أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سليم نصر الرقعي - حول ظروفي الصحية (الغامضة) و(الصعبة)؟!















المزيد.....

حول ظروفي الصحية (الغامضة) و(الصعبة)؟!


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 6268 - 2019 / 6 / 22 - 20:55
المحور: سيرة ذاتية
    


أيها الأصدقاء والرفاق الأعزاء
نظرًا لكل هذه الرفقة الطويلة بيننا في هذا الفضاء الافتراضي العجيب الواسع المتسع يومًا بعد يوم، فإنني أرى من حقكم عليّ أن أبوح لكم بحقيقة ظروفي الصحية (الصعبة) و(الغامضة) وربما (الحرجة) فلا أدري ماذا سيفعل الله بي ولا بكم في غدٍ!؟؟.... فلا تدري نفس ماذا تكسب غدًا ولا تدري نفس بأي أرض تموت ولا كيف ستموت ومتى؟.. الله وحده يعلم!، فأنا منذ ما يزيد عن عام ونيف بتُ أعاني من آلام شديدة في منطقة البطن ثم وبعد فحوصات طبية عن طريق المناظير للمعدة والقالون أخبرني الأطباء بأنني لا أعاني من شيء جدي (!!) وأنهم وجدوا بعض الزوائد القابلة للتسرطن في القالون وأزالوها وأن الأوجاع التي أعاني منها في معدتي وأمعائي ربما هي بسبب الحموضة ووصفوا لي حبوب مقاومة الحموضة الشهيرة Lansoprazol وبالفعل وجدت فيها راحتي بفضل الله، فقد كانت فعالة وكنت أتناول حبة واحدة كل يوم صباحًا ثم لم تعد تُجدي في ايقاف الأوجاع، فنصحني الطبيب بأخذ حبيتين كل يوم، ووجدت فيهما تحسنًا ولكن بعد ما يقارب من ثمانية أشهر لم تعد هذه الحبوب تجدي شيئًا وبدأت الأوجاع تنتقل من جهة المعدة والامعاء لجهة الكبد!، فقصدت الطبيب وقرر اجراء صورة CT للكبد ثم بعد عدة أيام اتصلوا بي وأخبروني عن ضرورة اجراء صورة للرنين المغناطيسي في أقرب وقت، وبعد ظهور الصورة حولوني لقسم الكبد في المستشفى وذهبت لليوم الموعود قبل عشرة أيام من رمضان المبارك لأجد في انتظاري هناك طبيب تجاوز الخمسين من عمره، وعندما أخذت مقعدي لجواره باغتني بسؤال: (أين أسرتك؟ .. هل جاء معك أحد من أسرتك؟) فشعرت من هذا السؤال بأن الأمور ليست على ما يرام فسألته: (هل هناك مشكلة؟) أجاب: (نعم) فسألته (مشكلة كبيرة؟؟)، قال (نعم!) فعرفت على الفور أنه يعني (السرطان)، فقلت: (هل هو السرطان؟) أجاب: (نعم)... ثم عرض علي صورة الرنين المغناطيسي التي أظهرت بقعة ضخمة ومن حولها بقع صغيرة في أرجاء الكبد!... وقال لي (أنه منتشر!)... فسألته: (وما هو الحل؟) فأجاب: (لن تكون هناك عملية جراحية ولكن سنحاول البدء بالعلاج الكيماوي في أسرع وقت!) فسألته : (وهل العلاج الكيماوي يمكن أن يجدي؟) أجاب: (لا أعتقد ذلك!... ولكنه سيؤخر المشكلة لعدة أشهر!!) فأحسستُ أن المشكلة خطيرة وسألته: (وكم تقدر لي طبيًا للبقاء مع هذا الوضع الخطير؟) قال: (لا أدري تحديدًا ولكن ربما أربعة أشهر!).... ثم أخذ يحدثني عن أنه سيتم أخذ عينة من الكبد خلال الاسبوع القادم لمعرفة نوعية العلاج .... ثم أحالني لمختصة الأمور النفسية والاجتماعية للمصابين بالسرطان التي كانت تجلس بقربنا فأخذتني معها لغرفة مجاورة وقدمت لي كوب ماء ثم أخذت تشرح لي بأنهم يملكون فريقًا مختصًا يمكن أن يساعدني في شرح اصابتي بالمرض لكل من ولدي وزوجتي ثم انتقلت لموضوع احالتي على الراحة الطبية والمساعدات المالية المقدمة للمصابين بالمرض وأعطتني رقم المؤسسة المتعلقة بهذا الشأن!... وخرجت من المستشفى مذهولًا أحاول أن أعيي ما يجري وأنا أردد (إنا لله وإنا اليه راجعون) (قدر الله وما شاء فعل)!! .... والحقيقة كانت صدمة كبيرة تسببت في تشتت تفكيري لكنني وأنا عائد للبيت أخذت ألملم نفسي التي أصابها الجزع حتى تمكن ايماني أخيرًا وأنا في طريقي للمنزل أن يسيطر على الوضع وعلى كل الفوضى النفسية والفكرية العارمة التي حدثت فور القاء ذلك الطيب هذا الخبر الفاجع بتلك الطريقة المباشرة الفجة والتي حدد فيها زمن وفاتي بأربعة أشهر!... تلك الطريقة التي كانت كما لو أنها القاء قنبلة يدوية في غرفة فتنفجر وتقلب الدنيا رأسًا على عقب!.. ولكن مع صدمتي تلك كان كل همي هو كيف سأخبر إبني (نصر) بهذا الخبر وهو على أبواب الامتحان؟؟؟ ... وفي البيت أخبرت زوجتي بالخبر ولكن بطريقة مخففة حاولت أن يبدو الأمر كما أنهم قالوا لي أن الأمر ((مجرد احتمال))!... ثم وفي الأيام الموالية ومع دخول شهر رمضان أخذتُ أسرب إلى زوجتي (أم نصر)(الحقيقة) بشكل تدريجي على مراحل حتى أوصلتها إليها كما أخبرني بها الطبيب!.... ثم أجريت في شهر رمضان عملية أخذ العينة من الكبد وانشغلت بالشهر الكريم وجوانبه الروحانية في انتظار نتائج العينة!... ثم حان موعدي للقاء الطبيب لمعرفة نتيجة العينة...
وفي العاشر من شهر رمضان حان موعدي مع الطبيب وذهبت برفقة زوجتي وهناك استقبلنا الطبيب وقد بدا عليه شيء من الاحراج وأخذ يردد كلمة لم أفهمها فاستفسرت منه ماذا تعني؟ فاستبدلها بكلمة أخرى تعني (أمر غريب!) سألته: لم أفهم!... أجابني: (أنت لست مصابًا بالسرطان!)... فكانت صدمة أخرى لي ولزوجتي، صدمة مفرحة لكنها لم تدم طويلًا!.. فقد سألته: وما هي المشكلة؟؟؟ فأجاب أنت مصاب بمرض TB!، فلم أفهم ما هو هذا المرض، فسألته ما هو هذا المرض؟ فسألني عن لغتي الأصلية فأخبرته (العربية) فدخل على ترجمة الانترنت وأخذ ورقة ونسخ الترجمة بالعربية فإذا بالمكتوب هو (مرض السل)!!.... فكانت فرحة ثم صدمة أخرى فمرض السل أيضًا من الأمراض العضال والقاتلة واستغربت فمعلوماتي عن السل أنه في الصدر والرئتين ويعاني المصاب به بالسعال المصحوب بالدم!، فأخبرني أن السل المصاب به في الكبد، وأنه سيقوم بتحويلي لقسم السل في مستشفى آخر للبدء في المعالجة.... الحقيقة فرحت بخبر عدم اصابتي بالسرطان ولكنني ما إن بدأت أقرأ عن مرض السُّل حتى عاد إلي القلق خصوصًا وأن السل قد يكون معديًا لمن يعيشون معك وبات قلقي على ولدي وزوجتي هاجسًا لكنني استغرقت في أجواء رمضان الروحية حتى والله اختفت كل الأوجاع والهموم الشديدة التي كنت أجدها قبل رمضان، ثم حان موعد عيادة مرض السل وذهبت برفقة زوجتي وهناك أخذ الطبيب يفحصني ويسألني ويسجل المعلومات وخصوصًا عن البلدان التي زرتها قبل قدومي لبريطانيا، ثم حولني على قسم تحليل الدم وأخذوا مني 6 انابيب من الدم لفحصها ثم بعد عدة أيام أخذوا مني عينة من البلغم ثم بعد اسبوعين التقيت بالطبيب مرة أخرى ليخبرني أنهم حتى اللحظة لا يستطيعوا الجزم بأنني مصاب بالسل لأنهم لم يعثروا على (البكتيريا) في العينات وأنهم أرسلوا بعضها لمركز مختص في لندن لدراستها وأنهم ينتظرون النتائج، وأخبرني أنه خلال انتظار نتائج لندن سيتم أخذ عينة من غدة في الرقبة أظهرت صورة المسح الذري أنها تعاني من انتفاخ وقد تكون مصابة بالسل أيضًا وقد تظهر العينة ذلك، سألته: إذا لم تجدوا بكتيريا السل فما هو الحل؟ وهل يمكن إعادة أخذ عينة من الكبد لفحصها مرة أخرى، قال: نعم ممكن!...... وهكذا وصلت قصة مرضي لهذه المحطة في انتظار نتائج العينات وانتظار إعادة فحص عينة أخرى من الكبد!.. والأمر كله لله، فبصراحة بسبب تجارب كثيرة لآخرين حتى هنا في بريطانيا قد لا يكون التشخيص دقيًقًا، فبعض الناس قيل لهم أنهم مصابون بالسرطان فحزنوا ثم اتضح لاحقًا ليسوا مصابين ففرحوا، وبعضهم قيل لهم بأنهم غير مصابين ففرحوا ثم اتضح أنهم مصابون فحزنوا!.. ولهذا في كل الأحوال سآخذ بكل الأسباب الطبية وأترك قلبي معلقًا برب الأسباب فكل ما يُقدِّره ويفعله يقينًا هو خير لي.
لهذا وبحكم الرفقة الطويلة في هذا المنتدى أردت اطلاعكم على حالتي الصحية فقد علمتني تجربتي الوجودية أن الناس يمكن أن يختفوا بين عيشة وضحاها!، ففي طرفة عين يموت ألوف البشر في كوكبنا ويختفون عن الوجود لأسباب صحية وغير صحية!، فالموت يحصد ألوف الأرواح في كل دقيقة دون تمييز بين مريض وصحيح، جاري الإنجليزي أصيب عام 2011 بسرطان في كليته فتم استئصالها فظهر في الكلية الأخرى بعد عدة أعوام فتم استئصالها وهو يتردد على المستشفى لإجراء غسيل الدم مرتين اسبوعيًا ثم ظهر المرض في عظام الحوض وها هي قد مرت ما يقارب تسع سنين وهو يناضل هذا المرض القاتل الضروس وهو باقٍ حيًا يُرزق!... وخلال هذه الأعوام التسع التي عاشها جاري المريض مات جبابرة أقوياء!، ومات ملايين من البشر الاصحاء لأسباب مجهولة أو معلومة!، مما يؤكد أن الموت لا يعتمد على الأمراض في أداء وظيفته في الحياة ولا على المجاعات كما يقول فيلسوف الاقتصاد (توماس مالتوس) بل هناك أمور وعوامل وأسباب أخرى كالحروب الأهلية والدولية والتخمة وتداعياتها وغيرها من (الأدوات) التي يعتمد عليها (الموت) في محاولته تقليل الإنتاج البشري من أجل المحافظة على التوازن بين عدد الأحياء وكمية الماء والغذاء على الأرض وفق حكمة الهية، فهمها من فهمها وجهلها من جهلها، ودون حاجة إلى استحضار (شيطان مالتوس) في جلسة لتحضير الأرواح الشريرة بوجهه اللاخلاقي القاسي الرهيب الذي شعاره ((دعوا الفقراء يهلكون جوعًا فذلك حكم الطبيعة!!)) كحال الذين قالوا للأنبياء الذين دعوا إلى اطعام الفقراء: ((أنطعم من لو شاء الله أطعمه!؟؟))..... أيها السيدات والسادة الزملاء الأحبة، دمتم بخير وصحة وعافية وسلام وأرجو لمنتداكم هذا كل الخير وأن يساهم في اثراء الحلول الواقعية والعقلانية المناسبة لمجتمعاتنا لانتشال (عالمنا الناطق بالعربية) من هذا المستنقع الذي يتخبط فيه منذ عقود بل ربما منذ قرون!.
أخوكم المحب: سليم نصر الرقعي
يونيو 2019
(*) سأستمر في مشاركاتي وحواراتي في هذا المنتدى وصفحتي على فيسبوك حتى أعجز عن الكتابة بسبب المتاعب الصحية أو قسوة العلاج فإذا انقطعت عن الكتابة في يوم من الأيام ودام انقطاعي لوقت طويل فاعلموا إنني كنتُ قد أفردت جناحي في السماء وطرتُ إلى ذلك الأفق البعيد حيث ذلك (الوطن السعيد) الذي لطالما حلمتُ به منذ طفولتي وحلم به البشر منذ فجر التاريخ!.



#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اصلاح الاخلاق العامة ضرورة دينية ومدنية!؟
- من هموم مغترب ليبي !
- من تسبب في تعطيل عجلة النمو الطبيعي والليبرالي لدى العرب!؟
- تعقيبًا على موقف (نيتشه) المعادي للديموقراطية!؟
- متاهات الحواس و العقل والفلسفة!؟
- ظاهرة الغيبوبة وانفصال الجسم عن الوعي والارادة؟
- هل الوجودية فلسفة أم حركة أدبية!؟
- تقاسم السلطة والثروة بين مناطق الدولة؟ (محاولة للفهم!)
- الفرق بين مشروع (القومية العربية) و(الوطنية العربية)!؟
- نشيد الحانوتي!؟ قصة وخاطرة شعرية!
- أزمة الديموقراطية في بلداننا بين التطرف الديني والعلماني!
- مخلوع في إثره مخلوع، وحكامنا لا يتعظون!؟
- غرامك اللعين..علمني الأنين!(خاطرة شعرية)
- لو حلَّ الاسلام محل المسيحية في أوربا، فكيف سيكون هذا الاسلا ...
- رئيسة وزراء نيوزلاندا تستحق التحية والاحترام
- المجتمعات الغربية مجتمعات مسيحية، هل في ذلك شك!؟
- أزمة وجود المسلمين في الغرب والسيناريوهات المخيفة!؟
- ملاحظات حول الجريمة الارهابية في (نيوزلاند)!!؟
- ماذا سيحدث في الجزائر غدًا !؟؟
- قادة اشتراكيون ثوار تركوا بلدانهم في فوضى وانهيار!؟


المزيد.....




- بعيدا عن الكاميرا.. بايدن يتحدث عن السعودية والدول العربية و ...
- دراسة تحذر من خطر صحي ينجم عن تناول الإيبوبروفين بكثرة
- منعطفٌ إلى الأبد
- خبير عسكري: لندن وواشنطن تجندان إرهاببين عبر قناة -صوت خراسا ...
- -متحرش بالنساء-.. شاهدات عيان يكشفن معلومات جديدة عن أحد إره ...
- تتشاركان برأسين وقلبين.. زواج أشهر توأم ملتصق في العالم (صور ...
- حريق ضخم يلتهم مبنى شاهقا في البرازيل (فيديو)
- الدفاعات الروسية تسقط 15 صاروخا أوكرانيا استهدفت بيلغورود
- اغتيال زعيم يكره القهوة برصاصة صدئة!
- زاخاروفا: صمت مجلس أوروبا على هجوم -كروكوس- الإرهابي وصمة عا ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سليم نصر الرقعي - حول ظروفي الصحية (الغامضة) و(الصعبة)؟!