أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بدرالدين حسن قربي - السادس من أيار/مايو يوم شامي متجدد















المزيد.....

السادس من أيار/مايو يوم شامي متجدد


بدرالدين حسن قربي

الحوار المتمدن-العدد: 1549 - 2006 / 5 / 13 - 11:02
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في الحادي والعشرين من آب/اغسطس عام 1915 تمّ إعدام أحد عشر رجلاً من رجالات الفكر وأصحاب الرأي وفرسان الكلمة في عهد "جمال باشا" والي الشـام التركي، وليتبعها في 6 أيار/ مايو 1916 إعدام واحد وعشرين رجلاً أمثالهم بعد محاكمة صورية في عاليه «لبنان».‏ سبعة شهداء تم إعدامهم في دمشق ،وعلقوا في «ساحة المرجة»، وأربعة عشر رجلاً في بيروت علقوا في ساحة البرج في «بيروت». ليصبح جمع هؤلاء الرجال الفرسان 32 رجلاً.
وبهذه المناسبة تم تغيير اسم ساحتي المرجة والبرج اللتين تآختا في موقف وطني نضالي واحد، ليصبح اسم كلٍ منهما «ساحة الشهداء» تكريماً لهؤلاء الرجال الذين قدموا دمهم من أجل الحرية والسيادة والاستقلال، واعتمد تاريخ 6 أيار من كل عام ليكون ذكرى لهؤلاء الرجال وأمثالهم في (شام شريف) من فرسان الرأي والكلمة والموقف الحر للإرادة الحرة للناس الأحرار في وجه الظلم والظالمين والفساد والمفسدين، وتم إطلاق لقب " السـفاح " على والي الشام في حينها ليصبح اسمه ولقبه الدائم ( جمال باشـا السفاح).
والشيء بالشيء يُذْكَر أو يُذكِّر - كما يقال - من قصة هؤلاء الرجال الأحرار، أصحاب أخدود البرج والمرجة، وحكاية الشاهد والمشهود من أهلنا في الشام مع الوالي السفاح.
بضع وثلاثون رجلاً وفارساً أصبحوا مثلاً لكل أصحاب الفكر والإرادة الحرة وفرسان النخوة التي تأبى الذل والخنوع والخضوع لقيم الفساد والاستعباد والعيش في كنف الاستبداد والمستبدين، يتجددون عشرات الآلاف على أرض الشام التي صيّرها الوالي الباشا – كلها – مسرحاً لتصفية رجال الرأي والكلمة الحرة، حتى بات الوطن من شرقه لغربه ومن شماله إلى جنوبه ساحة مرجةٍ وساحة برج. وأقام والينا في كل مدينة معلماً لاينسى، فبات لدينا ولافخر الكثير والكثير من ساحات المرجة والبرج، وبات لدينا في كل قبوٍ من أقبية القتل والتصفية والتعذيب (جمال باشا) بل (جمالات). فلقد كان لنا جمال باشا واحد، فأصبحنا اليوم (بجمالات) كثيرة وبباشاوات أكثر كأنهم جمالات صفر.
أما تاريخ السادس من أيار، فلقد بات عندنا سـوادس وسـواديس كثيرة حدث ولاحرج، فباتت السنة كلها السادس من أيار لكثرة المجازر والقتل والتصفيات والحرق والإعدامات بمحاكماتٍ وغيرها، تعتبر فيها محاكمات شهداء 6 أيار الصورية محاكمات عادلةٌ عادلة بل محكمة عدلٍ دولي. فالكثير الكثير ممن قتلوا وأعدموا في شام ستان وفي عهود مابعد جمال باشا لم يحظوا بمحاكماتٍ لأكثر من خمسة دقائق هذا لمن كان محظوظاً، وقد لايحاكمون اختصاراً في الوقت ويصدر الحكم عليهم بالجملة من قيعان مكاتب جمالٍ ما. وهذا الكلام ليس إنشاءً بل الشواهد شاهدة على آلاف الأحداث والأشخاص، وسيقول التاريخ كلامه، ولتعلمن نبأه ولو بعد حين.
أما أن يعتب على الناس من يعتب، أن هؤلاء الشهداء ممن نقدر ونجلّ باتت أسماؤهم منسيةً، وأصبحت ذكراهم مطوية، وبات الحديث عنهم شيئاً من الماضي، فإنا إلى أرواح هؤلاء الكرام نعتذر، وهم رمز للبطولة والفداء والتضحية، وقدوة لرفض الاستبداد والظلم ونبعث لهم دعواتنا بالرحمة ونعلمهم أن ماكان من أهوالٍ بعدهم ألهانا عمّا واجهوه في محاكمات قيل أنها صورية، وإعدامات اعتبرت جماعية على يد جمال باشا.
يوم يقتل في ساعة من نهار مئات من أحرار الفكر وأطهار النفس ومن دون محاكماتٍ حتى صورية، ويكونون أضعافاً مضاعفة عمن علقوا في ساحتي المرجة والبرج، فماذا نقول عن ذلك اليوم وتلكم الساعة!!؟

ويوم يقتل في ساعةٍ من ليلٍ بل أقل قرابة ألف رجل من علماء الأمة وأشرافها قتلاً جماعياً وهم أسرى لدى باشا من الباشاوات ومن دون سؤال، ولتكون مجزرة قتل جماعي لأناس أسـرى، وسجناء رأي وفكر من أكبر مجازر القتل الجماعي في القرن العشرين، فماذا نقول عن هذه المحاكم ويماذا نصف هذه الإعدامات!!؟
يوم تقصف مدينة آمنة مطمئنة أعدادها بمئات الآلاف لالذنب اقترفوه، ولا لفعل فعلوه، وتضرب بالدبابات والمدفعية والصواريخ وكل ماعند جمال باشا من أسلحة وعتاد، فيقتل فيها عشرات الآلاف من الشيوخ والنساء والأطفال والمعوقين، ويشرد عشرات الآلاف أمثالهم، وتكون مأساة مدينةٍ من أكبر مآسي الربع الأخير للقرن العشرين في العالم، فماذا نقول عن كارثة القرن هذه!!؟
ويوم يسجل التاريخ أن هذه المجازر تكررت ولو بأعداد أقل مما سبق، فلسوف يقول من يقول: أن ماكان في 6 أيار أيام جمال السفاح لم يعد شيئاً مذكوراً أمام هذه الأهوال والمشاهد!!!. ولاعجب لأن من عادة الناس أن ينسوا هولاً عظيماً يوم يرون الأعظم منه وكأنهم في مشهد هولٍ من أهوال القيامة، يوم ترونها تذهل كل مرضعةٍ عما أرضعت، وتضع كل ذات حملٍ حَملهـا، وترى الناس سـكارى وماهم بسـكارى للهول الذي يشـاهدون، والموقف الذي يقفون، والحقيقة المكشوفة التي يواجهون.

عفواً شهداء المرجة إن قصرنا ببعض واجبكم فلقد بات عندنا مُرَجٌ ومُرَج، وكثرت علينا الواجبات فما عدنا نعرف أيها الأوجب ، وعفواً شهداء البرج فلقد تكاثرت علينا الأبراج فما عدنا نعرف أيَّها ننسى وأيَّها نتذكر.
وأما أنت يا صاحب المرجة والبرج!! فلقد كنت إذ كنت، ولكن جاء من بعدك سفاحون كثر ليؤكدوا أنك لم تكن إلا سفاحاً صعلوكاً في مدرستهم، فلئن حصلت بقتلك لاثنين وثلاثين رجلاً على لقب السـفاح وهم الذين لايقبل الواحد منهم أن تضع برقبته أقل من ألفٍ مما يعد الناس من الرجال، إذا فكم سـفاحٍ يكون الواحد منهم!!؟

الرحمة والمغفرة والرضوان لشهداء 6 أيار المشهد الذي يتكرر كل يوم، فيقدمون أرواحهم من أجل كلمة حرةٍ وموقف شجاع، ويرفضون الذل والهوان والخنوع لقيم القمع والاستبداد والفساد من الهباشين والمفسدين والمستبدين.
الرحمة والمغفرة والرضوان لكل من يقول كلمة الحق في وجه الظلمة والظالمين والفاسدين والمفسدين والمتاجرين بأرواح الناس ولقمة عيشهم.
الويل والذل، والهوان والشقاء لكل أعداء الإنسان وقيم الإنسانية في الحياة الكريمة للإنسان والتعبير الحر عن رأيه في شؤون حياته ومعاشه. الويل والتعاسة لكل الفاسدين والمفسدين والمستبدين من سلالة جمال باشا وجنسه، الويل لهم والثبور من غضبة الشعوب ومن حساب المنتقم الجبار. والعار كل العار لمن طمس ذكرى شهداء 6 أيار بأهوال ماارتكب من مجازر، وبآلاف مااقترف من أصناف القتل، والويل والثبور للسفاحين صغارهم في الأقبية وكبارهم ممن يعلمونهم السحر في القصور.



#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محطات شامية
- اختر الإجابة الصحيحة، أو هاتها من عندك!!!
- آهات البشر بين منتظري المسيح والمهدي المنتظر
- محطات سورية ( 10 ) أخ كريم وأسرة كريمة
- محطات سورية ( 9 ) الله لايعطيكم عافية
- الإعلام السوري العلني في - جبهة الخلاص الوطني -
- الثورة الفرنسية في شامستان
- محطات سورية 1
- محطات سورية
- ذكرى الميلاد المجيد
- محطات سورية ( 5 ) النائب والوزير
- ..!! ؟المعارضة السورية و خدّام هل إلى تفهّمٍ من سبيل
- دعوي سورية النظام على السيد عبدالحليم خدام
- المعارضة السورية ..؟ الغاء قانون الطوارئ أم الغاء حالة الطوا ...
- النظام السوري والمعارضة 1
- ليل السجون السورية هل له من آخر
- النظام السوري والمعارضة 2 / 2
- النظام السوري والمجتمع الدولي الى أين ؟


المزيد.....




- شاهد: دروس خاصة للتلاميذ الأمريكيين تحضيراً لاستقبال كسوف ال ...
- خان يونس تحت نيران القوات الإسرائيلية مجددا
- انطلاق شفق قطبي مبهر بسبب أقوى عاصفة شمسية تضرب الأرض منذ 20 ...
- صحيفة تكشف سبب قطع العلاقة بين توم كروز وعارضة أزياء روسية
- الصين.. تطوير بطارية قابلة للزرع يعاد شحنها بواسطة الجسم
- بيع هاتف آيفون من الجيل الأول بأكثر من 130 ألف دولار!
- وزير خارجية الهند: سنواصل التشجيع على إيجاد حل سلمي للصراع ف ...
- الهند.. قرار قضائي جديد بحق أحد كبار زعماء المعارضة على خلفي ...
- ملك شعب الماوري يطلب من نيوزيلندا منح الحيتان نفس حقوق البشر ...
- بالأسماء والصور.. ولي العهد السعودي يستقبل 13 أميرا على مناط ...


المزيد.....

- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد
- تشظي الهوية السورية بين ثالوث الاستبداد والفساد والعنف الهمج ... / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بدرالدين حسن قربي - السادس من أيار/مايو يوم شامي متجدد