أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد كشكار - كاريكاتور لنظام بورقيبة: كَرَّهَنِي في هويتي التونسية-الأمازيغية-العربية-الإسلامية وجَعَلَ مني مواطنًا تونسيًّا أقليًّا منبتًّا في عيون جل التونسيين ومواطنًا عربيًّا منبوذًا في عيون جل الغربيين أيضًا!














المزيد.....

كاريكاتور لنظام بورقيبة: كَرَّهَنِي في هويتي التونسية-الأمازيغية-العربية-الإسلامية وجَعَلَ مني مواطنًا تونسيًّا أقليًّا منبتًّا في عيون جل التونسيين ومواطنًا عربيًّا منبوذًا في عيون جل الغربيين أيضًا!


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 6324 - 2019 / 8 / 18 - 00:00
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


دردشة صباحية في مقهى الشيحي "التعيسة التي لم تعد تعيسة"، هي دردشة فلا تحمّلوها أرجوكم ما لا تتحمل، الله يهديكم. هي كاريكتور ومن خصائص الكاريكاتور في التصوير أنه يأخذ عيبًا ويُعظمه حتى يراه مَن يراه ولكنه لا يريد أن يراه. هذا لا ينفي أو يلغي الصفات الجميلة الأخرى لبورقيبة: المجاهد الأكبر، محرر المرأة، باعث الحداثة وأبوها وأمها، ناشر التعليم، محارب القملة، صانع الأمة-محدّد النسل، إلخ. أتى بكل هذه المعجزات وهو ذو خصية واحدة، فماذا كان بنا فاعلٌ لو كان ذو خصيتين اثنتين؟ العلم لله!
كل هذه الصفات تدخل في باب الشكر والتمجيد، وأصنفها أنا الناقد في خانة الحس المشترك (Le sens commun, 1er degré de connaissance)، أي درجة الصفر من المعرفة ولا يهتم بها عادة إلا السذّج أو الانتهازيون المتاجرون بفكر بورقيبة لغايات مادية أراها سخيفة. وهل لبورقيبة فكرٌ؟ المفكر اليساري جيلبير النقاش (Perspectives) قال: "لا، ليس لبورقيبة فكرٌ، فكره هو فكر معلّبٌ مستوردٌ من الغرب دون نقدٍ أو أقلمة (Assimilation + Adaptation + Indigénisation)، بورقيبة لم يكن يومًا كاتبًا ولا مفكّرًا ولا فيلسوفًا ولا حتى منظرًا سياسيًّا. كان مقلدًا مبهورًا بالغرب وناقلاً غير مجتهدٍ لقيمه (La première impression mène souvent en erreur, et elle nous a malheureusement mené en erreur)".
كان زعيمًا حباه الله بالقبول عند عامة التونسيين،لا أكثر ولا أقل.

ماذا أقصد بنظام بورقيبة، أقصد مدارسه، مدرّسيه الأجانب والمحليين، جوامعه وخطبائه ورجال دينه، حزبه الستاليني، شعبه، قوّاديه، مثقفيه، حاشيته، شرطته القمعية، جيشه في الخميس الأسود يوم 26 جانفي 1978، قضاته المرتشين، مسانديه الفرنسيين، إلخ. بارادوكسالومان، حتى إنجازاته بين ظفرين، كانت إنجازات عصره، عصر الستينيات والسبعينيات الجميل على حد تعبير الكاتب المسيحي اللبناني-الفرنسي أمين معلوف في آخر إصداراته، كتاب "غرق الحضارات"، أفريل 2019 (C’était dans l’air du temps, conforme à son époque).

أمرّ الآن إلى لب موضوع مقالي الكاريكتوري، أكرر وأقول كاريكتوري، فلا تأخذوه مأخذ الجد: أنا لستُ ابنًا عاقًّا لبورقيبة ولا ناكرًا لجميله (J’ai vécu les 7 ans de ma scolarité secondaire logé, nourri et blanchi aux dépens de l’état bourguibien)، ولستُ ابنًا عاقًّا للماركسية ولا ناكرًا لجميلها (Mais j’ai déjà fait mon autocritique, j’ai renié mon marxisme et j’ai conservé ma gauche d’avant-Marx)، ولكن لكل مقامٍ مقالٌ. ولكي لا أزعج أبناء جيلي، مواليد أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات من البورقيبيين والماركسيين، سأجلد نفسي وأنا حر في نفسي، البورقيبية والماركسية، ضربتان في الرأس آلمتاني كثيرًا:
- بورقيبة شلّكني وليّكني (Il m’a laïcisé) أي جعل مني وريثًا للائكية الثورة الفرنسية المعادية للدين عمومًا، وما تبقّى من إسلامي دمّرته الماركسية، أفيون المثقفين (L Opium des intellectuels, un livre écrit par le philosophe français de droite Raymond Aron et paru en 1955). هذا لا يعني أنني أصبحتُ اليوم نهضاويًّا، بل لا زلتُ عَلمانيًّا لكنني أصبحتُ عَلمانيًّا على الطريقة الأنـﭬلوساكسونية المتصالحة مع الدين، ولا زلتُ أيضًا يساريًّا لكنني أصبحتُ يساريًّا اشتراكيًّا-ديمقراطيًّا على الطريقة الأسكندنافية.
- .بورقيبة "ترّكني" باستنساخه للائكية كمال أتاتورك.
- بورقيبة اقتلعني من جذوري التونسية-الأمازيغية-العربية-الإسلامية وكرّهني في تقاليد بلادي وقِيم حضارتي: صرت "بفضله" أمقت رمضان والعيد والصلاة والجوامع وواجب العزاء والجبة والبرنس وخبز الطاجين وزيارة الأولياء الصالحين. في شبابي تحديت أمي وأفطرت رمضان في حضرتها وهي تستر عليّ عند الجيران، يا ليتني كنتُ ترابًا وما فعلتها، لكنني وللأسف الشديد فعلتُها، واليوم أعتبرها كبرى الكبائر في حق أمي.
- بورقيبة، كنتُ في شبابي فكريًّا وسياسيًّا أعارضه، فكيف تطلبون مني اليوم وأنا في شيخوختي أن أذكره بالخير وأمجّده؟
إمضائي (مواطن العالَم، يساري غير ماركسي وغاندي الهوى): "وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك، فدعها إذن إلى فجر آخر" (جبران)



#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سؤال إنكاري، أوجهه إلى الذين يدّعون أنهم يمثلون العائلة الدي ...
- دردشة مسائية في مقهى البلميرا بحمام الشط الشرقية: البناء الد ...
- ٍٍدردشة علمية (موش علمية آوي): الدجاجة أوّلاً أم البيضة أوّل ...
- مرافعة مجانية دفاعًا عن المثقفين التونسيين المنتجين الجالسين ...
- ماذا أصابَ طلبتنا في تونس (ربع مليون) حتى لا يشاركوا في الحي ...
- لماذا لا أحبّذُ إقحامَ الدينِ في النقاشِ العلميِّ في المقهى؟
- من وحي العيد: المُقسِطون والقاسِطون، صفتان قرآنيتان متقاربتا ...
- في يوم العيد، سبحانه كيف أراه وكيف أناجيه؟
- لماذا الانتخابات؟
- نقدٌ بالمطرقةِ: أيها اليسار التونسي المتحزب، كم أنتَ غبيٌّ، ...
- انتهى الحِداد فلنمرّ إلى تقييم الحِداد!
- المثقف العربي كما أعرّفه أنا شخصيًّا؟
- ما هي مواصفات الرئيس التي يطلبُها عادةً عموم التونسيين، ولا ...
- ما هو أكبرُ خطرٍ يهددُ مستقبل العالَم؟
- سؤال أوجهه للسلفيين التونسيين المتواجدين في جميع الأحزاب الإ ...
- مفاهيم سادتْ ثم بادتْ: التغيير الفجائي والثوري، حرية النشر و ...
- حزب الله اللبناني: هل هو منظمة مقاومة عربية أو ميليشيا طائفي ...
- غربةُ يساريٍّ عَلمانيٍّ غير ماركسيٍّ في مجتمعِه التونسيِّ ال ...
- الفسادْ!
- تصوّرٌ سياسيٌّ غيرُ مبرّرٍ، لا عمليًّا ولا نظريًّا، لكنه تصو ...


المزيد.....




- ما هو مصير حماس في الأردن؟
- الناطق باسم اليونيفيل: القوة الأممية المؤقتة في لبنان محايدة ...
- ما هو تلقيح السحب وهل تسبب في فيضانات دبي؟
- وزير الخارجية الجزائري: ما تعيشه القضية الفلسطينية يدفعنا لل ...
- السفارة الروسية لدى برلين: الهوس بتوجيه تهم التجسس متفش في أ ...
- نائب ستولتنبرغ: لا جدوى من دعوة أوكرانيا للانضمام إلى -النا ...
- توقيف مواطن بولندي يتهم بمساعدة الاستخبارات الروسية في التخط ...
- تونس.. القبض على إرهابي مصنف بأنه -خطير جدا-
- اتفاق سوري عراقي إيراني لتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرها ...
- نيبينزيا: كل فيتو أمريكي ضد وقف إطلاق النار في غزة يتسبب بمق ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد كشكار - كاريكاتور لنظام بورقيبة: كَرَّهَنِي في هويتي التونسية-الأمازيغية-العربية-الإسلامية وجَعَلَ مني مواطنًا تونسيًّا أقليًّا منبتًّا في عيون جل التونسيين ومواطنًا عربيًّا منبوذًا في عيون جل الغربيين أيضًا!