أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - زهير الخويلدي - الثورة الشعبية بين المد والجزر














المزيد.....

الثورة الشعبية بين المد والجزر


زهير الخويلدي

الحوار المتمدن-العدد: 6357 - 2019 / 9 / 21 - 15:15
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


" هكذا كان يعوز هذا المجتمع دائما قوة لم يكن بوسعها أن تتكون... وأن تنظمها وأن تعمل بذلك على تأسيس الدول الحديثة" – أنطونيو غرامشي -

اعتقد الكثير من الانقلابيين والانهزاميين والانتهازيين أن الثورة الشعبية التي انطلقت في الشوارع العربية قد تم إجهاضها والالتفاف عليها وإبادتها وترويضها وتوجيهها والسيطرة عليها بوسائل شتى وأنها انتهت دون رجعة وأزيح رموزها عن سلطة القرار وفقدت توهجها وبريقها ولم تعد قادرة على التعبئة والتأثير. غير أن مسار الأحداث في المنطقة الأخيرة كذب مثل هذه الادعاءات الخرقاء وسفهت مثل هذه الظنون البلهاء وبينت تفجر الموجة الثانية من الربيع العربي في الجزائر والسودان وتمكنهما من إزاحة رموز النظامين العسكريين وتركيز حكمين مدنيين وانتصار القوى الثورية في تونس في الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها وعودة الاحتجاجات لمصر البهية وتزايد التحركات على مشارف ميدان التحرير بالقاهرة. ليس هناك أي أسرار أو ألغاز وراء بقاء الثورة الشعبية في كامل جاهزيتها وفشل قوى الارتداد وكل ماهو موجود هو بقاء العوامل المؤدية إلى الخروج إلى الشارع والمطالبة بالحقوق وتتمثل في تزايد استراتيجات التهميش والازدراء التي تقوم بها السلطة بوعي أو بلاوعي ضد الفئات الاجتماعية الضعيفة من الناحية المادية وتشكل شريحة شبابية واسعة ومتغلغلة في الجماهير ووعيها بوحدة مصيرها وحيازتها على قدر محترم من الثقافة السياسية الجذرية والمعادية بطبعها للفساد والإفساد والانتهازية والتحيّل والتسلط والنفاق وتمكنها من التواصل والتنظيم الذاتي بوسائل الاتصال الحديثة والإبحار والتحشيد في الواقع الافتراضي. كل هذه العوامل الثلاثة : تزايد الازدراء من طرف السلطة الحاكمة للفئات الشعبية وتشكل طبقة شبابية رافضة وتطور الواقع الافتراضي وتناقضه الجذري مع الواقع السائد أدت إلى تفجير الوضع وانتعاش الحلم الثوري وعودة الحراك الاجتماعي في الشوارع العربية ضمن أفق التخلص من الأنظمة الشمولية. لقد بقي شعار الشعب يريد الثورة من جديد هو المبدأ التوجيهي الأول للعصيان المدني والاحتجاج السلمي والانتفاض ضد الظلم والتمرد على الفساد ومقاومة الارتهان للقوى التابعة للرأسمال الاحتكاري المعولم.
لقد أثبتت التجربة التاريخية أن الممارسات الجديدة للنضال الاجتماعي الذي انخرطت فيها مجموعات شبابية خارج إطار الأحزاب اليسارية الكلاسيكية هي الأكثر نجاعة في مجال ممارسة الحرية والأكثر قدرة على التعبئة والضغط والتأطير والمحاسبة لكل الأجسام المتهرمة والأطر الضيقة والكيانات المغلقة. لقد اختارت هذه القوى الشابية منهجية الكتلة التاريخية من أجل اعادة تشكيل المشهد النضالي وذلك من خلال تشبيك عناصر ثورية متنوعة منحدرة من فضاءات ايديلوجية متفرقة وصهرها في مشروع ثوري واحد وذلك بتجنب القضايا الخلافية والاكليشيات التقسيمية والتركيز على المبادئ الموحدة والقضايا المبدئية وصب المجهود النضالي في اتجاه مقارعة السيستام واضعاف قدرته على الاستمرار والصمود. لقد تمكنت القوى الثورية من حشد الشبيبة الديمقراطية والغاضبين على الأحزاب الماركسية والإسلام المستنير والعروبة الجديدة والمثقفين العضويين والنقاد والكتاب والزج بهم في معركة انتخابية ناجحة. صحيح أن المسار يعرف في بعض الأحيان البعض من التعثر والانكاسة والضمور ولكنه مجرد كمون وفتور نتيجة وعورة الحقول المتشابكة والأراضي الملغمة التي يسير فوقها الشباب الثوري وأن الشعوب الحرة والقوى الاجتماعية الحية ما تلبث أن تستعيد بقوة الإرادة الثورية وتعزم على التفكيك وتشرع في التأسيس وتلتف على الشرائح الاجتماعية المترددة وتقنعها بالتغيير وجدوى الانتقال إلى الوضع الجديد. فهل تقدر هذه الموجة الشبابية الحية على قيادة المسيرة الثورية نحو بر الآمان وتقديم بدائل جذرية للتقدم بالشعوب وتكريس الديمقراطية الراديكالية وافتكاك القيادة من الأحزاب التقليدية والأنظمة التسلطية؟



#زهير_الخويلدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظرة الحسية والرؤية الوجودية والإبصار المعرفي
- أدب المناظرة والتأسيس الديمقراطي للحياة السياسية
- السباق نحو الرئاسة في الانتخابات التونسية
- أسبقية الوجود على الماهية عند صدر الدين الشيرازي
- نور الدين البطروجي وميلاد علم الفلك الحديث
- الميزان الطبيعي عند أبي بكر الرازي
- مجمع الأنا وفرضية الرجل المعلق عند ابن سينا
- معنى حضور الإنسان في العالَم
- صدور كتاب تطبيقات فلسفية
- نظرية الأعداد وعلم الهندسة عند ثابت ابن قرة
- كيف يتحقق الاستقرار الاجتماعي في ظل التفاوت بين الطبقات؟
- تطور علم الميكانيكا عند ابن ملكا البغدادي
- عمر الخيام واستخدام العدد المجهول
- أدب السلاطين وحكمة المشرقيين عند ابن المقفع
- رحيل الرئيس الباجي والانتقال السلمي للسلطة
- خصائص علم الكيمياء عند جابر ابن حيان
- الشك التجريبي وعلم المناظر عند ابن الهيثم
- علم الجبر والحساب عند أبي جعفر الخوارزمي
- فكرة النشوء والارتقاء عند أبي علي مسكويه
- مولد الأنثربولوجيا عند أبي الريحان البيروني


المزيد.....




- العفو الدولية تطالب نيجيريا بمحاسبة قتلة المتظاهرين
- ماذا تعرف عن الاشتراكي الأخير في بكين الذي يحارب الديمقراطية ...
- العدد 615 من جريدة النهج الديمقراطي
- تـحـيـة وتـهـنـئـة حزب الشعب الفلسطيني في الذكرى الـ 90 لا ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين بتل أبيب
- بيان مشترك.. لفصائل المقاومة الفلسطينية
- كلمة الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي العمالي في تأبين الر ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28يوليوز 2025
- -الشيوخ- الأمريكي يحبط محاولة بيرني ساندرز لمنع بيع الأسلحة ...
- بلاغ الكتابة التنفيذية للجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - زهير الخويلدي - الثورة الشعبية بين المد والجزر