أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا كارم - الديمقراطية التمثيلية او الحرية : حتمية الثورة في تونس














المزيد.....

الديمقراطية التمثيلية او الحرية : حتمية الثورة في تونس


رضا كارم
باحث


الحوار المتمدن-العدد: 6265 - 2019 / 6 / 19 - 15:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الديمقراطية التمثيلية أو الحرية: حتمية الثورة في تونس
إن ما يحصل لواقعنا المشترك في أيامنا هذه، على غاية من الأهمية بما يهيئه لحسم القادم على مدى متوسّط. فقد استعمل سياسيّ مرتبط بحلقات المافيا المحلية والدولية وسيلة إعلام شعبية تحظى بثقة جمهور واسع من التونسيات والتونسيين، ليقدم نفسه باعتباره أملا أرسلته السّماء لإنقاذ المؤمنين من ضلال الاحزاب السياسية وزيف ادعاءات السّاسة قادة ومعارضين. ولجعل مقالته هذه راسخة في لاوعي مقولب وفق آليات العاطفة والشعور عمد هذا السياسي حاد الذكاء إلى استعمال حادثة موت ابنه فوضع استيديو سماه باسمه ليكشف عن ذات باحثة عن التضامن العائلي من جهة ومستهدفة رحمة الاله من جهة ثانية ثم زاد فأنشأ جمعية منحازة الى مقالات الدين تنتصر إلى الخير طلبا للرحمة على الابن فحسب ولا حاجة لها بسياسة او مناصب. فغالى في توزيع الطماطم والملابس المستعملة وأغطية الصوف ولوازم المطبخ والكراسي المتحركة لمحتاجيها من المقعدين وغيرها من الصدقات العينية التي استعمل خلالها صاحبنا تبرعات التونسيات والتونسيين بحثا عن رحمة لابنه وفق قوله.
ثمّ أعلن ترشّحه للعمل السياسي المباشر، فخرجت إحصاءات الرأي بتسوّده وتضعه على رأس زبائن البورجوازية الشمولية الكونية.
إنني لا أعتقد أن صعود هذا السياسي مرتبط بالعمل الخيري بما هو كذلك. لقد دخل الرجل قلوب العائلات منذ تخلى عن برامج الاثارة والعبث وتوجه الى دبلجة مسلسلات تركية مثيرة للمشاعر. وقد وجدت أقسام واسعة من المجتمع التونسي من مختلف الأعمار والاديولوجيات والطبقات في تلك الاعمال الدرامية ما يسر الناظر ومنها ولج صاحبنا السياسي إلى الذائقة العامة باعتباره خيرا من غيره من جماعات التفاهة والاثارة المجانية، واستقرّ باللاوعي مثالا أفضل من المعروض على الساحة الاعلامية. ثم جعل من قناته قناة تجمع الاخباري والسياسي بالدرامي والشاعري جمعا لطيفا أقبل عليه المجتمع مما بوب القناة في المرتبة الأولى لمدة طويلة كاسرة بذلك احتكار المافيوي سامي الفهري للمشهد الاعلامي.
ولما كان جمهور المتابعين عاطفيا مستعدا للانحياز إلى البكائين ونادبي حظوظهم وأقدارهم، فقد عمد صاحبنا إلى اصطناع مظلومية واحتفل دامعا بطغيان الحكومة ويوسف الشاهد رأسا مقابل وقوعه تحت ذلك الطغيان. وربط ربطا بالغ الاتقان بين ظلمه باعتباره مفردا وظلم مشاهدي تلفزته وطالبي مساعدات جمعيته الدينية، فنقل الظلم الذي يدعي انه يستهدف شخصه الى ظلم يتجاوزه ليسلّط على جمهوره الواسع من الفريقين: مشاهدين ومتسولين.
وربما كانت إحصائيات صديقه حسن الزرقوني غير بعيدة عن الحق كثيرا. ولذلك انتقل الشاهد والنهضة لضرب مرشح إيطالي مفترض تحقيقا لخطة فرنسية في تقسيم السلطة بين الفاسدين الحاكمين اليوم.
إننا إزاء معركة بين المافيات الدولية توتال وايني وغيرهما تدار هذه المرة على أرض تونس. وليس غريبا إذن أن يكون القروي على علاقة ببلحاج إيطالي التحالفات. ولا يمكن فهم الصمت الفرنسي -الاوروبي عامة خارج هذه المعادلة الرئيسية.
لكن ما المهم في هذا الصراع؟
أعتقد أن الديمقراطية التمثيلية انفضحت بالكامل ولم يعد ممكنا إخفاء فظاعاتها. من الجلي انها ديمقراطية البورجوازية التي تنتج قوادين يضعون قوانين واحد بالمائة من العموم ويزينون جرائمهم يمقالات الحداثة والحرية والنمط التونسي وخيبات لغوية أخرى.
ولا ينجحون في ذلك دون حركة النهضة التي تمثل الشيطان المثير لرعب الجميع والتي يستهدفها الديمقراطيون القوادوان حماية للنمط التونسي غير الموجود أصلا.
فحركة النهضة اكثر حداثية من أي حزب سافل آخر، وهي فعلا ممثل حاسم للبورجوازية الكونية الشمولية التي تطغى اقتصاديا وعسكريا وثقافيا وتهيمن على الانسانية باسرها. وبدل قيادة معركة ضد المكونات الحزبية التي تدور في فلك البورجوازية الشمولية، تصدر لنا وسائل الاعلام خطرا تافها اسمه الإسلام السياسي، ولكنه في الواقع أبرز تابع كولونياليا والأول على مستوى الارتباط والاكثر موثوقية لدى البورجوازية الشمولية الكونية. وليس صاحبنا البكاء ولا الشاهد ولا الباجي الموؤود الذي تم تصميته بقادرين على شيء أمام الموقف الدولي من النهضة.
إنهم يصارعون تابعا من اجل افتكاك مشروعية الاتباع وفضيلة المرتبة الأولى او القواد الأول لفرنسا أساسا ومن خلالها امريكا وصحبها الآخرين.
ليس هؤلاء جميعا أكثر من متنافسين على حيازة ثقة البورجوازية الكونية باستعمال أصواتنا ونداءاتنا للديمقراطية التمثيلية الرديئة التي تجيء بالمنخنقة وما ترك السبع ولا تفعل خيرا من ذلك. نحن إزاء كذابين يدعون الدفاع عن خبزنا وحريتنا، ثم ينقلبون ضد الحرية والخبز باتخاذ تدابير تنتفع منها دوائر الهيمنة الكونية على حساب الانسان هنا وفي كل مكان.
فهلا تركنا نبيل القروي والغنوشي والشاهد والباجي ومرزوق وحمة والرحوي ينطون كالعصافير البريئة بحثا عن مفترس ناعم يحسن القتل ويحسن إخفاء جريمته؟
متى يتوقف العقل الانتظاري المذعور من قدرته على التغيير والذعر من جاره المهموم والواثق من نبيل القروي الايطالي البورجوازي؟
متى ننأى بنا عن مسرح العار الإطلاقي هذا ونصنع خبرتنا المشتركة هنا؟
خارج التنظم الذاتي الذي نطلقه احرارا وننخرط فيه واعين ليس لنا من أمل. ودون حرية وعقل لا قيمة لأي عيش.
لنتأمل هذا القول لباكونين:" لقد وافق الرب الشيطان واعترف أنه(الشيطان) لم يخن آدم وحوتء حين وعدهما بالعلم والحرية مكافأة لهما لفعل العصيان الّذي دفعهما لارتكابه: فمنذ أكلهما الثّمرة المحرّمة قال الرّبّ في نفسه: أخيرا صار الإنسان مثيلا لنا يعرف الخير والشّرّ؛ فلنمنعه إذن من أكل ثمرة الحياة الأبديّة حتّى لا يصير خالدا مثلنا" (...) إنّ المعنى هنا شديد الوضوح. لقد تحرّر الإنسان وانفصل عن الحيوانيّة( غياب الحرية والعلم) وأسّس ذاته باعتباره إنسانا بدأ تاريخه وتطوّره الإنسانيّين الخالصين من خلال حركة عصيان وعلم، أي من خلال الثّورة والفكر."
DIEU ET L ÉTAT, 1870, p8.



#رضا_كارم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صناعة المؤسسة و اكتساب الطبيعة
- مأساة النمذجة في عقل المسلم الأرثوذكسيّ.
- الخيارات محدودة: إنسان أو دولة .
- الإقليم يتغيّر و السعودية تكتشف الجريمة فجأة
- دولة إسلامية ردّا على دولة إرهابيّة
- النّسيان :جوهر الأزمة الإنسانيّة
- 17ديسمبر و صيحة أخرى
- حول الإصلاح التّربويّ
- فوضى الأسئلة و مشروع السّؤال
- امرأة مهمّشة ،إنسان مستعبد
- بورقيبة التاريخي لا بورقيبة المفبرك في معامل الإديولوجيا
- الجبهة الشّعبيّة بحاجة إلى -فضيلة القتل- أو عليها انتظار-رذي ...
- المثلّث الخبري المعرفيّ : من يملك الحقيقة يسيطر على التّاريخ ...
- 23أكتوبر في مقاهي الهزيمة القرار، و الهزيمة المختارة
- العشرون من مارس 56: بنود -استقلال دولة- أو شرعنة احتلالها؟من ...
- لماذا هي كتابات أخرى؟ و لماذا يعلو الصّوت؟
- التوافقات الطّبقيّة تشكيل من خارج دائرة الحرمان لموجبات عناص ...
- لكن الكاميرا سقطت
- المعركة عميقا ، الصّراع متواريا ، المقاومة هناك أيضا
- 17 ديسمبر يا 20 فبراير:معركتنا واحدة يا جماهير التغيير اللاط ...


المزيد.....




- نتنياهو يأذن لمديري الموساد والشاباك بالعودة إلى مفاوضات الد ...
- رئيس وزراء بولندا يكشف عن -جدال مثير- أشعله نظيره الإسباني ف ...
- دراسة رسمية تكشف أهم المجالات التي ينتشر فيها الفساد بالمغرب ...
- تشابي ألونسو يستعد لإعلان قرار حاسم بشأن مستقبله مع نادي ليف ...
- الجيش الروسي يكشف تفاصيل دقيقة عن ضربات قوية وجهها للقوات ال ...
- مصر.. إعادة افتتاح أشهر وأقدم مساجد البلاد بعد شهرين من إغلا ...
- قائد القوات الأوكرانية: تحولنا إلى وضع الدفاع وهدفنا وقف خسا ...
- مقتل شخص وإصابة اثنين إثر سقوط مسيّرة أوكرانية على مبنى سكني ...
- استطلاع يظهر تحولا ملحوظا في الرأي العام الأمريكي بحرب غزة
- معتمر -عملاق- في الحرم المكي يثير تفاعلا كبيرا على السوشيال ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا كارم - الديمقراطية التمثيلية او الحرية : حتمية الثورة في تونس