أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا كارم - الخيارات محدودة: إنسان أو دولة .














المزيد.....

الخيارات محدودة: إنسان أو دولة .


رضا كارم
باحث


الحوار المتمدن-العدد: 5232 - 2016 / 7 / 23 - 12:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما ضُربت أرض القاعدة و موطنها الأوّل ، انتقلت فرادى و جماعات صغيرة إلى أمريكا و أوروبا أرض العرب للنّيل منها.
تفجيرات مدريد و لندن و الدار البيضاء فضلا عن تدمير العراق و التّهيئة لتخريب سوريا .
الدولة الإسلامية بالعراق و الشّام، بصدد التّمزّق الكامل في العراق و سوريا و ليبيا ، و نحن اليوم نشهد ضربات متتالية عنيفة جدّا في فرنسا و بلجيكا و ألمانيا و كلّها تَنسب إلى "مواطني الدولة الإسلامية بالعراق و الشّام".
التاريخ لا يعيد نفسه و لو في شكل مهزلة. هي استراتيجيات جاهزة للتنفيذ ضمن خطط مرحلية متكاملة و متناسقة بشكل يوحي بأنّها بنات التاريخ و أحواله المتبدّلة.
التاريخ لم يعد ملك الله و لا ملك الإنسان. رأس المال يملك التاريخ و يصنع الأقدار و يصوغ المستقبل . اسأل السي اي اي عن مصير علاقتك بحبيبة التبس عليك أمرها ، بدل تضييع وقتك مع مشعوذ سخيف يقتات كبعوض على أحزانك.
ما الذي يريده راس المال في البداية و النهاية؟
كيف تحوّل العالم الجديد من تنافس قطبيّ بين سيطرة الدولة و سيطرة المافيات إلى صراع داخل المافيات ذاتها و على حساب دولة روسو ، بل دولة هوبز حتّى؟
هل مازالت الدّولة إمكانا مستقلّا بذاته متوجّها إلى داخله متعاونا مع البقيّة؟
لماذا إذن تواصل الدسالتير و كتبتها و رهبانها إخفاء الهيمنة و تبريرها و التمويه على طبيعتها الاستعبادية و خلق مناخات أمل و ثقة في أجهزة تمارس القتل بالتأجيل و التّقسيط؟
ما الذيير جعل دولة أمريكا أفضل من الدّولة الإسلاميّة بالعراق و الشّام؟
التكنولوجيا و الرّفاه و غيرها متوفّر في السعوديّة بنفس المقدار الذي هي عليه في السويد و بريطانيا و مع ذلك لا يعتبر السعودي نفسه سعيدا.
إذن شروط السعادة لا تحددها قيم الاستهلاك و لا الدولة بوصفها أجهزة تأبيد استغلال المافيات للبشر. السعادة مسألة لصيقة بعالم الذّات ، و مؤقّتة في الزّمان و حال
من أحوال الإنسان بتدّل بتبدّل الشّروط و لعلّ شرط سعادة اليوم ليس ذاته شرطها بعد سنوات.
فالدولة سواء كانت في العراق و الشام معلنة للجهاد أو في سوريا متبنية للممانعة أو في روسيا صانعة للخراب الإقليمي أو في أمريكا امبراطوية استعمار،
فإنّها تظلّ تجمعا منسقا بإحكام لتفهم الهيمنة و إخفائها و تقنينها و تبريرها و فرضها مقدّسا.
لذلك أنت اليوم لا يمكلن التبوّل على علم نظير الغضب العارم الذي ستلقاه من جمهور المواطنين
بالمقابل يمكنك الجهاد في سوريا و لن يثير ذلك حماسة الأجهزة بل لعلّها تيسّر لك رحلة القتل.
إنه كون خاضع لخطط مرسومة في معاهد دراسات يشرف عليها خبراء تمكّنوا من تجريب نظرياتهم على أجسادنا العارية و أجسادنا المواطنة . ما كتبه كيسنجر لا يختلف كثيرا عمّا نراه اليوم في فلسطين مثلا. لم نكن نستطيع أن نبصر في سلوك عرفات ما يدعو إلى اعتباره فاسدا.
و لكنّنا اليوم و بعد اكتمال الصّورة نبصر.
أن تبني فلسطين على أنقاض لبنان ، مثلما يواصل حزب الله فعل ذلك، سينتج قريبا جدّا خراب لبنان و مزيد تمزيق فلسطين.
لننتبه القصيّة الفلسطينيّة لم تكن يوما قضيّة قوميّة خالصة و لا دينيّة مبتظلة.
ماذا فعل الممانعون جميعا؟
استثمروا في القتل و الخراب في بلدانهم فأضاعوها و أضافوها إلى فلسطين. نتذكّر أنّ السّافل بن علي كان بدوره "ملتزما بفلسطين" و أنّ التزاماته تلك جعلته ينشئ علاقت مع الصهيونية ليتمكّن من مفاوضتها
و تخفيف الضّغط على رام الله او جنين مثلا...
إنّ المقاومة قرار حرّ لا يمكن فرضه من أيّة جهة. و ثابت أنّ السوريّين لم يقتنعوا كثيرا بالممانعة بقد رغبتهم في شيء من الأكسيجين الذي يستثني نسائم البعث السوري الكافر بالمحرّف عفلق و الدّكتاتور صدّام.
في سوريا ليس ثمّة حزب البعث فقط، بل صورة نمطيّة فضيعة و فاسقة عن تأويل عسكريّ سافل لتصوّرات قوميّة منقولة عن أوروبا التي جاوزت قوميّتها إلى آفاق ارحب.
على السّوريّ أن يرفض عفلق و البيطار و أنطون سعادة والشيوعيّة و النّاصريّة و الليبراليّة ،
ليقبل حافظ الأسد و يرضى بابنه و يصمت دون نقاش.
كيف يكون السوري سعيدا بتوريث الحكم داخل عائلة واحدة في نظام جمهوري مفترض؟
إذن هي لم تكن ممانعة و لا هي اليوم مقاومة. حماس لا تقاوم. حماس تنال سلاحا من إيران و موقفا داعما من تركيا لتضرب باليمين و تربح باليسار و في السياسة.
موضوعيا ليسثمة فلسطين دون انتخابات عامّة تلحق غزة بالضفة او الضفة بغزة. أما هذا الوضع المؤبّد فليس من مستفيد منه غير الصهيونية.
كلهم قطعوا نصيبا وافرا من فلسطين. لقد قتل الرنتيسي لتحتفل به حماس، و قتل ابو علي لتعبّر الجبهة الشعبية عن حفاوتها به و كذلك شأن الجهاد و فتح و ألوية صلاح الدين...
هذه المقاومة التي تتحرّك في التاريخ فاشلة جدّا و هي مبشرة بنتائح معلومة مسبقا.
الدولة ستتمكن دائما من إسقاط حامل السلاح، لكنها لن تتمكن ابدا من إسقاط ملايين المنتفضين في الشوارع و المؤسسات المهيمنة .
أشكال الصراع التقليدية مهما كانت راديكالية تمكّن راس المال من استيعابها . حزب الله في طريقه إلى بيت الطاعة أو ينتظره جحيم كبير. لكنّ ملايين الحناجر الهاتفة و العقول
المخطّطة للتّحرّر ستتمكّن من دسّ إصبعها حيثما ولّى وجهته من جسد الاستعباد.
داعش و ماعش و فاحش و أمريكا أوجه مختلفة لسيناريو استبداد واحد. لنكفّ عن متابعة الأخبار و لنصنع أخبارنا . المقاومة شأن مستقلّ عن كلّ دولة.
لا يمكنك انتظار أموال إيرانية لتقاوم. غدا تجدمافيات إيران مصلحة في تأجيل الثأر لأخيك، فما عساك تفعل يا هذا؟
المقاومة مشروطة بالاستقلالية و التشاركية و الفعل الجماعي التعادليّ . كلّ ذلك ينظّم عقلانيا ضمن أطر فاعلةو متحركة . لن يقتل البوليس عشرات الملايين من الأحرار.
____________________



#رضا_كارم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإقليم يتغيّر و السعودية تكتشف الجريمة فجأة
- دولة إسلامية ردّا على دولة إرهابيّة
- النّسيان :جوهر الأزمة الإنسانيّة
- 17ديسمبر و صيحة أخرى
- حول الإصلاح التّربويّ
- فوضى الأسئلة و مشروع السّؤال
- امرأة مهمّشة ،إنسان مستعبد
- بورقيبة التاريخي لا بورقيبة المفبرك في معامل الإديولوجيا
- الجبهة الشّعبيّة بحاجة إلى -فضيلة القتل- أو عليها انتظار-رذي ...
- المثلّث الخبري المعرفيّ : من يملك الحقيقة يسيطر على التّاريخ ...
- 23أكتوبر في مقاهي الهزيمة القرار، و الهزيمة المختارة
- العشرون من مارس 56: بنود -استقلال دولة- أو شرعنة احتلالها؟من ...
- لماذا هي كتابات أخرى؟ و لماذا يعلو الصّوت؟
- التوافقات الطّبقيّة تشكيل من خارج دائرة الحرمان لموجبات عناص ...
- لكن الكاميرا سقطت
- المعركة عميقا ، الصّراع متواريا ، المقاومة هناك أيضا
- 17 ديسمبر يا 20 فبراير:معركتنا واحدة يا جماهير التغيير اللاط ...
- فري كربول، فري عبد المجيد الشرفي
- أيّ مشروع لأيّة صيرورة؟
- ما معنى العمل بين الجماهير لتحريضها و تحريرها؟


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا كارم - الخيارات محدودة: إنسان أو دولة .