|
الأدب في المعركة .. 52 عامًا على الاحتلال
شاكر فريد حسن
الحوار المتمدن-العدد: 6255 - 2019 / 6 / 9 - 17:41
المحور:
الادب والفن
الأدب في المعركة ... 52عامًا على الاحتلال اطلالة على بدايات الحركة الأدبية والثقافية الفلسطينية في المناطق المحتلة بقلم : شاكر فريد حسن بعد الاحتلال الاسرائيلي العام 1967 شهدت الاراضي الفلسطينية حركة أدبية نشطة ، وذلك بفعل الظروف الجديدة التي افرزها واقع الاحتلال ، وما عاناه شعبنا الفلسطيني في المخيمات من قهر وظلم وعسف وتميل يومي ومشاكل حياتية . وتعددت الفنون الادبية التي تعكس وتصور وتعبر عن الواقع المعيش ، وبرز الشعر بشكل خاص ، وتبلور أدب مكافح ككفاح الصحراء ، وملتهب كالتهابها . وظهرت أعمالًا أدبية واقعية ملتزمة في مجال الشعر والقصة القصيرة والرواية . ورافق ذلك متابعات واضاءات نقدية عديدة . ومن أهم العوامل التي ساهمت في ابراز وانتشار الأدب الفلسطيني نشوء وصدور الصحف والمجلات الأدبية والثقافية كالقدس والشعب والميثاق والطليعة والفجر والبيادر والفجر الادبي والكاتب والشراع والعهد والحصاد وغير ذلك . هذا فضلًا عن الجامعات والمعاهد العليا في الوطن المحتل ، كجامعتي بير زيت وبيت لحم ، حيث لعبتا دورًا رياديًا هامًا في تعميق وترسيخ وتطوير الادب الفلسطيني ونشره ، وخصصتا مساقًا لدراسة هذا الأدب ما ساعد في عملية الحراك والنهوض الثقافي والادبي ، وابراز الحركة الأدبية الفلسطينية . وعرف المشهد الأدبي والثقافي الفلسطيني تحت حراب الاحتلال العديد من الأسماء الشعرية والقصصية والنقدية التي ساهمت في رفده بإبداعاتها الملتزمة . ففي الشعر عرفنا : فدوى طوقان ، وعلي الخليلي ، وأسعد الأسعد ، وعبد اللطيف عقل ، وفوزي البكري ، وعبد الناصر صالح ، ومحمد حلمي الريشة ، وجان نصراللـه ، ويوسف حامد ، ومحمود عباس عوض ، وماجد الدجاني ، وليلى علوش ، وسميرة الخطيب ، وللي كرنيك ، وعبد القادر صالح ، وباسم النبريص ، ووسيم الكردي ، وتوفيق الحاج وسواهم ممن لم اتذكر اسمائهم . وفي مجال القصة والرواية : سحر خليفة ، وجمال بنورة ، وزياد حواري ، وجميل السلحوت ، وزكي العيلة ، وغريب عسقلاني ، وعبد اللـه تايه ، ومحمود شقير وابراهيم جوهر وعبد السلام العابد ، وسامي الكيلاني وغيرهم . أما في مجال النقد والدراسات الأدبية والتراثية فعرفنا محمد البطراوي ، وصبحي الشحروري ، وعادل الأسطة ، وابراهيم العلم ، وفخري صالح ، وحسن ابراهيم سرندح ، وعبد اللطيف البرغوثي وغير ذلك . وفي الواقع أن الحركة الادبية الفلسطينية أثبتت حضورها الفاعل والواعي كرافد من روافد النضال والمقاومة ومناهضة الاحتلال ، وعكست قضايا وهموم ومعاناة شعبنا الفلسطيني في مخيمات الجوع والبؤس والشقاء والعذاب . وتعرض المبدعون والأدباء الفلسطينيون وكل من له صلة بالكلمة المقاومة للملاحقة والتضييق على أدبه والاعتقال والزج داخل الزنزانة ، وبرز الادب الاعتقالي ، أو أدب السجن . وقد شهدت الحياة الفلسطينية حتى الانتفاضة الفلسطينية الندوات الادبية والثقافية ، ومهرجانات الأدب الفلسطيني في القدس ، وليالي الاغنية الفلسطينية ، ومعارض الكتب والفن ، ناهيك عن ولادة مسرح فلسطيني ، وانشاء دور نشر كان لها دور كبير في طباعة النتاجات والأعمال الأدبية لشعرائنا وكتابنا وباحثينا الفلسطينيين ، ومنها دار نشر صلاح الدين ، والكاتب ، وابو عرفة وسواها . وشهدت الحركة الادبية الفلسطينية نموًا وصعودًا وانتشارًا بين الجماهير ابان الانتفاضة الشعبية الفلسطينية ، ونتج أدب ثوري ملتزم مقاوم جديد ، وحفلت الصحف والمجلات بإبداعات الكتاب والشعراء الفلسطينيين ، التي راحت تمجد انتفاضة الحجارة وأبطالها وشهدائها . ولكن للأسف الشديد أن الحركة الادبية والثقافية الفلسطينية تراجعت كثيرًا بعد توقيع اتفاق اوسلو ، وفقدت وهجها ولمعانها ، وها نحن نرى غياب المجلات الأدبية والثقافية ، وانحسار الأدب الوطني الفلسطيني ، وغياب الكثير من مفردات الثورة ، وكلمات المقاومة ، وتوقف عدد من الأقلام عن الكتابة ، ويعود ذلك لعوامل ذاتية وموضوعية وظروف سياسية ، أهمها الانقسام الفلسطيني الذي ترك أثرًا كبيرًا ليس على الحالة السياسية الفلسطينية فحسب ، وإنما على الحالة الثقافية وحركة الابداع الوطني الفلسطيني . وقد تسبب اتفاق اوسلو في تشظي الفكرة الفلسطينية ، وتشظٍ أصاب السيكيولوجية الفلسطينية الشرعية ورؤيتها ، ونشأت معضلة ثلاثية الأضلاع ، سياسية وثقافية واخلاقية .
#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يا قرة عيني
-
في ذكرى الأنيس رياض الأنيس
-
حول رواية - حب في العاصفة - للكاتبة الشركسية حوّا بطواش
-
الشاعرة السورية ليلى غبرا تصدر ديوانها الشعري الثاني - ضياء
...
-
مع ديوان - اللهم ارفع غضبك عنّا - للشاعرة عايدة خطيب
-
انتخابات مبكرة في اسرائيل .. إعادة المشتركة مطلب الساعة !
-
بالقلم السريع
-
تبكيك العيون والحناجر
-
صرخة ألم
-
في رثاء فقيد عيلبون والوطن الأستاذ فضل زريق
-
15 امًا على الغياب : الشاعر المثقف محمد حمزة غنايم .. مسيرة
...
-
إلى الغرائبي محمد حمزة غنايم في ذكراه الخامسة عشرة
-
شبق وعبق
-
الكاتب محمد نفاع في مجموعته القصصية الجديدة - غبار الثلج -
-
عرين الخطاف
-
ورحل د. الطيب تيزيني .. المفكر والمثقف السوري المشتبك مع الت
...
-
مات غريبًا
-
وداعًا أيها الشاعر العراقي الجميل فوزي كريم
-
خربشات في ذكرى النكبة
-
محاولة لقراءة نص - أريدك اليوم قصيدة - للشاعرة السورية عبير
...
المزيد.....
-
نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم
...
-
هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية
...
-
بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن
...
-
العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
-
-من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
-
فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
-
باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح
...
-
مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل
...
-
لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش
...
-
مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|