أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - يارا عويس - نهر النور














المزيد.....

نهر النور


يارا عويس
(Yara Owies)


الحوار المتمدن-العدد: 6322 - 2019 / 8 / 16 - 02:48
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



هو هو ذلك النهر الممتد من سفر التكوين تأشيرة الخلق مداداً ممتداً إلى أرضٍ عُلّقت فوق المياه فسبحان من علّقها...
ثعبان تسربلت فتسربت فأغوت العابرين، صنعت من اللحظة نار ومن الشمس احتضار، اسكنتنا في منحدرات الظلمة الهاويه، لينسكب من علينا نهر النور الهادر، يقلب العتمة نوراً ويضىء بالحكمة.
مبدد الظلام جاء من عصور سحيقة خلت في القِدم، شاهداً أميناً بكل ما تعرفه البشرية وما لا تعرفه، يحمل بنوره كل ما مضى وكل ما يأتي تباعاً....
محتجبة حواسك إلا بصيرتك من تدركه، تراه متلألئاً ساكناً عاصفاً مائجاً، يتلوى حيناً فيضحكك على ثعبان أمس يوم أن تبلورت وتجلدت بالنور فانسكبت مداً مداداً فيه.
تتسرب إليك حكمته المتقدّه وإن لم تدركها بيقينك، فإنها الشافية المُعافية من ابتلاء نفسك الدنيا وملامتها وتسربها في الحضيض.
من قاع الهاوية يحملك لتضئ به بالفكر المُلهم إنهماراً وسحرا، لم تعد دربك هي ذاتها بعدما تلتقيه، فأنت منهمر في كينونتك متخبطاً ما أن تعاود فتختلس النور وتضئ به بصيرتك لتشفي اللحظة من اللحظة والدنيا من الدنيا وتسقي الروح فتروي عطش السنين ولهفة قلبٍ يحتضر ونفسٍ أوت للسقوط، فتَلقّفها النور الى شواطئ السكينة والرضا....
أهو نهر الانسانية الهادر في عز احتياجنا، من يلوب بنا الى شواطئ العرفان والرحمه، لربما بعض حين فقد نما من مهده الأزلي حاملاً الإنسانية عنوان الدرب، فاكتمل بالنور لتنهمر من معالم انسانيته الحكمة تباعاً.
أهو وجهة تنويرية غلبها الفكر فتغلّبت فأضاءت ..؟! بلا لكنها المنبع لمسارب النور من يصب فيتدفق فيعلو بحاراً ومحيطات الى شواطئ النعمه، نعم النعمه من تسبق السلام في نصيبك الأعظم منه.
فنعمة وسلام ومحبة واغتسال.. مجد يقضتك بعد موتك مراراً، حراً من تفاصيلك من دنياك الزيف، تقبع من الوهم إلى إنجلائه واغتسالك، معمداً أنت في وجهتك عابراً كنت أو لاجئاً فلأنت تنال من نوره النصيب، ولكَ ما أنت شاغل بالك وفكرك من لألئه المتقده، لربما تلسعك بوهجها لكنها من تضئ تلك البقعة في قلبك الذي تلوى بالسواد.
دفق اغتسالك يتسرب الى دنياك يرمم يصنع يبني يعمّر فيك ذاتك التي غفلت عنها.
أنت تبصر أعماقك الآن تبصر ارتياحك، تنهلُ لفكرك والشعور زوادة يومك وخبزتك، فزاد اليوم يكفيك لتعاوده غداً وبعد غد، إلى أن يحتضر الزمن فيك تباعاً فتتشكل فيه وتنهمر وإياه، تجسّدك الساحر في المنبع نهر النور.
للمحبة عنوان وللعفو عنوان وللكيان عنوان والسحر الواصل نور على نور، صورتك بعد منغمسة في انعكاسها منهمرة في ازليتها والبقاء.
لم يعد لوهم انفصالك حكايه فقد أخذك النور فصرته، تتحرك لا لتبصر فأنت البصيرة، هزمتك الحياة كثيراً وجاء دور أن تعرّي حقيقتها بنورك الساطع.
إليك يا وهج النور قِبلة قلبي ومنبت فكري واحتضار لحظتي لتكونني حياً حراً متحرراً ومدادك النور.
نهر النور 2



#يارا_عويس (هاشتاغ)       Yara_Owies#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكراً فتاة الطبيعة .. اكتفيت سباتاً
- أصلحوا الأرض لنسكنها بسلام ( فاجعة البحر الميت )
- مسيحيو الشرق يحبّون الرسول محمد
- في الكون من جديد
- تبحث عن الحب.. وجدته لك
- التحرر .. مَرْبَط الفرس
- المرأة العربية جارية بلا أجر
- أنثى الروح
- بوح الجمال


المزيد.....




- ماذا نعرف عن -أعمق- قصف هندي داخل حدود باكستان غير المتنازع ...
- للمرة الثانية.. سقوط مقاتلة أمريكية بـ60 مليون دولار في البح ...
- المستشار الألماني ميرتس يدعو ترامب لعدم التدخل بسياسة ألماني ...
- إيران: كيف تعود أوروبا إلى المشاركة في حل النزاع النووي؟
- اشتباكات عنيفة بين الهند وباكستان تسفر قتلى وجرحى بين البلدي ...
- جولة رابعة من المباحثات النووية بين طهران وواشنطن قد تنطلق ف ...
- لجنة أممية: قصف مستشفى -أطباء بلا حدود- بجنوب السودان جريمة ...
- رويترز: واشنطن قد تبدأ اليوم ترحيل مهاجرين إلى ليبيا
- إسلام أباد تعلن إسقاط عدة طائرات هندية بعد قصف نيودلهي مواقع ...
- إيران تتهم إسرائيل بالسعي لجر أميركا إلى كارثة في الشرق الأو ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - يارا عويس - نهر النور