أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - العلمانيون كالاسلاميين جزء من أزمة الديموقراطية في عالمنا العربي!















المزيد.....

العلمانيون كالاسلاميين جزء من أزمة الديموقراطية في عالمنا العربي!


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 6336 - 2019 / 8 / 30 - 00:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يحاول البعض تحميل الاسلاميين الأصوليين وحدهم مسؤولية فشل التجارب الديموقراطية في عالمنا العربي وهذا أمر غير موضوعي وغير دقيق لأنه يمثل نصف الحقيقة فقط، فالنصف الآخر من الحقيقة يتمثل في أن العلمانيين الأصوليين العرب وغير العرب والمسلمين وغير المسلميين من سكان منطقتنا العربية هم جزء من المشكلة أيضًا!!. فالعلمانيون بتعنتهم وتشددهم وطوباويتهم والاسلاميون بتعنتهم وتشددهم وطوباويتهم جميعًا هم المسؤولون عن تشويه (الديموقراطية الليبرالية) في حس الشعوب العربية وبالتالي جعل شعوبنا تزهد في الديموقراطية ولا تعرف قيمتها وأهميتها الاستراتيجية بعيدة المدى!!.
ولا شك عندي أن الاغلبية الرافضة لحكم الاخوان والجماعات الاسلامية في مجتمعاتنا العربية والمسلمة، خصوصًا بعد هذه التجربة المريرة، هي ذاتها الاغلبية التي ترفض مشروع العلمانيين خصوصًا في بلد مثل ليبيا وما يشبه ليبيا، أما (الليبرالية) كفلسفة وفكرة تقوم على تعظيم الحرية الشخصية والملكية الخاصة والخصوصيات الفردية والعائلية في مواجهة سلطان وتدخل وتغول الآخرين المعتدين والمتطفلين، فسبب رفضها هو العرض العلماني والاسلامي الخاطيء لها، فالعلمانيون والاسلاميون على السواء يعرضونها على انها ((حرية مطلقة)) تسمح للافراد بفعل ما يشتهون بلا قيود ولا حدود اجتماعية وأخلاقية وقانونية كما لو أن الفرد يعيش وحده في الفضاء!!! ، وهذا عرض خاطيء لليبرالية يخالف الليبرالية من حيث الفكر ومن حيث التطبيق في الغرب!... فلكل مجتمع ليبرالي (غربي او شرقي) حدود وقيود اجتماعية على حريات الافراد يجب عليهم الالتزام بها ، وهذه القيود والحدود تنبع من ثقافة واخلاقيات المجتمع ... لهذا اذا عرضنا الليبرالية والديموقراطية كما هي في الفكر وكما هي في التطبيق من جهة ومن جهة ركزنا على التعاليم الدينية التي في الاسلام والتي تصب في اتجاه نصرة التوجه الليبرالي والديموقراطي والموازنة بين تعظيم حقوق ومصالح الافراد وحقوق ومصالح المجتمع، فلن نجد كل هذا العداء للديموقراطية الليبرالية القابلة بطبيعتها للتكيف مع ثوابت وقيم كل مجتمع وطني ، ففي بداية النهضة العربية اواخر القرن التاسع عشر كان العرض في الفكر العربي والاسلامي الليبرالي للديموقراطية الليبرالية بهذا الشكل الذي نعرضه الآن فمقالاتنا والتأكيد عن عدم وجود تضارب بين الاسلام والليبرالية والديموقراطية بعيدًا عن القراءة الأصولية والسلفية والمذهبية والطائفية للنص الديني، وهو العرض الموافق لحقيقة وواقع الديموقراطية والليبرالية، ولكن مع ظهور التيارات العربية العلمانية والدينية المتطرفة تم تشويه الديموقراطية الليبرالية في اذهان ووجدان مجتمعاتنا!!، وبلا شك أن الحكام العرب المستبدين ساهموا في ذلك واستعملوا كل من العلمانيين والاسلاميين في تنفير الشعوب العربية المسلمة والمتدينة من الديموقراطية الليبرالية لأن بقاء الوضع الشمولي والديكتاتوري والكفر بالديموقراطية الليبرالية هو ما يخدم مصلحتهم!!.
بالاضافة إلى ما ذكرنا في خلق أزمة العداء للديموقراطية الليبرالية في مجتمعاتنا العربية من خلال عرض الاسلاميين الأصوليين والعلمانيين الأصوليين على السواء كما لو أنها على النقيض التام مع الاسلام (دين المجتمع أو دين الأغلبية) فإن وصول (القوميين الاشتراكيين العرب) بكل أصنافهم (البعثيين والناصريين...الخ) شكل معضلة أخرى إذ أن هؤلاء اتخذوا موقفًا معاديًا من الديموقراطية والليبرالية واعتبروها جزءًا من الرأسمالية والأمبريالية وبالتالي دخلوا في حرب ايديولوجية وفكرية شرسة ضدها!!، وانحازوا إلى ما يُسمى بالديموقراطيات الشعبية التي لم تكن في حقيقتها سوى جلباب شعبوي فضفاض لتمرير الحكم المطلق باسم الشعب !! وهكذا استمرت و تستمر الأزمة وستستمر!! ... ولهذا لا حل الا بعودة الفكر العربي والاسلامي الليبرالي المستنير بعيدًا عن التطرف الديني والتطرف العلماني والتطرف القومي جميعًا، العودة للخط النهضوي العربي الاسلامي الذي انطلق قبل ظهور هذه الاصولية الدينية والاصولية القومية والاصولية العلمانية ، ذلك الخط العربي والاسلامي الليبرالي العقلاني المنفتح الذي نتجت عنه مثلًا دولة (استقلال ليبيا المملكة الليبية المتحدة عام 1951) بدستورها الليبرالي المنسجم مع القيم الاسلامية، هذا هو منطلقي ومشروعي في مواجهة الاصولية الاسلاماوية والأصولية العلمانوية على السواء فكلاهما مشروع طوباوي غير واقعي وغير قابل للبقاء والارتقاء، مع خالص تحياتي.
سليم نصر الرقعي
(*) هناك الكثير من النصوص في القرآن الكريم مثلًا تصب في اتجاه القيم الليبرالية التحررية سواء في مواجهة التغول والتطفل على حريات وحقوق الأفراد الاساسية أو في مواجهة التفرعن والطغيان السياسي وهي ما ينبغي التركيز عليها في مواجهة التطرف الديني والعلماني على السواء لبيان واستخلاص (ليبرالية الاسلام) من بين انقاض القراءات الأصولية والسلفية والمذهبية والطائفية المرتبط بتجارب التاريخ، منها قوله تعالى في القرآن: (( لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي)) وقوله مخاطبًا النبي : (( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ؟؟!!)) وقوله له: (( لست عليهم بمسيطر)) و((لست عليهم بجبار)) وقوله (( قل... لكم دينكم ولي دين)) .. وقوله تعالى في التسامح الديني: ((لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)) ... وغير ذلك من النصوص التي تعزز حرية العقيدة والعبادة والتسامح التي هي أساس الحريات الشخصية (الليبرالية) وأما فيما يعزز التوجه الديموقراطي فمثل قوله في وصف المجتمع المسلم: (( وأمرهم شورى بينهم)) وقوله للنبي كقائد وحاكم سياسي: ((وشاورهم في الأمر)) فهذه التعاليم وغيرها تصب في اتجاه ازالة التناقض الموهوم والمرسوم الذي يصر كل من الاسلاميين والعلمانيين على توطيده بين الاسلام والديموقراطية والليبرالية ، فالاسلاميون هدفهم ابعاد الديموقراطية الليبرالية بدعوى أنها متناقضة مع الدين الاسلامي ، والعلمانيون هدفهم ابعاد الدين الاسلامي عن الشأن العام للشعب المسلم بدعوى أن الاسلام يتناقض جوهريًا مع الديموقراطسة والليبرالية !!... وهكذا وبدلًا من الدخول في صدام مع دين المجتمع أو دين الاغلبية المسلمة في منطقتنا فإن الصحيح هو البحث عن القيم الليبرالية والتحررية الموجودة في الاسلام واستخلاصها من بين انقاض الفهم المذهبي والسلفي المحافظ والمنغلق والمحتكر لقراءة النص الديني، فهذا هو الطريق الصحيح لنشر الديموقراطية الليبرالية في مجتمعاتنا المسلمة أو ذات الاغلبية المسلمة وليست مصادمة الدين ومعادته مما يعني تهييج الاتجاه الديني المحافظ وتوسيع رقعته وهو ما يخدم اجندة الاسلاميين في السيطرة على الحكم والدولة بشكل مباشر أو بالتحالف مع (ولاة الأمر)!!



#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التوجهات السياسية والايديولوجية لليبيين عربًا وأمازيغ وتبو ! ...
- ما يجري في تونس لا يبشر بخير!؟؟
- لغز الحياة ولغز الوعي وعجز العلم عن حلهما !؟
- جريمة الكراهية جريمة ارهابية، والجريمة الارهابية جريمة كراهي ...
- منفذ جريمة تكساس هل هو ارهابي أم مريض نفسيا!؟
- المستقبل ودولة الأمن الصحي الصارمة!؟
- تونس بعد رحيل السبسي، إلى أين!؟
- تطور الأحياء والأشياء من زاوية إيمانية!؟
- هل ثورات الربيع العربي ثورات فاشلة!؟
- حنين ميت!؟.. خاطرة شاعرية
- اعدام حب!؟ قصيدة
- الثورة المضادة؟ محاولة للفهم!؟
- حول ظروفي الصحية (الغامضة) و(الصعبة)؟!
- اصلاح الاخلاق العامة ضرورة دينية ومدنية!؟
- من هموم مغترب ليبي !
- من تسبب في تعطيل عجلة النمو الطبيعي والليبرالي لدى العرب!؟
- تعقيبًا على موقف (نيتشه) المعادي للديموقراطية!؟
- متاهات الحواس و العقل والفلسفة!؟
- ظاهرة الغيبوبة وانفصال الجسم عن الوعي والارادة؟
- هل الوجودية فلسفة أم حركة أدبية!؟


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - العلمانيون كالاسلاميين جزء من أزمة الديموقراطية في عالمنا العربي!