أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم ناصر - نحن أمّة عربية مُوَحَّدةٌ!














المزيد.....

نحن أمّة عربية مُوَحَّدةٌ!


كاظم ناصر
(Kazem Naser)


الحوار المتمدن-العدد: 6302 - 2019 / 7 / 26 - 07:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نحن أمة لا تقرأ ولا تهتم بالكتاب، وتحارب المعرفة والإبداع، وتعاني من تصحّر ثقافي و" كساح عقلي"، وتمجّد الأكاذيب والجهل، وتحفظ كتب تفسير الأحلام، ومغامرات إبليس، وعنترة ابن شداد، والزير سالم وأمثالها من " الكتب النفيسة "غيبا. في وطننا المثقفون الذين يتمّردون على الماضويّة والقوقعة ويطالبون بالحرية والتغيير، ويتصدون للطغيان، ويرفضون بيع أنفسهم للسلطان هم في مقدمة المغضوب عليهم الذين يتعرضون للاضطهاد والتهميش وعذاب السجون وأحيانا القتل، ويعانون من الغربة في أوطانهم وفي المهاجر؛ والجهلة والأميّون والمنافقون هم أباطرة العلم والمعرفة، وهم النخبة التي تتمتّع بمكانة اجتماعية مرموقة، وتشغل المناصب العليا في الدولة، وتتّخذ القرارات الهامة والمصيرية التي تهم الوطن والمواطنين، وتحظى باحترامنا وتقديرنا لها على ثقافتها المميزة، وسمو أخلاقها، وخدماتها الجليلة لدينها ووطنها والناس أجمعين!
التخلف في أقطارنا العربية لا يستثني شيئا؛ تعليمنا ما زال قائما على الحفظ والنقل ومحاربة العقل، ومناهج مدارسنا كتب صفراء محشوة بأكاذيب أو معلومات لا علاقة لها بالعالم الحديث. وجامعاتنا تخرّج أعدادا هائلة من حملة الشهادات بمعرفة ضئيلة وثقافة ضحلة لأننا حوّلناها إلى ساحات حرب حزبية وعشائرية ودينية وجهوية يشترك فيها الجميع؛ ومستشفياتنا من أحدث المستشفيات والذي يدخلها لإجراء أبسط العمليات الجراحية يودع أهله الوداع الأخير لأنه قد لا يفيق ولا يلتقي بهم ثانية إلا يوم يبعثون! ولهذا يذهب حكامنا الذين يصابون بالإنفلونزا للدول الأجنبية للعلاج؛ وخدمات الماء والكهرباء تطورت جدا إلى درجة أنها لا تعمل أكثر من يومين أو ثلاثة أسبوعيا، والزبالة تملأ شوارعنا. أما المجاري فإنها بألف خير حيث إن مياهها تختلط بمياه الشرب لتعقيمها، وتملؤ بقاياها الشوارع حرصا من الدولة على صحة المواطنين، فالدولة تقول، وهي صادقة، إن تعرض المواطن لمليارات جراثيم المجاري على مدار الساعة يقوي نظام مناعته ويطيل عمره ويزيد من نسبة ذكائه، ولهذه الأسباب فإنها تتركها كما هي حفاظا منها على صحة المواطن الجسديّة والعقليّة.
أما دوائرنا الحكومية فإنها تعامل المواطنين بكل أدب وشفافية ولا تعرف الواسطة والمحسوبية؛ ولهذا فإن اصدار شهادة ميلاد لطفل أو طفلة أو شهادة وفاة " شغل يوم كامل على الأقل" ويتطلّب عددا من الأختام والتواقيع ومشاوير ومواصلات وتكاليف و" بهدلات " من موظف الدائرة المحترم المعني بالأمر الذي لا.. يبصم ..على أي ورقة قبل أن يحصل على رشوة تلائم أهمية " المعاملة " المطلوب إنجازها.
والقانون عندنا لا قيمة له لأنه لا يطبق إلا على الفقراء والمساكين الذين لا يستطيعون تجاوزه بالواسطة والمحسوبية والرشوة التي أصبحت جزءا من حياتنا ويمارسها أهل القمة والقاعدة علنا ودون خوف أو وجل، ولهذا فإن أي مواطن غلبان تورط في قضية قانونية بسيطة قد يعاقب ويسجن بينما أبناء الذوات والعائلات والأغنياء وشيوخ القبائل" الواصلين " يسرقون ويعربدون ويعتدون على الآخرين دون عقاب " ولا من شاف ولا من دري."
وإن أكثر الوزارات فسادا وارتشاء هي وزارات الشؤون الاسلامية ومن لا يصدق هذا ويود التأكد من صحته ويريد ابنه أو بنته أن يعقد قرانه، عليه أن يذهب إلى فرع من فروع الوزارة المذكورة في أي مدينة عربية، وبعد دفع الرسوم للدولة وإتمام توقيع عقد النكاح، يبدأ الشيخ الجليل الذي قام بإتمام العقد بفرك يديه حتى يلقمه أحد أقارب العريس أو العروس ما تجود به نفسه، ويتقبّلها " فضيلة الشيخ " بسرور ويعتبرها حلوان حلال شرعا لأنه .. يؤمن .. أن الراشي والمرتشي في النار!
ونحن موحّدون سياسيا، ودينيا، واجتماعيا ولا فرق بيننا في ذلك؛ فكلنا محللون سياسيون، وفقهاء ووعاظ في الدين يكفّر بعضنا بعضا، وشيوخ عشائر وأكابر وقادة، وكل واحد منا يظن أنه أحسن من باقي الناس؛ ولأننا لا نملك الوقت الكافي للقيام بمهامنا هذه، فإننا نستورد ملايين الرجال والنساء من دول أخرى لينظفوا بيوتنا ويقودوا سياراتنا، ويربوا أطفالنا، وينظفوا شوارعنا إلخ.
قادتنا والحمد لله موحدون في سياساتهم وقراراتهم وتطلعاتهم ...الحكيمة...؛ فقد أضاعوا فلسطين والقدس والجولان وغيرها، ويزعمون أنهم يؤمنون بالأخوة العربية وان كل قطر عربي آخر هو " وطنهم الثاني"، ويتزاورون " وخذ يا بوس الحا "؛ لكنهم منافقون لا يثقون ببعضهم وكل منهم يتآمر على "أخيه"؛ وانهم جميعا يستبدون ويحتقرون شعوبهم، ويبيعون أوطانهم ومصادرها الطبيعية لمن يحميهم ويحافظ على استمرار عروشهم أو يدفع الثمن، ويتسابقون في خدمة أسيادهم في واشنطن وتل أبيب، ويقولون لنا نحن المواطنين إنهم يفعلون كل هذا لمصلحتنا ولخدمة الآجيال القادمة، ونحن نصدقهم، ونبارك خطواتهم، وسعة أفقهم، ونطلب من الله أن يحفظهم ويرعاهم، ويدعوا لهم ... مشايخنا من منابر مساجدنا ... بطول العمر، ودوام التوفيق على خدماتهم الجليلة للعرب والإسلام والمسلمين!
نحن أمّة موحدة في الألم والدموع والجهل والضياع والتخلف والذل والمعاناة الرهيبة ورفض التغيير وإعمال العقل والمنطق، وفي ولائها لحكامها الطغاة الفاسدين وطاعتها لأوامرهم وخوفها من مخابراتهم وسجونهم؛ ولهذا فإنها لا تستحق حكاما أفضل منهم، لأنها لو لم تكن مثلهم " ومن طينتهم " لما قبلت بهم! الزمن يجري والعالم يتغير على مدار الساعة، وسنكون موحدين في مصير أكثر سوادا في المستقبل إذا لم نستيقظ ونتمرّد على واقعنا ونعمل على إصلاحه قبل فوات الأوان.



#كاظم_ناصر (هاشتاغ)       Kazem_Naser#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السعودية تدفع مئات المليارات من الدولارات ثمن أسلحة وتستنجد ...
- هل نحن في بداية صحوة عربية قوميّة وحدويّة؟
- عضوات الكونغرس الأمريكي الأربع وترامب وإسرائيل
- إلى متى ستستمر هذه الخلافات الفلسطينية – الفلسطينية البغيضة؟
- هذا هو زمن الجهل العربي المقدّس، زمن التديّن بلا ثقافة
- - حميدتي - تاجر الجمال والأغنام وثورة السودان
- لأحمد الجار الله نقول ... الشعب الفلسطيني علمك الصحافة وفشل ...
- الشيخ البحريني المتصهين
- الدول العربية العميلة المشاركة - بورشة البحرين - فقدت الحياء ...
- ما الذي سيجنيه الحكّام العرب من تآمرهم مع أمريكا وإسرائيل عل ...
- الرئيس الراحل محمد مرسي وظلم دول الاستبداد والفساد العربيّة
- المرأة الجاهلة تنتج جيلا جاهلا معرقلا للحداثة والتطور
- فلسطين تباع علنا والفصائل منشغلة بخلافاتها وانقسامها وأكاذيب ...
- جوهر الأديان واحد، ولا تفرّق بين أبناء آدم وحواء!
- الأنظمة الإقليميّة العربيّة المتهاوية ومستوى وعي الشعب
- كيم جونغ أون .. الرجل الذي تحدّى عنجهيّة وجبروت أمريكا
- مجلس التعاون الخليجي .. 38 عاما من الفشل
- الأردن: أزمات سياسيّة واقتصاديّة وأخطار متزايدة
- مؤتمر البحرين للخداع الاقتصادي والسياسي وتمرير - صفقة القرن ...
- الهجمة الأمريكيّة الصهيونيّة الحاليّة للسيطرة على العالم الع ...


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم ناصر - نحن أمّة عربية مُوَحَّدةٌ!