أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بدرالدين حسن قربي - آهات البشر بين منتظري المسيح والمهدي المنتظر















المزيد.....

آهات البشر بين منتظري المسيح والمهدي المنتظر


بدرالدين حسن قربي

الحوار المتمدن-العدد: 1530 - 2006 / 4 / 24 - 09:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


التصريحات النارية للقيادة الإيرانية خفتت قليلاً وعادت لتشتعل مجدداً مع مجيء رئيسها الجديد( والأخير) السيد/ محمود أحمدي نجاد القادم من عمق الحرس الثوري. فخطاب التحدي الواضح والموجه للقوى الكبرى في العالم والتسخين في الشارع الإيراني مستمر بدءاً من التصريحات بمحو إسرائيل من الخارطة والدعوة إلى عالمٍ من دون أمريكا وإسرائيل، وقول نجاد: بمساعدة الله سنرى عالماً من دونهم.
تصريحات أثارت الكثير من ردود الأفعال المؤيدة والمستنكِرَة والمستغرِبة والمعجَبَة ، وقيل فيها وعنها الكثير ولكننا مع من قال بأن هذه التصريحات " لم تخرج من السيد/ أحمدي نجاد عَرَضاً...هذا أمر تعمَّده وفكر فيه مليا. "

مع هذه التصريحات يتساءل المرء: لماذا كل هذا الكلام وبهذا الشكل من التحدي والتكرار وفي هذا الوقت بالذات!!؟ وللإجابة على بعض هذا التساؤل لابد من ضم عددٍ من التصريحات الإيرانية إلى بعضها من السياسيين إلى الملالي حتى آيات الله مع ملاحظة الحركة والتفكير على الطرف الآخر ممن تتحداهم إيران و (بعين جكرة ورأس حامي) وكأنها تنادي في العالمين: ألا هل من مصارع، ألا هل من منازل..!!؟ لتكتمل القراءة وتتضح الصورة أكثر، ويكون فيها بعض الفهم لما يدور حولنا من أحداثٍ جسامٍ، تتهدد حاضرنا ومستقبلنا وأجيالنا أرضاً وناساً، وديناً وحضارة.

نستذكر ونستحضر قبل بضع سنين خلت مع بدايات الألفية الثالثة للميلاد والولاية الأولى للرئيس بوش الابن وحكومته الكثير من التصريحات ذات الخلفية المحافظة والأصولية التي تعتقد بأن السيد المسيح سيعود ثانية قبيل أو بعيد بداية الالفية الثالثة للميلاد ليقيم مملكة الله على الأرض والتي ستدوم ألف عام (العصر الألفي السعيد) حيث سيحكم العالم من مقره في مدينة القدس. ومن ثمّ ينبغي بل يتوجب دعم الدولة اليهودية للعمل والمساعدة على إعادة بناء الهيكل اليهودي في مكان المسجد الأقصى وتحضيره ليكون جاهزاً مجهزاً حتى إذا ماجاء المسيح وجد جماعته وقد رتبوا له مقعده وهيكله تماماً (على داير عشرة)، ليجلس عليه يوم قدومه الثاني المنتظر. لهذا استمدّ الرئبس بوش وحكومته المحافظة شيئاً من قوةٍ دينية خفية داعمة في إمضاء سياساتهم ليفعلوا مايريدون فعله إمضاءً لإرادة الرب والتحضير للمسيح القادم. فكل مايفعلوه من حربٍ ودمارٍ في بقاعٍ إسلاميةٍ مختلفة، إنما هو تحضير العالم وتهيئته لمجيء المسيح المنتظر، حتى إذا قدم واجه من المشكلات خفيفها وقليلها. هم يريدون له أن يأتي على النظيف والخفيف وألا يواجه الكبير من المشكلات، ويكفيه ماخفّ منها (هم يعملون لراحة قادمهم العائد). فإذا أضفنا إلى ماسبق كلاماً للسيد/ بوش تكرر في أكثر من مناسبة بأن إحساسه العميق أنه مبعوث الرب لإمضاء إرادته في بقاعٍ عديدةٍ من العالم وأن مايقوم به هو واجب إلهي، وإذا أضفنا أيضاً تصريحاتٍ له تكررت بعد تفجير برجي نيويورك في 11 سبتمبر 2001، بأن ماكان من تدمير وتخريب، وما فعله الإرهابييون إنما هو بدافع الحقد والحسد للشعب الأمريكي على مايتمتع به من رفاهية وديمقراطية هي النموذج على مستوى العالم.
نرجع إلى أدنى الأرض والحديث يتواصل عن إيران، لنستحضر أن نبرةً بدأت تتأكد وبوضوح منذ بضعة أشهر ومع مجيء الرئيس/ محمود أحمدي نجادي، وبدأت تعلو وتطفو في خطاب التحدي ( بتاعه وبتاعهم ) – ذو الطابع الديني أساساً والثوري غالباً بل دائماً – قصة الإمام المهدي المنتظر وقرب عودته، وتسخير هذه القضية فيما يخدم خطابهم وخططهم واستراتيجيتهم سـواءً على مستوى السياسيين أو الآيات والملالي. ومع تماهي السياسيين بالدين بات صعباً التمييز بين لهجة السياسي والملا أو الآية، ورُفِعت الحدود فيما بينهم، ووُضِعَت الأمور وعُلِّقَت في قضايا غيبية – كما فعل بوش من قبل – وأخَذَت لهجة خطابهم تبدو وكأنها تحضير للمفاهيم التي أسلفنا.
فلقد تزايدت في الفترة الأخيرة دعوات الملالي والساسة والآيات الإيرانييون إلى الشعب بالتأهب لاستقبال المهدي المنتظر في وقتٍ قريبٍ جداً، وبدأت المؤسسات الدينية تدعو الناس بشكل لافتٍ في الخطب الدينية إلى الاستعداد لمؤازرة الإمام المهدي في ( حربه ) لإرساء العدل في مواجهة قوى الشر في العالم.
واعتبر بعض ملالى إيران أيضا ان احتلال أميركا للعراق وتواجدها في الخليج، إحدى العلامات على قرب عودة المهدي وفقا للمعتقدات الشيعية، كما اعتبر بعضهم أن ماكان من تفجيرات مرقدي الإمامين على الهادي وحسن العسكري علهيما السلام في مدينة سـامرّاء أحد أسباب التعجيل في عودته. ففي تصريح الرئيس السابق لمجلس الشورى الإيراني/ محمد مهدي خروبي: إن عودة الإمام المهدي ستحدث في السنتين المقبلتين، وبالتالي يجب البدء في بناء الفنادق في كل إيران.
أما ساسة إيران وعلى رأسهم الرئيس/ أحمدي نجاد فقد شددوا في خطاباتهم السياسية على عودة المهدي قريباً وذلك في إطار التعبئة ضد مواجهة محتملة مع الغرب والولايات المتحدة . فلقد قال في سبتمبر الماضي أمام حشدٍ من الطلاب في مدينة قم الإيرانية إن عودة الإمام المهدي المنتظر صارت قريبة، وعلى المسلمين ان يتهيؤوا لاستقباله.
وأضاف علينا أن نهيئ انفسنا لقيادة العالم، والطريقة المثلى لذلك تكون في التركيز على مسألة توقعات العودة، فالإمام المنتظر سينقذ العالم الغارق بالفوضى والفساد ويفرض العدالة. وربط نجاد بين عودة المهدي وشؤون الدولة الإيرانية قائلا: إذا انطلقنا من قاعدة توقعات العودة، فإن كل مسائل الأمة ستنتظم، وإدارة البلاد ستصبح أكثر سهولة.
وحتى تكتمل الصورة مع الطرف الآخر على الجهة المقابلة ( اليمين الأمريكي المحافظ) نضيف وصف السيد/ رفنسجاني لإيران: جمهوريتنا الإسلامية هي نموذج للإسلام بل للإنسانية. ووصْفَ السيد/ خروبي للنظام الإيراني: نظامنا مثار حسد الشعوب في جميع أنحاء العالم. وإذا أضفنا ماذكره موقع "انتخاب" الإيراني يكتمل المشهد:
إنه في اجتماعٍ أخير للوزراء الايرانيين، وبناء على اقتراح من نائب الرئيس برويز داوودي، وقعّوا ورئيس الجمهورية على ميثاق بينهم وبين المهدي المنتظر، ولأن أي اتفاقية لا بد من أن تحمل توقيع الطرفين، اتفق الجميع على ان يحمل وزير الثقافة الاسلامية صفار هارندي، الرسالة ويذهب ويرميها في بئر في جامع "جامكران" القريبة من " قم" ، حيث يلقي الحجاج طلباتهم كل يوم أربعاء (لإرسالها إلى الإمام الغائب والمنتظر). ويقول مراقبون إيرانيون إن مثل هذا التفكير في ازديادٍ منذ مجيء أحمدي نجاد، وإن الأشخاص المتطرفين حوله يقنعونه «بأن هناك مؤشرات إلى قرب ظهور المهدي، إلى درجة إقناعه بأن المسألة النووية الايرانية مرتبطة بشكل مباشر مع ظهور إمام الزمان» وحسب مصدرٍ مطلعٍ، فإن هؤلاء الأشخاص في الاجتماعات المغلقة والعلنية، يُصرّون على ضرورة أن تتخذ الحكومة الإيرانية موقفاً صلباً ضد الضغوط الدولية، للحصول على حقها في التكنولوجيا النووية، «لأن هذه المسألة هي واحدة من الوسائل التي تُهيئ لظهور المهدي».
واثناء الحملة الانتخابية، ومن أجل دعم فوز أحمدي نجاد، كرر آية الله محمد تقي مصباح يزدي وهو من المتشددين، أن المهدي اختار أحمدي نجاد، «وإنه لواجب ديني انتخابه».
نعم..!! هذا – في أقصى الأرض - راكن إلى مسيحٍ قادمٍ سيحكم العالم، فمن أجله يقصف ويحرق ويدمر ويعتدي، وذاك – في أدنى الأرض - ينتظر المهدي القادم (حرباً) لإرساء العدل في مواجهة قوى الشر في العالم.
فلا غرابة أن نسمع أن مابين 40 - 55 ألف انتحاري إيراني ( حسب الراوي والرواية) مستعدون لضرب أهدافٍ أمريكية وبريطانية وإسرائيلية.
ولا عجب أن نعتقد أن منطقتنا العربية والشرق أوسطية قادمة على مرحلةٍ خطيرة بل وخطيرةٍ جداً، الصوت الحاضر فيها والمسموع صوت من يهدد بقطع الأيدي والألسنة والرؤوس والحرق والتدمير، وإشعال المنطقة خراباً ودماراً وانتحاراً.
مرحلة حاضر فيها كل أنواع التهديد والوعد والوعيد من الدمار والإبادة، والغائب الوحيد فيها بل المُغَيب عنها العقل والعقلاء.



#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محطات سورية ( 10 ) أخ كريم وأسرة كريمة
- محطات سورية ( 9 ) الله لايعطيكم عافية
- الإعلام السوري العلني في - جبهة الخلاص الوطني -
- الثورة الفرنسية في شامستان
- محطات سورية 1
- محطات سورية
- ذكرى الميلاد المجيد
- محطات سورية ( 5 ) النائب والوزير
- ..!! ؟المعارضة السورية و خدّام هل إلى تفهّمٍ من سبيل
- دعوي سورية النظام على السيد عبدالحليم خدام
- المعارضة السورية ..؟ الغاء قانون الطوارئ أم الغاء حالة الطوا ...
- النظام السوري والمعارضة 1
- ليل السجون السورية هل له من آخر
- النظام السوري والمعارضة 2 / 2
- النظام السوري والمجتمع الدولي الى أين ؟


المزيد.....




- “TV Toyour Eljanah”‏ اضبطها حالا وفرح عيالك.. تردد قناة طيور ...
- إنشاء -جيش- للشتات اليهودي بدعم من كيان الاحتلال في فرنسا
- بينهم 5 أمريكيين.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل سبعة يهود حاولوا ...
- اضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 لمشاهدة ممتعة لاحلي اغ ...
- لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا ...
- -باسم يوسف- يهاجم -إيلون ماسك- بشراسة ..ما السبب؟
- إسرائيل تغتال قياديا بارزا في -الجماعة الإسلامية- بلبنان
- -بعد استعمال الإسلام انكشف قناع جديد-.. مقتدى الصدر يعلق على ...
- ماما جابت بيبي.. تردد قناة طيور الجنة الجديد الحديث على القم ...
- معظم الفلسطينيين واليهود يريدون السلام، أما النرجسيون فيعرقل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بدرالدين حسن قربي - آهات البشر بين منتظري المسيح والمهدي المنتظر