أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عدلي محمد احمد - الثوره الشعبيه السودانيه تقترب من انتصارها















المزيد.....

الثوره الشعبيه السودانيه تقترب من انتصارها


عدلي محمد احمد

الحوار المتمدن-العدد: 6292 - 2019 / 7 / 16 - 09:26
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


من الواضح تماما للنظام السوداني بكل فرقائه, ان تكثيف القمع سيدفع بالثوره الي الامام بصوره تهدد النظام بالاطاحه في ظل المستويات التنظيميه التي تراكمت واتسعت خلال قرابة ال8 شهور المنصرمه
فتكثيف القمع كما ادي الي التهام رئيسين ,يحاصر الآن المجلس العسكري حصارا يتصاعد اكثر فاكثر كلما حاول العسكر معالجته بالقوه, حيث تبدو الجماهير في حالة تحدي رغم تهديد حميدتي بكل صراحه بالحرب الاهليه و"تجويط" الخرطوم.
يشكل هذا الواقع الذي رسمته مليونيات الثوره وعصيانها المدني بعد فض اعتصام القياده , خطرا مضاعفا علي النظام مع ما ادي اليه التصعيد الجنجويدي الارهابي الطابع الي انفضاض كامل تقريبا من جانب الجماهير الشعبيه عن اي قبول للتفاوض والاتفاق مع ضباط اعترف متحدثهم الرسمي لذبح الاعتصام بالصوره البشعه التي تمت , وهو ما حسم امره لدي كثيرين الطلب الاخير السخيف من جانب الضباط القتله للحصانه!, بما يؤكد اعتراف الكباشي الذي حاولو بغباوه التنصل منه.
وبالمختصر اكثر , فقد صار عسكر البرهان معلقين في الهواء, يحاصرهم دخان خطه افشلتها الثوره وحولتها الي هشيما تذروه الرياح فعلا,فلا جنجويدهم تخيف احدا ولا اتفاقهم يلزم احدا الا بعض الطامعين او البلهاء.
اي خطط بديله لتصفية الثوره او حتي صرفها مؤقتا , صارت علي ضعف تأثيرها المتوقع بوضوح غير مسبوق, تتعارض امكانية التوجه اليها مع استمرار هذا المجلس في السلطه.
بل ان اي طغمه عسكريه جديده يمكن الدفع بها بانقلاب جديد , صار هذا المأزق يحاصر اي فاعليه لها مقدما, رغم ميزتها التي تبدو حاسمه حيث لا يخضب الدم اياديها بعد.
الارجح ان تقديم الجنجويد ككبش فداء للموقف كما قدمت اجهزة الامن وكتائب الظل مع البشير وطغمته, قد يكون حاليا محل تقييم وقياس لمدي فاعليته في انقاذ النظام , بعد ان صار ميزان القوي لا يهدد العسكر فقط بل يهدد النظام كله في مقتل , بعد تمزقت مكوناته الفاعله سياسيا شر ممزق .
ولكن اللعب بالحصان الجنجويدي من خلال التراجع به من علي سطح اللوحه ,ناهيك عن امكانية التفريط فيه نهائيا ,امرا له محاذيره المشدده والتي قد تكون خطره لدرجة السقوط في الحرب الاهليه, فالمساله لا تتوقف فقط علي امكانية تهدئة الثوره او صرفها ان امكن, بل تتوقف قبل ذلك وبعده واثناءه علي موقف حميدتي باعتباره اكثر الجنرالات تنفذا , وهو يدرك تماما انه لا يساوي شيئا اذا جرت محاصرة نفوذ جنجويده السوداني والمستورد الافريقي منها ,وان ذلك الامر في لحظه عاصفه كالتي يمر بها النظام السوداني لن يكون الا بداية نهايته وعائلته وقبيلة الريزيقات الذين صارت حياتهم مرتبطه بحميدتي وجنجويده.
والاهم ان المحور الخليجي الداعم لحميدتي في مواجهة حكم البشيروارتباطاته الاخوانيه القطريه الثقيله, يهدف لاعادة انتاج النظام متخلصا من هذه الارتباطات ومواليا لطموحاته التوسعيه في اليمن وغيرها وما قد يستجد من معارك تحتاج الي الجنجويد, وهو هدف يصعب تحقيقه بالكفاءه المرنه المنشوده الا في ظل مستوي عالي من تنفذ الرجل الجنجويدي الاول .
ولكن غياب البدائل يحرر العقول, حيث لا بديل عن تدخل الجيش عبر هذه المناوره في مواجهة الجماهير الا الحرب الاهليه, وهو ما عبر عنه حميدتي صراحة في مؤتمر عسل الحجر ,عندما اشار الي ان ما شاهدته الخرطوم حتي الآن ليس سوي استمارة انذار, (فلو دورت الاسلحه فان الخرطوم سيتم تجويطها), وهو التصريح الخطير الذي اعقبه مباشرة بداية اصطدام الجيش بالجنجويد, او بداية خوض التجربه.
المؤكد ان جهودا شديده يتطلبها الابتعاد التدريجي بحميدتي عن الاحلام والآمال التي صار يعيشها وجنجويده , ستستند هذه الجهود حتما علي تحميله مسئولية ما حدث, بعد ان اصر والبرهان علي فض الاعتصام والغاء الاتفاق, حيث برهنت تجربه داميه ان القمع لا يوقف ثوره قويه بل يمكن له ان يؤججها, ففض الاعتصام لا ارعب جماهير ولا اضعف من قيادتها علي اعتدال معظم مكوناتها, كما ان المبالغه في الضغط علي هذه القياده سيشعل غضب الجماهير اكثر فاكثر ,وهي الامور التي صارت تجسد ملامح ما لا يقل عن ورطه.
الحد الادني الذي سيحتاجه استيعاب حميدتي هو توفير الضمانه له بعودته الي نفس دوره القديم في زمن البشير, وهو ما سيمكن من تحقيق هدف المحور الخليجي في توفير الجنجويد , وذلك علي الاقل حتي تنصرف هذه الاشباح المهدده للنظام كله.
دور السعوديه حاسم هنا في توفير طمأنه مناسبه لحميدتي, وكذلك دورا امريكيا اوروبيا يؤكد علي مجددا علي ضرورة الحكم المدني.
المأزق يتجسد في هذه الملابسات المحيطه بامر الجنجويد, خصوصا وان بدء التعامل معها علي الصعيد العملي ,عبر الدفع بالجيش لا ليحل محلهم بل كصمام امان الهدف منه التوقف بالعنف الجنجويدي عند مستوي لا يفاقم علي الاقل من المخاطر الجماهيريه التي صارت فعليا خطرا محدقا, لم يشيرالامر بالمره الي ان ذلك يمكن ان يكون امرا يسيرا, ظهر ذلك في عدة مناطق بالامس وقبل الامس, فهو لا يقل عن خوض سلسلسله من المغامرات شبه اليوميه غير المحسوبه , اهون ما فيها الصدام بين الجيش والجنجويد ,والذي يهدد بتفاقم اتساع نطاقه في اي لحظه, فالخطر الكبير ان تتطلب الاوضاع علي الارض ,او تفرض التحاق الجماهير بالمعركه بما يهدد بامكانية توثيق علاقات ضباط الجيش من الرتب الاصغر وكذا الجنود وصف الضباط بالجماهيرالثائره, علي ما قدم مشهد اعتصام القياده في بواكيره, وما ظهر في معركة السوكي التي قتل فيها اربعه من الجنجويد.
ان استمرار اطول زمنيا لهذه الصدامات , قد يؤدي الي اوضاع اشد صعوبه, والامر كله في ايدي حميدتي.
ان المجلس العسكري الراهن يفرض عليه هذا الوضع الشاق الذي جري فرضه علي النظام كله , ان يدير انقلابا ضد نفسه ,كما ادار البرهان انقلابه بن عوف, يتواكب الاقدام عليه مع استجابة حميدتي , التي ستظل في كل الاحوال مرتبطه بتقدم الانقلاب المتوقع ونجاحه في معالجة الوضع المأساوي الراهن لنظام الطبقه الحاكمه المالكه, غير ذلك يهدد فورا باندفاعه حميدتيه اجراميه جديده ستودي بالسودان في مجاهل وادغال ومزالق حرب اهليه طويلة المدي لا ضمان فيها لانتصار النظام وتهدد ككل الحروب الاهليه بتحطيم الطبقه المالكه المتحققه بالفعل.
والخطير ان يتم ذلك الاستبدال او التقليص القصدي للجنجويد بكل ما سيترتب عليه من مجازفات ومشاكل بل ومخاطر , في ظل اوضاع اقتصاديه متدهوره تهدد بالانهيار الاقتصادي الذي لم توقفه الا مليارت السعوديه التي لم يبقي منها الا 40 مليار.
والاخطر ان يجري انقلاب في ظل كل هذه الصعوبات المعقده ,الا اذا كانت خطته لا تتجاوز تسليم السلطه فورا وتماما لقياده ثوريه متحققه بالفعل , ولها مصداقيه تسمح بمعالجة الراديكاليه التي صارت عليها اقسام جماهيريه واسعه , مهما تكن الخسائر المترتبه علي ذلك التسليم العاجل , فالاستمرار العسكري مجددا لن يكون له يوميا الا المزيد من تجذر ثوره ما تنفك تتوسع وتكبر وتهدد بالاطاحه الجماهيريه الثوريه.
فيما يتعلق بالثوره الشعبيه فانها مع هذه التطورات المرجحه والممكنه ,ستكون قد عرفت انتصارها, وسلطتها التي سيحاول النظام لاحقا محاصرتها, غير هذا المرجح وحال اي اقتراب من جانب المجلس العسكري الجديد من تجربة حظه في الضغط علي الثوره وجماهيرها , مستقويا بطهارة يده من الدم, فان الثوره مطالبه وفي الحقيقه من الآن علي ابراز المكسب الكبير الذي انجزته مليونية العداله اولا والمتجسد في رفض اي تفاوض مع مجلس حميدتي المعترف بالقتل, ويطلب حصانه !!, علي رفض وادانة اي استمرار في التفاوض العبثي الراهن, علي تطوير تحركاتها الجماهيريه ومليونياتها من اجل المزيد من الضغط والحصارعلي المجلس الراهن, بهدف شل اي محاوله للمماطله ف المغادره الغير مأسوف عليها حتي تجري محاكمته العادله , والاخطر اي محاوله لاضعاف الثوره امام انقلابهم المحتمل, والاهم علي الثوره التحوط لاي تمرد من جانب حميدتي يمكن ان يدفع احد اقرباءه لمباشرته بهدف المزيد من اختبار اوهامه في قمع ثورة نوفمبر العظيمه.



#عدلي_محمد_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلتكن مليونية اليوم يا سودان الثوره اشد وابلغ
- وما ذبحوه وما فضوه ولكن شبه لهم
- الاتفاق السوداني يتوقف بالثوره في منتصف الطريق
- مات مرسي فمتي تموت اوهام الاخوان ؟
- حكم السيسي يصدر فرمانا بفرض الكارثة المائية على الشعب
- الكارثة المائية تطرق الابواب
- انتخابات الجنرال تهددها المقاطعه الشعبيه بالاهوال
- حول ايران الدولة والثورة وزوبعة الفنجان الاخيرة
- كارثتان تهددان مصر بالاضمحلال
- قرار مجنون وسياق اشد جنونا
- قرار مجنون و سياق اشد جنونا
- انتخابات رئاسية على بركان
- التشدد الاثيوبي يطيح باوهام حكم السيسي
- لن يحمي النيل الا الشعب
- سدود اثيوبيا الثلاثه الجديده تستكمل الكارثه المائيه
- شمال سيناء فى خطر جسيم
- هل هناك في ثورتنا مؤامره
- الثوره الاثيوبيه تقطع الطريق علي سد النهضه
- الجنرال والغرب يلعبون شد الحبل
- المسار الشرعي معادي للثوره


المزيد.....




- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (إ.م.ش) تدعو للمشاركة الوازنة ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 576
- فريق حزب التقدم والاشتراكية بمجلس النواب يُطالب الحكومة بتقد ...
- السيد الحوثي: بقية الفصائل الفلسطينية المجاهدة في غزة تواصل ...
- هل تسعى تركيا إلى إنهاء الصراع مع حزب العمال الكردستاني؟
- تركيا.. اعتقال رئيس بلدية -أسنيورت- بتهمة الانتماء لحزب العم ...
- العدد 577 من جريدة النهج الديمقراطي بالأكشاك
- الجبهة الديمقراطية تراسل الاحزاب السياسية والبرلمانات العالم ...
- المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي يدين بشدة وصف ا ...
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عدلي محمد احمد - الثوره الشعبيه السودانيه تقترب من انتصارها