أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حميد طولست - لن نتوقف عن المشي تحت المطر ولو بيطء !!














المزيد.....

لن نتوقف عن المشي تحت المطر ولو بيطء !!


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 6290 - 2019 / 7 / 14 - 21:07
المحور: سيرة ذاتية
    


لن نتوقف عن المشي تحت المطر ولو بيطء !!
قبل أيام حللت بمدنة فاس ، وبعد يوم شاق بها قضيت معظم ساعاته في جهاد مرير لتحصيل حقوق دستورية هي بديهية ومتوفرة دون بسهولة في بلدان غير هذا البلد الجميل، وصدفة مررت في فترة الظهيرة بحديقة شارع الحسن الثاني المغرية ظلال أشجارها "البلاطان" السامقة والمعمرة ، بالاسترخاء ، ورغبة في طرد عناء السفر ومشقّته ، والمحفاظة على نشاط جسمي وتجديد حيويته المهدورة بفعل الحر و تقدم العمر ، رميت بجسدي ، دون ممانعة ، في أحضان برودة أحد الكراسي المرميّة ،واستسلمت لغفوة خفيفة لذيذة ، فتحت علي نوافذ التفكير ، وحفزت مخيلتي على إسترجاع شريط ذكريات جميلة وممتعة عشتها بهذا الشارع الذي سكنته زمنا طويلا ، والتي كان الأقرب منها إلى القلب والتي لا تنسى ، تلك التي إرتبطت في ذهنيتي بالتمشية التي إعتدت وشريكة عمري على ممارستها تحت زخات المطر ، والتي كانت ، رغم بساطتها ، تحسسني بقمة النشوة والانبساط والبهجة اللذيذة ، ليس لارتباطها بمشاعر الحب والرومنسية، وتحريك حواسي، وتوليد التجاذب والمغناطيسية والحنين فقط ، لكن لكون محبوبتي ، كانت ولازالت مغرمة بعادة المشي الهادئ تحت المطر ، ومتيمة بتنفس روائحه الزكية المنبعثة من الأرض الندية ، التي كانت تغسل نفسها ، وتطيب خاطرها ، وترسم الإبتسامة على مبسمها الجميل وتغمرها بأحاسيس السرور والفرح ، الذي ينسيها ما كنت أتسببت فيه ، -لغباء متجدر-من مكدرات ومنغصات وهموم وغموم وأحزان ، ولو للحظات بسيطة ، تكون خلالها وكأنها حورية تتجدد جسديا وتصفو نفسيا وتتنقى ذهنيا في ربوع جنة جميلة .
لحظات سعادة لا أدري لماذا لم أقدرها حق قدرها إلا متأخرا ؟ربما لغباء متجدر وليس له لقاح ، كما يقول أنشتاين ؟؟ لكن الذي أنا متيقن منه ، أن ذلك لم يكن عن قصد ولا بترصد كما يُظن ، فقد كان سلوكا خارج إرادتي ومنافٍ لبتغاي ، ومن تإثير ما علق بعقلي من صدأ الأفكار البالية للثقافة المجتمعية وقيمها النسبية التخلفة ، المتعلقة بوهم الذكورية ، الذي سجنتني بها ، ظنا مني بأنها إثبات للرجولة ، والذي إذا سيطر على العقول – خاصة تلك التي ينقصها الوعي والخبرة الكافيين للتعامل مع تفاصيل الحياة العاطفية مثل ما كان عليه عقلي - فصلتها عن واقع الحياة ومنعتها من إستيعاب أو فهم حقائق الأمور والأشياء ، ويصبح أصاحبها غرباء عن الحياة وتصبح الحياة لهم مجهولة ، رغم أن منطق الأشياء يؤكد أنه لا أحد يحب أن يكون سبب تعاسته وتعاسة من يحب..
صحيح أنه مؤلم أن تأتي الأماني متأخرة جدا ، وفي وقت نظن فيه أننا عاجزون حتى عن استقبالها ، ولكن وكما يقول الفرنسيون " أن تأتي متأخرا خير من أن لا تاتي أبدا" ، ولذلك أحمد الله الذي من علي بزوجة لطيفة ذكية ، لم تستسلم لما إعترى حياتنا –كما غيرنا كثير- من الأكدار المتنوعة، وأصابها من الهموم، والغموم، والأحزان ، ولم تبقى سلبية ومتقوقعة حيالها ، واستغلت طاقة ما تحمله نفسها العظيمة ، من تسامح وتناسٍ لعيوب الآخرين ، وتجاوز لحماقاتهم وأخطائهم - المأجورة عليه بإذن الله - لتجعل اللحظات السعيدة تأتي أعظم وأكرم مما لو أنها أتت مبكرة ، وأعدك يا حبيبتي أنه مهما تقدم بنا العمر ، ونال الزمن من قوانا وملامحنا ، فإننا لن نتوقف عن المشي تحت المطر ولو بيطء ، لأنه يهم أن نمشي تحت المطر بخطا الشباب ، لكن المهم أن نمارسه بفاعلية ولذة كالتي شعرنا بها أيام زمان ..
وفي الختام استسمحك حبيبتي في إستعارة أمنية "جمال الغيطاني " التي يقول فيها :"أمنيتى المستحيلة أن أمنح فرصة أخرى للعيش.. أن أولد من جديد لكن فى ظروف مغايرة أجىء مزودا بتلك المعارف التى اكتسبتها من وجودى الأول الموشك على النفاد.. أولد وأنا أعلم أن تلك النار تلسع.. وهذا الماء يغرق فيه من لا يتقن العوم.. وتلك النظرة تعنى الود وتلك تعنى التحذير. وتلك تنبئ عن ضغينة.. كم من أوقات أنفقتها لأدرك البديهيات.. ومازلت أتهجى بعض مفردات الأبجدية".
حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان "



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهنئة لساكنة فاس وشكر وتنبيه لا بد منهما لمسؤوليها .
- مصير أمة مروهن بمقولاتها !!
- فهم وجهات النظر المختلفة أهم من الوصول إلى اتفاق !
- الغش والأعذار الغبية والتبريرات الواهية!
- قراءة في رغبة بنكيران للعودة للتسير !؟
- اللهم قنا شر الشياطين.
- مقالة معادة حول العطل
- الساسة والرياضة !!
- الغايات البئيسة للعنصرية القومجية العربية !
- صلاة الشوارع في رمضان!!.
- لست -كوريا- ضليعا ولا من المولعين بها !!
- القذف سُلوك مرفوض ولو كان من مسؤول !!!
- صيام الأطفال الأول و-تخياط- الأيام !!
- حديث السلاعة !
- جنون الإسراف الرمضاني.
- التربية الإستهلاكية!
- ما أطيب فنجان الشاي في مقهى الناعورة* ..
- يوم مريب وليس بمهيب؟
- صور ومواقف من القاهرة -3-
- ماالذي يقال للعمال في عيدهم؟


المزيد.....




- روسيا تدعي أن منفذي -هجوم موسكو- مدعومون من أوكرانيا دون مشا ...
- إخراج -ثعبان بحر- بطول 30 سم من أحشاء رجل فيتنامي دخل من منط ...
- سلسلة حرائق متتالية في مصر تثير غضب وتحليلات المواطنين
- عباس يمنح الحكومة الجديدة الثقة في ظل غياب المجلس التشريعي
- -البركان والكاتيوشا-.. صواريخ -حزب الله- تضرب مستوطنتين إسرا ...
- أولمرت: حكومة نتنياهو تقفز في الظلام ومسكونة بفكرة -حرب نهاي ...
- لافروف: أرمينيا تسعى عمدا إلى تدمير العلاقات مع روسيا
- فنلندا: معاهدة الدفاع مع الولايات المتحدة من شأنها أن تقوض س ...
- هجوم موسكو: بوتين لا يعتزم لقاء عائلات الضحايا وواشنطن تندد ...
- الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حميد طولست - لن نتوقف عن المشي تحت المطر ولو بيطء !!