أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - باسل ديوب - أحداث الإسكندرية والعبرة السورية














المزيد.....

أحداث الإسكندرية والعبرة السورية


باسل ديوب

الحوار المتمدن-العدد: 1552 - 2006 / 5 / 16 - 17:47
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


قبل أيام اندلعت في الإسكندرية أعمال شغب طائفية إثر قيام أحد المتعصبين بطعن عدد من المصلين إبان خروجهم من كنائس، وكان لتبلد السلطة في تطويق هذا الحادث الأثر الأكبر في استمرار الشغب الذي تلاه، وتهديده السلم المدني في مصر. وخرجت الحكومة المصرية بعذر أقبح من ذنب مفاده أن الفاعل مختل عقلياً، وبدأت السلطات بحملة لاعتقال المختلين عقلياً السائحين في شوارع المدن المصرية بالآلاف!
وكأن الاحتقان الطائفي والمشكلة المزمنة يمكن أن يتسبب بها مختل عقلياً، وإن كان بإمكانه أن يشعل فتيلها المتأهب، وهذا بدلاً من الوقوف على أصل المشكلة في الواقع المصري الذي يجعل مسلماً متعصباً يرد على إساءة صحيفة دانمركية للرسول الكريم بالانتقام من مواطنيه المسيحيين الذين تعتمر في دواخلهم أحزان كثيرة وشعور بالتمييز ليس أقله الحاجة لموافقة الرئاسة المصرية على مجرد ترميم دورات مياه قديمة في كنيسة لا بناء كنيسة جديدة! في حين تتميز الكنيسة القبطية ورأسها البابا شنودة بالمواقف الوطنية والقومية ورفض الحج إلى القدس حتى زوال الاحتلال.
في المجتمعات العالمثالثية تتنازع الهوية الوطنية فيها بنى حداثية كالأحزاب السياسية والنقابات والأندية والجمعيات وسائر منظمات المجتمع المدني، وبنى ما قبل وطنية كالانتماءات الطائفية والإثنية والعشائرية.
لكن اليوم ورغم قيام سورية كدولة حديثة ، ننظر إلى الواقع فنرى بعثاً جديداً لهذه البنى ما قبل الوطنية من طائفية وعشائرية وتعصب ديني، يزيد من مخاطر تفجرها واقع إقليمي جديد وعولمة كاسحة تفرضها الولايات المتحدة في المنطقة مجندة إعلاماً لا يجارى، ونخباً فكرية عربية ومعاهد أبحاث تلقى تمويلاً كبيراً، يجد في الفساد وغياب الحريات وموات الحياة السياسية السورية تربة ملائمة لاختراق الحالة الوطنية السورية المتميزة تاريخياً.
فإلى الشرق نجد العراق وقد تصدع وتهدمت دولته الوطنية وقامت قيامة الطوائف والإثنيات، فكل الانتماءات يمكنها العمل بحرية خلا الانتماء الوطني العراقي، وكل هذا برعاية الاحتلال الذي وضع دستوراً طائفياً يبعد العراق عن محيطه العربي ويكرس بذور تقسيمه وإضعافه بالاستقطاب الداخلي الحاد فيه. وفي لبنان نظام طائفي يقوم على توازنات وتوافقات شديدة الحساسية ما يجعله ساحة دائمة للتوتر والتهييج وتدخل القوى الإقليمية وليست آخر فتنه المتنقلة أحداث حي الأشرفية في بيروت.
وفي مصر تلتهب الفتنة حيناً وتخمد أحياناً أخرى.
إن وقوع سورية على خط الزلازل هذا يستدعي الوقوف ملياً، وخصوصاً بعد ترنح المشروع القومي الذي كانت تنادي به سورية الدولة منذ الاستقلال على سلامة البنية الوطنية السورية، فمن السويداء إلى الحسكة إلى مصياف والقد موس وقعت حوادث مؤسفة تشير بقوة إلى أننا لسنا بخير، وإن نقاط الضعف هذه يمكن أن تتطور إن سنحت الفرصة وتوفّر الغطاء الإقليمي أو الدولي لما لا تحمد عقباه.
إن نشوء الدولة السورية الحالية هو نشوء وطني، فالسوريون رفضوا التقسيمات الإقليمية والطائفية التي أقامتها فرنسا لهذا الجزء من سايكس - بيكو، وأصروا على الوحدة والاستقلال. وما كان لهذا البعد الوطني في نشوء الدولة السورية إلا أن يستمر في نفوس المواطنين. لكن رؤية نصف الكأس الملآن لا يجب أن يحجب رؤية النصف الفارغ، فالوحدة الوطنية موجودة بعفوية قد لا تنفع مع هذا الهجوم العولمي ومشروع الشرق الأوسط الجديد المرتكز على وحدانية القوة الصهيونية ومركزية إسرائيل , تحيط بها مجموعة من الدويلات العرقية والطائفية الضعيفة والمتناحرة، فكل شيء يدفع بحدة نحو هذه الاستقطابات القاتلة، وإن كان لابد من الصرامة في معالجة مثل هذه المشاكل إلا أن الحلول العلاجية الأمنية والسريعة لا تفيد إلا بدفع النار إلى تحت الرماد. فلابد من توسيع دائرة العمل السياسي على أسس وطنية، فالاحتجاج بأن تجربة الجبهة الوطنية التقدمية، على أهمية دورها، تستغرق العمل الوطني كله أمر غير مقنع، ويجب الإسراع بقوننة الحياة السياسية على أسس وطنية وضوابط عصرية غير خانقة ومعرقلة. فالعمل السياسي الوطني هو الذي يجمع المواطنين من كل الشرائح. وإن سيادة القانون ومكافحة الفساد والمحسوبية هي التي تغلّب الشعور بالانتماء عند المواطن إلى الوطن، لا إلى الجماعة الما قبل وطنية كالطائفة والعشيرة وغيرها.
إن ميراثنا الوطني كبير، وإن كل المظاهر التي نخشاها هنا وهناك ستضمحل مع التقدم بتنشيط الحياة السياسية التنافسية ونشر ثقافة المواطنة وأفكار التنوير والعلمنة. ومع سيادة القانون واستقلال القضاء الذي يجب أن يكون الفيصل النزيه في كل خلاف.



#باسل_ديوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابن المحافظ مُحافظ ولو مو حافظ درسه !!
- هل تعرفون عائشة؟ هي لا تعترف بكم !
- بعد الملك عبد الله والأمير سعود الفيصل و جنبلاط مبارك يكمل ر ...
- أين هو المليون زائر الذي وعدت به حلب ؟؟؟
- هل قدم سوريو الخزي والعار التهنئة لآفي ليختر بمناسبة عيد الم ...
- عمرو إسماعيل أم عمرو بن العاص الذي ينهش في لحم أحمد سعدات ؟؟
- 11 أيلول العراقي لا يهم من الفاعل المهم هي النتائج
- لا تبتذلوا سمر يزبك أيها المثقفون
- التزلج على الوحل في حلب عاصمةالثقافة الاسلامية
- نداء إلى العلمانيين العرب : زياد الرحباني في خطر !
- تحويل بول السوريين إلى ذهب ليبرالية جديدة أم بوليرالية
- السياسي السوري وتعويض نهاية الخدمة
- صارع أمواج البحر الأحمر 20 ساعة ثم عاد إلى حلب الشهباء
- هزيمة أنفلونزا الطيور على الطريقة الحلبية
- دبور أحمر : هل يشكل الكاتو خطرا على السوريين؟؟
- دبور أحمر : حكاية من اطراف حي الزهراء
- مرآة سورية ومروان الحمار.. لعنة الخروج من المرايا
- دبور أحمر (1) الطلاب السوريين احتياط قيادة عامة
- علاقات عامة لسمير ذكرى فيلم يؤسس لصناعة سينمائية سورية
- المقابر الجماعية سمير جعجع أم المخابرات السورية؟


المزيد.....




- بيانان مختلفان من -كتائب القسام- وإسرائيل عن مقتل شرحبيل علي ...
- شاهد: الحوثيون ينشرون مقطعاً مصوّراً لإسقاط مُسيّرة أمريكية ...
- مجلس أمن إقليم كردستان العراق يعلن القبض على -إرهابي كبير- ك ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد لعملية استهداف قاعدة -تسنوبار651- الإس ...
- بوتين من الصين.. لا نخطط لتحرير خاركوف وهدفنا منطقة عازلة
- حماس تشكك في رواية إسرائيل استعادتها جثث 3 رهائن من غزة
- الولايات المتحدة تعرب عن قلقها إزاء تطور العلاقات بين روسيا ...
- الاستئناف التونسي يقر الحكم بسجن الغنوشي وصهره 3 سنوات
- أكسيوس: أميركا أجرت محادثات غير مباشرة مع إيران لتجنب التصعي ...
- ثلاثة رفضوا الرحيل.. واشنطن تؤكد مغادرة أطباء أميركيين كانوا ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - باسل ديوب - أحداث الإسكندرية والعبرة السورية