أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاضل فضة - الخروج من تجني الزمن














المزيد.....

الخروج من تجني الزمن


فاضل فضة

الحوار المتمدن-العدد: 1162 - 2005 / 4 / 9 - 12:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس بالأمر السهل أن تعالج الأصعب، خاصة عندما تغوص في بنية موطنك التاريخي والروحي اللامحدود زمناً وأبعاداً. خاصة عندما تتكرر الأشياء بإسماء مختلفة، ومواقع لايهم أمرها، أو حوارات مازالت في صيغة محاصَرة.
البارحة، او اليوم أو غداً. الماضي، الحاضر أو المستقبل. كلمات هامة لمن يهتم في نظرية الأداء، ولامعنى لها لمن كان مسافراً على حصان لم يغير حوافره، لا في مآساة أيامه، أو في قمة البؤس المرافق في معنى السعادة، كونه لم ولا يستطيع الدخول في هذا الترف الخاص. فهو يخاف ويرتعب من مواجهة الحقيقة والأشياء، يرتعب من التفكير في الظروف في البيئة الإنسانية والثقافية، وفي معايير جديدة لم يكن يتصورها في محيطه النظري.

سؤال يترنح دائماً على عتبة الأيام القادمة والماضية، سؤال، نطرحه في ذاتنا الغير مشرقة أبداً عندما نحاول التواصل مع ابعادنا الثقافية، الداخلية التي تأن في وجعها على صدورنا، فتشوّه ما لا يستطيع أن يتعافي، مع أنه كان في الأصل مرهق، وشبه مشوّه.
والسؤال قد يعني الأسئلة، والهرب منها، أو من مواجهتها، قد يختلف من وادٍ إلى آخر، منهم من يصّر على العتمة بلغة الديبلوماسية المكررة، تاريخاً اطول من تاريخ التجربة الإشتراكية في روسيا وشقيقاتها، ويطرح ما تجاوزه العمر السياسي، الذي بالأصل كان مراهقاً في محتوياته. وغيره يمارس سياحة المعاني والكلمات، بحثاً عن صدى ذاتي قد يدخل في قطار آخر لن يؤدي إلى أية وجهة معلومة.

إنه البحث عن إمتدادات جديدة من واقع آخر لاعلاقة له بثقافة الأمس، بل محيط يقترب من ثقافة المكان والموقع بإبعاده اللامحدودة، عرقياً وتاريخياً ومهاجرين من كل حدب وصوب.
إنه كالنهر الجديد الباحث عن مجرى إنساني برئ، لا علاقة له مع أي من نظريات التلوث، والعنف، والبؤس المؤدي إلى عناوين القتل بدون سبب.
إنها التجربة، لمن احب أن يخرج، ولمن أحب أن يبقى سجين الايام القادمة، في ثوب اثبتت الأيام أنه لم يعد مفيداً أمام تجني الزمن على ماضٍِ، لا معنى من عراقته، إلا بمواصفات الطقوس المحببة في أوقات الضجر كحوار، في ظاهره، مهمة وطنية كبيرة، وفي باطنه، إجترار الخوف، والأنا، وحصار التسويق المنمق في أية لغة، ولو كانت غير مقنعة إلأ في مصالحها، الفردية في نهاية الأمر.

قال الراوي، هدفنا، شريف ونظيف، تعالوا، وغيروا، مارأيكم، في حوار، وطرق إستكشاف، وقالوا، وكرروا، ثم أعادوا، كلام الآخرين..
ويستمر الخطاب، بعد النوم، وغياب العقل عن واقع الحدث. والنشاط الذي لم يؤدي في فترة التدريب في الوصول إلى هدف ما، لن يؤدي في فترة الأزمات وتراكم العواطف في خانة ضيقة.

وتستمر الحياة، وإن كان عزة النفس أقوى من القدرة على مراجعة الذات في فعلها الغير متشنج ظاهرياً، لكي تراجع حقائق الظروف، وحق اللاحق المفروض بوصاية المعرفة المتساءل عن طبيعتها أولاً، لتؤدي إلى وصاية ومحور، فقط، لإننا كنا، أو لإننا سنكون، قسراً، كعقل عقائدي، أو أيديولوجي، أو غيره.
إنها المأساة التي عاشتها تجمعات، نشيطة على مستوى البحث في المعاني الرنانة. إنها المأساة التي أدت إلى الخراب، وتوابعه، من طرد وهجر، وتشريد. والمأساة التي لم يتعلم منها من ادعى حقه السياسي، قسراً، أو أفضليته، بدون معرفة، أو إمتيازه، لإنه راغب فقط.


لقد تغيرت الساعة هذا الأسبوع، واصبحنا نستقبل الشمس باكراً اكثر من أيام الشتاء. هل يمكن لهؤلاء الذين لايعرفون معنى التأمل في هذه المساحات الغير مقلقة لمعنى الإنسان، إكتشاف، القليل مما هم بأمس الحاجة إليه. والعودة إلى جذور معنى الكائن البشري، في صفاء مع الروح، مع الداخل الغير مكلس، مع البراءة في الأشياءِ، مع ندى الصباح.


إنها رحلة صعبة لمن لايرغب الخوض في معنى السلام الأبدي خارج أية معادلة دينية، أو فلسفية، أو ثقافية، أو سياسية.
إنها لغة للحياة، قد تكون الأبسط، في ظاهرها، لكنها قد تكون الأقوى في نتائجها على أي صعيد..
ومن يجربها بعيداً عن ملتقى المادة والأنطواء تحت خيمتها، لابد أن يدمن يوماً ما عليها...

...
ايه... كم هو منعش هذا النسيم، الغائب في وجوه القهر والعتمة، الحاضر في ترانيم المشردين والخاصة، في لوحات قد تعني الأرض، الوطن..الإنسان
استنشقوا، لعل الشمس تزوركم في نداها الصباحي..



#فاضل_فضة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انقذوا سورية قبل أن يفوت الأوان
- سريالية بدون عاطفة
- كندا وطن الإنسان
- سعادة السفير الجديد
- احباط أخر الليل
- عندما تحرقنا الشموع
- المشهد السوري - أول التفكير
- المشهد السوري - المعارضة
- المشهد السوري - تحولات تاريخية عالمية وركود محلي
- المشهد السوري - المشاكل
- المشهد السوري - المقدمة
- تساؤلات سورية
- في هذا الزمن المتناثر
- حكايات واقعية من بلاد الأغتراب 2 فنزويلا
- أكبر من الحكاية
- بعض الخطاب السوري بين الإصرار والتكرار
- ماقبل الطامة الكبرى
- حكايات واقعية من بلاد الإغتراب
- بيننا وبينهم فروقات ليست طفيفة
- عندما يحاكم صدٌام حسين


المزيد.....




- حرب غزة: لماذا يتعرض الفلسطينيون من طالبي المساعدات الإنساني ...
- -ما قمنا به في إيران كان رائعًا-.. ترامب: إذا نجحت سوريا في ...
- الاتحاد الدولي للسلة: إعلان هزيمة منتخب الأردن تحت 19 سنة أم ...
- ألمانيا... داء البيروقراطية حاجز بوجه العمالة من أفريقيا
- طهران تبدي -شكوكا جدية- بشأن احترام إسرائيل لوقف إطلاق النار ...
- الحكومة الفرنسية أمام اختبار سحب الثقة
- الموفد الأمريكي إلى سوريا: اتفاقات سلام مع إسرائيل أصبحت ضرو ...
- خبير عسكري: فقدان جيش الاحتلال قوات اختصاصية خسارة لا تعوض
- 40 عاما من الحكم.. الرئيس الأوغندي يترشح مجدّدا للرئاسة
- 47 شهيدا بغزة وعمليات نزوح كبيرة شمال القطاع


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاضل فضة - الخروج من تجني الزمن