أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا كارم - النّسيان :جوهر الأزمة الإنسانيّة















المزيد.....

النّسيان :جوهر الأزمة الإنسانيّة


رضا كارم
باحث


الحوار المتمدن-العدد: 5210 - 2016 / 7 / 1 - 13:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الدولة حولت الإنسان الى شيء قابل للتعليب و السلعنة و الاتجار و التجريب .
الناس الكل تفيق في وقت واحد. يمشو لنفس المحطات . يركبو في نفس الحافلات او عربات الميترو او سيارات الاجرة او النقل الريفي المكتضة بيهم. كلهم يوصلو تعبانين من سهرية البارح و الطلبات متاع الابناء و الدزان
متاع بقية الاشياء اللي كيفهم ماشية تخدم.
الناس الكل يسكنو في مباني متشابهة ضيقة مافيهاش هواء ، مافيهاش طبيعة. بلوكات اسمنيتة معبية بالغضب مسطحة عنيفة و تتحول مع اول غضب للطبيعة الى ادوات قتل...
الناس الكل يبدو قبل الثامنة صباحا في الخدمة متاعهم مستعدين باش ينفجرو ضد بقية الناس اللي جايين طالبين خدمة.
رعب عايشين فيه البشر. قوانين زجرية موضوعة موش باش تتفهم آلام الناس و تسمعهم بل باش تعاقبهم رغم تلك الآلام الفضيعة. مراة حامل عوض ترتاح انطلاقا من فترة محددة من الحمل، لا هي،
تبقى في الهم و الدزان و العايط و القلق ل7شهور كاملين او اكثر.
علاش هذا الكل؟ مقابل شنوة هذا يصير؟
مقابل هاك الشهرية اللي باش يشرو منها حاجاتهم و يخلصو الكراء و الماء و الضو و التليفون و الانترنت و مصروف الصغار او لمجاتهم.
الدولة في بالي من مهامها حماية البقاء متاع الانسان، موش متاع الشيء. حماية البقاء هذي ماهيش مربوطة بالاهانة ، و لا بالتفرقة و لا باللاعدالة و اللاعدل.
بوليس يضرب مراة في منزلو و يهددها و يتوعدها و التحيقي يقومو بيه زملاؤو المناضلين.
بوليس ضرب مراة : شنوة التحقيق اللي ننجمم نعملوه توة؟
باش نثبتو انو المراة المسكينة هي اللي اعتدت على بوليس في تونس؟
يعني باش تصدقنا الناس؟
هذي ماهيش مدخل باش البشر يتحرك؟
لا أبدا . يا اما اهلها يتحركو و يجندو وسائلهم ، او ما فمة حتى حساب.
الدولة متاعنا هي فقط ممارسات عنصرية استبدادية ضد الناس.
فمة مافيات مستفيدة متحلقة حولها اوباش خالية من الشرف يصنعو في القيم و القوانين و الجماليات و الإرهاب زادة. و فمة اغلبية ما توثقش في بعضها، متشتتة ، متهرسلة ، مصابة بالفردانية الطبيعية المقيتة ، فردانية الغابة ،
فردانية حيوان جاع يوكل هو فقط و ما على بالوش ببقية الحيوانات ابدا. نحن في مستوى غريزي . نجوعو نوكلو، كيفاش باية وسيلة؟ هذا ما عندو حتى اهمية.
لانو اللي يقري الايتيد و اللي يوخذ رشوة في الطريق و اللي يقضي بالظلم و القهر مقابل عمولات، و اللي يخرب في فلوس دافعي الضرائب باش يعمل مشاريع فاسدة من نهارها الاول، و اللي يوخذ قضية و يبيع المتهم فيها بتنسيق مع المدعي ...
هذي ناس مهتمة فقط بالاكل و المسكن و الراحة. يعني حيوانات بالفعل .
لما البشر يفقد سيطرتو على ذاتو ، سواء السيطرة على مخاوفو او السيطرة على مفاسدو، يفقد تماما انسانيتو و يكون حيوان ناطق يبرر وسخو باي كلام و باي تخلويض يجيه على بالو.
الناس الكل تفيق الثامنة صباحا تمشي للخدمة في نفس الوقت و يمارسو ممارسات تناقض قوانين الشغل اللي هوماموافقين عليها و اللي ما قاوموهاش ابدا مع بعضهم.
الاحتجاج الفردي راهو ما يساوي حتى شي. الاحتجاج الفردي ما يدلش على الروح المقاومة، ربما يدل على العكس بالضبط. لانو القطوس لما تتكلو قطعة لحم ينجم يحل حرب كاملة حتى لو يخسرها.
يعني تصرف غريزي ما عنجدو حتى علاقة بالشجاعة و الايمان بالحق ....
اللي بالفعل يحتج هو اللي يحب يغير. و التغيير ما يكونش فردي ابدا. راهو لما تغير في محيطك الصغير فقط انت يا سيدي حليت مشكلة ظرفية مؤقتة بسيطة و ما حليتش المشكلة.
يعني موش صحيح انو لو كل واحد يقوم بدورو من موقعو توة كل شي يتصلح.
علاش هي المواقع لما نجمعوها مع بعضها نتحصلو على الوجود؟؟؟؟
لاااااا. التغيير يصير جماعي و انطلاقا من مشروع جماعي عقلاني. التشاركية هنا هي اساس اول . شنوة تعين التشاركية؟
موش كل واحد يعطي رايو . موش اي راي يتمسى حرية. لانو فمة آراء لازم اصحابها يتعلمو يسمعو و يتعلمو قبل ما يتقيؤوها. التشاركية هي انو نؤسسو مع
بعضنا مشروع يفهم مصالحنا المشتركة و يحط اداوت تامينها و سلامتها و ديمومتها. و لذلك هو عقد مفتوح على التعديل اللي تثبتو الخيارات الخاطئة.
لانو نحن ما نملكوش تجربة كاملة مطلقة و فهم نهائي مكتمل للتاريخ. نحن نتعلمو اثناء الحركة و التعديلات هذي قد تحتاج الفورية و السرعة الناجعة ،
و هذا يتطلب تكوين فرق من داخل الحقول المشتركة للانجاز الفوري و لتحمل مسؤولية الاتجاز ان كان خاطئا.
بمعنى، علاش نمشو الناس الكل الثامنة للخدمة؟
شنوة الكارثة اللي تصير لما نتقسمو لمجموعات عديدة كل مجموعة تمشي في وقت مختلف على اللي قبلها؟
يظهرلي الدولة الوحيدة في العالم اللي ما عندهاش باصات توصل التلامذة لمدارسهم . راهو نسبة مائوية عالية من الهرسلة اليومية و الضغط النفسي هو توصيل الاولاد للمدرسة.
كيفاش تخلص ورقة الماء و انت تخدم مع البريدي في نفس التوقيت؟
كيفا توخذ شهريتك وانت و البنكاجي تخجمو في نفس الوقت؟
الدولة عملت كل شي باش تصنع الضغط النفسي و الازمة اليومية لماحقة المجهول اللي اسمو الوقت.
الوقت كالسيف ، الوقت ثمين، الوقت ، الوقت . المقت ايضا.
علاش مزروبين برشة؟
ما ننجمش نفوت الثامنة، المدير او العرف يعملي مشكلة.
هذا منطق الانسان قبل الثامنة بدقائق . منطق بكلو رعب. العللاقة مع القانون هي علاقة رعب. و انتقلت من القانون للي يطبق فيه . و دخلنا في فساد مختلف.
في تحرش جنسي يومي و علني و مفضوح و مقبول و يتحول في حالات الى مسائل معقدة اكثر.
ثم انتقلنا الى الرشوة ، و هاي قهوة او "قبلة" او اي كارثة و اسكت ما تعملش مشكلة.
الدولة صنعت ماكينات و قتلت الملايين من البشر.
ما عادش فمة إحساس كوني بالقيمة متاع الحياة الحرة ، اللي تفهم حريتها في حرية الآخر و حياتو و سعادتو و فرجتو. ماعادش مهم نعرف إحساس الآخر و أزمتو و نعاونو.
موش مهم اني نؤدي وظيفتي الحقيقية في الدنيا و اللي هي الحب و التغيير المبني على الحب.
نحن نسينا شعور الحب. النسيان هذاكة موش مجرد عطل في الذاكرة بل قرار من العقل الحيواني متاعنا. قررنا انو ننسو مسؤولياتنا الاكثر اهمية و هي مسؤولية تشارك الحياة السعيدة مع الآخر.
لما نفهمو احزان اآخر و آلامو و أزمتو، لما نتعلمو نحبو ، توة نعملو التشاركية.
نحن نسينا و بالتالي ما عادش نعرفو نحبو.
نسيان الوجود و تذكر الموجود أدى الى نهاية الميتافيزيقا . و نسيان الحب و تذكر الغريزة أدى الى نهاية الإنسان.
_________________
رضا كارم



#رضا_كارم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 17ديسمبر و صيحة أخرى
- حول الإصلاح التّربويّ
- فوضى الأسئلة و مشروع السّؤال
- امرأة مهمّشة ،إنسان مستعبد
- بورقيبة التاريخي لا بورقيبة المفبرك في معامل الإديولوجيا
- الجبهة الشّعبيّة بحاجة إلى -فضيلة القتل- أو عليها انتظار-رذي ...
- المثلّث الخبري المعرفيّ : من يملك الحقيقة يسيطر على التّاريخ ...
- 23أكتوبر في مقاهي الهزيمة القرار، و الهزيمة المختارة
- العشرون من مارس 56: بنود -استقلال دولة- أو شرعنة احتلالها؟من ...
- لماذا هي كتابات أخرى؟ و لماذا يعلو الصّوت؟
- التوافقات الطّبقيّة تشكيل من خارج دائرة الحرمان لموجبات عناص ...
- لكن الكاميرا سقطت
- المعركة عميقا ، الصّراع متواريا ، المقاومة هناك أيضا
- 17 ديسمبر يا 20 فبراير:معركتنا واحدة يا جماهير التغيير اللاط ...
- فري كربول، فري عبد المجيد الشرفي
- أيّ مشروع لأيّة صيرورة؟
- ما معنى العمل بين الجماهير لتحريضها و تحريرها؟
- الأول من ماي: ذاكرة الحرّية.
- إرهابي بقناع قاض، إرهابي بمهنة بوليس
- ثم صاح بأعلى صوته: حرّية، حرّية ،حرّية


المزيد.....




- روسيا تقدّم إعانات مالية للأمهات الصغيرات لزيادة معدلات المو ...
- رضيعة فلسطينية تموت جوعا بين ذراعي أمها في غزة المحاصرة
- تعيين سالم صالح بن بريك رئيسًا للحكومة في اليمن
- واشنطن تفرض رسوماً جديدة على قطع غيار السيارات المستوردة
- رئيسة المكسيك ترفض خطة ترامب لإرسال قوات أمريكية لمحاربة كار ...
- الزعيم الكوري يؤكد ضرورة استبدال دبابات حديثة بالمدرعات القد ...
- نائب مصري: 32% من سكان البلاد يعيشون تحت خط الفقر (فيديو)
- إعلام: الجيش السوداني يستهدف طائرة أجنبية بمطار نيالا محملة ...
- صحيفة -الوطن-: تعيين حسين السلامة رئيسا لجهاز الاستخبارات في ...
- من هو حسين السلامة رئيس جهاز الاستخبارات الجديد في سوريا؟


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا كارم - النّسيان :جوهر الأزمة الإنسانيّة