في معرض التطبيقات

هفال كتاني

الحوار المتمدن-العدد: 6314 - 2019 / 8 / 8 - 09:41
المحور: كتابات ساخرة
    

يقول محدثي: هل اواسيك في وحدتك؟ وقبل ان اجيب، بدأ الحديث عن سفرته الاخيرة ل (وادي السليكون)...
يقول والعهدة عليه: استلمني موظف المبيعات بالتحية والابتسامة المصطنعة المعروفة، وعرض علي آخر ما توصل اليه العلم في مجال (تقنيات المعلومات)، وحزم (الآبات) الجديدة التي يمكن ان تنزلها في دقائق على كومبيوترك (اللاشخصي) او حتى على هاتفك (المحمول انت عليه).
اول هذه التطبيقات، (آب) يسمى (نهاية المطاف) وهو من تطبيقات الفنون، وهو بسيط وبدائي في فكرته، حيث يقوم الجهاز برسم اللوحة التي ترغب في رسمها، سواء كانت بورتريهاً شخصياً او منظر طبيعي، وبحسب المدرسة التي تعجبك، انطباعية كانت او تكعيبية او سوريالية او رومانسية..الخ، ليس عليك سوى اعطاء الامر ب(خلق الجمال)، والباقي تتكفل به لوگريتمات واصفار ورموز كهربائية، والمحصلة هي لوحتك التي طالما حلمت بأن تكون انت راسمها، والتي سوف يسميها نقاد الفن- مرآة ذاتك!. ومثلها بالطبع قطعة الموسيقى التي تطرب اذنيك، أوالقصيدة التي ادعيت لخطبيتك يوماً بأنك سوف تنظمها (لها)، أو نسخة من التمثال الذي نحتوه اجداد اجدادك. وهناك (آب) ثاني، سماه صاحبنا (الانسان الوحيد) وهو من التطبيقات الاجتماعية، وهو الاخر بسيط في فكرته، فطالما اشتكينا من غدر الناس وقلة وفائهم، أوتجهم الجار المقابل لبيوتاتنا، ومنها ايضاً كثرة حيل الازواج، وشكاوى الزوجات غير المبرر، ونميمة الاصدقاء، و(قشبة) الاقرباء، وغيرها كثير بالطبع، و(الآب) المعني يرشدك الى انسب الاشخاص لمعاشرتهم، هكذا (طق بطق)، اعتماداً على سنك، وعلمك، ومحيطك، ومعتقدك، وميولك..الخ، بمعنى تعطيه بعض من (عندياتك)، فيعطيك التطبيق بعض (المخرجات) التي تلائمك، والله يوفق بينكما ان اردتم اصلاحاً، وهناك (الآب) المسمى (القدر) وهو من التطبيقات السياسية، والطلب عليه كبير في شرقنا، وهو ببساطة يسهل عملية الحكم، وكشف المعارضين الحقيقين والمفترضين، وطرق اختيار الزعماء وعائلاتهم (اطال الله في اعمارهم جميعاً)، وكيفية تمييع القضايا وتزوير الحقائق وايجاد الحقائق البديلة (على قول المحروس ابو نجم)، اما (الآب) الاقتصادي، والمسمى (حيل بألي يجيب نقش) فقد صرح لي البائع بأن (الآب) هذا مصمم على تشويش الزبائن دون ان يعطي اجابات ميسرة، وكمثال فأنك مهما ادخلت عليه سؤال: كيف اصبح مليونيراً في خمس ايام (عمل)؟؟، تأتيك الاجابة بشروحات (لها اول وليس لها آخر) تحاول اقناعك بحقيقة الندرة، وقلة المعروض وشراهة الطلب، وخدعة الاسعار، وان الثروات هي بدايات وليست نهايات، وان الفقر والحاجة مبررتان، وان الدولار هو الذهب، وهو ليس بالنقود، وليس بأكثر من قيمة الورق، لكنه لا زال يشتري الامم والذمم.
وبالطبع هناك ايضاً (آباتٌ) اكثر تعقيداً، مثل (آب) الدين العلمي، المصمم لبيان تهافت المعتقدات (جميعها) امام كلام الله، و(آب) المتعة الدائمة، و(آب) ما بعد الموت...وغيرها مما لا تسعهم المقال ولا خيالي البسيط.
واخيراً اضاف: هل واسيتك في وحدتك؟، لم اجب، وكتبت لكم يا اصدقائي هذا الكلام.

#هفال_كتاني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات