شاكر فريد حسن
الحوار المتمدن-العدد: 6282 - 2019 / 7 / 6 - 12:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نعيش حالة من التدهور السياسي والأخلاقي ، ويتجسد ذلك في مسلكيات وممارسات الأحزاب الفاعلة على الساحة المحلية ، التي ثبت بالدليل القاطع أن الكرسي بالنسبة لها اهم من المبدأ ، وفوق مصلحة الشعب ، وأنها لم تتعلم من تجربة الانتخابات الماضية ، حيث تنامت وزادت نسبة المقاطعين والممتنعين عن التصويت بعد تفكيك القائمة المشتركة .
هذه الاحزاب بلا شك تواجه أزمات حقيقية ، فكرية وبنيوية وقيادية ، وفقدت المصداقية وسقط القناع عنها ، ولم يعد بإمكانها خداع وتضليل الجمهور بأن المصلحة العامة وهموم المواطن اليومية والكل الفلسطيني هدفها الأساس ، فقد ثبت على أرض الواقع أن ذلك ما هو إلا مجرد شعارات زائفة وبراقة هدفها الحصول على اصوات والوصول إلى الكنيست باي ثمن .
ويطفو على السطح اطار حزبي جديد تحت اسم " الوحدة الشعبية " يقف على رأسه الأستاذ الأكاديمي د. اسعد غانم وعدد من الاكاديميين ، وهو حزب ايضًا هدفه انتخابي بحت لبلوغ اروقة الكنيست ، ويسعى اذا حالفه الحظ ، تشكيل كتلة مانعة بوجه اليمين الفاشي المتطرف ..!!
لقد عرفت جماهيرنا وجربت في الماضي عددًا من الاحزاب التي لم تجتز نسبة الحسم ، وحرقت آلاف الأصوات ، وأفادت بذلك احزاب السلطة .
الحزب الجديد بنظري لا يشكل بديلًا للأحزاب القائمة ، وانما امتداد او قل نسخة طبق الأصل في طروحاته ، ولا يأتي بشيء جديد سوى مسألة " الكتلة المانعة " ، ووفق توقعاتي أنه لن يصل إلى الكنيست اذا ما خاض الانتخابات لوحده ، بل سيحرق آلاف الأصوات ، كما فعل من سبقه .
لا حاجة لكل هذه التخرصات والمزايدات والجعجعات الفارغة ، فكل حزب يعرف ثقله ووزنه ، وفق معادلة الانتخابات السابقة ، وما افرزته نتائجها ، حيث بينت قوة كل حزب .
الفرصة ما زالت مواتية لقائمة مشتركة رغم ما تركته من آثار سلبية ضارة ، بعيد قرار لجنة الوفاق ، واعطاء المكان الثالث عشر للمستقلين . وإذا لم يتم ذلك فبرأيي المتواضع فسيكون بمثابة تشييع لكل الاحزاب ومقبرة لها إلى أبد الآبدين ، ولن يكتب لها الحياة مستقبلًا ، فانتهزوا الفرصة الأخيرة ولا تفوتوها .
#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟