أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد كشكار - موقف أو بالأحرَى لا-موقف من الجدل العقيم الذي يتكرّر صباح كل يوم في مقهى الشيحي -التعيسة التي لم تعد تعيسة- حول -تعويضات النهضاويين-؟














المزيد.....

موقف أو بالأحرَى لا-موقف من الجدل العقيم الذي يتكرّر صباح كل يوم في مقهى الشيحي -التعيسة التي لم تعد تعيسة- حول -تعويضات النهضاويين-؟


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 6327 - 2019 / 8 / 21 - 21:48
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


مقدمة:
عادة ما لا أتدخل حينيًّا في تقييم الأحداث السياسية المحلية والعربية والعالمية، وذلك لسببين اثنَين لا ثالث لهما:
1. أنا مواطن يعيش على هامش المجتمع (لا أمارس أي نشاط، لا إداري ولا سياسي ولا إيديولوجي) ولستُ باحثًا علميًّا (الباحثُ يجب أن يكون عضوًا في مخبر جامعي أو لا يُسمّى باحثًا من أصله - Chercheur scientifique).
2. الحكم الأول والسريع عادة ما يقود إلى الخطأ، لذلك وليس صدفةً أو عبثًا أنني اخترتُ جريدة "لوموند ديبلوماتيك"، لا أقرأ غيرها من الجرائد السياسية المحلية والأجنبية، أنتظرها في بريد أول كل شهر كما ينتظر الشاب أو الشابة موعدًا غراميًّا، يكتب فيها الراسخون في علوم السياسة والاقتصاد، يكتبون تحليلات معمقة في قضايا العالَم أجمع بنزاهة وموضوعية أو على الأقل هذا ما يتراءى لي كغير مختص إلا في علم البيولوجيا وإبستمولوجيا البيولوجيا (نقد البيولوجيا).

لماذا أتدخل إذن واليوم بالذات؟
أتدخل لسبب ذاتي بحت (لست نهضاويًّا ولن أكون ولكنني أيضًا لست معاديًا للنهضة ولا للنهضاويين ولن أكون): لي صديق نهضاوي حميم يتعرض يوميُّا، هزلاً وجدًّا، إلى قصفٍ مجاني، وهو ينفي تمتعه بأي تعويض نقدي رغم مروره بالسجن وطرده من العمل (زميل بيولوجيا)، ينفي وأصدّقه لأنني أعايشه يوميًّا منذ 2012، ولكنني في نفس الوقت مثلكم، لا أصدّق كبار مسؤولي النهضة وفي الوقت نفسه لا أكذّبهم والله أعلم، وذلك لسبب بسيط، لا أعرفهم عن قرب. عديد الأصدقاء النهضاويين الآخرين غير الحميمين في تونس وحمام الشط وعشرات النهضاويين الجمنين، في جمنة وتونس والمهجر، ينفون أيضًا وأصدّقهم أيضًا.

الخبر اليقين:
لي صديقان حميمان بحمام الشط، واحد نهضاوي (سُجن، عُذّب، طُرِد من الوظيفة العمومية، أرهِب بواسطة الكلاب البوليسية المفترسة في داره وأمام صغاره، شُرِّد، لُوحِق، طولِب بالإمضاء ثلاث مرات في الأسبوع في خمسة مراكز أمنية في شعاع 15كلم، قبل الثورة كان يرتعد رُعبًا كلما سمع صوت محرّك سيارة تمر بعد منتصف الليل أمام منزله)، وواحد يساري، فردٌ من عائلة ورثة شهيد تعذيب البوليس في عهد بورقيبة (شهيد البوكت الشهير)، الاثنان أخذا تعويضًا بعشرات الملايين، الصديق اليساري أكثر بكثير من الصديق النهضاوي، تعويضًا على الورق أو وعدًا بالتعويض ممضى من قِبلِ اليسارية سهام بن سدرين. وعدٌ لم يُفعّلْ بعدُ، ولعلمكم سمعتهما الاثنين، اليوم صباحًا بمقهى الشيحي، يُنسِّقان للنزول معًا إلى العاصمة للمشاركة في اعتصام أو مظاهرة في القصبة للمطالبة بـ"التفعيل".

موقفي الفكري والمبدئي، المستقل عن كل عصبية حزبية أو إيديولوجية:
أنا أرى نفسي أنني لا أملك أدوات أو قنوات تمكنني من تصديق الإشاعات حول حزب النهضة أو تكذيبها، لذلك أكتفي بما هو ثابت وظاهر للعيان ولا يحتاج لدليل أو برهان، ألا وهو فشل حزب النهضة كطرفٍ في الحكم خاصة على المستوى الأمني (اغتيالات سياسية، إرهاب، سرقة، تهريب، براكاجات، مخدرات، إلخ) والاجتماعي (تفقير الطبقة الوسطى وأنا منها، تردي خدمات القطاع العمومي خاصة في التعليم والصحة والنقل) والثقافي (إعلام سوقي، فن سوقي، مهرجانات فلكلورية سخيفة) واقتصادي (بطالة، ارتفاع الأسعار، هبوط الدينار، تعطّل ماكينة الإنتاج). كل هذه "الإنجازات" يتحملها جزئيًّا حزب النهضة كطرفٍ في الحكم، يتحملها حتى ولو لم يكن له يدٌ مباشرة في أي مصيبةٍ منها، يتحملها سياسيًّا وأخلاقيًّا (المسؤولية الجنائيّة، الله أعلم بها، والحكم فيها للقضاء).
لم تقنعني أعذارُ صديقي النهضاوي المذكور أعلاه دفاعًا عن حزبه، أعذارٌ أتفهمها لكنني لا أقبلها ولا أعتمدها ولا أرددها، أعذارٌ لا تهم غير النهضاويين ولا تقنع أحدًا غيرهم، أعذارٌ من نوع: الاتحاد وراء مليون إضراب ومليون اعتصام ومليون ديـﭬ---اج، الدولة التجمعية العميقة، الإدارة الرجعية المضادّة للثورة، لو خرجتْ النهضة من السلطة لأرجعوها للسجن، الجيش غير مضمون، البوليس غير مضمون، الإسلاموفوبيا والعداوات والإكراهات الخارجية، و.. و...
قلتُ أتفهمها ولم أقل أصدّقها لكنني في نفس الوقت لا أكذبها، فقط أتركها لمَن لا يخطئ وهو علم التاريخ، وأرجئ محاسبتها لمَن لا يظلم وهو جهاز القضاء المستقل، وأفوّض حسابها لمَن لا يخطئ ولا يظلم في آن، سبحانه العليُّ القديرُ!
في النهاية، أتوجه لخصوم النهضة بالنصيحة المجانية التالية وأقولُ: مالَكم عميان لا تبصرون، حجج إدانة النهضة سياسيًّا كطرفٍ في الحكم مبثوثة أمامكم على قارعة الطريق ومنشورة في جريدتي المفضلة الناطقة بلغتي المفضلة، الفرنسية، الجريدة الفرنسية الشهرية "لوموند ديبلوماتيك" (نشرتْ مرة مقالا طويلاً مفصّلاً حول فشل النهضة سياسيًّا كطرفٍ في الحكم، مقالٌ لم تتعرض فيه ولو مرة واحدة للإسلام ولا للإخوان ولا للجهاز العسكري السري ولا للتعويضات النقدية، إلخ)، وأنتم تبحثون بالمجهر على حجج يلزمها المخابرات الأمريكية والبريطانية معًا للكشف عنها و "انشالله يوصلوا"، مثل اغتيال بلعيد والبراهمي والجهاز العسكري السري والتسفير المنظم للجهاد في سوريا والتمويل التركي والقطري والانتماء العضوي لحركة الإخوان المسلمين العالمية وقائمة التهم لا تنتهي.

إمضائي (مواطن العالَم، يساري غير ماركسي وغاندي الهوى): "وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 21 أوت 2019.





#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقارنة طريفة بين الأستاذ التونسي الفاشل والمسؤول السياسي الت ...
- الإسلاميون، لماذا لا يقرأون المقالات الفيسبوكية اليسارية؟ بع ...
- مُكسّراتٌ شِعريةٌ لمواطن العالَم
- كاريكاتور لنظام بورقيبة: كَرَّهَنِي في هويتي التونسية-الأماز ...
- سؤال إنكاري، أوجهه إلى الذين يدّعون أنهم يمثلون العائلة الدي ...
- دردشة مسائية في مقهى البلميرا بحمام الشط الشرقية: البناء الد ...
- ٍٍدردشة علمية (موش علمية آوي): الدجاجة أوّلاً أم البيضة أوّل ...
- مرافعة مجانية دفاعًا عن المثقفين التونسيين المنتجين الجالسين ...
- ماذا أصابَ طلبتنا في تونس (ربع مليون) حتى لا يشاركوا في الحي ...
- لماذا لا أحبّذُ إقحامَ الدينِ في النقاشِ العلميِّ في المقهى؟
- من وحي العيد: المُقسِطون والقاسِطون، صفتان قرآنيتان متقاربتا ...
- في يوم العيد، سبحانه كيف أراه وكيف أناجيه؟
- لماذا الانتخابات؟
- نقدٌ بالمطرقةِ: أيها اليسار التونسي المتحزب، كم أنتَ غبيٌّ، ...
- انتهى الحِداد فلنمرّ إلى تقييم الحِداد!
- المثقف العربي كما أعرّفه أنا شخصيًّا؟
- ما هي مواصفات الرئيس التي يطلبُها عادةً عموم التونسيين، ولا ...
- ما هو أكبرُ خطرٍ يهددُ مستقبل العالَم؟
- سؤال أوجهه للسلفيين التونسيين المتواجدين في جميع الأحزاب الإ ...
- مفاهيم سادتْ ثم بادتْ: التغيير الفجائي والثوري، حرية النشر و ...


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد كشكار - موقف أو بالأحرَى لا-موقف من الجدل العقيم الذي يتكرّر صباح كل يوم في مقهى الشيحي -التعيسة التي لم تعد تعيسة- حول -تعويضات النهضاويين-؟