الكتاب المقدس 44

أفنان القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 6313 - 2019 / 8 / 7 - 15:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

*************************
توضيح

هذا الكتاب المقدس هو الكتاب المقدس الذي أكتبه برؤيتي وبوجهة نظري وبأدوات خلقي الفنية الخاصة بي اعتمادًا مني على النص الكلاسيكي للكتاب المقدس، ليس إعادةً أو نقلاً أو انتحالاً، وهو يختلف اختلافًا كليًا عما نجده في الكنائس، هذا وإن أحتفظ بآياته وبأطرها وبأساليبها، فأنا أضعها في سياق جديد يخدم الخط الجديد الذي أنتهجه في بنائه، هناك إذن عملية في الشكل جديدة تفرضها عملية في المضمون منافية تمامًا لكاتب التوراة في تصوراته المثالية للعالم، إنها تصوراتي المادية للعالم وكل فلسفتي الإنسانية التي أوظفها في هذا النص الجديد لما يدعى بالكتاب المقدس، لنقل النص الأخير، فللكتاب المقدس روايات عديدة.

*************************


سِفْرُ التَّكْويِنِ





1 ثُمَّ أَمَرَ يُوسُفُ الَّذِي عَلَى بَيْتِهِ قَائِلًا: «خُذِ الرِّجَالَ إِلَى مَيْدَانِ الْأرْضِ، وَضَعِ الْغُلَامَ فِي مَيْدَانِ الْحَرْبِ.
2 أوْصِ فُوطِيفَارَ عَلَيْهِ، فِلَا يَقْتُلُهُ الْفُرْسُ»، فَفَعَلَ بِحَسَبِ كَلاَمِ يُوسُفَ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ.
3 فَلَمَّا أَضَاءَ الصُّبْحُ، وَلَمْ يَجِدِ الرِّجَالُ أَخَاهُمُ الصَّغِيرَ مَعَهُمْ جُنُّوا،
4 وَرَفَضُوا الْعَمَلَ فِي تَقْنِينِ الْحُبُوبِ حَتَّى يَكُونُوا مَعَ بَنْيَامِينَ هُنَا فِي مَيْدَانِ الْأَرْضِ أَوْ هُنَاكَ فِي مَيْدَانِ الْحَرْبِ،
5 لِمَاذَا أَجْزَاهُمْ سَيِّدُهُمْ شَرًّا عِوَضًا عَنْ خَيْرٍ؟
6 فَقَالَ لَهُمْ خَادِمُ يُوسُفَ بَنْيَامِينُ سَرَقَ طَاسَ الْفِضَّةِ الَّذِي أَكَلَ فِيهِ.
7 فَقَالُوا لَهُ: «حَاشَا لِبَنْيَامِينَ أَنْ يَفْعَلَ مِثْلَ هذَا الأَمْرِ!
8 صُرَرُ الْفِضَّةِ الَّتِي وَجَدْنَا فِي عِدَالِنَا رَدَدْنَاهَا، فَكَيْفَ يَسْرِقُ بَنْيَامِينُ مِنْ بَيْتِ سَيِّدِهِ فِضَّةً أَوْ ذَهَبًا؟
9 عَدْلُ فِرْعَوْنَ يَقْضِي بِالتَّحْقِيقِ وَبِالتَّحْكِيمِ قَبْلَ التَّنْفِيذِ.»
10 فَقَالَ: «نَعَمِ، الآنَ بِحَسَبِ كَلاَمِكُمْ هكَذَا يَكُونُ.»
11 فَاسْتَعْجَلَهُمْ يُوسُفُ لِيُخْبِرَهُمْ بِأَنهُ لَنْ يَشْكُوَهَمْ،
12 طَّاسُ الْفِضَّةِ لِبَنْيَامِينَ يَكُونُ، وَبَنْيَامِينُ فِي مَيْدَانِ الْحَرْبِ يَكُونُ، والْفُحُولَةُ فِي مَيْدَانِ الْوَغَى تَكُونُ.
13 فَمَزَّقُوا ثِيَابَهُمْ عَلَى صُورَةِ مَوْتِ أَخِيهِمْ،
14 وَوَقَعُوا عَلَى الأَرْضِ.
15 فَقَالَ لَهُمْ يُوسُفُ: «لَنْ يَمُوتَ أَخُوكُم، فَإِلَهُ الْحَرْبِ صَدِيقِي.»
16 فَقَالَ يَهُوذَا: «مَاذَا نَقُولُ لِسَيِّدِي؟ مَاذَا نَتَكَلَّمُ؟ وَبِمَاذَا نَتَبَرَّرُ؟ اللهُ يُعَاقِبُنَا لِإِثْمٍ قَدِيمٍ ارتَكَبْنَاه فِي أَخٍ آخَرَ لَنَا.»
17 فَقَالَ يُوسُفُ: «حَاشَا لِلَهِ أَنْ يَفْعَلَ هذَا! لِأَنَّ أَخَاكُمُ الْآخَرَ قَدْ سَامَحَكُمْ.»
18 وَلَمَّا لَمْ يَفْهَمُوا كَيْفَ أَخُوهُمُ الْآخَرُ قَدْ سَامَحَهُمْ، تَقَدَّمَ إِلَيْهِ يَهُوذَا، وَقَالَ: «اسْمَعْ يَا سَيِّدِي، لِيَتَكَلَّمْ عَبْدُكَ كَلِمَةً فِي أُذُنَيْ سَيِّدِي، وَلاَ يَحْمَ غَضَبُكَ عَلَى عَبْدِكَ، لأَنَّكَ مِثْلُ فِرْعَوْنَ.
19 سَيِّدِي سَأَلَ عَبِيدَهُ قَائِلًا: هَلْ لَكُمْ أَبٌ أَوْ أَخٌ؟
20 فَقُلْنَا لِسَيِّدِي: لَنَا أَبٌ شَيْخٌ، وَابْنُ شَيْخُوخَةٍ صَغِيرٌ، مَاتَ أَخُوهُ، وَبَقِيَ وَحْدَهُ، وَأَبُوهُ يُحِبُّهُ.
21 فَقُلْتَ لِعَبِيدِكَ: انْزِلُوا بِهِ إِلَيَّ، فَأَجْعَلَ نَظَرِي عَلَيْهِ.
22 فَقُلْنَا لِسَيِّدِي: لاَ يَقْدِرُ الْغُلاَمُ أَنْ يَتْرُكَ أَبَاهُ، وَإِنْ تَرَكَ أَبَاهُ يَمُوتُ أَبُوهُ.
23 فَقُلْتَ لِعَبِيدِكَ: إِنْ لَمْ يَنْزِلْ أَخُوكُمُ الصَّغِيرُ مَعَكُمْ لاَ تَعُودُوا تَرَوْنَ وَجْهِي.
24 فَكَانَ لَمَّا صَعِدْنَا إِلَى عَبْدِكَ أَبِي أَنَّنَا أَخْبَرْنَاهُ بِكَلاَمِ سَيِّدِي.
25 ثُمَّ قَالَ أَبُونَا: ارْجِعُوا قًاتِلُوا واشْتَرُوا لَنَا بِدَمِكُمْ قَلِيلًا مِنَ الطَّعَامِ.
26 فَقُلْنَا: لاَ نَقْدِرُ أَنْ نَنْزِلَ، وَإِنَّمَا إِذَا كَانَ أَخُونَا الصَّغِيرُ مَعَنَا نَنْزِلُ، لأَنَّنَا لاَ نَقْدِرُ أَنْ نَرَى وَجْهَ الرَّجُلِ، وَأَخُونَا الصَّغِيرُ لَيْسَ مَعَنَا.
27 فَقَالَ لَنَا عَبْدُكَ أَبِي: أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ امْرَأَتِي وَلَدَتْ لِي اثْنَيْنِ،
28 فَخَرَجَ الْوَاحِدُ مِنْ عِنْدِي، وَقُلْتُ إِنَّمَا هُوَ قَدِ افْتُرِسَ افْتِرَاسًا، وَلَمْ أَرَهُ إِلَى الآنَ،
29 فَإِذَا أَخَذْتُمْ هذَا أَيْضًا مِنْ أَمَامِ وَجْهِي، وَأَصَابَتْهُ أَذِيَّةٌ، تُنْزِلُونَ شَيْبَتِي بِشَرّ إِلَى الْهَاوِيَةِ.
30 فَالآنَ مَتَى جِئْتُ إِلَى عَبْدِكَ أَبِي، وَالْغُلاَمُ لَيْسَ مَعَنَا، وَنَفْسُهُ مُرْتَبِطَةٌ بِنَفْسِهِ،
31 يَكُونُ مَتَى رَأَى أَنَّ الْغُلاَمَ سَيَمُوتُ، أَنَّهُ سَيَمُوتُ، فَيُنْزِلُ عَبِيدُكَ شَيْبَةَ عَبْدِكَ أَبِينَا بِحُزْنٍ إِلَى الْهَاوِيَةِ،
32 لأَنَّ عَبْدَكَ ضَمِنَ الْغُلاَمَ لأَبِي قَائِلًا إِنْ لَمْ أَجِئْ بِهِ إِلَيْكَ أَصِرْ مُذْنِبًا كُلَّ الأَيَّامِ.
33 فَالآنَ لِيَكُونَ عَبْدُكَ فِي مَيْدَانِ الْحَرْبِ عِوَضًا عَنِ الْغُلاَمِ، وَلِيَكُونَ الْغُلَامُ فِي مَيْدَانِ الْأَرْضِ عِوَضًا عَنِّي مَعَ إِخْوَتِهِ.
34 لأَنِّي كَيْفَ أَفْعَلُ وَأَبِي يَنْظُرُ إِلَى دَمِ أَخِي يُلَوِّثُنِي؟ كَيْفَ أَنْظُرُ وَأَبِي يَفْعَلُ الشَّرُّ فِيهِ فِعْلَ الشَّرِّ وَفِيَّ؟»

#أفنان_القاسم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل