أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هفال كتاني - عن أخبار المجالس ومراجع الانترنيت














المزيد.....

عن أخبار المجالس ومراجع الانترنيت


هفال كتاني

الحوار المتمدن-العدد: 5526 - 2017 / 5 / 20 - 12:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من (بركات) الانترنيت انها تنشر الخبر غثه وسمينه، ومن غثيث ما يتداول هذه الايام عبر الاثير وفي مجالس التلاقي خبر يقول: ان معاهدة لوزان المبرمة عام 1923 بين تركيا من جانب وبريطانيا وفرنسا وبعض الدول الاخرى من جانب آخر مقبلة على النفاد عام 2023، اي بعد ستة اعوام من الان، وذلك لمضي مئة عام على المعاهدة الدولية، ومن ثم فأن ما يقوم به السلطان أردوغان حالياً هو بعض التململ والاستعداد لما بعد الاتفاقية التي كبلت يد الدولة التركية في العديد من المجالات وخاصة عمليات التنقيب واستخراج النفط الخام! ...هكذا يرد الخبر مع ابتسامة خفيفة تريد الايحاء بأن صاحبها قرأ المكنون وكشف مستور السياسة.
ولأنني من المؤمنين بالتخصص والاحتراف في العمل ولست من محترفي السياسة، لذا لن أعلق على الخبر سياسياً، كذلك لست من (الآيدولوجيين) الذين قد يحبون السلطان او يبغضونه (هكذا لله في الله)، إنما القانون هو تخصصي الاكاديمي، واستطيع ان اؤكد لكم اعزائي ان الخبر لا اساس له من الصحة، ولا يصلح ان يقال في المجالس، ناهيكم عن بناء الافتراضات عليه وتوزيع الابتسامات.
لنقرأ التالي:
اولاً: الخبر مبني على افتراض وجود قاعدة عامة في القانون الدولي تنهي صلاحية المعاهدات الدولية بعد مائة عام، وهذا غير صحيح، ولا وجود له في فقه القانون الدولي، والموجود وبأختصار شديد اسباب معلومة وحصرية يذكرها كتاب القانون، كما حصرتها اتفاقية ڤينا لقانون المعاهدات لعام 1969، قد تؤدي توافرها الى إنقضاء بعض المعاهدات الدولية، وليس من بينها التقادم لمائة عام البتة.
ثانياً: قد يُحتج ان المدة اعلاه مذكورة في المعاهدة نفسها، وهذا ايضاً غير صحيح، لأنني وان كنت متأكداً من طبيعة معاهدة لوزان الثانية، وكونها من اتفاقيات ترسيم وتثبيت الحدود وإنهاء حالة الحرب، ومن ثم فهي دائمة وغير قابلة للإنقضاء بطبيعتها، غير انني وللتأكيد قمت بقراءة نص الإتفاقية كاملاً باللغتين العربية والانكليزية ولم اجد بنداً يذكر مدة للإنقضاء او عمراً للأتفاقية.
ثالثاً: المدة وأقصد بها (المائة عام /قرن من الزمان) اثارت فضولي، فما هي قصة هذه المدة؟، اذ سبق وان سمعت خبراً مشابه له قبل عامين، وكان يحلو حينها لبعض (القوميين) ان يستندوا على فرضية التقادم لمائة عام لإثبات ان خرائط المنطقة سوف تتبدل حتماً وذلك لمضي قرن على اتفاقية سايكس/ بيكو!!، وخمنت ان اساس الفرضية هذه – والعلم عند الله – هي إنقضاء معاهدة توسعة منطقة هونك كونك (معاهدة بكين الثانية) والتي ابرمت بين الصين وبريطانيا عام 1898 بعد مائة عام، ونتذكر ان الاقليم أُعيد للسيادة الصينية في التسعينات من القرن الماضي. على كل حال الاتفاقية اعلاه هي اشبه بعقد ايجار طويل، ذكرت فيه تفاصيل استغلال الجزيرة وترتيبات اعادتها الى الصين بالتفصيل ومن ضمنها بالطبع مدة الايجار (99 عاماً)، ولا يصح القياس على حالة هونك هونك وجعلها قاعدة دولية وتعميمها على بقية المعاهدات.
رابعاً: وكما بينت فقد قرأت نص معاهدة لوزان بالتفصيل، ولم اجد بنداً يتكلم عن صناعة النفط لا من قريب ولا من بعيد، فلا شئ عن حقوق استخراج خام النفط ولا عن منع استخراجه من اراضي جمهورية تركيا الوليدة، والواقع ان وزارات الطاقة التركية المتعاقبة لم تتوقف يوماً عن التنقيب، وهي دؤوبة على نشر التقارير (المتفائلة) بكميات الخام الاحتياط من النفط والغاز في بَر تركيا كما في مياهها الاقليمية، لكن الحال يفصح عن نفسه وتلك قصة اخرى.
خامساً: وبخصوص النفط ايضأ، يبدو ان الخبر والمعلومة غير الصحيحة تخلط بين مقررات معاهدة لوزان عام 1923 وبين مفاوضات نفطية اخرى كانت تجري بالتزامن معها، والتي انتهت بأتفاقية عام 1925، وهذه الاخرى كانت بخصوص تنظيم امتياز النفط في ولاية الموصل التي آلت الى مملكة العراق، ودور شركة النفط التركية وحصص بقية الشركات العالمية فيها، ولا علاقة للإتفاقية بصناعة واستخراج النفط في اراضي الجمهورية التركية.
اقول قولي هذا - وهو قول في القانون وللتأريخ - وأترك السياسة لنتائجها، ولمُحبي السلطان ألف حلمٍ اضافي كي يحبونه، كما اترك لمُبغضيه ألف سببٍ – بالمجان - لأن يبغضونه.



#هفال_كتاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نكصٌ على اعقاب
- قانون (جاستا)...رسالة سياسية
- رد بعض المصطلحات الى معانيها في مصر


المزيد.....




- السعودية.. مطار الملك خالد الدولي يصدر بيانا بشأن حادث طائرة ...
- سيجورنيه: تقدم في المباحثات لتخفيف التوتر بين -حزب الله- وإس ...
- أعاصير قوية تجتاح مناطق بالولايات المتحدة وتسفر عن مقتل خمسة ...
- الحرس الثوري يكشف عن مسيرة جديدة
- انفجارات في مقاطعة كييف ومدينة سومي في أوكرانيا
- عشرات القتلى والجرحى جراء قصف الطيران الإسرائيلي لمدينة رفح ...
- القوات الأوكرانية تقصف جمهورية دونيتسك بـ 43 مقذوفا خلال 24 ...
- مشاهد تفطر القلوب.. فلسطيني يؤدي الصلاة بما تبقى له من قدرة ...
- عمدة كييف: الحكومة الأوكرانية لا تحارب الفساد بما فيه الكفاي ...
- عشرات الشهداء والجرحى في غارات إسرائيلية متواصلة على رفح


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هفال كتاني - عن أخبار المجالس ومراجع الانترنيت