أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا كارم - الإقليم يتغيّر و السعودية تكتشف الجريمة فجأة














المزيد.....

الإقليم يتغيّر و السعودية تكتشف الجريمة فجأة


رضا كارم
باحث


الحوار المتمدن-العدد: 5215 - 2016 / 7 / 6 - 00:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما وقع في السعودية و تركيا لا يمكن اعتباره عملا إرهابيّا تسهل تلفزته و تحويله إلى حدث إعلاميّ مصطفّ ضد الدّولة الإسلاميّة.
باكستانيّ أقام ل12سنة وفق تقارير مخابراتهم، ثمّ وجد ضالّته في قتل مصلّين بالمدينة المنوّرة و هي مكان مقدّس بشدّة عند المسلمين...
هذا غريب جدّا بالنّسبة لأيّ مجرم قاتل ، فضلا عن فقير جاء للعمل لا للقتل ، و قد حصل على ما طلبه ، ثمّ فجأة بات قاتلا ؟؟
ليس سهلا بلع هذه الرّواية.
و ليس سهلا ايضا قبول انّ الدولة الأإسلاميّة تثخن في أبرز حلفائها و مموّليها و داعميها و صنّاع قرارها. هذا شديد الغرابة و العجب. كيف تفجر الدولة الإسلامية
في أرض البعثة و في سكن الوهابية و منازلهم أو في إسطنبول آخر عاصمة للخلافة الإسلامية؟
لن تكون دولة إسلاميّة إذا فعلت.
و الجريمة الحاصلة في الحرم النبوي و من ثمّة الحملة الإعلامية القوية جدا التي تباشرها قنوات آل سعود ، توحي بأنّ مخطّطا ما بصدد التبلور و بأنّ الحرب
على داعش قرار نهائيّ و ان هذا الشّيء سينتهي من العراق و سوريا ، و هو بصدد الأفول في العراق على الأقلّ، كما بات يعدّ آخر أيامه بليبيا و تونس، و أنّ قرار الحسم بات وشيكا و بمقابل جيّد.
أعتقد ان رأس بشّار سيكون المقابل الذي تريده السعودية و تركيا ، و انّ روسيا تمكّنت ربّما من ضمان مصالحها في سوريا الجديدة بما يوفّر لها موقعا متواصلا على المتوسّط و يحول دون اي إمداد قطري او خلافه لاوروبا بالغاز ...
لماذا فشل المسكين الذي قتلوه في الوصول الى المسجد النبوي و تفجير نفسه هناك؟
كيف تمكن البوليس الفاشل السعودي من الانتباه إليه؟
الرواية الاولى ذكرت انه همّ بالبوليس و طلب مشاطرتهم الأكل، و هو غريب جدا نظير العنصرية الفضيعة التي يشعر بها المقيمون، من المواطنين فضلا عن
البوليس، و من ثمة فجر نفسه غدرا و غيلة، و الرواية الثانية تتحدث عن كون المسكين أراد الوصول الى الحرم النبوي، إذن فلماذا لم يفعل؟؟؟
تضارب الروايات قد يعني فبركة الحدث بدءا و منتهى. و إذا أضفنا إلى هذا ما أعلنته تركيا من اعتقال لروس و أتراك و لموقفها التفاوضي مع المحيط من روسيا الى
الكيان الصهيوني ، نفهم أنّ عملا انتقاليا مهمّا بصدد الحصول و أنّ التفجيرات تهيّء لما بعدها من تغييرات تكتيكيّة لتأمين مصالح مشتركة بين دول استعماريّة و أخرى تابعة بلا خطّة غير الارتباط.
لو نتابع المدخل الإعلامي المعتمد في قنوات السعودية و المبررات المساقة للتنفير من الإرهاب سنفهم كل شيء.
أين كان هؤلاء الأئمة عندما قتلت تونس و قبلها الجزائر و مصر و لبنان ؟
هل فقدوا بضاعتهم الفقهية عندما دمّرت سوريا و العراق خاصّة و فلسطين أوّلا و لبنان الجريح أبدا؟
جزء من لبنان مستباح من القاعدة و جزء من العراق منتصر للدولة الإسلامية، و سوريا مخرّبة و تونس مكلومة و الموت منتشر دون هوادة، و لا صوت في تلك القنوات يحذّر من الخراب.
الآن فقط بدت أصوات فاسدة تابعة تتحدّث عن السيرة العطرة و القيم الاسلامية الرفيعة و الحكمة و الموعظة الحسنة ... الآن عندما قرر العالم ان ينتهي من الدولة الإسلامية،
و عندما اكتشفت منظمة العفو الدولية فجأة أن المقاتلين الإسلاميين إنما هم سفاحون و مجرمو حرب ، و الآن فقط بان من الحشد الطائفي الفاسد في العراق صور
قطع الرؤوس و الانتقام المذهبي المقرف، الآن قرر العالم أن يتصدى لداعش ليؤسس لشكل همجي مختلف داخل الجسد الإسلامي ذاته.
يجب ان يتوقف داعش الآن . اللعبة لم تعد وظفيّة كفاية.
لا أدري سببا لذلك. هل لان خطره بات قويا جدا و وصل امريكا و اوروبا و غرقت في أوحاله تلك البقاع المفلسة أخلاقيا و الصانعة للموت منذ قرون؟
هل يقارن داعش بإرهاب الناتو و الاف 16 و السوخوي الروسية و غيرها؟
هل يقاتل داعش بالسيف ام بسلاح ليبرالي فاسق؟
من داعش غير بضعة من هؤلاء الامبرياليين السفلة؟
إنهم فقط يغيرون ثوب المجرم و لا يمسّون شيئا من عقل الجريمة. لن يتوقف راس المال عن إبادتنا بعد داعش . ستكون دول اسلامية اخرى قادمة ، مادمنا لم نحلّ مشكلاتنا مع الدّين حلّا نهائيّا و لو بعد عقود.
إنّهم يجدرون عن أزمتنا الروحية العميقةن و يدرون عن الخراب الذي يزرع فينا لان المرةا لا يجب ان تسافر دون محرم، و لا أن تقود سيارة و لا أن تكون بشرا بعد الفراش.
إنهم يعون أزمة الجنس و العقل فينا. و يستثمرون داخل تلك الحطايا و الآثام ليحولونا إلى حيوانات متقاتلة إلى الأبد.
الحوار بيننا حول السبحة و السجاد ، و الحوار عندهم حول كيفيّة القتل المبرّر جيدا على نفس السجاد و بالسبحة ذاتها ، يحملها قاتل واحد منتدب من بيننا.
إنّنا نموت كلّ يوم و نحمل عقلنا معنا إلى قبر بلا تراب و لا معزّين ، فقد مات الجميع و مات التراب.
___________________________
رضا كارم.



#رضا_كارم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دولة إسلامية ردّا على دولة إرهابيّة
- النّسيان :جوهر الأزمة الإنسانيّة
- 17ديسمبر و صيحة أخرى
- حول الإصلاح التّربويّ
- فوضى الأسئلة و مشروع السّؤال
- امرأة مهمّشة ،إنسان مستعبد
- بورقيبة التاريخي لا بورقيبة المفبرك في معامل الإديولوجيا
- الجبهة الشّعبيّة بحاجة إلى -فضيلة القتل- أو عليها انتظار-رذي ...
- المثلّث الخبري المعرفيّ : من يملك الحقيقة يسيطر على التّاريخ ...
- 23أكتوبر في مقاهي الهزيمة القرار، و الهزيمة المختارة
- العشرون من مارس 56: بنود -استقلال دولة- أو شرعنة احتلالها؟من ...
- لماذا هي كتابات أخرى؟ و لماذا يعلو الصّوت؟
- التوافقات الطّبقيّة تشكيل من خارج دائرة الحرمان لموجبات عناص ...
- لكن الكاميرا سقطت
- المعركة عميقا ، الصّراع متواريا ، المقاومة هناك أيضا
- 17 ديسمبر يا 20 فبراير:معركتنا واحدة يا جماهير التغيير اللاط ...
- فري كربول، فري عبد المجيد الشرفي
- أيّ مشروع لأيّة صيرورة؟
- ما معنى العمل بين الجماهير لتحريضها و تحريرها؟
- الأول من ماي: ذاكرة الحرّية.


المزيد.....




- -ما تفعله اختطاف-.. فيديو يُظهر شابة متشبثة بشجرة وملثمون يح ...
- غموض وتساؤلات حول تداعيات قرار الحد من صلاحيات القضاة في الو ...
- مصر.. تحرك من السيسي بعد مصرع -عاملات اليومية- بحادث تصادم م ...
- الجيش الإسرائيلي يأمر بإخلاء أحياء في غزة، و81 قتيلاً خلال 2 ...
- صحيفة: جدّ رئيسة الاستخبارات البريطانية كان جاسوسا لألمانيا ...
- انقسام في الولايات المتحدة بشأن نجاعة الضربات الأمريكية ضد إ ...
- هل نضجت ظروف اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة؟
- مسؤول عسكري أميركي: لم نستخدم قنابل خارقة للتحصينات في أصفها ...
- ويتواصل تدهور أوضاع الشعب التونسي
- باكستان: مقتل 16 جنديا في هجوم انتحاري غرب البلاد وإصابة مدن ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا كارم - الإقليم يتغيّر و السعودية تكتشف الجريمة فجأة