أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - باسل ديوب - دبور أحمر : حكاية من اطراف حي الزهراء














المزيد.....

دبور أحمر : حكاية من اطراف حي الزهراء


باسل ديوب

الحوار المتمدن-العدد: 1424 - 2006 / 1 / 8 - 10:16
المحور: كتابات ساخرة
    


حكاية من اطراف حي الزهراء
الطرف الذي صار له أطراف
فيما كان تركس البيروقراطية يغير زيته من عيار 40 شاقل قبل الإغارة على بيوت ضاحية حمص المسماة "حارة الطب" ،كانت رائحة الباذنجان المقلي تفوح من منزل أم علي.
وحارة الطَّب وهي منمنمة شعبية من السكن العشوائي علىأطراف حي الزهراء في مدينة حمص الذي كان بدور سكناً عشوائياً متطرفاً عن حي باب تدمر ، وأصل التسمية " الطب "لم تأت من الطِّب فسكانها الذين حلموا بأن يدرس أبناؤهم الطب وكافحوا لأجل ذلك بأظافرهم لم يكن بينهم طبيب واحد بل أتى من طب البلوك الاسمنتي ( الحجر ) الذي يسميه أهل الحي " خفّان " فوق بعضه البعض بدلاً من بنائه مستنداً إلى أعمدة وأساسات مسلحة ، كان بناء الطب النظير لكوخ الصفيح في أفريقيا أو أمريكا اللاتينة مدخلاً لتحويل البيت مستقبلاً إلى غرفة مسقوفة بالتوتياء تمهيداً لصبها بالبيتون المسلح ، وإضافة غرف أخرى إليها مستقبلاً .
علوش يعود من مدرسته... جوعان يا أمي .. تعد له أمه سندويشة من شرائح الباذنجان المقلي مدعومة بالبندورة ،مرشوشة بالملح التدمري غير الميود ، الذرة منه تضاهي بحجمها بحصة ، تلفها بصفحة من كتاب القومية للصف التاسع لشقيقته التي لم تفلح بعد تقديم الامتحان بالنجاح مرتين قبل أن يأتي نصيبها وتتزوج ، يسرع علوش بالخروج من المطبخ وقد بدأت نقاط الزيت تبلل صفحة فيها أقول مأثورة لجنرال، قبل أن تسقط إحداها على صداره المدرسي .
لا وقت للمنفى
يدرك علوش كأحمد الزعتر في قصيدة محمود درويش ،
أن الآليات قادمة نحو المخيم - الحي لا محالة ، ينتهي من جمع المال اللازم لتمويل شراء سلاحه الكيماوي المضاد للتريكسات ،ليرتان سوريتان من كل أسرة ، تكافل الجميع في جمعها لشراء السلاح تمهيداً لخوض المعركة المصيرية الكبرى ، المعركة الحقيقية التي ضاعت في صخب الاستعداد لمعارك الجنرالات الكبرى،علوش يفرك كفيه في الخندق ،علوش يقبض بيديه على الليرات الفراطة كفلسطيني على حجره استعداداً لملاقاة الآليات الثقيلة، يدسها في جيبه، ينسى أنه ممزق !! تتسلل الليرات نحو قدمه اليمنى وتدخل بعضها في حذائه الغوما،
تباً سيضطر علوش لخلع حذائه أمام صبيان وبنات الحارة وسينكشف جوربه الممزق ، يتذكر بقلق ساعة انكشف جوربه يوم قام المدير برفعه فلقة بعد مشاجرة شرسة ،
لم يكن ألم عصا المدير تؤلمه أكثر من انكشاف عورة قدمه أمام بنات الصف السادس، يدس يده في جيبه يهزه جيداً لتتساقط الليرات نحو الأسفل يخلع حذائه سريعاً ويلم الليرات ويدسها في جيب صداره المدرسي و ينادي على رفاقه: جهزوا الصور ريثما نعود.
ينطلق الأطفال لشراء سلاحهم الكيماوي الذي سيوقف تريكسات الحكومة،
معركة غير متكافئة نظرياً تريكسات وحكومة ودولة من ناحية ،ومن ناحية أخرى بيوت مخالفات وسكانها العزل، لكن لعلوش ورفاقه رأي أخر وروحهم الماركيزية - لم يسمعوا بماركيز ولا بماركس حتى - تبدع سلاحاً جديداً لما يدخل بعد أكاديميات السياسة و الديمقراطية وحقوق الإنسان،
يجهز أطفال الحي الصور ريثما تعود الطليعة الثورية التي ذهبت لشراء السلاح .
بعد دقائق عادت الطليعة الثورية وعلو ش يسابق الريح في المقدمة يحمل علبة دهان السيراقون الأحمر وفرشاة قياس
1/2 2 إنش رديئة صينية الصنع ، يتحلق الجميع حوله ، يفتح العلبة مزهواً بانتظار إحضار قنينة الكاز الذي عليه أن يمد السيراقون به ليتمكن من استعماله جيداً كما قال له البائع ، يقول لهم سنخطط مرمى الملعب على حيط بيت "أبو أحمد" و حيط بيت "أبو ياسر" لن نختلف بعد اليوم على "الكوال" وفاتت الطابة وما فاتت، يشتد حماس الأطفال لهذه التطورات ، إنه التفاؤل الثوري ولاشك فمعركتهم مع التريكس ستتكلل بالنصر لا يشكون بذلك، و إلا كيف يتعالى صياحهم بتخطيط المرمى على جدار مهدد بالهدم بعد قليل ! يخلط علوش السيراقون بزيت الكاز بعناية وأناة فأي إخلال بالمقادير قد يكلفهم غالياً يجب مزج الخلطة جيداً لتكون ظاهرة بشكل واضح يمكّن من وقف التريكس، وجعل الخسائر المتكبدة في أدنى حدودها،
يحرك علوش الخلطة جيداً بقضيب كسره من قالب الخشب لجارهم نجار الباطون ، ثم يبلل الفرشاة ويشبعها بالمحلول ثم يلطخ بها جداراً بعيداً عن بؤرة التسديد التي اقترحوها لمواجهة تريكس الحكومة ، لطخ الجدار بالفرشاة يمنة ويسرة شع اللون الأحمر
صرخ الصبيان والبنات هييييييييييييييييييييييي

عاد علوش ليخط بخطه الذي لم يعجب المعلمة يوماً
حـــ ـــي
ا لــ ـبـ ـا ســــل
اصطف أطفال حارة الطب ، حي الباسل لا حقاً
أمام تريكس الحكومة يرفعون الصور ويهتفون ،
عراة كانوا إلا من الكلمة السحرية التي خطوها على جدار الحي ، ومن الصور التي أوقفت تريكسات الحكومة، سبايا كانوا لثقافة الصورة – التميمة، مجردين من كل سلاح آخر حتى من أظافرهم التي تفتشها المعلمة كل أسبوع،
بصورة وكلمة ( تميمة) أوقفوا عجرفة التريكس ،عادوا باللغة البشرية إلى بواكيرها السحرية الأولى.



#باسل_ديوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرآة سورية ومروان الحمار.. لعنة الخروج من المرايا
- دبور أحمر (1) الطلاب السوريين احتياط قيادة عامة
- علاقات عامة لسمير ذكرى فيلم يؤسس لصناعة سينمائية سورية
- المقابر الجماعية سمير جعجع أم المخابرات السورية؟
- حوار مع المفكر الاسلامي نصر حامد أبو زيدأنا مع التوزيع العاد ...
- عودة القبلة الفموية للسينما السورية ... عودة ميمونة
- إعلان - ضهر الكُرّْ - للتغيير الوطني الديمقراطي
- سلاماً يا عمان ودمعة مصطفى العقاد وردة حمراء نازفة على جسد ا ...
- زعماء علويون ومخابرات وعساكر وسائقي تكسي في خبر ... جا نا بل ...
- ماذا فعلت بقلعتنا قبل هذا النهار يا بشار ؟؟
- لا لن تفعلها يا رياض الترك !!!إلى أبي هشام مع المحبة
- دمشق 1955 دمشق 2005 هل لا زالت دمشق حلقة بشوك الاستعمار ؟؟
- أول الرقص الديمقراطي حنجلة حول إعلانات دمشق الثلاث الأخيرة
- رئيسنا هل يفرض الانتخاب في سورية بدلاً من الاستفتاء
- بين بيان نساء سورية و أغاليط عمار ديوب هدى أبو عسلي وجرائم ا ...
- شافيز يُسقط مبدأ خيار وفقوس شافيز قاهر الأقوياء !!!
- ماذا دار في لقاء دمشق بين الثعلب ميليس ورياض الداوودي ؟؟؟ ما ...
- من يجرؤ على التشكيك بالسيد ميليس هل يتهم بقتل الحريري؟؟
- حسقيل قوجمان قبلة لجبينك أيها اليهودي الجميل
- إلى المحقق ميليس إيسوب* أعترف أنا من قتل الحريري !!!


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - باسل ديوب - دبور أحمر : حكاية من اطراف حي الزهراء