أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - في مسألة حرية الكلمة والإنسان














المزيد.....

في مسألة حرية الكلمة والإنسان


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 6267 - 2019 / 6 / 21 - 23:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



مسألة المبدع والمثقف في مواجهة الواقع ، كانت وستظل من المسائل المطروحة على اجندات النقاشات والسجالات الثقافية والحضارية . ومنذ أن حكم على حسين أبو منصور الحلاج بالموت وسيف السلطان يتهدد كل من تسول نفسه السباحة بعكس التيار ، والتفكير المختلف ، والموقف المغاير ، والاقتراب من الثالوث المقدس .
فقد عملت النظم السياسية العربية الحاكمة على خنق الفكرة الجديدة ، ووأد الكلمة ، وكبت الأصوات الحرة العلمانية . واتخذت هذه النظم من رجالات الدين وقوى السلف الغيبية المتشددة والمتحجرة سيوفًا مسلطة على رقاب المثقفين من معسكر التقدم والحرية والتنوير ، بإلصاق تهمة التكفير والردة بحقهم .
وهذه المواقف والممارسات أدت إلى تعثر وإخفاق مشاريع النهضة والتنوير في المجتمعات العربية ، وتعطيل حركة التطور ، ووقف مسيرة الحضارة ، وإطفاء كل بارقة امل نحو التغيير النوعي والجذري المأمول .
ففي مصر تعرضت المسارح لاعتداءات الأصوليين والسلفيين الارهابين ، وصودر كتاب طه حسين في " الأدب الجاهلي " ، وأعتدي بالسكاكين على الأديب والروائي المصري المعروف الراحل نجيب محفوظ ، واغتيل فرج فودة وصودرت مؤلفاته ، وهُدِرَ دم المفكر التنويري الكبير نصر حامد أبو زيد ، وحوكم بتهمة الردة وتم التفريق بينه وبين زوجته .
وفي لبنان صودر مؤلف المفكر السوري الراحل صادق جلال العظم " نقد الفكر الديني " وحوكم وتم تغريمه . وفي سورية صودرت رواية " وليمة لأعشاب البحر " للروائي السوري حيد حيدر . وفي الجزائر والاردن وغيرهما من البلدان العربية رفعت عشرات دعاوى التكفير ضد رجالات الإبداع والفكر ورموز الثقافة العلمانية ، والإنسان العربي المقهور صامت وعاجز عن الرد على هذه الممارسات غير الديمقراطية ، ومشغول بالبحث عن رغيف الخبز المغمس بالذل والهوان .
وكما يقول صادق جلال العظم في كتابه " ذهنية التحريم " : " إن القوى الظلامية تنصب ذاتها وكيلًا عن اللـه ، وتستثمر هذا التنصيب إلى حدوده العليا ، فتدمر العقل والثقافة والإنسان . إنها لا تدافع عن اللـه والتعاليم السماوية ، بل تستثمر الله في بنوك الجهل من اجل الدفاع عن مواقعها الخاصة ، وعن المصالح الاجتماعية التي ترى في استمرار الوهم والتفكك العقلي أساسًا لبقائها " .
إن حرية الكلمة من حرية الإنسان ، وأمام كل محاولات وأد الكلمة ، واغتيال الفكر ، ومحاصرة الإبداع الحر، فإن مسؤولية أهل القلم والفكر والأدب وكل المثقفين أن يهبوا هبة رجل واحد والوقوف أمام الممارسات التي تقوم بها النظم الحاكمة في الأقطار العربية ، وبتحريض وتشجيع القوى الظلامية ، ضد المبدعين والمثقفين العرب ، دفاعَا عن حرية العقل والتفكير والإبداع .
ففي البدء كانت الكلمة ، وهي أساس الحرية ، ومعها تكون حرية الإنسان .



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عربة الحصان الأمريكي ومشاريع التصفية ..!!
- القوارير وهاجس الكتابة
- 30 عامًا على رحيل الشاعر الفلسطيني عصام العباسي
- جديلة الشعر
- - ثقافة - الكابريهات ..!!
- قائمة مشتركة واحدة وليس أكثر ..!!
- حين بكت هدى
- السودان إلى أين ..؟!
- دُكّوا عُروشَهُم
- الكاتبة والأديبة فاطمة ذياب مسيرة طويلة مع الكلمة وزاخرة بال ...
- عدد حزيران من مجلة ( الإصلاح ) الثقافية الشهرية
- رحيل الشاعر والزجال الشعبي الفلسطيني درغام الجلماوي
- صوت فريدمان أم ترامب ..؟!
- من نكسة حزيران حتى صفقة القرن
- الأدب في المعركة .. 52 عامًا على الاحتلال
- يا قرة عيني
- في ذكرى الأنيس رياض الأنيس
- حول رواية - حب في العاصفة - للكاتبة الشركسية حوّا بطواش
- الشاعرة السورية ليلى غبرا تصدر ديوانها الشعري الثاني - ضياء ...
- مع ديوان - اللهم ارفع غضبك عنّا - للشاعرة عايدة خطيب


المزيد.....




- مساعد رفيع في الكرملين عن اتفاق لقاء ترامب وبوتين: -في الأيا ...
- أجود زيت زيتون مستخرج من أشجار -خالدة- في هذه الدولة
- تحليل.. فخ بوتين هل يسقط ترامب خلال لقائهما القريب؟
- صحة محمد صبحي ومحمد منير وأنغام.. إليكم ما نعلمه عن حالتهم
- تحد جديد ينتشر بسبب تيك توك يثير قلقًا وتحذيرات.. شاهد أحدث ...
- بعد سنوات من التشكيك.. الأدلة الوراثية تبوح بسر التعب المزمن ...
- روما توافق على بناء أطول جسر معلق في العالم يربط صقلية بالبر ...
- آخر المستجدات بشأن الحريق الهائل في منطقة أود جنوب فرنسا
- ما الذي يعيد جمع دمشق وموسكو على الطاولة؟
- 22 شهيدا في قصف إسرائيلي لشقق سكنية وخيم نزوح بغزة


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - في مسألة حرية الكلمة والإنسان