سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة
(Salim Ragi)
الحوار المتمدن-العدد: 6331 - 2019 / 8 / 25 - 00:17
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نعم!.. ما يجري في تونس حاليًا لا يبشر بخير وينم عن محاولات غامضة تجري في الخفاء و من وراء الكواليس لتوجيه العملية الانتخابية في اتجاه معين !؟.. وبصراحة فقد لا تكون النخب السياسية التونسية - العلمانية والاسلامية على السواء - بالصورة الإيجابية الرائعة التي تخيلناها وصفقنا لها!.... لهذا لا استبعد أن تنزلق تونس نحو منزلق خطير، فالوضع في المنطقة لم يعد كما كان قبل التغيير السياسي الذي حدث في الجزائر والسودان!، فبعض العلمانيين يخشى أن ينتهي هذا التغيير بتعزيز حظ الاسلام السياسي مرة أخرى بل وربما بوصول الاسلاميين للحكم بوجوه جديدة ولافتات جديدة وهو مما قد يجعل بعض غلاة العلمانيين يجن جنونهم من شدة الغيظ!!، وبالتالي فسيُسارعون إلى الاستغاثة بالغرب والاستقواء بالعسكر فتنتكس الديموقراطية مرة أخرى، فالديموقراطية تنتكس تارة بسبب تعنت الاسلاميين وتارة بسبب تعنت العلمانيين!!... ففي الجزائر بعد ثورة 1988 حينما بدأ الاسلاميون يتقدمون نحو السلطة استغاث العلمانيون بالغرب والعسكر!.. وفي السودان عام 1989حينما خسر الاسلاميون السباق الانتخابي أمام الليبراليين (حزب الأمة والحزب الاتحادي الديمقراطي) استغاثوا لشدة غيظهم بالعسكر!.. وفي ليبيا استقوى الاسلاميون بالسلاح وبتركيا وقطر لأنهم شعروا بأن العلمانيين والليبراليين يتقدمون عليهم في السباق الانتخابي، فرَدَ هؤلاء واستقووا بالعسكر والإمارات وفرنسا!!.. أنا شخصيًا لا اثق في هذه النُخب السياسية سواء العلمانوية أو الاسلاماوية، فكلاهما جزء من الأزمة والفكر العربي السياسي المأزوم!... ففي غياب الواقعية والعقلانية وإيمان حقيقي بالديموقراطية الليبرالية في ظل ثوابت هوية الأمة ستظل الأزمة تعيد انتاج ذاتها بوجوه متعددة ومتجددة!!.. وسيظل العسكر يعودون للسلطة بشكل مباشر ببذلة عسكرية أو حتى ببدلة مدنية بدعوى تحقيق الاستقرار(*) وحماية البلد من الفوضى!
***************
سليم نصر الرقعي
(*) لا يمكن للديموقراطية أن تنمو وتزدهر إلا في ظل الاستقرار العام، وفي بلداننا تحتاج الديموقراطية إلى ما يمكن تسميته بـ(التفاهم المؤسس للاستقرار العام) بين التيار المحافظ والتيار الليبرالي!.
#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)
Salim_Ragi#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟