبتت من خلال إسقاطها لأحدث وأغلى طائرة أمريكية بدون طيار، وتطوير قدراتها الصاروخيّة والتقنيّة، واحتجازها لناقلات نفط، ورفضها الرضوخ لإرادة أعدائها أنها أقوى وأكثر تصميما على التحدي والتصدي ممّا تعتقد أمريكا ومن يدعمون نواياها العدوانية، وإذا هوجمت فإنها ستقاتل بشراسة وتحاول أن تقوّض المعبد على رؤوس الجميع.
رابعا: إن حربا مدمرة كهذه ستدخل المنطقة في صراعات طويلة الأمد قد تقود الى ثورات شعبيّة عربيّة تطيح بالأنظمة المتحالفة مع الولايات المتحدة، وتشكّل تهديدا خطيرا للمصالح الأمريكية في الوطن العربي ولوجود إسرائيل.
خامسا: إدارة ترامب ستستغل الوضع الراهن باستخدام " الفزاعة " الإيرانية للاستمرار في ابتزاز دول الخليج والزامها على دفع المزيد من المليارات مقابل حمايتها وثمنا لأسلحة تساهم في إنعاش الاقتصاد الأمريكي.
سادسا: هذه فرصة للولايات المتحدة لتعزيز وجودها العسكري في المنطقة، وهذا ما حدث فعلا فقد طلبت السعودية والإمارات مساعدة الولايات المتحدة، وقررت أمريكا إرسال مئات العناصر من جيشها، وأجهزة دفاعية ضدّ الصواريخ للسعودية والإمارات لحماية مؤسساتهما النفطية، وستدفعان تكليف هذه القوات والمعدات بمليارات الدولارات!
سابعا: الرئيس الأمريكي فقد مصداقيته وفشل في إقناع حلفاء أمريكا التقليديين بدعم سياساته، ويواجه مشاكل في الداخل ومعارضة قويّة من الكونجرس، ولهذا فإنه لا يرغب في إشعال حرب تكون السبب في قتل أمريكيين وتلحق ضررا بالغا بالمصالح الأمريكية، وتؤثر سلبا على فرصه للفوز في الانتخابات الرئاسية العام القادم.
الولايات المتحدة تدرك خطورة الوضع وتحاول استغلال النزاع كوسيلة للمزيد من الابتزاز والهيمنة على دول مجلس التعاون الخليجي؛ ولهذا فإن الرئيس الأمريكي ترامب، ووزير خارجيته بومبيو وغيرهما من المسؤولين الأمريكيين أعلنوا أكثر من مرة أن الولايات المتحدة لا تريد التورط في حرب في المنطقة، وإنها تفضّل حلاّ دبلوماسيا لهذا النزاع؛ طبعا ليس من أجل عيون العرب شعوبا وحكاما، ولكن لأنها تعتقد ان الحرب ستدمّر الاقتصاد الأمريكي، وتعرّض أرواح عشرات آلاف الجنود الأمريكيين المتواجدين في القواعد الأمريكية في المنطقة للخطر، وقد تهدد وجود إسرائيل.
دول الخليج التي اعتمدت في العقود الماضية على الوعود الأمريكية لحمايتها أصيبت بخيبة أمل؛ السعودية والإمارات والبحرين التي تضغط على أمريكا لضرب إيران وجدت نفسها معزولة ومكشوفة وعاجزة عن حماية نفسها، وستكتشف أن وعود الحماية الأمريكية كاذبة، وان أمريكا لن تتورّط في نزاع خطير يهدّد السلام العالمي من أجل عيون العرب شعوبا وحكاما؛ الذي يحمي دول الخليج وينقذها من أزماتها الحاليّة ويوفّر لها الأمن والاستقرار هو شعوبها وإخوانهم العرب، وإنهاء حرب اليمن، ورفض التطبيع مع إسرائيل، وحلّ خلافاتها مع إيران بالطرق السلميّة.



#كاظم_ناصر (هاشتاغ)       Kazem_Naser#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السعودية وكابوس حرب اليمن!
- يتحالفون مع نتنياهو ويستنكرون نواياه بضم المستوطنات والأغوار ...
- ترامب، وكوشنر، وبيركوفيتش وسياسة الخداع والاستهتار بالدول وا ...
- الدولة الأردنيّة وتجاهل إرادة الشعب
- أعداء حزب الله اللبناني شهود على وفائه ومصداقيّته
- جرائم قتل النساء العربيّات التي يسمّونها - جرائم شرف -
- حكومات رامي الحمد الله: فشل وفساد
- المؤامرات ضدّ الأمّة العربيّة صناعة عربيّة
- الصهاينة يخطّطون لترحيلنا من غزّة والضفة ونحن نزداد انقساما ...
- الهان عمر ورشيدة طليب وكشف حقيقة إسرائيل للشعب الأمريكي
- موجة الإساءة لشعب فلسطين العظيم تصل السعودية!
- الدولة الفاسدة تعلّم الشعب الفساد
- جاريد كوشنر والضحك على ذقون العرب
- الصهاينة يصلّون ويرقصون في القدس وعواصمنا وأماكننا الأثرية! ...
- كسّاب العتيبي! من أنت لتنكر قداسة المسجد الأقصى؟
- الشعب العربي وعقدة الخوف من الدولة
- نحن أمّة عربية مُوَحَّدةٌ!
- السعودية تدفع مئات المليارات من الدولارات ثمن أسلحة وتستنجد ...
- هل نحن في بداية صحوة عربية قوميّة وحدويّة؟
- عضوات الكونغرس الأمريكي الأربع وترامب وإسرائيل


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم ناصر - أمريكا لن تتورّط في حرب مع إيران من أجل عيون العرب