أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاضل فضة - في العالم العربي فقط














المزيد.....

في العالم العربي فقط


فاضل فضة

الحوار المتمدن-العدد: 1542 - 2006 / 5 / 6 - 09:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا تبنى الدول والمجتمعات بأدوات القهر والقسر والاستبداد، وهي أدوات تعني التخلف والارتداد

بين النجاحات السياسية النادرة للمجتمع العربي ككتل وليس كأفراد يتساءل المرء عن الوطن العربي كله. لماذا لا يزال الحكم في الوطن العربي يمرّ بمراحل لا تنحو إلى التطوير ببرامج استراتيجية تقود الدولة ومواطنيها إلى سدّة السلام والأمن السياسي والاجتماعي والاقتصادي؟ ولماذا تصر معظم الأنظمة العربية على استخدام الوسائل الأمنية والعنف في حكم شعوبها، بدلاً من تطوير الإمكانات الحوارية بين الأحزاب السياسية الفاعلة والقوى الشعبية الحية، ليتحول الحكم في الدول العربية إلى حكم أقل ما يقال إنه إنساني؟
لا أحد يحتاج إلى مقارنة النظام العربي مع أنظمة الدول المتقدمة. هذه الدول التي تعمل بكل الوسائل المتاحة وغيرها على تقدم مجتمعاتها عبر معايير حقوق الإنسان والقانون الدولي، وعلى تطويرها اقتصادياً عبر رفع مستوى معيشة مواطنيها. إذ يكفي تأمل العديد من الأنظمة العربية وطرق أدائها، ومستوى الصراعات الظاهرة او المكتومة فيها لنتبين حقيقة الوضع العربي.
النظام العربي وإلى اليوم لا يعرف من معايير السلام الاجتماعي إلا سيطرته وتحكمه بالمواطن. وغير راغب وإلى اليوم في تطوير تلك الحالة المتخلفة في التاريخ المعاصر بالانتقال إلى سلام الحوار والمشاركة، ليتحول إلى حكم فيه من الإنسانية التي نتغنى بها في ثقافتنا ليلاً ونهاراً. والنظام العربي لا يملك إلى اليوم برنامجاً جدياً لتطويره، إلا لدى بعض الحكام الذين فضّلوا تطوير بلادهم والاهتمام بشعوبهم وهم ندرة للأسف.
هل هو غياب المعرفة لهدف العملية السياسية، أم هي الغريزة البدائية في السلطة السياسية لما تقدمه من موقع ومزايا وتحكم بالشعب وحرياته وقوته اليومي؟ أم أن القضية فعلاً ثقافية نابعة من صميم التاريخ الماضي، الذي لم يقدم نماذج غير التي تمارسها الأنظمة البارحة واليوم ومن الممكن غداً؟
العالم العربي يضج بالفوضى والتخلف والصراعات الداخلية، بحيث بات يمثل النموذج الأسوأ في التاريخ المستقبلي ما لم يحاول كل مفكريه وفاعلياته الثقافية وحتى حكامه مجاراة تقدم الحياة على كوكبنا الأرضي.
كيف نفسر أن معظم الدول العربية مؤلفة من مجموعات طوائف ومذاهب وإثنيات، ولا يمكن أن تتآلف هذه المجموعات من خلال الديمقراطية وعبر صناديق الانتخابات، وبدلاً من ذلك يتم تمثيل كافة الفرقاء والفصائل، ويفضل دائماً الحكم عبر القوة وأدوات العسكر والأمن، والاستبداد كوسيلة للاستمرار؟ وكيف نفسر عدم قدرة الفرقاء على الاتفاق والحوار البنّاء الحقيقي الذي يمكن للجميع عبر المشاركة فيه التوصل إلى حلول تصب في صالح الجميع؟ وكيف نفسر عمق عدم الثقة بالآخر في الوطن الواحد، ليعمل الجميع على تأصيل المذهبية أو العرقية ومحاولة الالتفاف بالقوة أو المناورة لتحقيق أهداف لا تصب في النهاية إلا لمصلحة زعامات وأفراد، يشكلون كتلة الحكم التي لم تتعرف حتى اليوم الى معايير الإنسانية والتسامح والقبول بالآخر؟
كان الوطن العربي حلماً لأبنائه ومفكريه ومثقفيه يوماً، ولم يعد كما كان في زمن الصحوة الحقيقية قبل النصف الأول من القرن الماضي، حيث أثبت التاريخ أن حمية الغريزة البدائية وحمى السلطة والتسلط، وحمى القوة والصراع أقوى من كل الأهداف الحقيقية لأي حزب سياسي مهما كان اتجاهه وقيمه ومبادئه. لا بل أثبت التاريخ أن الأهداف والشعارات، لم تكن إلا مطية وقطاراً سريعاً للوصول إلى سدة الحكم المتنازع عليه، لا بسلام، بل بأدوات العنف والقوة التي لم ترحل من عقول معظم الفرقاء إلى يومنا هذا.
المضحك المبكي اليوم، أن بعض الحكام لا يزال يبيع وبالمانشيتات العريضة مواقفه القومية والوطنية، وكأنه بذلك يضحك على نفسه قبل أن يضحك قسراً على عقول أبناء مجتمعه ودولته. والمأساة الكبرى، ان الظروف الاقتصادية والاجتماعية تدفع بجيش من الانتهازيين إلى تبني تلك المقولات التي لم تترجم إلا فساداً منتشراً في معظم ارجاء الدولة.
وما يدعو للإحباط، ان من نسميهم مثقفين وكتاباً وباحثين، يعملون على نهج مواز لمثل هؤلاء الطغاة.
العالم العربي اليوم، حلّة تغلي بالنار، ساعد على استمرارها بهذا الشكل غير المشرّف لقيم الإنسان وقيم الحياة وحق المستقبل نخب لا تملك مصداقية الذات، تتمسك بثقافة مشكوك بأمر ولاءاتها، والعالم العربي مريض ومستقبله يدعو إلى التشاؤم، مشاكله تبدأ منذ الطفولة من خلال التعليم والثقافة، ومآسيه لا تنتهي عند حاكم دكتاتوري، أو مسؤول ديني، أو رجل أعمال “نسميه ناجحاً”.
كانت التجربة التاريخية للشعوب مخابر لتطور نمط العيش بها، بعض الشعوب دفعت اثماناً باهظة وكبيرة للتوصل إلى قناعات بأن العيش المسالم اهم بكثير من دوافع القتل والإقصاء، لذا استطاعت أن تبني مجتمعاتها ودولها وتشيع السلام وآليات التطور السياسية والاقتصادية المناسبة، وبعضها، اختصر الطريق وعبّده عبر الاقتباس الحر من تجارب الآخرين، وغيرهم ما زال يبحث عن أفضل السبل لتتبع درب الحياة البسيط. لكن عالمنا العربي، لا يزال يدعي المعرفة، لكنه لا يملكها، وغير قادر على ممارستها بأمانة ومسؤولية، أولوياتها الصراع مع الآخر، لا بناء وإرساء البنى التحتية لقيام مجتمعات حقيقية حرّة تدافع عن نفسها عندما يتطلب الأمر.
قد تفرض التجربة الطويلة عدم الانعتاق من أحمال التاريخ والعيش في صدى الماضي، لكن الزمن القادم، قد يكون بركاناً متفجراً، وإعادة لتجارب مريرة، خاضتها شعوب أخرى استمرت لسنوات عديدة في صراعات داخلية قبل التوصل إلى صيغ الحوار الحقيقي المفضي إلى المشاركة الفعالة للجميع.
هل يجب إضاعة جهد أجيال وأجيال للتوصل إلى حل واضح كأشعة الشمس أمام الجميع، حاكماً ومحكوماً وشعوباً؟
لا تبنى الدول والمجتمعات بأدوات القهر والقسر والاستبداد، وهي أدوات تعني التخلف والارتداد.



#فاضل_فضة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من اجل حفنة من الدولارات
- زمن البؤس
- إنهم يحرثون العقول
- في هذا الشرق الراكد
- في زمن التحولات والركود الأصعب
- موقف الإغتراب السوري سياسياً
- من اجل بناء وطن سوري للجميع
- إلى المبدعين السوريين، أين مهرجانكم الخاص بكمزز!!
- من أجل بناء وطن سوري للجميع
- الخروج من تجني الزمن
- انقذوا سورية قبل أن يفوت الأوان
- سريالية بدون عاطفة
- كندا وطن الإنسان
- سعادة السفير الجديد
- احباط أخر الليل
- عندما تحرقنا الشموع
- المشهد السوري - أول التفكير
- المشهد السوري - المعارضة
- المشهد السوري - تحولات تاريخية عالمية وركود محلي
- المشهد السوري - المشاكل


المزيد.....




- مقتل 5 أشخاص على الأقل وإصابة 33 جراء إعصار في الصين
- مشاهد لعملية بناء ميناء عائم لاستقبال المساعدات في سواحل غزة ...
- -السداسية العربية- تعقد اجتماعا في السعودية وتحذر من أي هجوم ...
- ماكرون يأمل بتأثير المساعدات العسكرية الغربية على الوضع في أ ...
- خبير بريطاني يتحدث عن غضب قائد القوات الأوكرانية عقب استسلام ...
- الدفاعات الجوية الروسية تتصدى لمسيرات أوكرانية في سماء بريان ...
- مقتدى الصدر يعلق على الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريك ...
- ماكرون يدعو لمناقشة عناصر الدفاع الأوروبي بما في ذلك الأسلحة ...
- اللحظات الأخيرة من حياة فلسطيني قتل خنقا بغاز سام أطلقه الجي ...
- بيسكوف: مصير زيلينسكي محدد سلفا بوضوح


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاضل فضة - في العالم العربي فقط