أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود الزهيري - بيوتنا مقابر !!














المزيد.....

بيوتنا مقابر !!


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 6326 - 2019 / 8 / 20 - 11:57
المحور: الادب والفن
    


بيوتنا مقابر مسكونة بالنحيب علي الذكريات ,
بيوتنا مسجونة في ماضي الحب والحرمان ,
فلأننا كنا صغاراًُ ونجد من يحمينا ويطعمنا ويسقينا ويطببنا ويشفينا ,
لأننا كنا نحتمي بمن يأوينا ويحرسنا ,
بلاتكاليف ,
وبلا مجهود منا ,
فأبناؤنا عالة ,
ونساؤنا عالة ,
ورجالنا أشد قسوة وفقراً وذلة وعالة ,
رجالنا يقهرون بناتنا , ونسائنا ,
ويستذلونهن ,
ويتخذونهن سراري وإماء وملك يمين,
رجالنا أقوياء وسادة ونافذي الأمر في مواجهة هؤلاء الضعيفات الفقيرات ,
فئران مذعورة في حضرة حكامهم ,
ورجال أديانهم ومعتقداتهم ومذاهبهم وطوائفهم اللعينة ,
رجالنا كلاب جربانة يتغذي عليها الخمل ,
والقمل والحشرات الملعونة ,
ولايستطيعوا حك جلدهم بأظفارهم المتسخة من العمل تحت رحمة حاكمهم اللعين ,
ورجال أدياينهم السفلة الأوساخ المعاتيه ,
رجالنا ؛ رجال في مواجهة نسائهم وبناتهم وفقط ,
وفي حضرة الحاكم وتهديده بقواته وسلاحه وسجنه أو مقاصل أو أحبال مشانقه ,
تراهم كما تريد أن تراهم ,
في الخسة والذلة والضعف والمهانة,
رجالنا ليسوا برجال ,
والرجال ؛ هن نساؤنا وبناتنا الضعيفات ,
فقد يكن أشرف عقلاً واخلاقاً ودوراً ووظيفة مجانية في حياة الإستذلال والقهر ,
بيوتنا مقابر؛
يقرأ فيها سكانها ويسمعون آيات وتراتيل وترانيم,
ويترددوا كثيراً علي المزارات والأضرحة ,
ويستشفعوا بالموتي كل حسب أديانهم وطوائفهم ومعتقداتهم ومذاهبهم ,
يزينون بيوتهم بالآيات والحكم والمواعظ ,
والصور المزركشة ,
والتماثيل المصنعة بأيادي بشر ,
وهم في واقعهم يظهروا الإيمان بها ,
وفي سرهم ينكرونها ,
يعلقونها علي حواطهم ومناضدهم أيقونات ,
ويتزينوا بها تمائم بمعاصمهم ورقابهم ,
آمنوا بأنها تدفع عن سكناهم , وعنهم الأذي ,
وبالطبع : السحر والحسد ,
وتجلب البركة والرزق المجاني ,
والخيرات لهم ,
وهذا فقط لأنها لديهم مقدسة !!
ولايحترم قداساتها كل من يتلونها بلا إستثناء ,
فهم يتلونها بأفواههم البكماء ,
ولاتسمعها آذانهم الصماء ,
يرددونها لهاثاً بألسنتهم تكراراً , تكراراً , تكراراً ,
أو يسمعونها ويشاهدونها عبر المذياع أو المسجل أو التلفاز ,
أو أجهزة الكومبيوتر التي ترفضهم في السر , وتقبلهم في العلن ,
تراتيلنا صارت تزعج البسطاء من الجيران ,
ممن ليس لهم شأن بصراعاتنا التافهة ,
ومعاركنا الحقيرة كشخوصنا المريضة ,
الباحثة عن الماضي وذكريات الطفولة التي لم تكن بريئة أبداً
الفقر لايعترف بالبراءة !!
الإحتياج لايعترف بالبراءة !!
المرض لايعترف بالبراءة !!
والجهل لايعترف بها كذلك ..
بيوتنا مقابر ..
لالا .. لن أرددها كثيراً ؛
فالمقابر تحوز إمتياز الصمت والسكينة ,
ولاتعرف الضوضاء والضغائن والغوغاء ,
ولاتسمع بها أصوات العراكات والصراعات علي كناسة بئر السلم ,
ونظافة المدخل المشترك ,
ومياه المجاري الطافحة بمساقط النور هملاً وبلا اهتمام..
فقط يتطهرون من جناباتهم الكبري و الصغري ,
ويدعوا أنهم يسبغوا مياه استحمامهم , ووضوئهم علي مكارههم ,
وهم ليسوا كذلك ,
فهم المكاره ذاتها!!
يذهبوا لدور عبادتهم كاذبين غشاشين مرآئين آلهتهم ,
منافقين لأهل سكناهم وجيرانهم..
لاتتعجبوا منهم ,
ولا تبتئسوا لهم ,
فهم لايسكنون المقابر,
ولن أكررها مرة ثانية أبداً,
لن أذكركم بالمقابر,
ففي المقابر سكون وسكينة ومازالت تمتاز بإمتياز الأدب والصمت الجليل ؛
الذي يشقه فقط صوت بومة جليلة مبهجة تسكن أشجار المقابر باحثة عن السكينة هي الأخري ..
أو ترانيم غراب أسود جميل نظيف مهندم ,
يعرف ماذا يريد ومتي يريد ,
وأين ستكون وجهته وسكناه ..
الغراب هو الاخر , بجلاله وبهائه إختار سكني المقابر ,
باحثاً عن آلة يقتل بها اللهاث من أجل طعام عفن أو ماء مسموم ,
فهو لايأكل غير حد الكفاية ,
ولايريد أن يتعلم شؤم فنون إدخار الطعام ..
لن أردد مفردة المقابر مرة أخري ,
صدقوني , هذه آخر مرة أصدققكم فيها ..
فبيوتنا لم تعد مقابر ,
ولكنها صارت خرابات منظمة ومرتبة ,
وصارت تكرهنا وترفضنا!!
صدقوني : بيوتنا صارت تلعننا !
كونوا صادقين مع الشيطان الذي حملتموه كافة جرائمكم في مواجهة عقلكم الهارب عمداً للسراب والخبال ..
كونوا كما يريدكم الشيطان ,
صادقين معه ,
فهو لم يعلمكم فنون النفاق والرياء والكراهية ,
وهو لم يدلكم علي درجات سلالم بيوت السحرة ,الذين لم يمتلكوا لأنفسهم ضراً ,
ولا يستطيعوا أن يجلبوا نفعاً ,
فقط أنتم التافهين المختلين عقلاً وسلوكاً ووجداناً ..
أنتم حولتم حياتكم إلي مجرد عيش ,
وآمنتم بالسحر والسحرة الكاذبين !
وها أنتم هؤلاء , وأولئك :
معذرة , معذرة : سأنتهي من كلماتي المملة , وعباراتي السمجة التي تبدو , وكأنها وعظ ..
فأنتم مرضي وأغبياء ..
وأنفسكم مقابر ..
وعقولكم خرابات منظمة !!
تتباهون وتتعالون برموزكم الدينية الطائفية في مواجهة كل الأغيار ,
وكأنكم تكايدونهم أو تعايرونهم بإيمانكم الذي هو لديكم مع الحق , وليس من الزيف ,
وكأن إيمان غيركم باطل ,
وضد الحقيقة , وضد الحق ,
والحق: الحق يكون ..
لايوجد حق إلا في الغيب ,
وحقاً حقاً لاتوجد حقيقة !!
حقاً حقاً : أين الحق في دنياكم ؟!
وأنتم هؤلاء وأولئك فقدتم ,
لا , لا ..!!
بل ضيعتم الحقيقة .. ,
فكيف تعرفون الحق أو تدعون إمتلاك الحقيقة !!
لاعذراً لكم , لا عذراً لكم ..
بل معذرة :
بيوتكم مقابر ..
عقولكم خرابات منظمة !!



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كن أنت !!
- قول للموت مرحب .. وارحل !!
- طلق , وخليك إنسان !!
- سيكون للجنة عنوان !!
- زيارة صديقي الشيطان في رمضان ؛ وحديث عن العبودية الطوعية وال ...
- صديقي الشيطان , وزيارة رمضانية حول فتوي شيخ الأزهر عن طاعة ا ...
- صديقي الشيطان , وزيارة رمضانية في لباس عائض القرني !!
- الشيطان صديقي .. وزيارة رمضانية !!
- أقوال متناثرة ..
- متفرقات
- عن عقد نكاح الأجنة وهن في بطون أمهاتهن !!
- علي هامش مقتل جمال خاشقجي !!
- فصل التعليم الديني عن التعليم المدني العلماني .. من خلال دعو ...
- عن ختان الإناث .. فتوي شاذة !!
- عن جرائم تيارات الإسلام السياسي ..
- في قريتنا ..
- الحرية ل نبيل النقيب المحامي .. الحرية ل مصر والمصريين ..
- مازلت حزين .. لأجلك يا مدينتي الحبيبة .. !!
- أحاديثي مع الشيطان صديقي .. !! (5)
- أحاديثي مع الشيطان صديقي .. !! (4)


المزيد.....




- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود الزهيري - بيوتنا مقابر !!